عواصم - الوكالات

ملياردير يه جيفري إدوارد إبستين هو ودي أميركي مدان بجرائم جنسية، وُلد عام 1953، وعمل في مهن عدة منها التدريس والاستثمار المصرفي. وكان معروفًا بقربه من عدد كبير من النجوم والساسة حول العالم، الذين اتُّهم بعضهم بالتورّط في شبكة دعارة باستخدام القاصرات. وقد أسس هذه الشبكة بعد مسيرته في عالم المال وتكوين ثروة كبيرة.

اعتقلته السلطات الأميركية، ثم انتحر في زنزانته عام 2019.

وكان إبستين من الشخصيات ذات شبكة العلاقات الواسعة في أوساط النخبة الأميركية. كما كان معروفًا بقربه من الرئيس دونالد ترامب، الذي وصفه مرة بأنه "رجل رائع".

المولد والنشأة

وُلد الملياردير ورجل الأعمال الأميركي جيفري إدوارد إبستين في بروكلين بنيويورك يوم 20 يناير/كانون الثاني 1953، وهو الابن البكر لسيمور وباولا إبستين، وهما من أسر يهودية مهاجرة.

عمل والد إبستين حارسًا للأراضي وبستانيًا في إدارة حدائق مدينة نيويورك، وعاشت العائلة في حي "سي غيت" للطبقة المتوسطة في بروكلين على الساحل الغربي لكوني آيلاند.

الدراسة والتكوين العلمي

التحق إبستين بمدرسة "لافاييت هاي سكول" في غرايفسيند ببروكلين، وتخرج عام 1969 بعد أن تخطى صفين دراسيين. عُرف في تلك الفترة بتفوقه في الرياضيات وإتقانه لعزف البيانو.

وفي العام نفسه التحق بـ"كوبر يونيون للعلوم والفنون" وتخرج عام 1971، ثم درس ثلاث سنوات في "معهد كرانت لعلوم الرياضيات" التابع لجامعة نيويورك، لكنه لم يتخرج.

التجربة المهنية

بدأ إبستين تدريس مادتي الفيزياء والرياضيات في مدرسة دالتون الخاصة بمنهاتن عام 1974، رغم عدم امتلاكه أي شهادة جامعية.

شهد بعض طلبة المدرسة على سلوك غير ملائم منه، إذ كان يحضر الحفلات المدرسية ويولي اهتمامًا خاصًا بالفتيات، لكن لم تُوجَّه إليه تهمة آنذاك.

وفي اجتماع أولياء الأمور عام 1976 لفت ذكاؤه انتباه والد أحد الطلبة، فعرّفه بآلان "آيس" غرينبرغ الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار "بير ستيرنز"، الذي سهّل له الالتحاق بالعمل في الشركة بعد إنهاء خدماته في المدرسة.

إدارة الثروات وبروز الغموض المالي

بحلول عام 1980، وبعد أربع سنوات على انضمامه إلى "بير ستيرنز"، أصبح إبستين شريكًا محدودًا وبدأ باستثمار ثروته عبر شراء عقارات فاخرة. وانخرط في دوائر تضم مشاهير وفنانين وسياسيين، لكنه غادر الشركة عام 1981 ليؤسس عمله الخاص.

ومنذ تلك المرحلة بدأت تلوح علامات الغموض حول وضعه المالي وأساليبه التجارية. فقد نقل مقربون منه أنه كان يقدم نفسه بوصفه "صياد جوائز" يستعيد أموالًا منهوبة لكبار الأثرياء، لكنه أبقى معاملاته سرية.

عام 1987 تعاون مع ستيفن هوفنبرغ من شركة "تاورز فايننشال كوربوريشن" في محاولات للاستحواذ على شركات، لم يُكتب لمعظمها النجاح.

وفي 1988 أسس شركة "J. Epstein & Co." لإدارة ثروات الأفراد الذين تتجاوز ممتلكاتهم مليار دولار. وكان من أبرز عملائه الملياردير ليزلي ويكسنر الذي قاد إبستين جزءًا واسعًا من أصوله، وجنى مكاسب مالية هائلة.

