ترامب تعهّد بـالسلام لغزة.. ووثائق مسرّبة تكشف واقعًا مغايرًا
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
تُظهر الوثائق وجود عقبات كبيرة أمام إدارة ترامب في تحقيق "سلام دائم"، في تناقض مع الخطاب الرسمي المتفائل الذي تطرحه الإدارة.
أبدى عدد من مسؤولي إدارة ترامب مخاوف جدية من انهيار اتفاق السلام بين إسرائيل وحماس في غزة، بسبب صعوبة تنفيذ بنوده الأساسية، وفق وثائق خاصة حصلت عليها "بوليتيكو" وتداولها مسؤولون أمريكيون.
وتكشف هذه الوثائق غياب مسار واضح للتنفيذ رغم الخطاب المتفائل للإدارة حول السلام في المنطقة.
وتم عرض هذه الوثائق الشهر الماضي خلال ندوة استمرت يومين للقوات الأمريكية بالمنطقة الوسطى، وأعضاء "مركز التنسيق المدني العسكري"، الذي أُنشئ في جنوب إسرائيل ضمن الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر.
ودعا الفريق أول ميشيل فنزيل، منسق الأمن الأمريكي للسلطة الفلسطينية وإسرائيل، نحو 400 مشارك من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، إلى جانب ممثلين عن منظمات غير حكومية وشركات خاصة مثل RAND.
وأظهرت العروض المقدمة قلقًا خاصًا بشأن قدرة "قوة التثبيت الدولية"، وهي مبادرة أمنية متعددة الجنسيات تهدف إلى الحفاظ على السلام في غزة، على النشر الفعلي. وتضمنت إحدى الشرائح سهماً مع علامة استفهام يربط بين المرحلة الأولى والثانية من خطة السلام الأمريكية، موضحة حالة عدم اليقين.
مراحل خطة السلام في غزةتهدف المرحلة الأولى إلى تحقيق استقرار فوري ووقف الأعمال العدائية، وتشمل وقف العمليات العسكرية بشكل كامل وانسحاب الجيش الإسرائيلي حتى الخط الأصفر وإعادة الرهائن إلى أهاليهم وتقديم دعم إنساني عاجل للسكان المتضررين ونشر "قوة التثبيت الدولية" لضمان الأمن والاستقرار.
أما المرحلة الثانية، فتركز على الانتقال إلى حوكمة مستقرة وإعادة الإعمار، وتشمل نزع سلاح حماس بشكل كامل وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المحيط المتبقي في غزة وتأسيس حوكمة فلسطينية انتقالية وإشراف "مجلس السلام" على سير العملية وإصلاح وتطوير مؤسسات السلطة الفلسطينية وتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية لإعادة إعمار القطاع.
الوثائق والمصادرتضمنت الوثائق مواد من وكالات حكومية أمريكية، "تقارير حالة" عن غزة، ووثائق استشارية من معهد بلير، الذي يديره رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وأكد مسؤول أجنبي مستقل صحة الوثائق، فيما وصفها مسؤول دفاع أمريكي بأنها تعكس القلق الداخلي للإدارة حول مستقبل المنطقة.
Related خطة لإنشاء قوة دولية في غزة.. ماذا نعرف عن مشروع القرار الأمريكي؟غزة: صراع يومي لانتشال أكثر من عشرة آلاف جثة من تحت الأنقاضعراقيل أمام إيصال المساعدات إلى غزة.. وتقارير إسرائيلية تتحدث عن "تسوية" بشأن أنفاق رفحتتضمن الوثائق 67 عرضًا مقسمًا إلى ستة أجزاء، وتعرض العقبات الكبيرة التي تواجه إدارة ترامب وحلفاءها في المنطقة لتحقيق "سلام دائم"، وتتناقض مع الخطاب الرسمي المتفائل الذي تبنته الإدارة.
ورغم ذلك، تظهر الوثائق التزام الإدارة بالاتفاق، مع خطط لمشاركة أمريكية واسعة تشمل الإشراف على إعادة الإعمار الاقتصادي، إلى جانب الشؤون الأمنية.
