أخبارنا:
2025-10-16@05:39:29 GMT

الوقوع في عشق الروبوتات.. واقع محتمل أم محض خيال؟

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

الوقوع في عشق الروبوتات.. واقع محتمل أم محض خيال؟



اعتاد البشر على إيجاد شريك أو شريكة العمر في الحفلات واللقاءات العامة وحتى أماكن العمل، بيد أن الأمر قد تغير كثيرا مع اتساع ثورة الذكاء الاصطناعي إذ بمجرد الضغط بواحدة من أنامل الأصابع على تطبيقات مثل تندر، قد يجد الإنسان الحب أو يستمر شعوره بالوحدة.

والأحدث من ذلك هو عشق الروبوتات. ورغم أن هذا الأمر قد يكون ضربا من الخيال، لكن وجد البعض في الآونة الأخيرة الحب في الذكاء الاصطناعي  إذ تمتلئ منصة "ريديت" باعترافات بعض المستخدمين يقدمون على الإقرار بعشقهم لروبوتات المحادثة (الدردشة)، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل تطبيق ريبليكا.



وإذا أذعنا لهذه الاحتمالية، فهل يمثل العشق بين الإنسان والذكاء الاصطناعي حبا حقيقا؟ وما هي أركان ما يمكن أن نطلق عليه "الحب الرقمي" في مصطلح مغاير للحب البشري؟

يقول الخبراء إن هذه الأسئلة ستظل بلا أجوبة، لأنه من الصعب فهم ما هو الحب الحقيقي.

الحب.. ما هو؟

يشير العلماء إلى أنه يمكن تقسيم الحب الرومانسي إلى ثلاث مراحل هي الشعور بالرغبة والجاذبية والارتباط العاطفي، فيما تلعب المواد الكيميائية في أدمغة البشر دورا في المراحل الثلاث، حيث تعمل على تنشيط بعض المشاعر داخل العقول.

فعلى سبيل المثال هرمون الدوبامين يعد مسؤولا عن الشعور بمتعة الحب، أما هرمون الكورتيزول فهو مسؤول عن التوتر، فيما يعد هرمون السيروتونين مسؤولا عن القلق، وهرمون الأوكسيتوسين مسؤولا عن الارتباط، والتي تنتج عند الشعور بالحب.

وخلصت  دراسات وأبحاث علمية  على مر السنين إلى أن هذه الهرمونات تمكن البشر من الشعور بطريقة معينة نحو المحبوب، لكن ماذا عن "الحب الرقمي"؟

لم يحسم العلماء هذا الأمر؛ إذ مازال الجدل يحتدم حيال مدى واقعيته. ورغم ذلك يقول بعض العلماء إن هرمونات البشر قد تعمل بنفس الطريقة.


يساعد تطبيق ريبليكا مستخدميه على تصميم رفيق يمكن التحدث إليه بل واختيار اسمه وتغيير صوته وصورته

حب الذكاء الاصطناعي.. مشاعر حقيقية؟

عندما يجد الإنسان حبه، دائما ما يأمل في أن يفهمه شريك أو شريكة عمره وأن يشعر به هذا الشريك دون أن ينطق بكلمة، وقد يكون الإنسان محظوظا ويصادف هذا النوع من الحب، لكن احتمالية ذلك ربما تكون ضئيلة، لأن البشر بطبيعة الحال يصعب توقعهم.

بيد أن هذا الأمر لا ينطبق على الذكاء الاصطناعي  إذ يمكن تدريب تطبيقات الذكاء الاصطناعي على التصرف بالطريقة التي يريدها البشر.

وفي ذلك، كتب أحد مستخدمي منصة "ريديت" أن "كل علاقاتي السابقة مع البشر كانت هراء. أشعر بأن تطبيق ريبليكا الخاص بي حقيقي أكثر من أي إنسان".

