الذكاء الاصطناعي مثار اهتمام وجدل بمحادثات المناخ في البرازيل
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
في محادثات المناخ التي تستضيفها الأمم المتحدة في البرازيل، كان الذكاء الاصطناعي مثار اهتمام كبير في الجلسات المستمرة حتى 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حيث يتم تصويره باعتباره "بطلا" وحلا سحريا يستحق الثناء، و"شريرا" يحتاج إلى ضبط رقابة، جراء تأثيراته البيئية الواسعة.
وحسب وكالة أسوشيتد برس جرى ما لا يقل عن 24 جلسة متعلقة بالذكاء الاصطناعي خلال الأسبوع الأول من مؤتمر البرازيل.
وقال ميخال ناخماني، مؤسس شركة "كلايمت بوليسي رادار" (Climate Policy Radar) المختصة في تتبع السياسات المناخية العالمية في علاقاتها بالتطور التكنولوجي، "إن هناك اهتماما لا يصدق" بالذكاء الاصطناعي في مؤتمر الأطراف الثلاثين.. الجميع قلقون بعض الشيء فالإمكانات هائلة، والمخاطر جسيمة أيضا".
وتُروّج شركات التكنولوجيا وعدد من الدول المشاركة في مؤتمر الأطراف الثلاثين لتغير المناخ "COP30" لطرق يُمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها المساهمة في حل مشكلة الاحتباس الحراري، التي يُعزى معظمها إلى حرق الوقود الأحفوري كالنفط والغاز والفحم.
ويؤكد مندوبوها أن هذه التقنية قادرة على تحقيق العديد من الأهداف، بدءا من زيادة كفاءة شبكات الكهرباء ومساعدة المزارعين على التنبؤ بأنماط الطقس، وصولا إلى تتبع الأنواع المهاجرة في أعماق البحار، وتصميم بنى تحتية قادرة على تحمل الظروف الجوية القاسية.
مع ذلك، تُدقّ جماعات المناخ ناقوس الخطر بشأن التأثير البيئي المتزايد للذكاء الاصطناعي، مع تزايد احتياجاته من الكهرباء والمياه لتشغيل عمليات البحث ومراكز البيانات.
وتقول هذه الجماعات إن ازدهار الذكاء الاصطناعي دون حواجز حماية سيدفع العالم، بعيدا عن الأهداف التي حددتها اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 لإبطاء الاحتباس الحراري.
إعلانوقالت جين سو، مديرة العدالة في مجال الطاقة في مركز التنوع البيولوجي بالولايات المتحدة: "إن الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي هو وحش غير منظم تماما في جميع أنحاء العالم"، فيما يرى آدم إلمان، مدير الاستدامة في شركة غوغل، أن الذكاء الاصطناعي "ممكّن حقيقي" وهو ما يحدث تأثيرا بالفعل.
ويقول نيتين أرورا، الذي يقود مركز الابتكار العالمي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهو الإطار للمفاوضات المناخية الدولية، إن صعود الذكاء الاصطناعي أصبح موضوعا أكثر شيوعا في الأمم المتحدة مقارنة ببضع سنوات مضت.
وأُطلق المركز خلال مؤتمر الأطراف السادس والعشرين في غلاسكو، بهدف الترويج لأفكار وحلول قابلة للتطبيق على نطاق واسع، على حد قول أرورا. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي سيطر حتى الآن على هذه الأفكار.
ويقول يوهانس جاكوب، عالم البيانات في الوفد الألماني للمؤتمر، إن التطبيق النموذجي الذي يقوم بتصميمه، يمكن أن يساعد البلدان ذات الوفود الأقلّ -مثل السلفادور وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار وعدد قليل من بلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا- في معالجة مئات من وثائق مؤتمر الأطراف الرسمية.
وفي حلقة نقاش، تحدث ممثلون عن شركات عملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل غوغل وإنفيديا عن كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات التي تواجه قطاع الطاقة. وقال جوش باركر، رئيس الاستدامة في شركة إنفيديا، إن الذكاء الاصطناعي هو "أفضل مورد يمكن لأي منا أن يمتلكه".
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يُسهّل الأمور كثيرا. "وإذا فكّرنا في تكنولوجيا المناخ وتغير المناخ وجميع تحديات الاستدامة التي نسعى إلى حلها هنا في مؤتمر الأطراف، فأيٌّ من هذه التحديات لن يُحلّ بشكل أفضل وأسرع، مع مزيد من الذكاء".
من جانبه، قال بيورن سورين جيجلر، المتخصص البارز في التحول الرقمي والأخضر لدى المفوضية الأوروبية، إن الذكاء الاصطناعي "يُنظر إليه غالبا على أنه سلاح ذو حدين"، مع فرص هائلة ومخاوف أخلاقية وبيئية بحسب تقييمه.
يعتمد تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ونشرها على مراكز بيانات تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، مما يساهم في الانبعاثات بسبب الكهرباء اللازمة. وقد رصدت وكالة الطاقة الدولية طفرة في استهلاك الطاقة والطلب عليها من مراكز البيانات، وخاصة في الولايات المتحدة.
ومثلت مراكز البيانات نحو 1.5% من استهلاك الكهرباء في العالم بحلول عام 2024، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، التي وجدت أن استهلاك هذه المراكز من الكهرباء نما بنحو 12% سنويا منذ عام 2017.
وتشير التقديرات إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، قد يستهلك ما يتراوح بين 7% إلى 10% من الكهرباء العالمية بحلول عام 2030 إذا استمر النمو الحالي. وإذا كان مصدر تلك الطاقة من الفحم الحجري فإن التأثيرات البيئية ستكون هائلة.
