يحتفل المصريون يوم الثلاثاء 12 سبتمبر بمناسبة لا تتكرر في العالم كله، فهم أصحاب ومنشئي هذا الاحتفال، إنه احتفال "عيد النيروز" أو رأس السنة المصرية القديمة حسب التقويم المصري القديم أو التقويم القبطي، حيث يبدأ العام 1739 ش.

 

و"عيد النيروز" هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، وأتى مسمى "نيروز" من الكلمة القبطية "nii`arwou - ني – يارؤو" وهى تعني "الأنهار" فى العربية، لأن هذا الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل - سبب الحياة في مصر.

. وحينما دخل اليونانيون مصر؛ أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم "مثل أنطوني وأنطونيوس" فأصبحت نيروس، ولفظها العرب "نيروز" تلك الكلمة الفارسية ومن هنا جاء اللبس بين العيد المصري وعيد "نيروز" بلاد فارس أو أصحاب المذهب الشيعي.

 

وعيد النيروز في مصر هو رأس السنة المصرية أو القبطية، أما عيد النيروز "الفارسي" الذى تحتفل به إيران ودول وسط أسيا، فى بداية فصل الربيع بمناسبة السنة الفارسية الجديدة، وتعني اليوم الجديد "ني = جديد" ، "روز= يوم" وهو عيد الربيع عند الفُرس ومنه جاء الخلط من العرب.

 


والفلاحون المصريون على السواء والكنيسة الأرثوذكسية، تضع التقويم المصري القديم أو القبطي في مكانة هامة، حيث أن كلاهما يعملان بهذا التقويم إلى يومنا هذا، فالمزارع يرتب مواعيد الري ومواعيد الزراعة طبقا للأشهر القبطية، وأما الكنيسة فترتبط صلاواتها اليومية وأعيادها بهذا التقويم.

 


ويتكون التقويم المصري القديم من ١٣ شهرا، وهى "توت، بابة، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمود، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى"، وانتهاء بـ شهر "نسئ" أو الشهر الصغير ومدته خمسة أيام، ويبلغ فى السنة الكبيسة فى التقويم الشمسي "الميلادي" ستة أيام.

 


وضع التقويم المصري القديم ، سنة 4241 قبل الميلاد أي في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد.
 

وضع التقويم المصري القديم العلاَّمة الفلكي الأول "توت" أو "تحوت" الذى اطلق إسمه على أول شهر في السنة، وهو إنسان مصري نابغة ولد في قرية منتوت التي ما تزال موجودة وتتبع مركز أبو قرقاص محافظة المنيا بصعيد مصر بنفس إسمها القديم، وتقديرًا من المصريين القدماء لهذا العلامة؛ رفعوه إلى مصاف الآلهة.

 


وصار "توت" هو إله القلم والحكمة والمعرفة ، فهو الذي أخترع الأحرف الهيروغليفية التي بدأت بها الحضارة المصرية لذلك خلدوا أسمه علَى أول شهور السنة المصرية والقبطية.


ينقص التقويم القبطى الحالي عن التقويم الميلادي 284 سنة، وذلك لأنه مع إنتهاء عصر الفراعنة، واحتلال مصر من الرومان، أوقفوا العمل بالتقويم المصري، واستخدموا التقويم الروماني.


أعيد استخدام التقويم المصري القديم من قبل مسيحي مصر في أواخر القرن الثالث الميلادي، بعدما تولي دقلديانوس أمور الإمبراطورية الرومانية وكان شخصًا غير سوي في بنيانه النفسي، حيث سمي عهده بـ"عصر الاستشهاد"، ومن هنا أصبح اسم التقويم المصري القديم "تقويم الشهداء".
فى العصر الفاطمي كان "النيروز" من أكبر أعياد مصر وكانت تقام فيه مهرجانات تطوف الشوارع والأسواق.


واحتفالات عيد النيرزو مستمرة حتّى يومنا هذا، حيث تحتفل وزارة الثقافة بالعيد "الذي تضعه ضمن إرث مصر الفرعوني والمعمول به حتّى الآن" كما تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

 


كما يأكل المسيحيون في ذكرى عيد النيروز "البلح والجوافة"، حيث يرمز البلح - الذي لونه أحمر - لدماء الشهداء المسيحيين الذي سُفك في عهد الاضطهاد الروماني، أما الجوافة فترمز إلى طهارة ونقاوة القلب، وبذورها كثيرة؛ رمزًا لعدد شهداء المسيحية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط السنة المصریة عید النیروز

إقرأ أيضاً:

ننشر تقرير الطب الشرعي لوفاة متهم داخل حجز مصر القديمة

حصل موقع صدى البلد على نص التقرير الطبي الخاص بمتهم محجوز على ذمة التحقيقات، لقي مصرعه على يد 3 متهمين داخل حجز قسم شرطة مصر القديمة.

