الحرب من أكبر أسباب التلوث عالميا هل آن أوان كشف جيوش الاتحاد الأوروبي لانبعاثها؟
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
القوات المسلحة تتحمل مسؤولية نحو خمسة فاصل خمسة في المئة من الانبعاثات العالمية، لكنها لا تزال غير مشمولة بالتقارير إلى حد كبير في الاتحاد الأوروبي.
يواجه الاتحاد الأوروبي خطر الإخلال بأهداف المناخ ما لم يُظهر "قيادة موثوقة" ويكشف بالكامل عن انبعاثات قواته المسلحة. وحذّر خبراء من أن الكلفة البيئية للصراع لم تعد تستطيع البقاء "مخفية على مرأى من الجميع" مع تصاعد مفاوضات التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في مؤتمر الأطراف كوب 30.
في العام الماضي، خاضت 92 دولة، أي ما يقارب نصف دول العالم، حروبا. ولا يقتصر أثر القتال واسع النطاق على تدمير سبل عيش السكان في مناطق النزاع، بل يعيث خرابا أيضا في البيئة. فالانبعاثات تنتج عن الطائرات والدبابات الشرهة للوقود، وكذلك عن عمليات إزالة الخراب وإعادة الإعمار بعد انتهاء القتال. وبحسب مبادرة "الحرب على المناخ"، فإن حرب إسرائيل-غزة ولّدت 32.2 مليون طن من مكافئات ثاني أكسيد الكربون خلال 15 شهرا، فيما خلّف غزو روسيا لأوكرانيا على مدى ثلاثة أعوام 230 مليونا من مكافئات ثاني أكسيد الكربون. وتقول المبادرة: "الجيوش تُولّد انبعاثات هائلة من غازات الدفيئة، وتدمّر النظم البيئية، وتخلّف نفايات سامة تسمّم المجتمعات لأجيال"، مضيفة: "ومع ذلك، فهي لا تُحاسَب إطلاقا".
انبعاثات أوروبا العسكريةيُبقي الاتحاد الأوروبي نحو 82 في المئة من انبعاثاته العسكرية خارج التقارير، وهو يتجه لزيادة إنفاقه الدفاعي بمقدار 100 مليار يورو بحلول عام 2027. وعلى سبيل المثال، أعلنت ألمانيا مؤخرا زيادة كبيرة في إنفاقها العسكري، وهي خطوة يتوقع الخبراء أن تُنتج عشرة ملايين طن من الكربون، في وقت خفّضت فيه البلاد ميزانيتها السنوية لمساعدة الدول النامية على خفض انبعاثاتها بنحو 1.5 مليار يورو. ويقول الدكتور سروش أبولفاثي، الأستاذ المشارك في جامعة وارويك وعضو مبادرة "الحرب على المناخ": "لا تستطيع أوروبا ادّعاء قيادة المناخ فيما تبقى انبعاثاتها العسكرية غامضة"، مضيفا: "تُقدَّر قوات العالم المسلحة بأنها تُولّد نحو خمسة فاصل خمسة في المئة من الانبعاثات العالمية، ومع ذلك يُبقي الاتحاد الأوروبي نحو 82 في المئة من انبعاثاته العسكرية خارج السجلات". ويرى أبولفاثي أن على الاتحاد الأوروبي سد هذه الفجوة فيما تصل محادثات التخلص من الوقود الأحفوري في كوب 30 إلى "مرحلة حرجة" من أجل إبقاء اتفاق باريس في المتناول.
هل يمكن الوصول إلى جيش بلا انبعاثات؟ Related عودة الطاقة النووية إلى أوروبا: التشيك تستثمر المليارات في مفاعلات لإنهاء الاعتماد على الفحمقادة المناخ يناقشون "تجاوز" حدود الأمان إلى منطقة الخطر الحراري: ماذا يعني؟رغم أن دولا أوروبية كثيرة ترى أن الإفصاح عن انبعاثاتها العسكرية يشكل خطرا أمنيا، التزمت دولتان بالوصول إلى صِفر انبعاثات في جيوشهما: النمسا وسلوفينيا. لكن الدكتور سروش أبولفاثي يقول لـ Euronews Green إن تحقيق هذا الهدف "طموح للغاية" ويتوقف على التعريف والنطاق؛ فهل يعني "جيش بلا انبعاثات" كل القوات المسلحة أم جزءا منها فقط؟ حتى في الدول التي تتعهد بصافي صِفر، تبدو أكبر التحديات في الاستهلاك المرتفع للوقود، خصوصا في الطائرات والسفن، وفي تصنيع المعدات كثيفة الطاقة، والعمليات الخارجية، وانبعاثات المشتريات وسلاسل التوريد، وهي جوانب كثيرة لا تُرصد ولا تُبلّغ جيدا. وبما أن الإبلاغ عن الانبعاثات العسكرية طوعي وغالبا غير مفصّل، فإن بلوغ صافي الصِفر يتطلب التزاما سياسيا وماليا وتقنيا قويا، و"تحولا" في طريقة تنظيم لوجستيات الدفاع وعملياته. ومع ذلك، قد تكون هذه الأهداف ذات قوة رمزية وتدفع إلى مراقبة أكثر تفصيلا وشفافية أكبر، وهو تطور إيجابي.
