افتتاح معرض “تولستوي وغاندي” في نيودلهي
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
الهند – افتتح في نيودلهي اليوم معرض “تولستوي وغاندي” احتفاء بالذكرى الـ195 لميلاد ليف تولستوي الكاتب والمفكر الروسي العظيم، في “البيت الروسي” (مركز العلوم والثقافة) بالعاصمة الهندية.
وحسب وكالة “تاس” الروسية فإن الفعالية بدأت بوضع الزهور على النصب التذكاري للكاتب الروسي في شارع تولستوي – مارج.
وقال أوليغ أوسيبوف، رئيس مكتب “روس سوترود نيتشيستفو” ( المركز الروسي للعلوم والثقافة سابقا) في الهند، إن ذكرى الكاتب الروسي العظيم محفوظة بعناية في الهند.
وأضاف: “تولستوي بالنسبة للهنود شخص تواصل مع المهاتما غاندي وأثر على نظرته للعالم. ولاحظ الهنود تشابها في فكره وفكر المهاتما، بما في ذلك بشأن عدم مقاومة الشر بالعنف”.
وأشار إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أنه اجتمع اليوم العشرات من الضيوف عند النصب التذكاري للكاتب والمفكر والفيلسوف الروسي العظيم، وذلك على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تم اتخاذها في نيودلهي عشية قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد يومي 9 و10 سبتمبر الجاري، ومشاكل متعلقة بالوصول إلى وسط المدينة.
وكان بين ضيوف الفعالية مواطنون روس، وطلاب يدرسون اللغة الروسية، ودبلوماسيون، وصحفيون وضيوف من المواطنين الهنود.
بعد ذلك تم افتتاح معرض في البيت الروسي يتضمن نسخا من الرسائل المتبادلة بين تولستوي وغاندي، ووثائق تاريخية أخرى.
وأوضحت يوليا أريايفا، رئيسة المجموعة الثقافية ومستشارة السفارة الروسية في الهند، أن المعرض تم إعداده من قبل وزارة الخارجية الروسية.
وقالت: “تم تقديم هذا المعرض لأول مرة على هامش معرض “دلهي” الدولي للكتاب في مارس الماضي. واليوم نقدمه في البيت الروسي في الأيام التي يحتفل فيها العالم بالذكرى الـ195 لميلاد الكاتب الروسي العظيم”.
وقال دالبر سينغ ضيف المعرض ورئيس المنظمة الدولية “جمعية شعوب القارة الأوراسية”: “الكتاب مثل تولستوي، وألكسندر بوشكين، وفيودور دوستويفسكي هم القوة الناعمة لروسيا في الهند. يعرفهم ويحبهم جميع المثقفين في البلاد ولا يزال الاهتمام بروسيا وكتابها وثقافتها كبيرا”.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی الهند
إقرأ أيضاً:
قاطرة النخب
شكل معرض الكتاب ظاهرة استثنائية فـي دورته التاسعة والعشرين التي أسدل عليها الستار مساء السبت من الأسبوع الماضي؛ وذلك بتحقيق إقبال كبير لرواده، حيث قفزت نسبة الإقبال عليه إلى 60% عن الدورة السابقة وبلغ عدد زواره أكثر من 600,000 نسمة خلال أيام تنظيمه، كما شهد المعرض زيادة فـي نسبة دور العرض المشاركة التي بلغت 674 دار نشر من 35 دولة، وسجلت العناوين والإصدارات المدرجة فـي المواقع رقما عاليا حيث بلغت 681041 عنوانا منها 467413 عنوانا عربيا و213610 كتب أجنبية، وسجلت الإصدارات العمانية منها 27464 كتابا إلى جانب عديد الفعاليات اليومية والندوات وحفلات التوقيع على الإصدارات وتنوع الزوار من مختلف الدول العربية.
إن جميع هذه الأرقام بارتفاع مؤشراتها عن الدورات الماضية تسجل حضورا ثقافـيا بارزا لهذه التظاهرة الثقافـية التي تقترب من الثلاثين عاما من عمرها، وتعكس مجموعة من الحقائق لعل أولها، أن الكتاب لا يزال مفعما بالحيوية وبحالة مطمئنة واستطاع أن يفرض نفسه على المثقفـين والنخب التي زارت هذه الدورة، وأيضا مثَّل معرض الكتاب حالة استثنائية من حيث الإقبال المتنوع للأعمار السنية بين مرتاديه، كما أنه وفر عناوين واسعة تلبي العديد من الرغبات والميول خاصة للقراء والباحثين والطلبة وأصحاب الدراسات العليا والمفكرين.
كما أكد على أن مستوى الشغف لدى الفئة المثقفة لا يزال يتسم بالسعة من الاهتمام بالكتاب والعناوين الجديدة التي تطرح فـي هذا المعرض، رغم ما يطرح من بدائل فـي عالم متسارع من وسائل نقل المعلومة، وهذا يدلل على أن الكتاب سيبقى قادرا على مقاومة متغيرات العصر ومحافظا على العلاقة بينه وبين المثقف.
عليه فإن النظرة القادمة إلى معرض الكتاب يجب أن تتجاوز مفهوم العلاقة بين المثقف والكتاب، والنظر إليه برؤية أكثر شمولية، تتمثل فـي تعزيز رسالة المعرض خلال دوراته القادمة وكيف يمكن أن يسهم هذا المعرض فـي بناء أجيال شغوفةً بالكتاب؟ وكيف يستطيع أن يعزز فـي الناشئة أهمية المعلومة؟ وأيضا كيف يمكن أن نوجد من خلال هذه المساحة الثقافـية العناوين التي تناسب الطلبة؟ وذلك من خلال قراءة وتحليل مؤشرات هذه الدورة التي يمكن أن تدلنا على اتجاهات هذه الفئات ورغباتها.
الأهم أن يكون هذا المعرض بزخمه الحالي الذي أثرى فـي فعالياته المتنوعة وساهم فـي استقطاب العديد من المفكرين والباحثين والمهتمين، وعزز مفهوم الانفتاح على الحضارات غير الناطقة باللغة العربية والاستفادة من تجاربها وخلاصات فكرها حول مفاهيم الحياة وبناء الحضارة، قادرا على تحقيق الاستدامة فـي أهدافه بما يسهم فـي مد جسور التقارب مع الثقافات الأخرى وفهم عوالمها المختلفة فـي عالم يتقارب يوما بعد آخر.
نتطلع إلى أن تكون دورات معرض مسقط الدولي للكتاب القادمة تعكس ثقله الأدبي والتاريخي والعلمي فـي دولة ورثت كنوزا من حضاراتها المتنوعة ومن تاريخها الاستثنائي فـي المنطقة ومن علمائها الأفذاذ فـي مجالات العلم الواسعة، وأن يواصل المعرض تقديم وجه عمان الحقيقي وفكرها الأدبي وحركة تطور ثقافتها وتاريخها.