جيمس ويب يكتشف كوكبا خارجيا بعيدا يمكن أن يحتوي على محيط مائي نادر وأثر محتمل للحياة
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
أعلن علماء في وكالة ناسا عن وجود محيط مائي نادر محتمل على كوكب خارجي عملاق يبعد عشرات السنين الضوئية، وكذلك أثر كيميائي لعلامة على وجود حياة محتملة.
وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف "المثير للاهتمام" بواسطة تلسكوب جيمس ويب التابع لوكالة الفضاء الأمريكية، والذي ينظر على بعد 120 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الأسد، بناء على دراسات سابقة للمنطقة باستخدام تلسكوبات جيمس ويب وهابل وكيبلر.
The Webb telescope has detected carbon dioxide and methane in the atmosphere of exoplanet K2-18 b, a potentially habitable world over 8 times bigger than Earth. Webb’s data suggests the planet might be covered in ocean, with a hydrogen-rich atmosphere: https://t.co/qN1SqCfFt1pic.twitter.com/yoXF3flsUl
— NASA Webb Telescope (@NASAWebb) September 11, 2023 إقرأ المزيدوأطلق العلماء على الكوكب الخارجي اسم K2-18 b. وتقول وكالة ناسا إن كتلة هذا الكوكب تبلغ تسعة أضعاف كتلة الأرض تقريبا.
وقال العلماء إن تلسكوب جيمس ويب تمكن من اكتشاف جزيء يسمى ثنائي ميثيل كبريتيد (أو DMS)، والذي يتم إنتاجه على الأرض فقط عن طريق الحياة، ويأتي معظمه من العوالق النباتية في البيئات البحرية.
ولم يؤكد العلماء هذه الملاحظة بعد، وهي بحاجة إلى مزيد من التحقق. ويجب أن تؤكد الأبحاث الإضافية ما إذا كان ثنائي ميثيل كبريتيد موجودا بالفعل في النبات البعيد بكميات كبيرة.
ويشير العلماء إلى أن K2-18 b، أثبت أنه مثير للاهتمام لأسباب أخرى، حيث أن الكوكب يحتوي على جزيئات حاملة للكربون، بما في ذلك الميثان وثاني أكسيد الكربون، وهو في حد ذاته اكتشاف رئيسي للبحث عن الحياة.
ويقول العلماء إن K2-18 b، هو كوكب ذو غلاف جوي غني بالهيدروجين وسطح مغطى بالمياه. ويعتقد أن كلا الشرطين يفضي إلى أي حياة محتملة للفضائيين.
وK2-18 b هو كوكب خارجي من نوع Hycean، وهو كوكب لديه القدرة على امتلاك غلاف جوي غني بالهيدروجين وسطح مغطى بالمحيط المائي".
ويدور K2-18 b حول نجم قزم بارد يعرف باسم K2-18، ويقعان معا على بعد نحو 120 سنة ضوئية من الأرض.
إقرأ المزيدويبلغ حجم الكوكب 8.6 مرة كتلة الأرض. ويشير العلماء إلى مثل هذه الكواكب باسم "الكواكب الفرعية نبتون"، ولا يوجد شيء مثلها في نظامنا الشمسي، ما يعني أنها غير مفهومة للعلماء نسبيا.
ولا يعرف العلماء، على سبيل المثال، كيف قد تبدو الأغلفة الجوية في مثل هذه العوالم. لكن النتائج الجديدة تشير إلى أنها يمكن أن تكون مكانا مثمرا للبحث عن حياة غريبة.
وأوضح نيكو مادهوسودان، عالم الفلك في جامعة كامبريدج والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية الجديدة: "تؤكد النتائج التي توصلنا إليها أهمية النظر في بيئات متنوعة صالحة للسكن عند البحث عن الحياة في مكان آخر. تقليديا، ركز البحث عن الحياة على الكواكب الخارجية في المقام الأول على الكواكب الصخرية الأصغر، لكن عوالم Hycean الأكبر حجما أكثر ملاءمة لملاحظات الغلاف الجوي".
وربما ما تزال هناك ظروف تجعل K2-18 b صعبا للحياة. ويُعتقد أن له سطحا محيطيا، لكن هذا المحيط قد يكون حارا جدا بحيث لا يمكن العيش فيه، وربما لا يكون سائلا على الإطلاق.
ويأمل العلماء في معرفة المزيد عن الكوكب بالإضافة إلى الكواكب الفرعية الأخرى من خلال المزيد من الملاحظات. لكن قد يكون من الصعب رؤيتها - على الرغم من كونها أكثر أنواع الكواكب المعروفة شيوعا في المجرة - لأنها غالبا ما تكون مغطاة بالوهج المنبعث من نجومها.
وتم رصد K2-18 b لأول مرة باستخدام هذا الوهج، ومراقبة انخفاض الضوء الذي يحدث عندما يتحرك الكوكب أمام نجمه.
إقرأ المزيدواستخدمت النتائج الجديدة نفس العملية، حيث فحص العلماء ضوء النجوم باستخدام تلسكوب جيمس ويب والبحث عن الآثار التي خلفتها المواد الكيميائية في الغلاف الجوي.