لاحقًا أعاد هيكلة شركته تحت اسم "فايننشال ترست كومباني" ونقل مقرها إلى جزر العذراء الأميركية، ووسّع شبكة علاقاته لتضم ترامب وبيل كلينتون وعددًا من العلماء والمشاهير.

تأسيس شبكة الدعارة واستغلال القاصرات

في التسعينيات نقل إبستين مركز أعماله إلى سانت توماس، وامتلك جزيرتين: "ليتل سانت جيمس" و"غريت سانت جيمس". ورغم تبرعاته السخية لم ينجح في تحسين سمعته محليًا.

ظهرت تقارير إعلامية عن وجود نظام مراقبة في مقرّه بنيويورك يستخدم لتسجيل ممارسات بعض زواره بهدف ابتزازهم. كما احتفظ بسجلات لرحلات طائرته الخاصة التي عُرفت باسم "لوليتا إكسبريس"، ووردت فيها أسماء شخصيات بارزة مثل كلينتون وترامب وألان ديرشوفيتز والأمير أندرو.

بداية التحقيقات

بدأت شرطة بالم بيتش التحقيق معه بعد شكاوى عن تردد فتيات صغيرات السن على منزله. وقدمت سيدة بلاغًا بأن ابنة زوجها (14 عامًا) تعرضت للتحرش من "رجل ثري يُدعى جيف". أدى البلاغ إلى تحقيق موسع شارك فيه مكتب التحقيقات الفدرالي.

تحدثت وثائق القضية عن 40 حالة على الأقل. عملت الشرطة بشكل سري رغم شعورها بالمراقبة المستمرة، وأدركت قوة نفوذ إبستين.

عام 2005 أُوقف إبستين بتهمة استغلال قاصر، لكن بعد اتفاق مع الادعاء عام 2008 وُجهت له تهمة واحدة فقط هي "الحث على الدعارة"، وحُكم عليه بـ13 شهرًا مع ظروف مخففة جدًا، سمح خلالها بالخروج من السجن لساعات يوميًا.

أُدرج منذ 2008 ضمن المستوى الثالث من مرتكبي الجرائم الجنسية في نيويورك.

الاعتقال الثاني عام 2019

أعاد تحقيق صحفي في "ميامي هيرالد" فتح الملف، مشيرًا إلى أكثر من 80 ناجية محتملة. أعاد الادعاء الفدرالي مراقبته، واكتشف شبكة اتجار جنسي فعّالة. اعتُقل إبستين في 6 يوليو 2019، ووجهت له تهم تصل عقوبتها إلى 45 عامًا.

ذكرت الدعوى أن جزيرته كانت "الملاذ الأمثل" لاستغلال الفتيات القاصرات، وأن ضحاياه منعوا من المغادرة.

الانتحار المثير للجدل

في يوليو 2019 عُثر عليه مصابًا بجروح تشير لمحاولة انتحار. رُفع عنه الإشراف الخاص، ثم تُرك دون رفيق زنزانة، وتعطلت كاميرات المراقبة خارج زنزانته، ولم يتفقده الحرس 3 ساعات كاملة.

في 10 أغسطس 2019 عُثر عليه ميتًا شنقًا. أثارت الظروف شكوكًا واسعة ورواجًا لنظريات المؤامرة، لكن التحقيقات الرسمية خلصت إلى أنه انتحر.

بعد وفاته اعتقلت صديقته غيسلين ماكسويل عام 2020 لمشاركتها في استدراج القاصرات.

وفي 2024 صدرت آلاف الصفحات من الوثائق التي تضمنت أسماء لأكثر من 150 شخصًا مرتبطين بالقضية.

علاقته المشتبه بها بالموساد

نظرًا لأصوله اليهودية وارتباطه بعائلة ماكسويل، تناولت الصحافة الأميركية احتمال علاقته بالموساد. أشارت الصحفية جولي براون إلى أنه "ليس مستبعدًا" وجود صلة ما. وادعى الضابط السابق آري بن ميناشي أن إبستين وماكسويل الأب عميلان إسرائيليان استُخدما لجمع معلومات لابتزاز شخصيات بارزة.