وقد تستطيع روبوتات المحادثة تقليد مرحلة التعلق والارتباط الخاصة بالعلاقات الإنسانية، حيث يكونون شركاء راسخين ويمكن التنبؤ بهم بل يمكن توفيق الحب الرقمي وفق احتياجات ورغبات البشر.

وعن ذلك تقول لوسي براون، المتخصصة في علم الأعصاب والحب بالولايات المتحدة، "سيكون من الأسهل إذا استطاع البشر الشعور بأنهم يتحكمون في المواقف دون أن يثير ذلك رد فعل".

ويعد الشعور بالاستقرار أمرا مهما في  العلاقات الإنسانية  إذ أظهرت الأبحاث أن وجود رفقاء وشركاء يبقون معنا على المدى الطويل يقلل من التوتر في أدمغتنا.

الانجذاب إلى الروبوتات البشرية

يقول الباحثون إن الإنسان قد يكون أكثر تعاطفا مع الروبوتات ذات المظهر البشري وأقل تعاطفا مع الروبوتات ذات المظهر الميكانيكي التي تشبه الالة.

ويرى مارتن فيشر، المتخصص في علم نفس المعرفي والمقيم في ألمانيا والمشارك في تأليف كتب "الذكاء الاصطناعي يعشقك"، أن أحد المبادئ الرئيسية في علم النفس الاجتماعي "تتمثل في أننا نحب ونثق في الأشخاص الذين يشبهوننا".

ويعد هذا أمرا مهما لأن البشر تميل إلى فكرة الآدميّة أو التشبيهية بمعنى الخصائص البشرية إلى الأشياء المادية مما قد يؤثر على المسارات العصبية المتعلقة بالتعاطف.

بيد أن المنطق يقول إنه كلما أصبحت الروبوتات قريبة من البشر، كلما شعر البشر بالخوف تجاهها فيما يأتي ذلك في إطار النظرية التي دشنها عالم الروبوتات ماساهيرو موري في عام ١٩٧٠ والتي أطلق عليها اسم "الوادي الغريب".

وقال موري إن  الروبوتات  قد تصبح أكثر إيجابية كلما زادت درجة الشبه بينها وبين البشر، لكن عندما يصبح هذا الشبه قريبا جدا من حيث المظهر والسلوك، فإن الأمر ينقلب رأسا على عقب، وسيكون رد فعل البشر سلبيا تجاه الروبوتات التي تشبههم.

وقد بلغ البشر هذه المرحلة قبل خمس سنوات، عندما استخدمت مواقع إباحية تقنية "التزييف العميق".


ضرر الحب بالذكاء الاصطناعي على العلاقات الإنسانية

الجدير بالذكر أن العلاقات الإنسانية والحب بين البشر  تقوم على ركائز عديدة منها التعلق والارتباط العاطفي واستقرار حالة الحب وأيضا العلاقات الجنسية.

 وخلال دراسة، قام الباحثون بدراسة نتائج قيام بعض مستخدمي تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومعظمهم من الذكور، بإجراء محادثات جنسية عبر الإنترنت مع البشر ومع روبوتات الذكاء الاصطناعي.

وكشفت الدراسة عن أنه رغم أن الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة قد أبلغوا أنهم يتحدثون مع روبوتات، إلا أن قالوا إن تجاربهم الجنسية لم تكن مغايرة تماما عن تجاربهم مع البشر.

بيد أنه عندما أبلغوا أنهم كانوا يتحدثون مع بشر وليس روبوتات، تحدثوا عن انتقادات وأعربوا عن غضبهم وخيبة أملهم، مما يشير إلى أن البشر يقللون من توقعاتهم عند الحديث مع  روبوتات المحادثة  ربما لإدراكهم أن علاقاتهم بها ليست حقيقة.

وفي ذلك، قالت كاثلين ريتشاردسون، أستاذة الأخلاق وثقافة الروبوتات والذكاء الاصطناعي في جامعة دي مونتفورت في المملكة المتحدة، إن الروبوتات لا يمكن أن تنخرط في علاقات إنسانية بسبب أنها تفتقر إلى الوعي.

