صحيفة عاجل:
2025-11-20@06:01:34 GMT

السدو يروي ذاكرة البادية بلغة حديثة في معرض "بنان"

تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT

في مساحات الحرف التقليدية التي يحتضنها معرض الحرف السعودية "بنان"، تتوهج الخيوط الملونة القادمة من أعمق ذاكرة البادية، إذ يقدم الحرفي عبدالعزيز الزومان تجربة مختلفة تعيد صياغة حرفة السدو بروح حديثة تحافظ على أصالتها وتفتح لها آفاقًا جديدة.

ويروي الزومان أن رحلته مع السدو بدأت قبل أربع سنوات، حين تلقى هو وزوجته أولى مراحل التعلم على يد إحدى حرفيات الطائف، لتمتد التجربة بعدها إلى تدريب مستمر ومحاولات تطوير جعلت من الدار مساحة تجمع الأصالة والابتكار, فالسدو الذي اشتهرت به النساء البدويات اعتمد عبر التاريخ على الصوف الطبيعي وبرنبل وشعر الماعز والإبل، ولكل خامة دور محدد في صناعة المفارش، وبيوت الشعر، والملابس التقليدية.

ومع تمسّكهما بالهوية الأصلية للسدو، عمد الزومان وزوجته إلى تقديم الحرفة بأسلوب يتناسب مع الزوار من داخل المملكة وخارجها, ووظفا خامات مستدامة وخفيفة مثل الأقطان والنايلون والأسلاك، مع الحفاظ على النقوش السعودية الشهيرة مثل: المذخّر، والعورجان، والشجرة، وضرس الخيل، وهي نقشات ضاربة في عمق التراث البدوي.

وامتد حضور السدو في أعمالهما إلى الأزياء كالعبايات والملابس النسائية، وإلى الهدايا التذكارية كتضمين قطعة من السدو داخل خارطة المملكة على شكل مغناطيس للزوار, واشتهرت دار هيلة بصناعة الدمى المستوحاة من ثقافة الإبل، وأبرزها دمية "الجمل دوسر" التي صُنعت عام 2024، واستُلهم اسمها من الجمل الضخم شديد التحمل الذي يُعرف في الجزيرة العربية باسم "الدوسر", وقُدمت دمية أخرى تمثل الناقة، بهدف تعريف الزوار بثقافة الصحراء وما يرتبط بها من نباتات مثل شجرة السدر وفوائدها.

وتؤكد الحرفة التي يقدمها الزومان وزوجته حضورًا واسعًا بين الزوار لما تحمله من توازن بين التراث والحداثة، ولما تعكسه من قدرة السدو على أن يكون عنصرًا فنيًا وعمليًا يمكن إدخاله في تفاصيل الحياة اليومية.

وبروحٍ تتطلع إلى المستقبل، يوضح الزومان أن خطوتهم القادمة هي إطلاق سلسلة قصص تعليمية وترفيهية تُعرّف الأجيال بالحرف التقليدية والمناطق المرتبطة بها، وتربط السدو بتاريخ المملكة وتنوعها الثقافي، ضمن رؤية تهدف إلى أن تبقى هذه الحرفة حية ومتجددة عبر الزمن.

السدومعرض بنانقد يعجبك أيضاًNo stories found.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: السدو معرض بنان

إقرأ أيضاً:

حوار بلغة الفن السابع بين صناع الفيلم في المهرجان الخليجي السينمائي

جمع المهرجان الخليجي السينمائي 2025 عددا كبيرا من صناع الأفلام والمهتمين بالمجال السينمائي، في تظاهرة وضعت الفيلم الخليجي على طاولة النقاش، وتحت دائرة الضوء، في اهتمام بالغ بضرورة تطوير السينما الخليجية، ورسم مسارها للمستقبل، وتكاتف الأيادي لصنع تعاون سينمائي خليجي.

جاء ذلك الهدف ضمن توجهات وتوصيات جلسة حوارية أقيمت مساء أمس، وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة للمهرجان، والذي كان يوما حافلا بالورش التدريبية والعروض السينمائية التي تنوعت بين الروائي القصير والوثائقي والروائي الطويل، إيذانا بلحظة ختام المهرجان اليوم، والتي تعلن فيها نتائج الفائزين في المسابقة المخصصة للأعمال السينمائية المشاركة.