من الأكثر تلويثا في الاتحاد الأوروبي؟استنادا إلى تقديرات مرصد النزاع والبيئة، تمتلك فرنسا واحدة من أعلى البصمات الكربونية العسكرية في الاتحاد الأوروبي، كما أن لألمانيا انبعاثات عسكرية كبيرة. وتظهر إيطاليا وإسبانيا وهولندا في تحليلات الانبعاثات العسكرية، غير أن بياناتها المبلغ عنها أكثر محدودية. وتُقدّر إحدى الدراسات أن الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مجتمعة لها بصمة عسكرية تبلغ 24.8 مليون طن من مكافئات ثاني أكسيد الكربون. ويشرح أبولفاثي: "إن الدول ذات الميزانيات الدفاعية الضخمة، والمعدات عالية الاستهلاك للطاقة (مثل الطائرات أو السفن الحربية)، والقطاعات الصناعية الدفاعية القوية هي الأرجح أن تكون الأعلى انبعاثا، لكن بسبب فجوات الإبلاغ، تبقى رتبة الدول الحقيقية غير مؤكدة إلى حد ما".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب حروب غزة فرنسا إسرائيل بحث علمي دونالد ترامب حروب غزة فرنسا إسرائيل بحث علمي عسكرية اتفاقية باريس للمناخ الغزو الروسي لأوكرانيا غازات دفيئة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب حروب غزة فرنسا إسرائيل بحث علمي فولوديمير زيلينسكي حركة حماس ألمانيا الصحة اليابان الذكاء الاصطناعي فی الاتحاد الأوروبی ثانی أکسید الکربون فی المئة من ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
الإكوادور.. التصويت ضد عودة القواعد العسكرية الأجنبية في أكبر استفتاء وطني
أظهر استفتاء وطني أجري في الإكوادور أمس الأحد رفضًا شعبيا واسعا لعودة القواعد العسكرية الأجنبية إلى البلاد، حيث صوت أكثر من 60% من المشاركين بـ"لا" على مقترح رفع الحظر المفروض على نشر هذه القواعد.
الاستفتاء، الذي تضمن حزمة من الأسئلة، شهد رفضا لأطر أخرى من التغييرات السياسية؛ إذ عارض الناخبون مقترحا لإنهاء التمويل الحكومي للأحزاب السياسية وتقليص عدد أعضاء البرلمان إلى نصف العدد تقريبًا، كما صوّتوا ضد تشكيل جمعية خاصة تتولى صياغة دستور جديد.
وقالت رئيسة المجلس الانتخابي الوطني، ديانا أتامينت، بعد فرز 69% من الأصوات إن النتائج تظهر "اتجاها واضحا" بشأن توجهات الناخبين، مشيرة إلى أن نسبة المشاركة بلغت 82%، وهي من أعلى المعدلات في السنوات الأخيرة.
ويمثل هذا الاستفتاء انتكاسة كبيرة للرئيس المحافظ دانيال نوبوا، المتحالف مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي كان يدفع باتجاه تعزيز الوجود العسكري الأجنبي بدعوى مواجهة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات. وأكد نوبوا عقب ظهور النتائج أن حكومته "تحترم الإرادة الشعبية".
ويعود حظر القواعد العسكرية الأجنبية في الإكوادور إلى عام 2008، إلا أن نوبوا كان قد أعاد فتح النقاش حوله منذ وصوله إلى السلطة. وقبل عشرة أيام فقط من الاستفتاء، زارت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم البلاد، حيث جالت برفقة نوبوا في منشآت القاعدة العسكرية بمدينة مانتا.
وجاءت عملية التصويت في ظل توتر أمني لافت، إذ أعلن الرئيس نوبوا قبل انطلاق الاستفتاء مباشرة القبض على بيبو تشافاريا، أحد أبرز قادة شبكات تهريب المخدرات في البلاد.