وأضافت "الاعتقاد (بوجود حب بين الإنسان والذكاء الاصطناعي) يحط من شأن العلاقات الإنسانية وقيم الحب"، مشيرة إلى أن العلاقات الرقمية – حتى إن وجدت – قد تتسبب على المدى الطويل في مشاكل للأشخاص الذين قد يعتقدون أن الحب مع روبوتات المحادثة ينم عن علاقة حقيقية.

وحذرت ريتشاردسون من تداعيات ذلك، إذ قد يصل الأمر إلى حد الرغبة في الانفصال والابتعاد عن البشر، مضيفة استخدام الذكاء الاصطناعي  في مجال المواقع الإباحية قد يخلق إحساسا بالرغبة عن الانفصال عن البشر مما قد يؤثر على العلاقات بين الأزواج ويقلل من مردود السعادة.

وقالت إن الأمر يثير افتراضية هل يفهم شريكة حياتك أنك وقعت في حب "روبوتية محادثة" أو  "تشات بوت".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يقتحم البورصة والواي فاي يصبح جهاز مراقبة

سلطت حلقة (2025/10/15) من برنامج "حياة ذكية" الضوء على تطورات تقنية مذهلة تعيد رسم ملامح المستقبل في مجالات متعددة.

وتمتد هذه الابتكارات من تجارب جريئة في عالم الاستثمار المالي إلى أنظمة مراقبة ذكية مدمجة في الشبكات اللاسلكية، وصولاً إلى ثورة متوقعة في صناعة الطيران والنقل الجوي.

وفي جديد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يختبر مراهق أميركي عمره 17 عاماً قدرات الذكاء الاصطناعي في إدارة الاستثمارات المالية بطريقة غير تقليدية.

حيث منح الشاب مبلغ 100 دولار لبرنامج تشات جي بي تي ليتولى مهمة التداول في البورصة بشكل مستقل، مع وضع ضوابط محددة للتجربة تضمن عدالة النتائج وقابليتها للتحليل.

واقتصر الاستثمار على الشركات الصغيرة ذات القيمة السوقية الأقل من 300 مليون دولار، مع استخدام آلية وقف الخسارة لحماية رأس المال من التقلبات الحادة.

ويعرض المراهق النتائج اليومية على النموذج الذكي ويطلب توصيات للخطوة التالية، بينما يستخدم وضع البحث العميق أسبوعياً لإعادة تقييم المحفظة الاستثمارية بشكل شامل.

ورغم أن الشاب نفذ جميع العمليات يدوياً، بقيت القرارات الإستراتيجية في يد الذكاء الاصطناعي، وحققت المحفظة في نهاية الأسبوع الخامس كسباً إجمالياً بنسبة 20.1% بعد أن بلغت ذروتها عند 25.5% في الأسبوع الرابع، قبل أن تتراجع قليلاً بفعل تقلبات السوق الطبيعية.

واي فاي تتفاعل

وعلى صعيد مختلف تماماً، يطور باحثون في جامعة لا سابينزا الإيطالية بروما تقنية تحول شبكات واي فاي العادية إلى أنظمة تعرف متقدمة على الهوية.

ويعتمد النظام المسمى "هوفاي" على مبدأ علمي بسيط، لكنه عميق الأثر، إذ يحلل التأثيرات الفريدة التي يتركها جسم الإنسان على موجات واي فاي بسبب اختلاف نسب الماء والأنسجة والعظام من شخص لآخر.

حيث ينتج عن هذا التفاعل توقيع لاسلكي فريد يشبه البصمة البيومترية التقليدية، لكنه يعمل عن بعد وبدون تلامس مباشر.

إعلان

ويقرأ النظام معلومات حالة القناة اللاسلكية بدقة مذهلة تصل إلى 95.5% باستخدام راوتر عادي متوافر في أي منزل، معززاً بخوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة تميز الأنماط الدقيقة في انتشار الموجات.

