النازيون الجدد وقبيلة الدم وجماعة «آزوف».. «دواعش» أوروبا وأمريكا هل يحاربون روسيا والمسلمين في آسيا الوسطى؟
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
قبل فترة، اشترى الجندي السابق في قوات مشاة البحرية الأمريكية، كريستوفر بولهاوس، العضو البارز في جماعة النازيين الجدد بالولايات المتحدة، قطعة أرض، مساحتها 10 أفدنة، بولاية «ماين» الأمريكية، لتدريب كل من يرغب في القتال بأوكرانيا، ومواجهة القوات الروسية، كون «الحرب ضد روسيا، فرصة فريدة للقتال، لمؤازرة كتيبة، آزوف - تتبنى الأفكار النازية - والدفاع عن الأمة البيضاء».
ومن أشهر الجماعات النازية الجديدة التي سارعت بالانخراط في القتال بأوكرانيا جماعة آزوف، وقبيلة الدم، وقبيلة «سي 14».. ويستخدم فيلق المتطوعين الروسي (ميليشيا متحالفة مع الحكومة الأوكرانية) أسلحة أمريكية لتنفيذ هجمات داخل روسيا، ويرتدي المقاتلون في المجموعة علانية الرموز النازية (الشمس السوداء، والصليب المعقوف) بينما يتميز أفراد قبيلة الدم بارتداء الأقنعة السوداء.
ويحذر مراقبون من أن انتصار هذه الجماعات النازية في الحرب على روسيا يشكل حروب إبادة ضد العرقيات والأديان الأخرى في روسيا وبلاد القوقاز، خاصة المسلمين في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق كما أن نجاح هؤلاء في تحقيق أهدافهم في الانتصار على روسيا سيدعم موجات التطرف في أوروبا ضد الأقليات السوداء والملونة والمسلمين من المهاجرين والمقيمين في تلك البلدان.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في أوكرانيا بعد انقلاب عام 2014، توافد النازيون الجدد على البلاد للقتال من أجل، كييف (عاصمة البلاد) وشغل النازيون الجدد الأوكرانيون مناصب مهمة في الحكومة، وكانت هذه الميليشيات جزءًا مهمًا من آلة الحرب هناك، وفي بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وصل الآلاف من النازيين الجدد، إلى كييف للقتال من أجل إنشاء دولة عرقية متطرفة.
يأتي هذا رغم التصريحات الدبلوماسية، الصادرة عن الإدارة الأمريكية، ورفضها وجود النازيين الجدد في أوكرانيا، ومع ذلك، اعترفت صحيفة، نيويورك تايمز، بأن «الصحفيين الغربيين يطلبون من القوات الأوكرانية إزالة رموز النازيين الجدد قبل التقاط صور لهم». وقالت صحيفة، واشنطن بوست، إنه «يتم حشد النازيين الجدد من قبل جماعات متطرفة للقتال في أوكرانيا ضد روسيا تقول إن هذه الجماعات تستغل هذه الحرب لأغراضهم، لم تمانع الولايات المتحدة وحلفاؤها استغلالها لقتال الروس هناك» وأنه «لم نشهد منذ داعش مثل هذه الفورة من نشاط التجنيد».
وتعد قبيلة «الدم» من أخطر الجماعات النازية الجديدة، حيث إن لها فروعًا في الولايات المتحدة وكندا. تشكلت على الإنترنت عام 2021، عندما بدأ النازي الجديد، كريستوفر بولهاوس، يشير إلى أتباعه باسم قبيلة الدم، ومع ازدياد عددهم، شرع بوهلهاوس في عقد وحضور التجمعات الخاصة للعنصريين البيض والتي أدت في النهاية إلى احتفالات عضوية للجماعة بشكل رسمى هذا العام 2023، بهتاف أعضائها بعبارات عنصرية، ملوحين بأعلام الصليب المعكوف، ويرتدون أيضا زيا موحد متمثلا في القمصان الحمراء والأقنعة السوداء والسراويل السوداء.
وتقوم الجماعات النازية بحشد الآلاف من مؤيديها، ممن لديهم ميول متطرفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لإرسالهم إلى أوكرانيا، حيث يعتبرونها فرصة ذهبية لتحقيق هدفهم المتمثل في تكوين دولة قومية متطرفة ومن ثم تصدير هذا النموذج، عالميا، وقامت جماعة، آزوف (حركة شبه عسكرية يمينية متطرفة، في أوكرانيا) بتجنيد آلاف المسلحين، وتم استيعاب هذه الجماعة في الحرس الوطني الأوكراني عام 2014.
وأمام هذه التحركات والممارسات، اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الحكومة الأوكرانية بأنها «تدار، بواسطة عناصر نازية» ورغم أن جماعة، آزوف، لا تزال حركة هامشية في أوكرانيا، فإنها لها شأن كبير لدى الكثير من المتطرفين، فقد رحبت علانية بالغربيين في صفوفها عبر مواقع تفوق البيض، وشوهدت ملصقات ورموز آزوف في جميع أنحاء العالم، فقد ظهرت على دراجة نارية في محاولة لتفجير مسجد في يوليو 2020.