تصريحات الإدارةقال إيدي فاسكيز، المتحدث باسم وزارة الخارجية: "الجميع يريد أن يكون جزءًا من جهد الرئيس ترامب التاريخي للسلام في الشرق الأوسط. منذ إعلان خطة الـ20 نقطة، تلقينا آلاف الأفكار والمقترحات من دول ومنظمات.. لا يمكننا التعليق على كل المقترحات، لكننا ملتزمون بوقف إطلاق النار وتنفيذ خطة الرئيس ترامب."
وتشير الوثائق إلى أن الإدارة الأمريكية تواجه "مستنقعًا" محتملاً، إذ ستحتاج إلى موارد وصبر وشراكات طويلة المدى، لتجنب الفشل في الوساطة في نزاع مستعصي.
وقال أحد المشاركين: "مخطط السلام مفصول عن خطة التنفيذ.. الجميع يتحدث على مستوى نظري، لكن لا أحد يتحدث عن العمليات والتكتيكات."
ويؤكد مسؤول أمريكي سابق أن غزة تحتاج إلى اهتمام كامل على مدار الساعة، وأن إدارة ترامب لديها عدد محدود من الموظفين لمتابعة هذا الملف بينما تواجه أزمات عالمية عديدة.
فراغ أمني وإداريتوضح الوثائق أن السلطة الفلسطينية ستحتاج إلى دعم أمريكي ودولي طويل الأمد لإدارة غزة، مع تمويل واستشارات لقوات الأمن والشرطة لعقود. وتسيطر إسرائيل على 53% من مساحة غزة، بينما يعيش 95% من السكان في 47% المتبقية، حيث أعادت حماس نشر 7 آلاف عنصر أمني. وتصل حاليًا حوالي 600 شاحنة مساعدات يوميًا، مع وجود "اختناقات كبيرة" في التوزيع.
وتشير الوثائق إلى أن "حماس تستغل أي تأخير لاستعادة السيطرة عبر الدعاية والهجمات الوكيلة، مستفيدة من تراجع المبادرات الدولية".
كما توضح صعوبة نشر "قوة التثبيت الدولية" بسرعة، بسبب غياب وضوح حول التفويض القانوني، قواعد الاشتباك، التكوين، المواقع وآلية التنسيق. وبدأت الولايات المتحدة تداول مسودة قرار في الأمم المتحدة لتفويض القوة.
وأبدت عدة دول استعدادها للمساهمة، ومنها إندونيسيا وأذربيجان وباكستان وتركيا، بينما عارضت إسرائيل مشاركة القوات التركية في غزة.
كما توجد خلافات مستمرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول من سيدير غزة، إذ تتوقع السلطة السيطرة على القطاع، بينما ترفض إسرائيل ذلك، وخطة ترامب تنص على مشاركة السلطة فقط بعد الإصلاح الداخلي.
وتوضح الوثائق المخطط التنظيمي لإدارة غزة، بما يشمل مشاركة أمريكية واسعة في الإشراف على إعادة الإعمار الاقتصادي. لكن من غير الواضح مقدار الوقت والمال الذي ستستثمره الولايات المتحدة، خاصة بعد تصريحات سابقة لترامب حول تحويل غزة إلى "ريفييرا أمريكية".
وقال مسؤول أمريكي: "هناك تساؤل حول مدى توافق التدخل الأمريكي طويل الأمد في غزة مع أجندة "أمريكا أولاً". لكن فريق ترامب يعتقد أنه يمكننا الحصول على شركاء آخرين للقيام بدور أكبر."
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة دونالد ترامب غزة إسرائيل وقف إطلاق النار
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب سوريا دراسة أحمد الشرع الصحة بحث علمي دونالد ترامب سوريا دراسة أحمد الشرع الصحة بحث علمي دونالد ترامب غزة إسرائيل وقف إطلاق النار دونالد ترامب سوريا دراسة أحمد الشرع الصحة بحث علمي فرنسا إسرائيل إسبانيا داعش حضارة إدارة ترامب فی غزة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للسراويل الحرارية في خفض ضغط الدم
أظهرت دراسة من مركز "يون تي هيلث فورت وورث" في تكساس أن جلسات حرارية منزلية باستخدام سراويل يمرّ فيها ماء ساخن قد تساعد في خفض ضغط الدم وتحسين تدفقه لدى كبار السن.