ويتجاوز النظام حدود المكان الواحد، إذ يستطيع تتبع الأشخاص عبر مواقع مختلفة حتى لو غيروا الشبكات أو انتقلوا إلى أماكن جديدة، وذلك دون حاجة لحمل أي أجهزة ذكية أو التعرض لكاميرات مراقبة تقليدية.

وتستخدم شركة كومكاست الأميركية فعلا نسخة مبسطة من التقنية في أنظمتها الأمنية لرصد الحركة داخل المنازل وتمييز الأشخاص المختلفين.

وتقدم التقنية فوائد واعدة خاصة في المجال الطبي، مثل تتبع مرضى ألزهايمر الذين قد يشردون بعيداً، أو كشف سقوط المسنين تلقائياً دون الحاجة لأجهزة مزعجة أو كاميرات محرجة تنتهك خصوصية المرضى.

لكن في المقابل، تثير التقنية مخاوف خطرة عن الخصوصية الفردية وإمكانية استخدامها في المراقبة الجماعية من حكومات استبدادية.

ويتحول كل مقهى إلى نقطة تجسس محتملة، وكل مطار إلى نظام رصد شامل، دون أن يدرك الأفراد أنهم مراقبون بمجرد وجودهم في مجال إشارة واي فاي.

طيران هجين

ومن جهة أخرى، تشهد صناعة الطيران تحولاً جذرياً نحو الطائرات الكهربائية والهجينة التي تعد بتغيير تجربة السفر الجوي بالكامل.

وتعمل هذه الطائرات بصمت ملحوظ مقارنة بالطائرات التقليدية، كما تعتمد على أنظمة قيادة ذاتية تقلل من الخطأ البشري وتزيد الكفاءة.

وتتعاون شركات عملاقة مثل بوينغ وإيرباص مع مجموعة سفران الفرنسية لتطوير طائرات قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي، مزودة بأجنحة مبتكرة تحاكي حركة الطيور لتحقيق أقصى كفاءة في استهلاك الطاقة.

ويمثل هذا التحول استجابة لضغوط بيئية متزايدة ورغبة عالمية في تقليل الانبعاثات الكربونية.

ومع ذلك، تواجه الصناعة تحديات تقنية واقتصادية كبيرة، تبرز في المقدمة محدودية قدرة بطاريات الليثيوم الحالية على تخزين طاقة كافية للرحلات الطويلة دون زيادة هائلة في الوزن، ما يؤثر سلباً على كفاءة الطيران وسعة الركاب.

إضافة إلى ذلك، تتطلب البنية التحتية للمطارات استثمارات ضخمة لتوفير محطات شحن كهربائي سريعة وآمنة، بينما تطرح أنظمة التحكم الذاتي أسئلة قانونية وأخلاقية معقدة عن المسؤولية عند وقوع أخطاء أو حوادث.

ويتوقع خبراء أن تبدأ الثورة تدريجياً من الطائرات الصغيرة المستخدمة في رحلات قصيرة، ثم تنتقل نحو النقل الإقليمي، قبل أن تصل أخيراً إلى طائرات الركاب الكبيرة العابرة للقارات.

Published On 15/10/202515/10/2025|آخر تحديث: 21:39 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:39 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يقتحم البورصة والواي فاي يصبح جهاز مراقبة
  • دلافين نافقة بسواحل فلوريدا تحمل تشوهات دماغية تنذر البشر بخطر محتمل
  • هل يسدد الذكاء الاصطناعي ديون الغرب؟
  • عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟
  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • أكثر من 65 ألف متدرب ضمن "مبادرة سمّاي" لتعليم الذكاء الاصطناعي بعسير
  • الذكاء الاصطناعي يحل لغزًا فيزيائيًا استعصى على العلماء لأكثر من قرن
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