تدشين كتاب تحولات السينما العمانية

وتضمن جدول فعاليات اليوم تدشين كتاب "تحولات السينما العمانية ١٩٧٠-٢٠٢٠" للكاتب والمخرج محمد الكندي، بإصدار وزارة الثقافة والرياضة والشباب والشباب، وتكمن قيمة الكتاب في محاولته التأريخية لتحولات السينما العمانية من خلال الأحداث والشخصيات التي رسمت مسارها الخاص ضمن الخريطة السينمائية العربية، متضمنا لمحة شمولية على ما تزخر به الممارسة السينمائية في سلطنة عمان، وما يحدد أفقها المستقبلي.

كما تواصلت حلقات العمل التي بدأت في اليوم الثاني للمهرجان وهما حلقتي "المكياج السينمائي" التي قدّمها المخرج المسرحي ياسر سيف من مملكة البحرين، تناول خلالها أساسيات المكياج السينمائي ودوره في بناء الشخصية، مرورًا بطرق التحليل البصري وتقنيات المكياج المتخصصة، ودورها في تشكيل الصورة البصرية للأفلام.

وقال الأستاذ ياسر سيف: "يسهم المكياج السينمائي بشكل أساسي في بناء الشخصية وتعزيز حضورها البصري داخل الفيلم، وأنا كمشتغل في عالم الفن والسينما أرى أن المكياج هو المرحلة الأخيرة التي يمرّ بها الممثل بعد رحلة طويلة من البحث في تفاصيل الشخصية، وإجراء البروفات، واستحضار الذاكرة الانفعالية. ومع ذلك، يظل المكياج هو عنوان الشخصية؛ فالجمهور يرى الممثل ودوره للمرة الأولى من خلال وجهه، ثم ينتقل بعد ذلك إلى قراءة بقية عناصر الشخصية من جسد وملابس وديكور وخلفية... إلخ. لذلك يساهم المكياج بصورة كبيرة في نجاح الشخصية وإثرائها داخل الفيلم السينمائي".

كما قدّم عمار الهديفي، مهندس ومنتج صوت متخصص في المعالجات السمعية للإنتاج الفني حلقة عمل حول المؤثرات الصوتية التي استعرض فيها كيفية تصميم وإنتاج المؤثرات الصوتية التي تضيف الواقعية والعمق إلى الصورة، كما يشرح الأساليب الحديثة في تسجيل الأصوات ومعالجتها وكيف يمكن للصوت أن يخلق أجواء مختلفة ويعزز المشاعر الدرامية لتتحول التجربة السينمائية إلى عالم سمعي بصري متكامل. وهدفت الحلقة إلى تمكين المشاركين من فهم الدور الحيوي للصوت في بناء المشهد السينمائي والتعرف على أساليب تصميم وإنتاج المؤثرات الصوتية التي تمنح الفيلم عمقا وواقعية.

قصص خليجية تلهم السينما

وأقيمت مساء أمس ضمن فعاليات المهرجان جلسة حوارية بعنوان "من الحكاية إلى الشاشة (قصص خليجية تلهم السينما)"، تضمنت حديثا مع عدد من أصحاب الخبرة في المجال السينمائي على مستوى الخليج، لطرح فكرة انبثاق العمل السينمائي من لبنة البداية.

حيث تحدث الكاتب محمد حسن أحمد عن تجربته في كتابة السيناريوهات، استنادا على الحكاية، فقال: "من لحظة بداية الكتابة كانت الحكاية تلاحقني، الحكاية هي البطل، ورغم أن الحكاية كانت فن صناعة لدى الأمهات إلا أننا قررنا كصناع أفلام أن نحول الحكاية لفيلم، ففي الحكاية لابد أن تترجم البيئة من حولك، ولكن يبقى سؤالنا: "ماذا نريد من الحكاية"، هل أنت تنقل كل ما يقال في الحكاية، وهل نتحول إلى سينمائين أم حكواتيين، فالسينما تنطلق من اللحظة المتروكة والهامشية في الحكاية ونلفت النظر لها، نحن نبحث عن شيء آخر داخل الحكاية، وصانع الفيلم يبحث عن التفاصيل التي تجعل العمل أكثر صدقا".

