الثورة نت:
2025-12-02@22:48:18 GMT

سقوط طاغية

تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT

سقوط طاغية

 

 

نهاية الطغاة عبر التاريخ مهينة ومذلة وصاعقة، وما أكثر الشواهد، بدءاً من فرعون عصره، وليس انتهاءً بحسني مبارك وزين العابدين بن علي وبشار الأسد، سقوط الطغاة قد لا يعني سقوط الطغيان، ولكن السقوط يتكرر في كل زمان ومكان، وإن اختلفت الأسباب، وإن تباينت النتائج.
في نهاية نوفمبر من سنة 2025 سقط ألد الطغاة عداوة للأمة العربية والإسلامية، وللشعب العربي الفلسطيني، سقط بن يامين نتانياهو، وهو الذي ظن نفسه منزهاً عن الخطايا، وبعيداً عن الشبهات، وأنه بطل إسرائيل، وملكها، وقائدها التاريخي الأسطورة، سقط نتانياهو بعد أن أدرك الحقيقة، ووصل إلى النتيجة المؤلمة بالنسبة له، التي حاول التهرب منها سنوات، النتيجة التي تتجاوز تهم الرشوة والفساد وخيانة الأمانة، إنها تهمة الفشل في تحقيق الأمن الإسرائيليين، وتهمة الفشل في الوصول إلى سلام يحفظ حياة الإسرائيليين، وذلك بعد العجز عن تحقيق الانتصار على أهل غزة رغم حرب الإبادة الجماعية التي مارسها ضدهم لمدة سنتين.


لقد زلزل الواقع السياسي العاجز عن تحقيق الانتصار على غزة كيان المجتمع الإسرائيلي كله، لقد أصابتهم الصدمة، وانقسموا على أنفسهم بين مصدق للحقائق العنيدة وبين مكابر، هذا الواقع المنقسم، والممزق إلى حد التناقض، هو الذي أوصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بن يامين نتانياهو إلى اتخاذ قرار طلب الرحمة من رئيس الدولة، ومن ثم الانسحاب الآمن من واجهة السياسة الإسرائيلية.
طلب الرحمة من رئيس الدولة لا يعني الاعتذار عن تهم الفساد والرشوة والغش، وإنما يعني الاعتذار عن الفشل في مجمل السياسة الإسرائيلية التي لم تحقق أهدافها رغم حرب الإبادة الجماعية ضد أهل غزة، ورغم كل الإرهاب الذي مارسه الجيش الإسرائيلي ضد أهل لبنان واليمن والعراق وإيران، هذا الفشل العسكري الإسرائيلي في تحقيق الانتصار المطلق، والقضاء على رجال المقاومة ـ رغم المظاهر الكاذبة للنصر ـ هذا الفشل هو الحقيقة العنيدة التي ضغطت على عصب نتانياهو الحساس، وخلقت منه وحشاً يبطش بكل من اعترض على سياسته، بما في ذلك وزير حربه غلانت، ورئيس أركانه هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار.
بنيامين نتانياهو سقط بسياسته اليمينية المتطرفة، وسقط بتحالفاته اليمنية مع عتاة التطرف، وسقط داخل قادة حزبه الذين باتوا يخشون على مستقبلهم في الانتخابات القادمة، لأن طلب نتانياهو الرحمة من رئيس الدولة، يعني نهاية مرحلة من البطولة الزائفة، التي حاول نتانياهو أن يسوقها على المجتمع الإسرائيلي، ويعني نهاية سياسة إرهابية حاول نتانياهو أن يسوقها على المجتمع الدولي على أنها دفاع عن النفس، ليكتشف الإسرائيليون عمق الخسارة الاستراتيجية التي جلبتها عليهم سياسية نتانياهو، وهذه الخسارة أعمق بكثير من الفشل الميداني في غزة، وأخطر على الإسرائيليين من اكتشاف شخصية سياسية إسرائيلية فاسدة مرتشية كاذبة.
* كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي:(30) تريليون ديناراً العجز العام بسبب الفشل والفساد

آخر تحديث: 1 دجنبر 2025 - 10:43 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف الخبير في الشؤون الاقتصادية، حيدر الشيخ، الاثنين، عن أحدث الأرقام المتعلقة بالإيرادات النفطية وغير النفطية، إضافة إلى حجم العجز المالي الذي يواجهه العراق خلال العام الحالي.وقال الشيخ في تصريح  صحفي، إن إيرادات صادرات النفط خلال الأشهر العشرة الماضية بلغت 89 تريليون دينار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 105 تريليونات دينار مع نهاية العام”.وأضاف أن “الإيرادات غير النفطية ستصل بحلول نهاية السنة إلى 13 تريليون دينار”.وأوضح الشيخ أن “قرابة 80 تريليون دينار من إجمالي الإيرادات السنوية تُنفق على رواتب الموظفين والمتقاعدين وشبكة الحماية الاجتماعية، فيما يذهب المتبقي إلى النفقات العامة للدولة”.وأشار إلى “وجود عجز مالي يقدّر بـ30 تريليون دينار”، مرجعا ذلك إلى “حجم الإنفاق الجاري وعدم قدرة الحكومة على صرف مستحقات ومستلزمات عدد من الوزارات، وعلى رأسها وزارة الصحة، بسبب عدم إقرار جداول الموازنة حتى الآن”.ويشهد الاقتصاد العراقي منذ سنوات اعتمادا كبيرا على الإيرادات النفطية التي تشكل أكثر من 90% من موارد الدولة، ما يجعل المالية العامة شديدة التأثر بتقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية. ومع أن الحكومة أعلنت في السنوات الماضية خططا لزيادة الإيرادات غير النفطية، فإن مساهمتها ما تزال محدودة ولا تكفي لسد احتياجات الإنفاق العام المتزايد.وتعتمد الموازنة أيضا على باب الرواتب والتحويلات الاجتماعية الذي يمثل أكبر بنود الصرف، في حين تعاني الوزارات الخدمية، من نقص التمويل واستمرار تأخير صرف مستحقاتها بسبب عدم إقرار الجداول التفصيلية للموازنة.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الإسرائيلي يستعد لاستقبال متعلقات من غزة وتحويلها للطب الشرعي
  • رئيس المخابرات المصرية يرفض مقترحات «الشاباك الإسرائيلي» بشأن غزة
  • رئيس اتحاد الصناعات: ألمانيا كموقع للأعمال في حالة "سقوط حر"
  • أبرزها قلة شرب الماء.. أسباب الإصابة بالفشل الكلوي
  • من حلم الوصول إلى كابوس الفشل.. تحولات الهجرة في المنظور الغربي
  • سقوط أمطار.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس حتى نهاية الأسبوع
  • خبير اقتصادي:(30) تريليون ديناراً العجز العام بسبب الفشل والفساد
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: نهاية محاكمة نتنياهو أمر جيد للبلاد
  • (خاص) سقوط زوار في مياه تمثال رمسيس الثاني جدل مبالغ فيه..رئيس اتحاد الأثريين يوضح الحلول الفورية والجذرية