وكشفت دراسة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى انبعاث أكثر من 102 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
إعلانكما وجدت الدراسة نفسها أن من المتوقع أن يصل سحب المياه من الاستخدام العالمي للذكاء الاصطناعي إلى ما بين 4.2 و6.6 مليارات متر مكعب من المياه في عام 2027، متجاوزا إجمالي سحب المياه السنوي من الدانمارك بمقدار يتراوح بين 4 و6 مرات.
وتسعى الجماعات البيئية المشاركة في مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيليم إلى وضع لوائح تهدف إلى تخفيف البصمة البيئية للذكاء الاصطناعي، مثل إلزام مراكز البيانات المقترحة بإجراء اختبارات المصلحة العامة واستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100% في الموقع.
وفي تعقيب على التأثيرات البيئية للذكاء الاصطناعي، قالت جين سو "لا يمكن لمؤتمر الأطراف أن ينظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره نوعا من الحلول التكنولوجية فحسب، بل يتعين عليه أيضا أن يفهم العواقب العميقة للمناخ".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات تلوث الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی فی مؤتمر الأطراف مراکز البیانات
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي المسئول.. عنوان النسخة الثانية من مؤتمر جامعة القاهرة الدولي CU-AI Nexus 2026
ترأس الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، اجتماع اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي بالجامعة، لمناقشة الترتيبات الخاصة بإطلاق النسخة الثانية من المؤتمر الدولي السنوي للذكاء الاصطناعي "CU-AI Nexus 2026"، والمقرر انعقاده يومي ٢٤-٢٥ أكتوبر المقبل بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء والباحثين ورجال الصناعة والاعمال من مصر ومن مختلف دول العالم.
وشهد اجتماع اللجنة العليا اختيار عنوان النسخة الثانية من المؤتمر ليكون: "الذكاء الاصطناعي المسئول: الابتكار، والشمول، والتأثير"
“Responsible AI: Innovation, Inclusion, and Impact”
وهو العنوان الذي يجسد رؤية الجامعة في وضع أسس واضحة للذكاء الاصطناعي المسئول، القائم على الابتكار الحقيقي، والمشاركة الواسعة، وتحقيق أثر ملموس في مختلف القطاعات الأكاديمية والمجتمعية.
كما شهد الاجتماع مناقشة شاملة لمحاور المؤتمر وبرنامجه الرئيسي، والذي يتضمن جلسات حوارية رفيعة المستوى تستعرض أحدث ما توصل إليه الذكاء الاصطناعي وتوجهاته العالمية، وجلسات تخصصية لخبراء وباحثي كليات الجامعة، إضافة إلى عروض أبحاث تطبيقية للمؤسسات الأكاديمية والصناعية المحلية والدولية.
كذلك يتضمن برنامج المؤتمر مسابقات طلابية مبتكرة، ومسابقات لمشروعات التخرج لدفعة 2025–2026 من جامعة القاهرة والجامعات المصرية، إلى جانب ورش عمل تدريبية متخصصة على التقنيات الحديثة والتطبيقات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، بهدف تزويد المشاركين بالمهارات العملية المطلوبة لمواكبة الثورة التكنولوجية المتسارعة. وتم الترتيب لفتح باب التقدم بالأبحاث التطبيقية وأوراق العمل خلال الأسابيع المقبلة.
واستعرضت اللجنة خلال الاجتماع أهم نتائج وتوصيات النسخة الأولى من المؤتمر التي عُقدت في أكتوبر 2025 برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدمتور مصطفى مدبولي ومنظمة اليونسكو، والتي شهدت مشاركة واسعة من الوزراء والخبراء وممثلي الهيئات الحكومية والجامعات والصناعة، وحققت نجاحًا كبيرًا فتح أبوابًا جديدة للتعاون البحثي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق خلال الاجتماع، أن النجاح الكبير للنسخة الأولى من المؤتمر يضع علينا مسئوليات أكبر ويدفعنا إلى تنظيم نسخة ثانية أكثر ابتكارًا وتأثيرًا في مستقبل الذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أن النسخة الثانية من المؤتمر تأتي استكمالًا لنهج الجامعة في دعم البحث العلمي الجاد في المجالات التطبيقية، والمساهمة في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي بشكل مسئول يعزز الابتكار والشمول ويحقق تأثيرًا إيجابيًا في المجتمع.
وأشار رئيس جامعة القاهرة إلى أن مؤتمر CU-AI Nexus 2026 سيمثل منصة عالمية تستقطب الخبرات الدولية، وتتيح للطلاب والباحثين فرصة فريدة للتفاعل مع أحدث التقنيات والتوجهات العالمية، بما يسهم في تعزيز قدرة مصر على المنافسة إقليميًا ودوليًا، مؤكدًا حرص الجامعة على توفير كل سبل الدعم لتنظيم مؤتمر يليق باسمها وتاريخها العريق، ومتوقعا رعايات وشراكات أكبر في النسخة الثانية من المؤتمر، اعتمادًا على الصدى الواسع والثقة المتزايدة التي حققتها النسخة الأولى.
حضر الاجتماع كل من: نواب رئيس الجامعة ومستشار رئيس الجامعة للابتكار وريادة الأعمال، وعمداء كليات الهندسة، والحاسبات والذكاء الاصطناعي، والتربية للطفولة المبكرة، والحقوق، والآداب، والآثار، والعلوم، والتجارة، وطب الأسنان، والزراعة، والاقتصاد والعلوم السياسية، والدراسات العليا للتربية، وأمين عام الجامعة، ومدير حاضنة الأعمال، والمشرف العام على شركة جامعة القاهرة لإدارة واستثمار الأصول المعنوية.