ستجعل العراق يكتفي بـ30% من ايراداته المائية.. تقنية ستحل جزءًا كبيرًا من أزمة الجفاف - عاجل
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أكد الخبير في الشأن المائي عادل المختار، اليوم الاربعاء (6 أيلول 2023)، أن تقنيات الري الحديثة بإمكانها حل جزء من أزمة الجفاف التي يشهدها العراق، وذلك بالتزامن مع التوجه الحكومي لتفعيلها و"فرضها" على الفلاحين.
وقال المختار، لـ"بغداد اليوم"، إن "الاعتماد على تقنيات الري الحديثة امر مهم بالنسبة للعراق لما يواجهه من ازمة جفاف خطيرة وكبيرة"، معتبرا ان "هذا الامر يعد جزءًا كبيرًا من حل الازمة، فهو يحد بشكل كبير من عمليات هدر المياه".
وأضاف أن "مشاركة القطاع الخاص بتوفير تقنيات الري الحديثة امر جيد، لكن يجب ان تكون هناك خطوات حكومية تفرض استخدام تقنيات الري الحديثة على المزارعين، حتى لا يكون هناك هدر للمياه"، مؤكداً أن "تقنيات الري الحديثة كفيلة بانقاذ وتطوير والواقع الزراعي في البلاد".
وتستهلك الزراعة اكثر من 80% من اجمالي استخدامات المياه في العراق، في حين أكدت وزارة الزراعة في وقت سابق انه في حال استخدام تقنيات الري الحديثة، سيمكن للعراق الاكتفاء بـ30% فقط من المياه القادمة من تركيا.
ومن المؤمل ان تحرم الدولة العراقية خلال الموسم الزراعي الصيفي المقبل، الفلاحين الذين لايستخدمون تقنيات الري الحديثة، من الدعم الحكومي، حيث سبق للسوداني ان اكد أن الموسم الزراعي المقبل لن يكون فيه أي دعم لأي فلاح لا يستخدم تقنيات الزراعة الحديثة وطرق الري الحديثة بالرش، وهذا جزء من سياسة إصلاح القطاع الزراعي.
وفي وقت سابق، كشف وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب عبد الله أنّ بلاده تمرّ بـ"أصعب مراحل الجفاف"، الأمر الذي دفع الحكومة إلى تحجيم الزراعة في الموسم الحالي، مشدّداً على أنّ جهوداً حثيثة واستثنائية تُبذَل لتأمين مياه الشرب وتلك المخصصة للاحتياجات المنزلية والصناعية والصحية والبيئية، إلى جانب حصص الأهوار وتحسين بيئة الأنهر.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
بحر من المياه العذبة تحت أقدام العراقيين .. ؟؟
بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..
في ظل التحديات المائية المتزايدة التي تواجه العراق والمنطقة تبرز مؤشرات علمية وجيولوجية تستحق الوقوف عندها بجدية.
فخلال بحث شخصي واطلاع على عدد من الدراسات غير المنشورة ومصادر فنية تتكشف حقائق مذهلة عن كنز مائي دفين في الصحراء الغربية العراقية قد يغيّر معادلة الأمن المائي للبلاد لعقود أو حتى قرون قادمة.
تشير التقديرات الأولية إلى وجود خزان مائي جوفي هائل في هذه المنطقة الجافة يُحتمل أن يعادل ما يقارب ١٧٠٠ مرة سعة سد الموصل الذي تُقدَّر طاقته الاستيعابية القصوى بـ٢٩ مليار متر مكعب ما يعني أن حجم المياه المحتمل يناهز ٤٩٣ تريليون متر مكعب – رقم يضع العراق في مصاف الدول الغنية بالمياه الجوفية إن صحّت هذه التقديرات.
ظواهر جيولوجية فريدة
الأمر المثير في هذه القضية ليس فقط الكمية بل الكيفية. فالمياه الجوفية في العراق بحسب مؤشرات جيولوجية تجري على شكل أنهار تحت سطح الأرض – وهي ظاهرة نادرة عالمياً.
والأكثر إدهاشاً أن الطبقات المائية الجوفية العراقية تتوزع على ثلاث مستويات تقع كل منها على عمق مختلف مما يعزز فرص الاستدامة إذا ما استُثمرت هذه الثروة بطريقة علمية.
العراق… وادي المياه الجوفية في المنطقة؟
العجيب الآخر هو أن تضاريس العراق الجيولوجية تجعل منه ما يشبه الوادي الذي يستقبل المياه الجوفية من دول الجوار خصوصاً من السعودية والأردن حيث تم رصد حركة المياه تحت الأرض باتجاه الأراضي العراقية لتتجمع في الصحراء الغربية.
هذا الاكتشاف – إن تم تأكيده – لا يمثل مجرد مورد طبيعي بل مكمنًا استراتيجيًا بالغ الأهمية يمكن أن يوفر للعراق مصدرًا مائياً يعوّض عن التحديات المرتبطة بالأنهار السطحية ويعزز الأمن الغذائي والمائي والاقتصادي .
دعوة للتحقيق العلمي والرسمـي
إن ما ورد في هذا التقرير يبقى في إطار المعطيات الأولية التي تحتاج إلى تحقيق علمي ممنهج من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الموارد المائية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة المسح الجيولوجي العراقية.
وإننا نضع هذه المعلومات أمام الرأي العام وأمام مؤسسات الدولة العراقية لتحمّل مسؤولياتها في التحقق من هذه الثروة الطبيعية التي قد تكون نقطة تحول في مستقبل العراق المائي والاقتصادي
حيدر عبد الجبار البطاط