وأشار موقع "دروب سايت" إلى وثائق مسرّبة تُظهر دورًا سريًا لإبستين في تسهيل مفاوضات أمنية بين إسرائيل وكوت ديفوار، بمساعدة رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، وتنسيق رحلاته إلى أفريقيا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سحر على الفيس بوك.. حكاية عرافة نصبت على الضحايا وادعت جلب الحبيب

لم تكن حكاية "عرافة الفيس بوك " سوى فصل جديد من فصول الاحتيال الذي يختبئ وراء ستار السحر والجلب ورد المطلقة. فمن قلب منطقة روض الفرج، خرجت سيدة تدّعي امتلاك “قدرات خارقة” تستطيع بها جلب الحبيب، وفتح أبواب الرزق، وزواج العانس، بينما كانت في الحقيقة تنسج خيوط خداع محكم اصطاد العشرات ممن وقعوا في فخ الوهم.

 

بداية الخيط.. بلاغات تكشف العرافة المزعومة

بدأت القصة عندما تلقت الأجهزة المعنية بقطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات معلومات تؤكد انتشار صفحة على مواقع التواصل تدّعي صاحبتها ممارسة أعمال السحر مقابل مبالغ مالية ضخمة.
تحريات دقيقة كشفت أن السيدة، التي تحمل معلومات جنائية سابقة، تقيم بدائرة قسم شرطة روض الفرج، وتمارس نشاطها الإجرامي بطرق ممنهجة، مستغلة ضعف بعض المواطنين ورغبتهم في حلول سريعة لمشكلاتهم.

 

المداهمة.. لحظة سقوط "القدرات المزعومة

وبعد تقنين الإجراءات، تحركت قوة من مباحث وزارة الداخلية لتضع نهاية لرحلة الخداع. تمت مداهمتها بدائرة قسم شرطة الساحل حيث جرى ضبطها وبحوزتها مشغولات ذهبية حصلت عليها من ضحاياها، بالإضافة إلى هاتف محمول تبين عقب فحصه أنه يحتوي على مواد توثق نشاطها الإجرامي، إلى جانب أدوات الدجل والشعوذة التي كانت تستخدمها لبث الرعب في نفوس روّادها.

 

اعترافات تكشف الحقيقة

وأمام رجال المباحث، لم تجد المتهمة مفراً من الاعتراف. أكدت أنها صوّرت وبثت مقاطع فيديو أثناء ممارستها أعمال السحر، وأنها كانت تستغل زيادة نسب المشاهدة لتحقيق أرباح مالية إلى جانب ما تحصل عليه مباشرة من الضحايا.
اعترفت بالترويج لقدرات زائفة لاصطياد أكبر عدد ممكن من المتابعين الساذجين.

 

إسدال الستار وإجراءات قانونية

وبعد إحكام الأدلة، اتخذت الأجهزة الأمنية الإجراءات القانونية اللازمة، لتغلق بذلك صفحة جديدة من صفحات الدجل الإلكتروني الذي يتسلل عبر منصات التواصل إلى بيوت المواطنين.



مقالات مشابهة

  • جيفري إبستين.. عميل للموساد أنشأ شبكة للدعارة بالقاصرات في أميركا
  • عشرات الضحايا والمفقودين جراء غرق مركب غرب الكونغو الديمقراطية
  • قرار جمهوري بتعيين الدكتور محمد حنتيرة عميدًا لطب طنطا
  • ما مدى وجوب قضاء زكاة المال لمن لم يؤدها لسنوات لعدم علمه بوجوبها؟
  • هذا ما شهدته هواتف اللبنانيين.. إغراء واتصالات مشبوهة!
  • تحالف العدوان على #اليمن يتخلى عن جرحاه المرتزقة.. نهاية مخزية لسنوات من القتال
  • في عيد ميلاده.. «الرئيس السيسي» مسيرة قائد وطني تولى المسئولية أثناء مرحلة تاريخية صعبة
  • سحر على الفيس بوك.. حكاية عرافة نصبت على الضحايا وادعت جلب الحبيب
  • في لبنان.. سوريان يسرقان حسابات “واتساب” ويبتزّان الضحايا ماليّاً