تشير دراسة جديدة صادرة عن مركز "يون تي هيلث فورت وورث" في ولاية تكساس الأميركية إلى أن جلسات حرارية بسيطة يمكن إجراؤها في المنزل قد تساعد في خفض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم لدى كبار السن، في وقت يعاني فيه ملايين الأميركيين من مشكلات ارتفاع الضغط وضعف السيطرة عليه.
سراويل حرارية لمدة ساعة يوميااختبر الباحثون سراويل مبطنة بأنابيب تمرّ فيها مياه ساخنة، ارتداها مشاركون تتراوح أعمارهم بين 55 و80 عاما لمدة ساعة يوميا، أربعة أيام في الأسبوع، على مدى ثمانية أسابيع. وبعد انتهاء التجربة، سجّل المشاركون انخفاضا يقارب خمس نقاط في ضغط الدم الانقباضي، إلى جانب تحسّن واضح في تدفق الدم داخل الأوعية.
وتأتي هذه النتائج فيما تشير البيانات إلى أن قرابة 120 مليون بالغ في الولايات المتحدة يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وأن السيطرة عليه لا تزال ضعيفة رغم خطورته الصحية.
Related علاج لضغط الدم المرتفع.. دراسة تكشف تأثير دواء جديد على المرضى والحد من خطر الإصابة بنوبات وسكتاتاختبار جديد قد يساعد على التنبؤ بمستقبل ضغط الدم بعد جراحة إنقاص الوزن للمراهقينحاصرات بيتا لمعالجة ضغط الدم.. أضرارها أكبر من فوائدها لدى مرضى القلب حرارة "تشبه التمارين"يقول سكوت روميرو، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن استجابة القلب والأوعية للحرارة "تكاد تكون مطابقة للتمارين الرياضية"، لافتا إلى أن زيادة حرارة الجسم ترفع نبض القلب وتُحسّن تدفق الدم، بما يشبه تأثير النشاط البدني.
ولجعل العلاج الحراري أكثر سهولة، استعان الباحثون بسراويل حرارية مستوحاة من بدلات طورتها وكالة ناسا لدراسة وظائف القلب والأوعية تحت الضغط الحراري.
نتائج لافتة… وأسئلة معلّقةرغم النتائج المشجّعة، يقول الباحثون إنهم لا يزالون غير متأكدين تماما من السبب الدقيق وراء تحسّن الأوعية الدموية بهذه الطريقة. ويشير الدكتور آميت كيرا، اختصاصي أمراض القلب في مركز "يو تي ساوث وسترن" في الولايات المتحدة، إلى أن العلاج الحراري "ليس بديلا عن أدوية ضغط الدم"، لكنه قد يشكل "خطوة مساعدة" إلى جانب العلاجات المعتمدة.
ويرى كيرا أن انخفاضا بمقدار خمس نقاط قد يُحدث فرقا على المستوى السكاني، لكنه يظل متواضعا على المستوى الفردي، مؤكدا ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى ثبات هذه الفوائد على المدى الطويل.
حماية كبار السن من موجات الحرإلى جانب خفض ضغط الدم، يأمل الباحثون أن تساعد المعالجة الحرارية المنزلية كبار السن على التأقلم مع موجات الحر المتزايدة، خصوصا في ولايات مثل تكساس حيث ترتفع درجات الحرارة في الصيف إلى مستويات خطرة.
وتشير البيانات الأولية في المختبر إلى تحسّن قدرة كبار السن على تحمّل الحرارة بعد اتباع هذا النوع من العلاج، وهو ما قد ينعكس إيجابا على صحتهم العامة في ظل توقعات بأن يواجه ملايين كبار السن حول العالم مستويات خطرة من الحرارة بحلول عام 2050.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة ضغط الدم الصحة كبار السن
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم