مجدي أبو زيد يكتب: نقاء البيئة وبناء المجتمع
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
لا يختلف اثنان على أن البيئة النظيفة هي الأساس الحقيقي لبناء أي شيء متين، فكما يحتاج المحرك إلى ورشة نظيفة ليخرج بأعلى جودة وأفضل أداء، كذلك يحتاج الإنسان إلى بيئة نفسية وأخلاقية واجتماعية نظيفة حتى ينمو سليماً ويصبح قادراً على خدمة مجتمعه ورفعته.
نحن لا نتحدث هنا عن النظافة بمعناها الضيق فقط، بل عن نقاء البيئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
حين ينشأ الطفل في بيت يحترم القيم والضمير، تختلف شخصيته تماماً عن طفل يعيش وسط صراخ وفوضى وانعدام قدوة. فالتربية النظيفة تصنع إنساناً نظيفاً، والبيئة الفاسدة لا تخرج إلا ما يشبهها.
نحتاج إلى مدرسة بلا عنف، بلا فوضى، بلا تسييس أو تنمر مدرسة تُربي قبل أن تُدرس. هنا تتشكل الشخصية القوية الواثقة التي تستطيع أن تعمل وتبدع وتؤدي دورها في المجتمع دون خوف أو عقد.
الإعلام النظيف يصنع وعياً نظيفاً. عندما يرى الشباب قدوات محترمة، ونماذج ناجحة، ويُقدّم لهم المحتوى الهادف يصبح المجتمع نفسه أقوى. أما إذا امتلأت الشاشات بالابتذال والجهل، فالعقل الجمعي كله يتلوث.
شوارع نظيفة، قوانين محترمة، نظام يُطبّق على الجميع، كل هذا ينعكس مباشرة على المواطن، فالبيئة غير المحترمة تُخرج مواطناً غير محترم، والبيئة المنضبطة تُخرج إنساناً يعرف قيمة الوقت والنظام والعمل.
وحين نقول البيئة النظيفة التي يُبنى فيها الإنسان هي ما يضمن جودة التصنيع والأداء العالي الذي يقدمه المجتمع يومياً، فأنت تختصر الحقيقة كلها في جملة واحدة.
النتيجة الطبيعية لإنسان تربى داخل بيئة نظيفة هي مجتمع يستطيع أن ينتج، ويُبدع، ويهتم بالصحة والتعليم والاقتصاد، ويُحاسِب الفاسد، ويكافئ المجتهد.
أما حين تُهدم بيئة الإنسان، فالمجتمع كله يصبح مثل محرك بُني داخل ورشة متواضعة هزيلة، لا يمكن أن تتوقع منه أداءً عالياً مهما حاولت ترقيعه.
لذلك أؤكد أن بناء الإنسان يبدأ من البيئة.. والبيئة النظيفة ليست رفاهية، بل هي شرط وجود مجتمع قوي قادر على أن يقف على قدميه كل يوم، وكلما نظفنا البيئة… كلما ارتفع أداء الفرد والمجتمع معاً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البيئة البيئة والمجتمع مجدي أبو زيد مجدي أبو زيد يكتب صدى البلد
إقرأ أيضاً:
يُسوَّق لها للتعافي من الإصابات وبناء العضلات... ما الآثار الجانبية لحقن «الببتيد»؟
شهدت «الببتيدات» القابلة للحقن رواجاً متزايداً بوصفها توجهاً صحياً يتحدَّث عنه المشاهير وخبراء اللياقة البدنية. «الببتيدات» هي سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية التي تُشكِّل اللبنات الأساسية للبروتينات، ويُسوَّق لها على أنها تُسرّع التعافي من الإصابات، وتبني العضلات، وتُبطئ علامات الشيخوخة، بل وتُساعد على فقدان الوزن.
مع ذلك، فإن كثيراً من الببتيدات القابلة للحقن غير معتمدة من قِبل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)»، وقد تكون محفوفةً بالمخاطر، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».
ما هي الببتيدات القابلة للحقن؟
تتوفر في السوق كثير من الببتيدات القابلة للحقن غير المُنظَّمة، بأسماء تُشبه روبوتات الخيال العلمي، بما في ذلك «BPC-157»، الذي يُروَّج له لعلاج الجروح والتعافي من الإصابات، و«CJC-1295»، الذي يُقال إنه يزيد كتلة العضلات. لم تخضع هذه الببتيدات لدراسة أو مراجعة سلامة جيدة من قِبل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية».
صرَّح الدكتور أنتوني سي تام، طبيب الرعاية الأولية والطب الرياضي في «مركز هنري فورد الصحي» في ديترويت، لموقع «فيري ويل هيلث»: «ما زلنا لا نعرف ما إذا كانت الفوائد التي تحقَّقت من خلال التجارب السريرية والتجارب على الحيوانات ستُترجم فعلياً إلى نتائج تُطبَّق على البشر. من الرائع أن نرى أننا نواصل جهودنا في مجال الصحة والتعافي، لكننا بحاجة إلى مزيد من البحث لنُحدِّد تماماً ما إذا كان هذا سيُفيد».
ألم أو رد فعل جلدي في موضع الحقن
قد تُسبب حقن الببتيد ردود فعل جلدية، وقد أبلغ بعض الأشخاص الذين استخدموا «BPC-157» عن ألم وتورم في موضع الحقن.
راقب بشرتك بحثاً عن أي احمرار أو ألم أو تورم أو تغيرات جلدية في موضع الحقن. مع ذلك، نظراً لعدم وجود رقابة على هذه المنتجات، فقد لا تعرف الآثار الجانبية المتوقعة، كما تقول الدكتورة لورين أ. فاين في شيكاغو.
وتوضح فاين: «إذا شعرت بأي اختلاف أو حدث أي شيء خلال 24 إلى 72 ساعة بعد الحقن، فقد يكون ذلك أحد الآثار الجانبية».