شهدت منصات التواصل الاجتماعي السودانية، أمس الاثنين، حالة من الجدل والانقسام، عقب اقتراح رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، تغيير علم السودان الحالي إلى علم الاستقلال.

جاء ذلك خلال خطاب ألقاه البرهان في مدينة بورتسودان (شرق البلاد)، أثناء مشاركته في مراسم "تأبين شهداء" حركة جيش تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور (غرب) مني أركو مناوي، الذين قُتلوا في الحرب ضد قوات الدعم السريع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليلة عربية بامتياز في قطر… افتتاح كأس العرب يلفت الأنظارlist 2 of 2لقطات اعتقال مقاوم جريح في رفح تهز المنصاتend of list

وما إن انتشر اقتراح البرهان حتى اشتعلت منصات التواصل بنقاش حاد، بين مؤيدين يرون في الفكرة خطوة مهمة، ومعارضين يرفضونها رفضا قاطعا.

وأوضح مغردون أن علم الاستقلال الذي أشار إليه البرهان يتكون من 3 ألوان: الأزرق والأصفر والأخضر، وقد تم اعتماده في الأول من يناير/ كانون الثاني عام 1956، حيث يرمز الأزرق إلى نهر النيل، والأصفر إلى الصحراء، والأخضر إلى الزراعة.

واعتبر بعض المعلقين أن البرهان كثيرا ما يطلق تصريحات غير مدروسة، خاصة عندما يكون في حالة من "نشوة المجاملة".

ورأوا أن اقتراحه في هذا الخطاب مجرد لفتة عاطفية تجاه حركة مناوي التي تجعل من ألوان علم الاستقلال رمزاً لها.

وأكدوا أن قضية تغيير علم دولة لا يمكن طرحها بهذه البساطة، فهي تمس رمزية الدولة وهويتها، وتشكل مؤشرا على وحدتها أو انقسامها، ولا تحتمل الارتجال أو المزاجية.

أؤيد بقوة مقترح البرهان بالعودة لعلم السودان القديم ، فهذه ليست خطوة رمزية فقط، بل إعادة ضبط لهوية الدولة في لحظة فرز تاريخية.

1️⃣ علم الاستقلال هو الراية الوحيدة التي اتفقت عليها إرادة السودانيين قبل تدخلات المحاور.

2️⃣ ومع حجم الخذلان الذي واجهه السودان من الجامعة العربية وبعض… https://t.co/jmpS6kLBxy pic.twitter.com/vmcH8jFMDX

— MyOpinion (@talk2world2know) December 1, 2025

وطالب مدونون بعدم فتح أي باب للجدل في الظروف الراهنة، مع استمرار الحرب، مشددين على ضرورة الحفاظ على رموز السودان كما هي، وأوضحوا أن أي خطوة لتغيير العلم أو غيره في هذا التوقيت ستصب في صالح رواية المتمردين حول تغيير دولة 1956، وتعتبر نصرا لهم.

إعلان

وأضافوا أن هذا سيؤدي إلى ارتباك للمجتمع الدولي الداعم لقضية السودان، إذ قد يجد نفسه أمام دولة برموز مختلفة عما اعتاد عليها.

الحرب انتهت وانتصرنا يعني . ياخي ما تسيب الفارغة . وقلل الصرف الحكومي وادعم القوات النظامية بي أسلحة حديثة .

— ahmed (@01432626) December 1, 2025

في المقابل، عبر بعض السودانيين عن اتفاقهم مع البرهان، مؤكدين أن العلم القديم يمثل أصالة السودان وهويته المستمدة من أرضه وتراث أجداده، وأنه فكرة سودانية خالصة صنعت بأيد وطنية.

ويرى ناشطون أن هذه الخطوة ليست رمزية فحسب، بل هي إعادة ضبط لهوية الدولة في لحظة فارقة تاريخيا، إذ إن علم الاستقلال كان الراية الوحيدة التي اتفقت عليها إرادة السودانيين قبل تدخلات القوى الإقليمية والدولية.

خطوة تاريخية للعودة إلى الهوية السودانية، دون مواربة.

— Alhadi Abdalla (@alhadia61) December 1, 2025

وأضاف هؤلاء أنه مع حجم الخذلان الذي واجهه السودان من الجامعة العربية وبعض الدول العربية خلال حربه مع قوات الدعم السريع، يصبح التمسك بالرموز الوطنية الخالصة ضرورة، لا ترفاً.

