سلطنة العطاء.. وسلطان الوفاء
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
د. أنور بن محمد الرواس
تحتفل سلطنة عُمان هذا العام بنكهة التاريخ والحضارة، فالتاريخ يصنعه رجالٌ أوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فآمنوا بالعطاء نهجًا ومسيرة، وحكمة وبصيرة، فكان لهم أن حافظوا على إرث خالد امتد لأكثر من 280 عامًا.
العشرون من نوفمبر من عام 1744، هو الشاهد والشهيد على تأسيس الدولة البوسعيدية، لتكون الحاضر القوي في الذهنية العُمانية، ولتكون أيضًا الثابت الأصيل، وما تلاه المتغير المستمر والمستدام في القيادة الحكيمة، التي أبحرت بالتاريخ، والحضارة، والإمبراطورية، والحاضر النهضويّ المبشر بالمستقبل المتجدد، ليدل على البصيرة، التي يتمتع بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم -حفظه الله ورعاه-.
الثابت هي الحكمة السلطانية التي أعطت التاريخ حقه، الذي صنعته القيادة البوسعيدية منذ أكثر من 280 عامًا؛ فالتاريخ يكتبه الرجال عهدًا وإيمانًا؛ ليحافظوا على وطن يحتوي الجميع، ومسارًا قويمًا تحكمه القيم والأخلاق، ومنهجًا تضبطه حكمة السلاطين.
لم يكن تاريخ تأسيس الدولة البوسعيدية رمزًا أو رقمًا هامشيًا، ولكنه تاريخ يروى، ومجد مهيب، يشق عباب المراحل بفخر واعتزاز، لتقود فلك المراحل المتعاقبة بمرحلة التجديد التي نعيشها في عصر النهضة المتجددة والممزوجة بالدولة البوسعيدية فهي رمز الفخر والكبرياء لكل العُمانيين الأوفياء.
نوفمبر الذي أحبه العُمانيون، هو نوفمبر الذي يجب أن يعرفه النشء، ويعيش بين شواهد النجاحات التي تزخر بها بلادنا الغالية، فالشهر أو العقد أو القرن وقود العطاء، ومسلك الحكماء، والهدف واضح وجلي يؤسس لمرحلة متجددة مليئة بالعطاء للإنسان العُماني المؤمن بتاريخه وحضارته، ليستمد منهما الجسارة في تصدر المشهد قولًا وعملًا.
لقد اختار حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مشهد المشاركة في الإنتاج الوطني، ولكن بأيدٍ عُمانية خالصة، مسلكها الاعتماد على الذات، وبدعم مستمر من جلالته- أعزه الله- في رؤية أبنائه يشمرون عن سواعدهم ويقتحمون الصفوف ليقودوا بلدهم بعزم وتصميم.
يدرك جلالته- حفظه الله- بأن الأوطان لا تبنى أو تتطور إلّا بسواعد أبنائها ذكورًا وإناثًا، ولهذا اختار تاريخ تأسيس الدولة البوسعيدية ليحتفل به العُمانيون في العشرين من نوفمبر من كل عام، ليكون منهاجًا عمليًا وكتابًا مفتوحًا، يُسطِّر فيه العُمانيون ملحمة البناء، المعتمدة على تلك السواعد الوفية التي تتحدث قليلًا وتنتج كثيرًا.
ومنذ تولى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020، لم تكن سنواته الأولى مفروشة بالورود، فقد كانت مثقلة بالديون وصلت إلى نحو 80% من إيرادات الدولة التي تعاني من أزمة الدين العام وخدمة الدين العام وديون أخرى، تلك التي أثقلت كاهلها قبل عام 2020، وتجلت الدولة في عقل وقلب سلطانها المفدى في التدابير الاحترازية لمواجهة تلك الديون- وكما يقال- فالمشاكل لا تأتي فرادى، فقد واجهت القيادة العُمانية هبوطا في أسعار النفط، تلتها مباشرة أزمة صحية عالمية، تمثلت في انتشار وباء كوفيد-19، وشَلَّ حركة العالم الاقتصادية، وتوقف التجارة البينية بين البلدان؛ مما زاد من معاناة العُمانيين حكومة وشعبًا.
لكن وبعون من الله وتوفيقه وحكمة جلالته- أعزه الله- أطلق مشروعه الوطني في انتهاج مسلك التطوير والتحديث، وعمل على إرساء دعائم اقتصاد متنوع ومستدام، يمكِّن العُمانيين من تصدر المشهد الاقتصادي وبناء منظومة اقتصادية قوية، تعتمد على العُمانيين، دون سواهم، في الانتقال من الاتكالية إلى الإنتاجية.
وأجزم أن تحقيقها لن يكون صعبًا إذا أخلصت النفوس، وتعاون الجميع في مواجهة التحديات من خلال العمل كفريق واحد يحقق رؤية جلالته- حفظه الله- لسلطنة عُمان حرة أبية معطاءة بسواعد أبنائها الأوفياء.
واعتمد جلالته، أعزه الله، تاريخ العشرين من نوفمبر من كل عام، ليكون تاريخ 1744 حاضرًا في عقول العُمانيين، ولتجسد فيه الدولة البوسعيدية نموذجًا فريدًا في الاستمرارية والتكيّف مع متغيرات الزمان والمكان، محافظة على وحدة سلطنة عُمان وسيادتها، وراسمةً مسارات واضحة نحو التنمية والازدهار.
وتبقى هذه المسيرة شاهدًا على الحكمة والرؤية الثاقبة، التي تميزت بها الدولة البوسعيدية كسلطنة للعطاء وسلاطينها الحكماء.
حفظ الله سلطنة عُمان حرة أبية، وقيادة حكيمة ملهمة، وشعبًا شامخًا صادقًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الممثل الجعدبي يكشف تفاصيل الرسالة التي وصلته من السيد القائد؟
وقال في مقابلة مع صحيفة لا ان موقفه لازال رافضا للعمل في قنوات العدوان او المتحالفة معه مهما كانت رسالته او انسانيته او بعده عن الشكل السياسي.
واكد انه "من غير المعقول أن تشاهد المسلسل الدرامي دون أن تشاهد الشريط الإخباري الذي يُمرر على الشاشة أثناء بثه والذي تهدف من خلاله القناة ـ التابعة للعدوان ـ إلى تمرير سياستها عن طريق دس السم في العسل، مضيفا : البعض قد يقول أنا لا دخل لي بالسياسة، أنا أؤدي عملا دراميا هادفا أو إنسانيا. هذا خطأ، بل بالعكس أنت تساهم في أخذ جمهورك ومتابعيك إلى هذه القناة المعادية لوطنك.
وحول مقطع الفيديو الذي انتشر مؤخرا للجعدبي وقراره بالظهور للتحدث عن التراكمات التي سببها العدوان من ضغوط وتفاقم للاوضاع فاشار الجعدبي بالقول "الحمد لله ولي الأمر والقيادة تجاوبوا، بدءاً من السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والرئيس المشاط وبقية قيادة الدولة كلهم تجاوبوا تجاوبا تاما، ونحن الآن بصدد إصلاح وضع الممثلين، وبإذن الله ستسمعون أخبارا جيدة عن وضع الممثلين في هذه الفترة."
واضاف : "وصلتني رسالة نصية من السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بأنه سيتم بإذن الله إصلاح أوضاع الممثلين، كما وصلتني منه هدية. أيضاً لاقى تجاوبًا من الرئاسة والمالية، وتعاونوا معنا. ونحن الآن في إطار المرحلة الأولى من نهاية المشكلة والأولى لحلها.