برعاية ذياب بن محمد بن زايد.. إطلاق برنامج «القيادات العربية الشابة في القطاع الثالث» لتعزيز العمل التنموي
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
تحت رعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مركز الشباب العربي، أعلن المركز عن إطلاق أعمال برنامج «القيادات العربية الشابة في القطاع الثالث»، بمقر مؤسسة الإمارات بأبوظبي، بمشاركة 24 شاباً وشابة من 19 دولة عربية.
ويهدف البرنامج، الذي يستمر حتى 28 نوفمبر الجاري، إلى تمكين الشباب العربي العاملين في المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية والمشاريع الاجتماعية، التي تُسهم في خدمة الصالح العام وتعزيز التماسك المجتمعي، بشراكة استراتيجية مع مؤسسة إرث زايد الإنساني، ومؤسسة عبدالله الغرير، وشراكة معرفية مع عدد من المؤسسات الرائدة في القطاع الثالث.
ويمثل البرنامج تجربة تدريبية متكاملة صُمّمت لبناء قيادات شابة قادرة على الفعل والتأثير في القطاع الثالث، حيث يشمل البرنامج تدريباً نظرياً متقدماً، يعقبه تطبيق عملي وورش عمل متخصّصة، إلى جانب زيارات ميدانية لمؤسسات تعمل في المجالات التنموية والإنسانية.
وسيعمل المشاركون خلال فترة تدريبهم على تطوير مبادرات تعالج قضايا واقعية في مجتمعاتهم، ثم ينتقلون بعدها إلى مرحلة انتداب مهني لمدة شهرين لاختبار أفكارهم ضمن بيئة عمل حقيقية لاكتساب الخبرة المؤسسية اللازمة لتحويل المبادرات إلى مشاريع قابلة للتطبيق، وصولاً إلى المرحلة الختامية التي يعرض فيها المشاركون نتائج مشاريعهم أمام لجنة تقييم مختصة، ويتم اختيار ثلاث مبادرات تُمنح فرصة الدعم والتطوير لمواصلة تنفيذها وتحقيق أثرها على أرض الواقع.
قادة المستقبل
وخلال كلمتها ضمن فعاليات انطلاق البرنامج، قالت م. فاطمة الحلّامي، المدير التنفيذي لمركز الشباب العربي: «القطاع الثالث هو الفضاء الذي تلتقي فيه الإرادة الإنسانية بروح الابتكار، وهو الامتداد الطبيعي لجهود الحكومات والقطاع الخاص في مواجهة تحديات التعليم والبيئة والفقر والوعي المجتمعي».
وأضافت: «ويأتي إطلاق البرنامج بالتزامن مع إعلان عام 2025 «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، تجسيداً لرؤية تسعى إلى بناء مجتمع متماسك ومزدهر، يعمل فيه الجميع «أفراداً ومؤسسات» من أجل النفع العام، وفي هذا الإطار، يترجم البرنامج هذه الرؤية بتمكين الشباب العربي.
ومن ناحيته، قال الدكتور حمد الدرمكي، مستشار في مؤسسة إرث زايد الإنساني: «الاهتمام بالقطاع الثالث هو امتداد لإرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، نحو ترسيخ قيم العطاء والمسؤولية من الإنسان تجاه أخيه الإنسان».
وأضاف: «ما نراه اليوم هو انتقال من مرحلة المبادرات الفردية إلى صناعة قادة قادرين على التخطيط والتأثير وبناء الشراكات، وهذا بحد ذاته يعتبر خطوة نوعية في تطوير القطاع الثالث عربياً، فنحن على ثقةٍ أن المشاركين سيخرجون من تجربة البرنامج بأدوات تمكنهم من تحويل قيمهم إلى حلول، وأفكارهم إلى مبادرات تنتفع بها مجتمعاتهم، ويمتد أثرها للأجيال القادمة».
بدورها، قالت د.سونيا بن جعفر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبدالله الغرير: «لطالما كان الاستثمار في القدرات البشرية جزءاً جوهرياً في رؤية دولة الإمارات من أجل تحقيق التقدم المستدام. وفي مؤسسة عبد الله الغرير، نواصل هذا الالتزام، معتبرين الشباب بناة التنمية».
وأضافت: «عندما يتم تزويد الشباب بالغاية والمهارات والقناعة الراسخة بقدراتهم، فإنهم يرسّخون البنية التحتية لمجتمعات مرنة. وإنّ تعاوننا مع مركز الشباب العربي يعكس هذه الروح الوطنية ذاتها، وإيماننا المشترك بضرورة إعداد وتمكين قادة أكفاء يتمتّعون بالقيم، ويحوّلون الرؤية إلى واقع. فهذا البرنامج يتجاوز حدود التدريب التقليدي، إذ يهدف إلى تمكين الشباب العربي من قيادة تغيير هادف في جميع أنحاء المنطقة».