وأضاف الكاتب محمد حسن: "السينما تقول الحكاية بشكل مختلف وتذهب كل اعمالها للصورة البصرية او اللغة البصرية ونخفف لغة الحوار، لذلك فإن الفهم الأول هو كيف نوظف الحكاية، كذلك بالنسبة للانسان الخليجي فقد شاهد نفسه داخل البيوت حفظ اشكالياتها وأسرارها وكل ما يتعلق بها من خلال شاشة التلفاز، وجاءت السينما ولم تقدر أن تبتعد من هذا الجانب، ونحن الى الان لم نستطع ان نقول كل مالدينا، كما أننا في السينما لم نصل للمنطقة الاشد بساطة في سرد الرواية، ولابد من فهم أن كتابة السيناريو ليست منطقة ابداعية ويمكن للكاتب أن يجسد الإبداع في الرواية، ولكن في السيناريو أنت في منطقة مهنية وتتعامل مع مخرج وكاميرا ونجم ومكان".

وتحدثت الشيخة سهى آل خليفة من مملكة البحرين عن تجرتها في نجاح مسلسل"رشاش" وهو عمل درامي سعودي من تأليف توني جوردن، وكتبت العمل دراميًا الشيخة سهى، وريتشارد بيلامي، وأخرجه كولِن تيغ، ويتناول قصة رشاش العتيبي في سلسلة مكونة من 8 حلقات باللغة العربية ومُترجمة إلى الإنجليزية.

فيما كان حديث عبدالمحسن النمر عن مسيرته في الاشتغال السينمائي والدرامي على الحكاية أو الرواية، ومدى نجاح بعضها وفشل الآخر، مؤكدا على أن المشكلة تكمن في الكتابة للسينما أو الدراما وكيفية تحويل ذلك لما يتناسب ونقله عبر الشاشة، وهذه التجربة هي التي تحتاج نضجا سينمائيا في الخليج العربي.

وقال المخرج محمد الكندي: "المنتج اذا كان فنانا ويرى من خلال الرواية او الحكاية ما يمكن ان يقدم بصورة مختلفة، واستوعب المخرج ذلك، يمكن أن تخرج برؤية مختلفة ونجاح للحكاية أو العمل الروائي"، وطرح الكندي تجربة فيلمه "المجهول" الحاصل جائزة أفضل فيلم روائي دولي قصير في "مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلِّف"، وقال: "فيلم المجهول مصاغ بطريقة جميلة، وجود القصص الشعبية كموروث عماني في الفيلم، ومعالجة بصرية مختلفة، حاولنا استغلال الزمان والمكان في خلق اجواء مختلفة من المحكي، وألا يكون سرد الحكاية من الواقع فقط، حاولنا المزج بين الحكاية مع الواقع، وتقديم الموروث المادي وغير المادي، والعمل يحمل رسالة عظيمة من الواقع، وهو عبارة عن مجموعة من القصص وليست قصة واحدة فقط".

فيما قال الدكتور زياد الحسيني حول التحديات التي تواجه الفيلم السينمائي وتحويله من الحكاية: "هناك صعوبة في صناعة فيلم بمستوى احترافي عالمي على من لا يستطيع فهم قوانين سرد القصة في الفيلم أو الدراما، التي تختلف عن سرد القصة في الرواية، هناك قوانين متبعة لكتابة السيناريو لابد الإلمام بها، كما أنه من الأهمية بمكان إدراك الإنتاج لمن؟ للخليج للعالم؟ هناك اختلاف في ذلك، لابد من البحث عما يميزنا كخليجيين ونعمل على إيصاله للعالم، ولابد أن يدخل الفكر في توظيف الحكاية".

مقالات مشابهة

  • الطاقية الجيزانية.. تراث يُحاك بخيوط الأصالة يوثقه معرض "بنان"
  • هيئة الأدب والنشر والترجمة تدشّن جناح المملكة في معرض الكويت الدولي للكتاب
  • البادية الشمالية .. أب يقتل طفلته ضربا / تفاصيل
  • ذاكرة الزمن الجميل..معرض الديفا ينبض من جديد في بيروت
  • «الحِرف والصناعات التقليدية» يُختتم غداً في «سوق القطارة»
  • حوار بلغة الفن السابع بين صناع الفيلم في المهرجان الخليجي السينمائي
  • 20 نوفمبر.. ذاكرة وطن ومسيرة فخر
  • الأحساء.. تهيئة مساجد لذوي الإعاقة وترجمة خطب الجمعة بلغة الإشارة
  • المنطقة التفاعلية في "بنان" تجذب الزوار لتجربة رقمية فريدة