وأكدوا أن العودة لعلم الاستقلال تعني ببساطة: "لا وصاية، لا أجندات، ولا ألوان فُرضت بتوازنات خارجية"، وأنها إعلان هادئ وواضح بأن السودان يعيد بناء نفسه برايته التي رُفعت لأول مرة بقرار سوداني خالص.

هذه أمور يقررها برلمان منتخب ولا تخضع للأهواء الشخصية ، على البرهان التركيز على استرداد الأرض وحماية الشعب، فنحن في أتون معركة ولسنا في حالةٍ تجعلنا نفكر في تغيير علم أو نحو ذلك من صوارف الأمور.

— Muhammad Alamin (@Muhamma08922530) December 1, 2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات وسم علم الاستقلال

إقرأ أيضاً:

روبيو: ترامب الزعيم الوحيد القادر على إنهاء "أزمة السودان"

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترامب "يتولى شخصيا" ملف إنهاء الحرب في السودان.

وشدد روبيو على أن ترامب "هو الزعيم الوحيد في العالم القادر على إنهاء أزمة السودان".

وفي سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، عبر منصة "إكس" إن: "السودان يحتاج إلى دفعة عالمية من أجل السلام".

وكان ترامب قد أعلن الشهر الماضي، أنه سيعمل مع الإمارات والسعودية ومصر، إلى جانب شركاء آخرين في المنطقة، لإنهاء الحرب الدائرة في السودان.

وجاءت وقتها تصريحات ترامب خلال مؤتمر حضره في الولايات المتحدة، موضحا أنه تلقى طلبا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للمساعدة في وقف النزاع، لافتا إلى أنه أنهى ثماني حروب ويتطلع إلى دور "حاسم للغاية" هذه المرة أيضا.

ووصف ترامب السودان بأنه "أصبح أكثر الأماكن عنفا" ويعاني أكبر أزمة إنسانية في العالم، مؤكدا أنه تلقى طلبات من قادة دوليين للتدخل واستخدام نفوذ الرئاسة الأميركية لوقف ما يجري.

كما شدد على أن السودان قابل للإصلاح عبر تعاون منسّق بين الدول الشريكة.

وأكد كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية والعربية، مسعد بولس، الشهر الفائت، أن ترامب جعل تحقيق السلام في السودان أولوية.

وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية، الشهر الماضي، هدنة إنسانية من طرف واحد تستمر ثلاثة أشهر، وذلك بعد إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رفضه مقترحا دوليا بالهدنة.

وصرّح قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في كلمة مسجلة: "سنلتزم بتسهيل العمل الإنساني ووصول الفرق الإغاثية والطبية للتخفيف من معاناة السودانيين".

وتابع: "العدالة ستأخذ مجراها وفق القانون الدولي ولا إفلات لأي مرتكب للانتهاكات من العقاب".

وأكمل: "نوافق على مشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية في السودان باستثناء الحركة الإسلامية والإخوان".

وأضاف: "نأمل أن تضطلع دول الرباعية بدورها في دفع الطرف الآخر للتجاوب مع الهدنة الإنسانية في السودان".

وجاءت هذه الخطوة بعد إعلان قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، رفضه قبول وساطة المجموعة الرباعية لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

ووصف البرهان خطة الرباعية بأنها "أسوأ ورقة يتم تقديمها لأنها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي المليشيا المتمردة في مناطقها".

مقالات مشابهة

  • روبيو: ترامب الزعيم الوحيد القادر على إنهاء "أزمة السودان"
  • دعوة «البرهان» للعودة إلى علم الاستقلال: انقسام أم بحث عن انتصار متخيل؟
  • تغيير علم السودان.. هروبٌ إلى الأمام
  • بالفيديو.. البرهان يدعو لارجاع علم السودان القديم
  • البرهان يقترح عودة السودان إلى علم الاستقلال.. ويريد تفكيك الدعم السريع
  • البرهان: السودان يحتاج إلى إعادة صياغة الدولة من جديد
  • البرهان: أي حل لا يضمن تفكيك الدعم السريع وتجريدها من السلاح غير مقبول
  • البرهان يقترح العودة لعلم السودان القديم
  • شاهد بالفيديو.. البرهان يشيد بمناوي ويقول: نقدم مقترحاً لإرجاع علم السودان القديم الذي رفعه أجدادنا وآباؤنا في زمن الاستقلال