خطر يهدد الحياة.. كيف تواجه النباتات تغير المناخ؟
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
لم يعد خطر التغير المناخي مقتصرًا على ذوبان الجليد أو ارتفاع منسوب البحار، بل امتد ليصيب قلب الحياة على الأرض: النباتات، التي تعد المصدر الأول للأكسجين والغذاء وسلسلة الحياة لجميع الكائنات.
النباتات تنتج 98٪ من الأكسجينوقالت الدكتورة آية التركي باحث بقسم بحوث الفيروس والفيتوبلازما
معهد بحوث أمراض النباتات ، إن التقديرات تشير إلى أن النباتات تنتج نحو 98٪ من الأكسجين الذي نتنفسه وتشكل 80٪ من السعرات الحرارية التي يستهلكها الإنسان يوميًا، مما يجعلها العمود الفقري لبقاء الحياة على الكوكب.
الاحتباس الحراري
وأوضحت "التركي" خلال تصريحات لها ، أنه منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، أصبح الإنسان المحرك الأكبر لتغير المناخ من خلال حرق الوقود الأحفوري واستخدام الأسمدة والانبعاثات الكربونية الهائلة. وقد أدى ذلك إلى تراكم الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، ما تسبب في ارتفاع درجات حرارة الأرض وحدوث ظواهر مناخية متطرفة بين فيضانات وجفاف وحرائق غابات.
وتابعت قائلة :" وفقًا لتقارير حديثة، من المتوقع أن ترتفع حرارة الكوكب بمقدار 3.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية القرن، وقد تصل إلى 4 درجات إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات" .
وأكدت "الباحثة بمعهد تكنولوجيا الأغذية" أن الصين تحتل صدارة الدول المسببة للانبعاثات الكربونية، بإنتاجها أكثر من 27% من إجمالي الانبعاثات العالمية. أما في إفريقيا، فتأتي مصر في المرتبة الثانية بعد جنوب إفريقيا، إذ بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد 2.36 طنًا عام 2022، بزيادة ملحوظة عن العام السابق. وتشير الأرقام إلى أن مصر تسهم بنحو 0.6% من الانبعاثات العالمية، ما يجعلها أمام تحدٍ كبير لتحقيق التوازن بين التنمية وحماية البيئة.
أمراض النباتات
وأوضحت أن ارتفاع ثاني أكسيد الكربون يؤثر بشكل مباشر على المناعة الطبيعية للنباتات وعلى توازنها الهرموني، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. كما يؤدي ارتفاع الحرارة والرطوبة إلى زيادة نمو الأوراق والسيقان، ما يخلق بيئة مثالية لانتشار الفطريات والآفات.
وتشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن العالم يفقد سنويًا نحو 40٪ من محاصيله الغذائية بسبب الأمراض النباتية والآفات، وهي نسبة كفيلة بإحداث أزمة غذاء عالمية إذا استمرت الوتيرة الحالية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التغير المناخي الاحتباس الحراري تغير المناخ النباتات الزراعة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: تعهدات المناخ خفضت الانبعاثات بنسبة 12%
أظهر تحليل جديد نشرته أمانة الأمم المتحدة لتغير المناخ أن الكمية السنوية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تضاف إلى الغلاف الجوي ستنخفض بنسبة 12% بحلول عام 2035 مقارنة بمستويات عام 2019.
ويمثل الرقم المنقح التقدم المحرز مقارنة بالخفض المتوقع بنسبة 10% الذي أُعلن عنه في 28 أكتوبر/تشرين الأول، ويأخذ في الاعتبار التعهدات التي تم تقديمها منذ الموعد النهائي للتحليل السابق.
وكان التحليل السابق الذي أجرته أمانة الأمم المتحدة لتغير المناخ قد أشار إلى أنه إذا تم تنفيذ خطط البلدان لمعالجة تغير المناخ، فإن الكمية السنوية من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المضافة إلى الغلاف الجوي سوف تنخفض بنسبة 10% بحلول عام 2035، مقارنة بمستويات عام 2019.
ويمثل هذا الحساب المرة الأولى التي تتنبأ فيها "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" بانخفاض مطرد في الانبعاثات العالمية، والتي كانت في زيادة مستمرة منذ عام 1990.
ومع ذلك، فإن خفض الانبعاثات المتوقع بنسبة 12% أقل بكثير من خفض الانبعاثات بنسبة 60% المطلوبة بحلول عام 2035 للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي عند 1.5 درجة مئوية فوق درجات الحرارة قبل الثورة الصناعية، وهي العتبة التي يقول العلماء إنه إذا تجاوزتها فإنها ستطلق العنان لتأثيرات أكثر شدة.
وتقدم دول العالم ما يعرف بالمساهمات المحددة وطنيا، وهي التزامات مناخية بموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، تحدد أهدافها للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها. وتتضمن هذه الالتزامات سياسات وتدابير لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويجب تحديثها كل 5 سنوات بزيادة مستويات الطموح تدريجيا.
وكان تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2025 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة بعنوان "بعيدا عن الهدف" قد أشار إلى أن التعهدات المناخية الجديدة المقدَّمة في إطار اتفاق باريس أدّت إلى تراجع طفيف في الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة العالمية خلال هذا القرن، لكن العالم ما زال يتّجه نحو تفاقم خطير في مخاطر تغيّر المناخ وأضراره.
إعلانوكشف التقرير أن توقعات الاحترار العالمي خلال هذا القرن، بناء على التنفيذ الكامل للمساهمات المحدّدة وطنيا، تتراوح الآن بين 2.3 و2.5 درجة مئوية. أمّا التوقعات المستندة إلى السياسات الحالية فتبلغ 2.8 درجة مئوية، مقارنة بـ2.6 إلى 2.8 درجة مئوية في تقرير العام الماضي.