لأول مرة.. مركبة فضائية تتحكم ذاتيا باستخدام الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
ألمانيا – أظهر مهندسون من جامعة يوليوس-ماكسيميليان في فورتسبورغ بألمانيا، لأول مرة، قدرة مركبة فضائية على التحكم الذاتي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
نفذت شبكة عصبية مثبتة على متن القمر الصناعي النانوي InnoCube مناورة توجيه كاملة اعتمادا على مهاراتها في اتخاذ القرار، دون أي إشارات من الأرض.
وخلال الاختبارات، أعاد الذكاء الاصطناعي توجيه المركبة بدقة عدة مرات متتالية.
عادة ما تعتمد أنظمة التحكم الفضائي على خوارزميات ثابتة تتطلب ضبطا يدويا طويلا. أما في مشروع LeLaR، فقد تم استخدام التعلم العميق المعزز، حيث تتعلم الشبكة العصبية استراتيجية التحكم بنفسها داخل نموذج افتراضي. هذا يسمح بتحكم أسرع وأكثر مرونة، مع قدرة أفضل على مواجهة العوامل غير المتوقعة في المدار.
أظهر فريق المشروع، الذي يضم كيريل جيبكو، توم باومان، إريك ديلجر، فرانك بوبي، وسيرجيو مونتينيغرو، أن الذكاء الاصطناعي قادر على العمل بموثوقية في مهام كانت تعتمد سابقا على المشغلين البشريين. لم يعد الذكاء الاصطناعي في الفضاء مجرد محلل، بل أصبح مشاركا نشطا في المهمة الفضائية.
يهدف مشروع LeLaR الألماني إلى تطوير أنظمة تحكم ذكية تضمن استقرار الأقمار الصناعية وتنظيم أدواتها وتصحيح مساراتها بدقة، دون تدخل مستمر من الإنسان. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة للمهام طويلة المدى إلى الكواكب أو الكويكبات، حيث يجعل تأخر الاتصال بالأرض التحكم عن بعد شبه مستحيل.
يعتمد النظام على التعلم العميق المعزز، وتم تدريبه في أجهزة عالية الدقة تحاكي الظروف المدارية وفيزياء حركة المركبة. ومن أبرز التحديات التي واجهها الفريق كانت فجوة المحاكاة مقابل الواقع (Sim2Real)، أي الفرق بين سلوك الذكاء الاصطناعي في البيئة الافتراضية وسلوكه في الفضاء الحقيقي، والتي غالبًا ما تعيق تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي الذاتية في المشاريع الهندسية.
المصدر: Naukatv.ru
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف لبنان الهشة
لم يعد الذكاء الاصطناعي نقاشًا نظريًا في لبنان. من تطبيقات المصارف والمنصّات الإلكترونية، إلى خوارزميات التوظيف والإعلانات، بدأت الأدوات الذكية تتسلّل إلى سوق عمل هشّ أصلًا، ما يضع المهن التقليدية أمام سؤال وجودي: من سيتكيّف ومن سيسقط من اللعبة؟بحسب دراسة أخيرة، قفز معدّل البطالة من 11.4% عام 2018–2019 إلى 29.6% في كانون الثاني 2022، فيما لم تتجاوز نسبة العاملين من مجمل السكان 30.6%. في بلد بهذا المستوى من الهشاشة، أي صدمة إضافية، ومنها الصدمة التكنولوجية، تُترجَم سريعًا بطالة وهجرة جديدة.
في المقابل، يمثّل القطاع الرقمي اليوم واحدًا من جيوب النمو القليلة، حيث تشير الأرقام إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات شكّل نحو 2.1% من الناتج المحلي عام 2018 (حوالي 1.1 مليار دولار)، مع نحو 550 شركة ناشطة، وأن الأثر المباشر وغير المباشر للقطاع كان يُتوقَّع أن يلامس 7 مليارات دولار بحلول 2025 لو استمرت الظروف الطبيعية.
على المستوى العالمي، تقرير حديث لـ"الإسكوا" يشير إلى أن 35% من الشركات حول العالم كانت قد دمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي فعليًا في عملها بنهاية 2024، و42% أخرى تفكّر في اعتمادها. في المنطقة العربية، تحذّر دراسة مشتركة بين "الإسكوا" ومنظمة العمل الدولية من أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل ملايين الوظائف حتى 2040، لكن نسبة الوظائف المعرّضة لخطر الأتمتة الكاملة لا تتجاوز 2.2% من مجمل التوظيف في الدول العربية (نحو 1.2 مليون وظيفة)، فيما الغالبية ستشهد "تحوّلًا في المهام" أكثر مما ستشهد اختفاءً كاملًا.
هذا يعني أن الخطر الأكبر ليس في أن "تخطف الآلة الوظيفة"، بل في أن يبقى العامل اللبناني عالقًا في مهارات قديمة، فيما تتحوّل وظيفته من حوله إلى دور جديد يتطلّب مهارات رقمية وتحليلية لا يملكها بعد.
لبنان بدوره بدأ، ولو متأخرًا، محاولة تنظيم هذا التحوّل. وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أطلقت خطة خمسية (LEAP) تتحدّث عن هدف طموح: دخول نادي أفضل 50 دولة في مؤشر الجاهزية للذكاء الاصطناعي، والوصول إلى مرحلة تكون فيها 80% من الخدمات الحكومية مدعومة بأدوات ذكية خلال خمس سنوات. لكن هذه الرؤية ما زالت في بداياتها، ولم تُترجَم بعد إلى برامج واسعة لإعادة تدريب العاملين في المهن التقليدية أو لحماية من سيتأثرون مباشرة بالأتمتة.
عمليًا، المهن الأكثر عرضة للتغيير في لبنان هي الوظائف الروتينية: الموظفون الإداريون، الكتبة، جزء من العاملين في المحاسبة، خدمة الزبائن، المبيعات التقليدية، وبعض أعمال النقل والخدمات. دراسات إقليمية حول المهارات في العالم العربي تُظهر أن أكثر المهارات المطلوبة في السوق اليوم لا تزال تقليدية (محاسبة، بيع، خدمة زبائن)، مع طلب ضعيف نسبيًا على مهارات الثورة الصناعية الرابعة، ما يرفع خطر البطالة البنيوية إذا لم يُرفَق انتشار الذكاء الاصطناعي بسياسات واضحة لإعادة التأهيل.
في المقابل، تقارير "الإسكوا" نفسها تؤكد أن الذكاء الاصطناعي يتيح أيضًا فرصًا كبيرة: من تحسين الإنتاجية في الزراعة والصناعة والخدمات، إلى توفير وظائف جديدة في تطوير النظم الذكية، وتحليل البيانات، والتصميم الرقمي، بشرط الاستثمار في التدريب. أحد تقاريرها يحذّر من أن 63% من أصحاب العمل في المنطقة يعتبرون فجوة المهارات العائق الأكبر أمام التحوّل، لكن 85% منهم يخطّطون للاستثمار في تدريب العاملين بين 2025 و2030.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة ما الذي سيغيره الذكاء الاصطناعي في الوظائف خلال العقد المقبل؟ Lebanon 24 ما الذي سيغيره الذكاء الاصطناعي في الوظائف خلال العقد المقبل؟