عام المجتمع
تم تصميم برنامج «القيادات العربية الشابة في القطاع الثالث» لينسجم مع القيم والطموحات الوطنية الشاملة لدولة الإمارات، ومع ركائز مركز الشباب العربي الأربع: تأهيل الشباب واكتساب المهارات الوظيفية، ترسيخ المواطنة الإيجابية، تعزيز الهوية العربية، وتطوير القطاع الشبابي. ويُتوقّع أن يُسهم البرنامج في تنمية مهارات الشباب العربي في القيادة والعمل المجتمعي، وإطلاق مبادرات نوعية تخدم أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في القطاع الثالث، ودمج وجهة النظر الشبابية في المنظمات الإنسانية والتنموية، بما يعزز مكانة الشباب العربي كمحرك رئيسي للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.
جلسات نظرية
يشهد البرنامج جدولاً مكثفاً من الجلسات النظرية التي تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المرتبطة بالقطاع الثالث والعمل المجتمعي، تشمل أسس المجتمع المدني والأطر القانونية والتنظيمية، وإشراك أصحاب المصلحة وبناء الشراكات، والابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية، وإدارة المشاريع والتخطيط الاستراتيجي ونماذج الأعمال. كما تتناول الجلسات قضايا الحوكمة والقيادة وإدارة الأزمات، والشفافية والأخلاقيات، والإدارة المالية، والتقييم وقياس الأثر، وتصوّر البيانات والاتصال، إلى جانب استشراف الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية، والسياسات والمناصرة، والعمل في مناطق النزاع، وجمع التمويل والتبرعات، بما يمنح المشاركين معرفة شاملة بجميع أبعاد العمل المجتمعي المؤسسي.
ويشارك في تقديم الجلسات نخبة من القادة والخبراء الإقليميين والدوليين في مجالات التنمية والعمل الإنساني، من أبرزهم وزير مفوض، الدكتورة ندى العجيزي، مديرة إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عبدالله لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، د. سونيا بن جعفر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبدالله الغرير، محمد مبارك المزروعي، وكيل الوزارة المساعد لتنظيم القطاع الثالث (وزارة تمكين المجتمع)، سالم علي الشامسي، المدير التنفيذي لقطاع الحاضنة والعقود الاجتماعية (هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»)، حنان أهلي، مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، حامد الزعابي، الأمين العام ونائب رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، بيرانجير بويل، المنسق المقيم لدى الأمم المتحدة بالإمارات، وعلياء المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير، وأحمد الهنداوي، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية – منظمة إنقاذ الطفل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ذياب بن محمد بن زايد الإمارات مركز الشباب العربي الشباب العربي فی القطاع الثالث الشباب العربی
إقرأ أيضاً:
جهود متواصلة لتوطين القوى العاملة
تتواصل الجهود الحكومية لتمكين الشباب وتطوير الكفاءات العمانية في مختلف القطاعات والمجالات، وإشراك القطاع الخاص في تنفيذ البرامج والمبادرات التي تسهم في تمكين الباحثين عن عمل ودعم الاقتصاد الوطني.
وانطلاقا من هذه المساعي، جرى بالأمس إطلاق البرنامج الوطني "إمداد" لتعزيز قدرات الكوادر الوطنية وتمكينها لتكون شريكًا أساسيًا في تطوير المنتجات والخدمات العُمانية.
وعلى الرغم من أن هذا البرنامج جرى تأسيسه عام 2012 بمبادرة من شركة تنمية نفط عُمان، إلا أنه جرى توسعة نطاق عمله ليُطبّق على المستوى الوطني تحت مظلة المكتب الوطني للمحتوى المحلي بهيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي.
ويعتمد هذا البرنامج على 8 استراتيجيات رئيسة لتوطين القوى العاملة، تشمل برامج التوظيف المباشر والتدريب المقرون بالتوظيف، والتدريب أثناء العمل، ومنصات العمل الحر، ومبادرة استدامة التوظيف، وبرنامج التدريب الصناعي، وبرنامج "إمداد" للإعداد المهني، وغيرها من المبادرات التي تهدف إلى بناء قدرات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل.
إن برنامج "إمداد" يجسد هذه الرؤية الوطنية من خلال ربط التدريب بالعمل وتحويل الطموح إلى كفاءة، بما يسهم في بناء مسار تنموي يصنع الأمل ويعزّز الثقة بقدرات الكفاءات الوطنية، في ظل تبني هيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي نموذج التكامل مع مختلف الجهات المعنية لتحقيق الأهداف الوطنية المشتركة ورفع مستوى الوعي بأهمية المحتوى المحلي، ليصبح ثقافة عملية تُترجم إلى ممارسات فعلية ومستدامة تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.