نيتفليكس والزلزال الرقمي الجديد في هوليوود
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
الثابت الوحيد في عالم الإعلام ووسائط العرض هو التغيير. وقد أتيحت لي قبل عدة سنوات فرصة الدخول إلى دهاليز مؤسسة بي بي سي أسكتلندا كجزء من بحثي أثناء دراستي للدكتوراة، وعاينت محاولات الشبكة التأقلم مع الواقع الرقمي الجديد والتنافس مع المنصات الرقمية الجديدة. حينها كان يتأسس قسم "بي بي سي استديو" لمواكبة هذا التغير العالمي، والذي سيدخل مرحلة أخرى مع قرب مرور صفقة استحواذ نيتفليكس على استديوهات وارنر براذرز في الولايات المتحدة.
ظاهر الأمر اقتصادي، وباطنه ثقافي إعلامي ورقمي قد يغير من ملامح شكل السينما والتلفزيون الذين ألفهما هذا الجيل والأجيال السابقة. فقد وافقت منصة نيتفليكس على شراء واحدة من أهم أصول هوليوود التاريخية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي استديوهات التلفزيون والسينما وقسم البث على الإنترنت في شركة وارنر براذرز ديكسفري، في صفقة تبلغ قيمتها 72 مليار دولار. ولم يتبق على إتمام الأمر سوى الحصول على الموافقة التنظيمية، وهو إجراء يسير بشكل سريع بحسب وسائل الإعلام الغربية.
كي ندرك حجم المسألة يبغي أن نعرف أن شركة وارنر براذرز هذه هي المالكة لقنوات سي إن إن الإخبارية وقنوات ديسكفري وإتش بي أو، أي أن نيتفليكس ستضع يدها على الأصول الأساسية للإمبراطورية الإعلامية والفنية الأمريكية، بما في ذلك العلامات التجارية القوية في السينما مثل هاري بوتر وباتمان والأعمال التلفزيونية الشهيرة مثل "لعبة العروش".
ولا نبالغ إذا قلنا إن طموح نيتفليكس لن يقف عند هذا الحد، أي أنه ليس طموحا اقتصاديا ربحيا خالصا. فقد تحدث تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، بصراحة عن أن هذه الأصول الهوليودية شكلت ملامح قرن مضى في صناعة السينما والتلفزيون، وأنهم يشمرون عن ساعدهم في الشبكة لتشكيل ملامح القرن القادم.
لم توضح نيتفليكس شكل هذا التغيير الذي تطمح إليه، وهل ستقدم حلولا وطرقا إنتاجية جديدة أم تعزز من إمبراطوريتها الحالية القائمة على البث الرقمي عبر تحييد المنافسين. وهذا الاحتمال الثاني هو ما دعا النقابات وأصحاب دور العرض في هوليوود إلى دق أول ناقوس للخطر، إذ يتخوفون من فكرة تقليل طرح الأفلام في دور العرض وخفض الوظائف.
يمكننا تقصي بعض من التغييرات التي ترنو إليها نيتفليكس وهي تستعد لوراثة هوليوود. فمن المعلوم أن صناعة الترفيه في الولايات المتحدة استطاعت أن تحول قسما كبيرا منها إلى عالم مادي ملموس، مثل تجربة مدن الملاهي ديزني وغيرها من دور الألعاب. نيتفلكيس افتتحت مؤخرا تجربة "بيت نيتفليكس" في عدة مدن أمريكية، وتقوم التجربة على تحويل الاشتراك في المنصة إلى خدمة تفاعلية من الزائر مع أشهر الأفلام والمسلسلات التي تقدمها المنصة تحت ثلاث شعارات "اكتشف- تذوق- العب". أي أن الزائر يمكن أن يصبح جزءا من قصة المسلسل أو الفيلم وسط ديكور حقيقي، وفي نفس الوقت يستطيع أن يمارس ألعابا تفاعلية مختلفة، مع وجود مطعم ومتجر لبيع المنتجات. كل هذا تحت سقف واحد ولتحقيق هدف واحد معلن هو "تحويل نيتفليكس إلى واقع".
هذا فقط مثال واحد من أشكال التغيير التي بدأت بالفعل، وينتظر أن لا تقف نيتلفيكس عند هذا الحد بل ستتجاوزه إلى تغييرات في نمط الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في الولايات المتحدة، والذي سيكون مقدمة لتغييرات كبرى في المشهد الإعلامي في العالم ككل. ولطالما كانت الإمبراطورية الفنية الأمريكية على الساحل الغربي في الولايات المتحدة في ولاية كاليفورنيا تشعر باستقلال وربما ببعض المنافسة والتصادم من الإدارات الأمريكية، وخصوصا إدارة الرئيس الأمريكي ترامب. ومن غير الواضح حتى الآن كيف سيتصرف ترامب مع ميلاد هذا العملاق الجديد الذي يخالف خطه التحريري أيديولوجيته السياسية تماما.
x.com/HanyBeshr
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء نيتفليكس السينما الهوليودية سينما اعلام هوليود نيتفليكس قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
زيلنسكي: محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حول خطة السلام “بنّاءة لكنها لم تكن سهلة”
صراحة نيوز- قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الأحد، إن المحادثات مع ممثلي الولايات المتحدة بشأن خطة السلام في أوكرانيا كانت بنّاءة رغم صعوبتها.
وأضاف زيلنسكي، قبل مشاوراته المقررة مع قادة أوروبيين، أن ممثلي واشنطن يعرفون المواقف الأوكرانية الأساسية، مشيرًا إلى أن الاتصال الهاتفي مع ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب وغاريد كوشنر كان مثمراً.
ومن المقرر أن يلتقي زيلنسكي الاثنين في لندن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا والمستشار الألماني لمتابعة مناقشات خطة السلام