بطلها 3 محبوسين .. تفاصيل مروعة لوفاة محتجز بالقسم في مصر القديمةتعـ.ذيب في الحجز.. ننفرد بنشر أمر إحالة 3 متهمين عذبوا آخر داخل قسم مصر القديمة

ثبت من تقرير الطب الشرعي أن الجثة تحمل آثار كدمات وسحجات متعددة في الوجه والرأس والأطراف والظهر والصدر، بالإضافة إلى علامات تقييد حول الرسغين، كما أظهر التشريح وجود أوديمـا بالمخ (تورم دماغي) أدى إلى الضغط على المراكز الحيوية بالمخ، ما تسبب مباشرة في الوفاة.

فيما أثبت تقرير المعامل الطبية وجود نزيف داخلي، واحتقان شديد بالنسيج العصبي، وبؤر نزفية في المخ، تؤكد جميعها أن الوفاة جاءت نتيجة الضرب المبرح والاحتجاز القسري في بيئة غير آدمية.

الشهادات

أكد عدد من نزلاء الحجز أنهم شاهدوا واقعة التعدي، وقدموا وصفًا دقيقًا لما تعرض له المجني عليه، كما أدلى مفتش مباحث فرقة مصر القديمة بشهادته حول تحريات سرية تؤكد مسؤولية المتهمين عن الاعتداء.

وجاءت شهادة الطبيبة الشرعية لتؤكد تطابق الإصابات مع أدوات الجريمة، مثل الخواتم المدببة والحزام الجلدي.

أكدت النيابة أن الواقعة ليست مجرد مشاجرة داخل الحجز، بل جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار، خطط لها المتهمون ونفذوها بصورة تنم عن نية الإيذاء المفضي إلى الموت، مستخدمين أدوات لا يجيز القانون حيازتها في أماكن الحجز.

 تعود تفاصيل الجريمة إلى يوم 19 أبريل 2024، حين كان المجني عليه، هاني جمال الدين عبد الرحمن، محبوسًا احتياطيًا داخل قسم شرطة مصر القديمة. 

ووفقًا لما جاء في أقوال الشهود وتحريات المباحث، فإن المتهمين الثلاثة: محمود م (27 عامًا)، و أحمد ض. (31 عامًا – مالك مقهى)،إبراهيم س (21 عامًا – عامل)، قاموا بالتعدي على المجني عليه بالضرب المبرح، مستخدمين أيديهم، وأدوات مثل حزام جلدي وحبل، وأجبروه على الصعود إلى منطقة ضيقة سيئة التهوية داخل غرفة الحجز تُعرف باسم "الصندرة".

 صفع على وجهه 

بدأ الاعتداء بقيام أحد المتهمين بصفع المجني عليه على وجهه، ليتبعه المتهم الرئيسي بتوجيه لكمات وضربات عنيفة على وجهه ورأسه وصدره، بينما كان يرتدي خاتمين معدنيين في يديه، ما تسبب في إصابات جسيمة، ثم تم تكبيل يديه من قبل المتهمَين الآخرين، واستُخدم الحزام الجلدي في ضربه بشكل متكرر.

احتجاز في “الصندرة”

أمر المتهم الأول بإيداع المجني عليه في "الصندرة" – وهي مساحة علوية داخل الغرفة، ضيقة ومزدحمة وسيئة التهوية – وترك فيها مقيدًا بالحبل، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، وبعد أن خارت قواه، أعيد إلى الأرض مرة أخرى وترك أمام المرحاض، حتى استغاث باقي المحتجزين بالشرطة، ليتم نقله في حالة حرجة إلى المستشفى، حيث فارق الحياة متأثرًا بإصاباته.

طباعة شارك التقرير الطبي حجز قسم شرطة مصر القديمة جريمة مصر القديمة اخبار الحوادث

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل في حلب تناقش مخطط التعافي بالمدينة القديمة
  • «تصميم باب الوهم».. متحف شرم الشيخ يطلق ورشة للأطفال حول العمارة المصرية القديمة|صور
  • سعيد بنيس: المغرب الذي نعرفه انتهى... و"نيُوتمغربيت" تُنذر بتحولات سوسيولوجية عميقة
  • عقوبة رادعة لـ 3 متهمين تسببوا في وفاة شخص داخل قسم شرطة مصر القديمة
  • دار التقويم القطري: قطر تشهد أطول نهار وأقصر ليل السبت المقبل
  • إيران تهدد 9 أهداف إسرائيلية.. هذا ما نعرفه عن ثلاثة مواقع منها
  • ما يجب أن نعرفه عن البلاستيك الدقيق وتأثيراته
  • صيد الخيول في العصور القديمة يتحدى تصوراتنا عن السلوك البشري «الحديث»
  • ننشر تقرير الطب الشرعي لوفاة متهم داخل حجز مصر القديمة
  • أبل تضيف iPhone XS إلى قائمة الأجهزة «القديمة» مع قرب انتهاء الدعم الكامل