اكتشاف مادة طبيعية في الجسم تفتح باب الأمل لعلاج ألزهايمر
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
توصل فريق بحثي دولي إلى آلية جديدة قد تُحدث تحولاً جذرياً في علاج مرض ألزهايمر، الذي يعاني منه نحو 40 مليون شخص حول العالم، ويتسبب بفقدان الذاكرة وتدهور القدرات الإدراكية تدريجياً.
فبعد سنوات من المحاولات لإيقاف أو عكس مسار المرض، كشف الباحثون بقيادة البروفيسور إيفاندر فاي فانغ من النرويج، أن تعزيز مادة طبيعية في الجسم تُعرف باسم NAD⁺ يمكن أن يحمي خلايا الدماغ من التلف العصبي المرتبط بألزهايمر.
ويُعد بروتين تاو محوراً رئيسياً في تطور المرض، إذ يفقد شكله الطبيعي ويتجمع داخل الخلايا العصبية، مما يعطل عملياتها الحيوية ويقود إلى تلفها. وهنا يأتي دور NAD⁺، الذي يعمل عبر بروتين آخر يُسمى EVA1C، يقوم بتنظيم عملية تضفير الحمض النووي الريبوزي (RNA Splicing)، وهي عملية دقيقة تُشبه "مقصاً ذكياً" يتحكم في تركيب المادة الوراثية داخل الخلايا.
وقد أظهرت الدراسة أن زيادة مستويات NAD⁺ تُصلح الأخطاء في هذه العملية، مما يُعيد التوازن لوظائف مئات الجينات المرتبطة بصحة الدماغ. وفي تجارب على ديدان C. elegans وفئران معدلة وراثياً وعينات من أدمغة بشرية، لاحظ العلماء تحسناً في وظائف الذاكرة والأداء العصبي.
كما كشفت التجارب أن تعطيل جين EVA1C ألغى هذه الفوائد، مؤكداً دوره الأساسي في الحماية العصبية. واستخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحليل ملايين التفاعلات البروتينية، ليتبين أن NAD⁺ يعزز نشاط البروتينات المسؤولة عن طي البروتينات وإزالتها، وهي آليات حيوية تتعطل عادة في ألزهايمر.
ويُعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه الذي يربط بين ثلاثة مسارات أساسية تتأثر بالمرض: الاستقلاب الخلوي، وتضفير الحمض النووي الريبوزي، وإدارة البروتينات. ويفتح ذلك آفاقاً جديدة لتطوير علاجات تعتمد على رفع مستويات NAD⁺ بطرق طبيعية أو دوائية، في محاولة لتأخير التدهور العقلي وتحسين جودة حياة الملايين من المرضى حول العالم.
علاج ألزهايمرألزهايمزقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: علاج ألزهايمر
إقرأ أيضاً:
قطع 5 آلاف خطوة تقلل التغيرات السلبية في المخ جراء ألزهايمر
كشفت دراسة علمية أن قطع 5 آلاف خطوة في اليوم ربما يقلل من التغيرات البيولوجية السلبية التي تطرأ على المخ جراء الإصابة بمرض ألزهايمر.
وأوضح الفريق العلمي من عدة مؤسسات بحثية، مثل كلية طب هارفارد ومعهد ساني بروك للأبحاث وجامعة تورونتو ومعهد بانر لدراسات ألزهايمر وغيرها، أن السير 5 آلاف خطوة يوميا يقلل تراكم بروتين تاو، وهو أحد العناصر الرئيسة لمرض ألزهايمر، حيث تنتشر هذه البروتينات في المخ مع تقدم المرض، وهذا يؤدي إلى تدهور الذاكرة والوظائف الإدراكية.
وشملت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "نيتشر" (Nature) المتخصصة في الأبحاث العلمية، زهاء 300 شخص بالغ تتراوح أعمارهم ما بين 50 إلى 90 عاما ممن تم تشخيص إصابتهم بمرض ألزهايمر في فترة ما قبل المرحلة السريرية، التي تظهر فيها الأعراض بشكل واضح على المرضى.
وفي إطار الدراسة، كان المتطوعون يرتدون جهازا لقياس عدد الخطوات مع إجراء فحص للمخ لتحديد معدلات تراكم بروتينات تاو وتكتلات الأميلويد التي تعتبر أيضا من مسببات ألزهايمر، مع إخضاعهم لاختبارات سنوية لقياس كفاءة الذاكرة.
وتبين من الدراسة أن المتطوعين الذين يقطعون مسافات أطول تتراوح ما بين 5 إلى 7 آلاف خطوة يوميا تقل لديهم بروتينات تاو ويحتفظون بقدراتهم العقلية لفترة أطول، بل إن المتطوعين الذين كانوا يسيرون 3 آلاف خطوة يوميا فقط أيضا تراجعت لديهم الأعراض المرضية.
ونقل الموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث العلمية عن باحثين مشاركين في الدراسة قولهم إن السير 5 آلاف خطوة في اليوم هو هدف قابل للتحقيق بالنسبة للبالغين من كبار السن، وقد أصبح من السهل حاليا متابعة عدد الخطوات التي يقطعها كل فرد بفضل وسائل القياس الإلكترونية الحديثة مثل الساعات الذكية على سبيل المثال.