ووفق صحيفة، واشنطن بوست، فإنه منذ أن دعت جماعة آزوف المتطرفة، علنا، المقاتلين الأجانب إلى الانضمام إلى صفوفها (فبراير 2023) امتلأت مجموعات الدردشة الرسمية للمنظمة على تطبيق تليجرام برسائل من أشخاص في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا والسويد وبولندا ودول غربية أخرى، للإعراب عن اهتمامهم بالانضمام للجماعة المتطرفة، وتقول الصحيفة إنه «من خلال مكالمات أعضاء آزوف، لم نشهد هذا المستوى من نشاط التجنيد على مستوى الحركة منذ الإعلان عن داعش».
لكن تواصل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التقليل من سطوة النازيين الجدد في أوكرانيا، وسعت إلى تفسير تواتر الرموز النازية في صور الجيش الأوكراني، وبحسب «التايمز» فإن مثل «هذه الصور تضع الصحفيين الغربيين في موقف صعب، وأن ضابطا صحفيا أوكرانيا قال: إن الصحفيين طلبوا من الجنود الأوكرانيين إزالة شارة النازية قبل تصويرهم.. الرموز النازية على الخطوط الأمامية لأوكرانيا تسلط الضوء على قضايا التاريخ الشائكة».
ويبقى القول إنه لا يخفى على أحد أن المخابرات الأمريكية وأجهزة استخبارات غربية تستغل الجماعات النازية لتحقيق أهدافها ضد روسيا سواء داخل أراضيها أو في أوكرانيا، وهذا ما يفسر انطلاق عدد من الطائرات المسيرة من الداخل الروسي لضرب العاصمة موسكو وعدد من المدن الروسية، ويرى المراقبون أن نجاح هذه الجماعات في ضرب المدن الروسية بمساعدات أمريكية وغربية ستشجع كل المتطرفين على الذهاب إلى أوكرانيا لتحقيق مخططاتهم المزعومة حول دولة النقاء الأبيض التي يطالبون بها في معظم العواصم الغربية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا البحرية الأمريكية الجيش الأوكراني حرب روسيا دواعش أوروبا وأمريكا فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ليموري يدعو من نواكشوط إلى تعزيز الحكامة وتكثيف التعاون المحلي بإفريقيا
زنقة20ا الرباط
دعا رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، منير ليموري، خلال مشاركته في الدورة العادية الـ33 للجنة التنفيذية لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، إلى مضاعفة الجهود الجماعية من أجل تجاوز التحديات التنظيمية والمالية التي تواجه المنظمة، معتبراً أن اللحظة تستدعي “تصحيح الاختلالات وإصلاح استراتيجية العمل لتكون في مستوى تطلعات الجماعات الإفريقية”.
وشارك ليموري، الذي يشغل أيضًا منصب عمدة مدينة طنجة، في أشغال الاجتماع الذي انعقد يوم السبت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، إلى جانب عدد من رؤساء الجمعيات الوطنية للسلطات المحلية في القارة، من بينهم ممثلون عن رواندا، السنغال، الكاميرون، كينيا، وشبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا. كما سجل اللقاء حضور رئيس مجلس مدينة الداخلة، الغالب حرمة الله، بصفته رئيس شبكة الشباب المنتخبين المحليين بإفريقيا.طنجة فنادق
وترأست الدورة الحالية رئيسة المنظمة، فاطمة بنت عبد المالك، رئيسة جهة نواكشوط، والتي شددت بدورها على أهمية إعادة هيكلة المنظمة وتعزيز حضورها في المحافل الدولية ذات الصلة بالحكامة الترابية والتنمية المستدامة.
وأكد ليموري في كلمته أن التحديات التي تواجهها المدن الإفريقية تكاد تكون متشابهة، ما يفرض، بحسبه، تفعيل أوسع لآليات التعاون بين الجماعات الترابية الإفريقية، لا سيما في المجالات المرتبطة بالتنمية المحلية والتكيف مع التحولات المناخية والديمغرافية.
وفي هذا السياق، أشار المسؤول المغربي إلى الأهمية التي توليها المملكة المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس، لتعزيز التعاون الإفريقي، مبرزاً مستوى الشراكات والتوأمات التي تربط الجماعات المغربية بنظيراتها في القارة، والدور الذي يضطلع به الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي، الذي أنشأه المغرب لتفعيل برامج التعاون جنوب–جنوب.
وتُعد اللجنة التنفيذية الهيئة السياسية العليا داخل منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، وهي تضطلع بمهمة التوجيه الاستراتيجي للمنظمة التي يوجد مقرها الرئيسي بمدينة الرباط.