بدء أعمال المؤتمر الإقليمي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
"العُمانية": بدأت اليوم أعمال "المؤتمر الإقليمي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية" الذي تنظمه وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم لإبراز دور سلطنة عُمان في حماية الممتلكات الثقافية وتعزيز مشاركتها الدولية في مكافحة هذه الظاهرة والتصدّي لها.
رعى المؤتمر الذي يستمر 3 أيام معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم بحضور عدد من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين في مجال الممتلكات الثقافية.
وقال سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث في كلمة له: إن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على مفهوم الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وتعزيز التواصل الثقافي إقليميًّا ودوليًّا، والتعريف بالتراث الثقافي والحضاري لسلطنة عُمان، ومناقشة أفضل الممارسات والإجراءات والتدابير الاحترازية، واستعراض الجهود المبذولة المحلية والإقليمية والدولية لمكافحة هذه الظاهرة، والتجارب والقصص الناجحة في رد وإعادة الممتلكات الثقافية إلى موطنها الأصلي، والترويج للمقومات السياحية العُمانية.
وأضاف أن حماية التراث الثقافي واجبٌ إنسانيٌّ عالمي، لما تمثله هذه الممتلكات من ذاكرةٍ حضاريةٍ مشتركةٍ، تحفظ تاريخ الشعوب وهويتها وملامحها الأصيلة عبر العصور، ومن هنا جاءت اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، والتي انضمت إليها العديد من الدول، مؤكدًا أن سلطنة عُمان من أوائل الدول التي انضمت إلى هذه الاتفاقية في عام 1977، انطلاقاً من إيمانها العميق بأهمية حماية التراث الثقافي وصونه من العبث والتدمير، وتجسيداً لنهجها الثابت في احترام القوانين الدولية التي تعزز التعاون والتضامن بين الشعوب.
من جانبه أوضح سعادة السيد صلاح خالد مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن أن حماية الممتلكات الثقافية مسؤولية عالمية مشتركة، وهي تمثل أساسًا للتنوع الثقافي وبناء مجتمعات سلمية وشاملة، وهو التزام راسخ لليونسكو، حيث تزايدت في السنواتِ الأخيرة المخاطرُ المرتبطة بالاتجارِ غيرِ المشروع بالممتلكاتِ الثقافية خاصةً مع تزايد عمليات النزاع المسلح، وضعف التشريعات، والطلب العالمي المتنامي، وسهولة البيع عبر الإنترنت، وتفاقم الأزمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية، كما تستغل شبكات الجريمة المنظمة هذه التجارة لتمويل أنشطتها.
وأشار إلى أن سلطنة عُمان تبنَّت اتفاقيات اليونسكو لتلعب دوراً هاماً في التعاملِ مع هذه التحدياتِ من خلال تعزيز الوعي، وسَنِّ التشريعاتِ المناسبةِ، وإشراكِ أصحابِ الشأنِ الرئيسين في التدابيرِ الوقائيةِ، ومن خلال هذه الجهودِ الشاملةِ فقط يُمكننا خلق إطار مُناسب لحمايةِ التراثِ الثقافي وإرساءِ الحوارِ وتعزيز التعاونِ الإقليمي.
وتزامن مع افتتاح المؤتمر تدشين الدليل الاسترشادي للممتلكات الثقافية المعرضة للاتجار غير المشروع وعرض فيلم مرئي يوضح جهود سلطنة عُمان في مجال التراث الثقافي، بالإضافة إلى افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر ويُعرض من خلاله عدد من المقتنيات الأثرية والثقافية التي تم ضبطها في مختلف المنافذ الحدودية، وقطعًا أثرية قام مواطنون بتسليمها لوزارة التراث والسياحة، إلى جانب مقتنيات تمت مصادرتها وفق الإجراءات القانونية المعتمدة منها عقود حجرية وصدفية وعملات فضية ورؤوس رماح من البرونز والنحاس وتماثيل وأختام معدنية تعود إلى العصور القديمة.
وتضمن برنامج المؤتمر تقديم 8 أوراق عمل في عدد من المحاور منها: حماية التراث الثقافي المادي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية من منظور الاتفاقيات والاستراتيجيات الدولية والأطر التشريعية لحماية الممتلكات الثقافية والاتجار غير المشروع بها في القوانين الوطنية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في حماية التراث الثقافي المادي، وتحديات وتجارب الدول في استرداد الممتلكات الثقافية لموطنها الأصلي والتثقيف والتوعية المجتمعية التي تعتبر ركيزة الاستدامة في الحماية الثقافية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتجار غیر المشروع بالممتلکات الثقافیة حمایة الممتلکات الثقافیة حمایة التراث الثقافی
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يشهد الجلسة الحوارية في المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف
شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الجلسة الحوارية التي عُقدت اليوم الجمعة، بمشاركة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ونورة بنت محمد الكعبي، وزير دولة بوزارة الخارجية الإماراتية، فيما أدارت الجلسة الإعلامية مينا العريبي، رئيس تحرير صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية.
ويأتي ذلك ضمن برنامج زيارة الوزير لدولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في أعمال المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف (ICOM).
وخلال الجلسة، قدّمت المشاركات رؤى متقدمة حول مستقبل المتاحف وأدوارها المتجددة كحاضنات للتراث ومراكز لحفظ الإرث الثقافي، وركائز لتعزيز الوعي المجتمعي، وبناء جسور التواصل بين الثقافات. كما ناقشن واقع المؤسسات المتحفية في المنطقة وسبل تطوير برامجها ومقتنياتها لتواكب المتغيرات العالمية السريعة في مجالات العرض المتحفي، والتحول الرقمي، وحفظ التراث.
وفي السياق، أكدت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أهمية المتاحف كمنارات معرفية وإبداعية، وصروح تعليمية تُسهم في تعزيز التعلم وتشجيع الحوار الثقافي.. مشيرةً إلى أن دعم البرامج المتخصصة يفتح آفاقًا واسعة أمام الشباب الإماراتي لتطوير مهاراتهم وتولي أدوار مهنية قيادية في قطاع المتاحف، بما يعزز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للريادة الثقافية.
وعلى هامش الجلسة، قال الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، إن المؤتمر يناقش مجموعة من المحاور الحيوية المتعلقة بالمتاحف والتراث الثقافي، ودور المؤسسات المتحفية في تعزيز الهوية الوطنية ودعم الابتكار في طرق العرض وإدارة المقتنيات.. مشيرا إلى أن المشاركة المصرية في هذا الحدث الدولي تأتي تأكيدًا لالتزام الدولة بملف صون التراث، وتبادل الخبرات، وتعزيز حضور المتاحف المصرية على الخريطة العالمية، بما يتماشى مع توجهات الجمهورية الجديدة في دعم الصناعات الثقافية وتطوير البنية المتحفية.
وأكد أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تمثل فرصة لتبادل الرؤى بين قيادات العمل الثقافي إقليميًا ودوليًا، بما يسهم في تطوير سياسات إدارة المتاحف، وترسيخ جهود حماية التراث وصونه للأجيال القادمة.