وأوضح عضو الفريق سافاس كونستانتينو من جامعة كامبريدج: "هذه النتائج هي نتاج ملاحظتين فقط لـ K2-18 b، وهناك المزيد في الطريق. وهذا يعني أن عملنا هنا ليس سوى عرض مبكر لما يمكن أن يلاحظه جيمس ويب في الكواكب الخارجية في المنطقة الصالحة للسكن".
ومن المفترض أن يعطي المزيد من العمل صورة أفضل عن تلك المواد الكيميائية، ويساعد في تأكيد احتمال وجود مادة ثنائي ميثيل كبريتيد.
وقال البروفيسور مادوسودان: "هدفنا النهائي هو تحديد الحياة على كوكب خارج المجموعة الشمسية صالح للحياة، وهو ما من شأنه أن يغير فهمنا لمكاننا في الكون. إن النتائج التي توصلنا إليها هي خطوة واعدة نحو فهم أعمق لعوالم Hycean في هذا المسعى".
نشرت نتائج الدراسة في مجلة The Astrophysical Journal Letters.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الفضاء النظام الشمسي جيمس ويب كواكب محيطات معلومات عامة معلومات علمية جیمس ویب
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر من نفاد ميزانية كربون الكوكب بسبب الانبعاثات
حذر علماء من أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتي وصلت إلى مستويات قياسية، من المتوقع أن تستنفد ميزانية الكربون الخاصة بالكوكب خلال سنتين، وهو ما يمثل علامة إنذار جديدة تقلل من فرص تحقيق هدف اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.
وميزانية الكربون هي كمية ثاني أكسيد الكربون التي يُمكن للبشرية إطلاقها، مما يُسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب، مع وجود فرصة معقولة لعدم تجاوز هدف درجة الحرارة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا تخبرنا البيانات التاريخية عن تسارع الاحتباس الحراري؟list 2 of 4الاحتباس الحراري يقلّص امتصاص النباتات والتربة للكربونlist 3 of 4الاحتباس الحراري.. تعريفه وأسبابه وآثارهlist 4 of 4ما الغازات المسببة للاحتباس الحراري؟end of listوقد وجد أحدث تقييم أجراه علماء مناخ بارزون أنه لتحقيق فرصة 66% للبقاء دون هدف 1.5 درجة مئوية، يجب أن تقتصر الانبعاثات من عام 2025 فصاعدا على 80 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون. وهذا أقل بنسبة 80% مما كان عليه في عام 2020.
وبلغت الانبعاثات مستوى قياسيا جديدا في عام 2024 وبهذا المعدل، ستُستنفد ميزانية الـ80 مليار طن في غضون عامين. وقال العلماء إن التأخر في النظام المناخي يعني أن حد الـ1.5 درجة مئوية، الذي يُقاس كمتوسط لعدة سنوات، سيُتجاوز حتما بعد بضع سنوات.
وقال جويري روجيلج، أستاذ علوم المناخ والسياسات في إمبريال كوليدج لندن، والمؤلف المشارك في الدراسة التي أجراها أكثر من 60 عالما دوليا ونشرت في مجلة "إيرث سيستم ساينس داتا" (Earth System Science Data)، إن هذا الهدف يبدو صعب المنال بشكل متزايد.
وأضاف أنه في جميع مسارات العمل المناخي، هناك احتمال كبير أن نتجاوز 1.5 درجة مئوية، بل ونصل إلى مستويات أعلى من الاحترار، نحن حاليا في مرحلة حرجة للغاية.
ويسير العالم على طريق ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 2.7 درجة مئوية، وهو ما سيكون ارتفاعا كارثيا. وتظهر الدراسة على سبيل المثال أن الحد من الارتفاع إلى 1.7 درجة مئوية هو الأرجح.
وفي عام 2021، ذكرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن ميزانية الكربون المتبقية كانت تقدر بنحو 500 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، لكن الدراسة الجديدة وجدت أن هذا الرقم انخفض إلى 130 مليار طن فقط بحلول هذا العام.
إعلانوقال بيرس فورستر، مدير مركز بريستلي لمستقبل المناخ في جامعة ليدز، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن البحث يُظهر مدى تسارع مؤشرات المناخ في الاتجاه الخاطئ.
وأضاف أن الدول بدأت في اتخاذ إجراءات مناخية، ولدينا مشاريع متزايدة للطاقة المتجددة، لكن وتيرة هذه التغيرات لا تواكب ما هو مطلوب فعليا.
ونُشرت هذه الدراسة بالتزامن مع محادثات المناخ التي تمت في بون الألمانية، والتي غابت عنها الولايات المتحدة، علما أن الرئيس دونالد ترامب كان قد انسحب من اتفاقية باريس للمناخ في ولايته الأولى ووصف تغيّر المناخ بأنه "خدعة".
وقدّر العلماء أن متوسط درجات الحرارة العالمية خلال العقد حتى نهاية عام 2024 بلغ 1.24 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، نتيجة للانبعاثات الناجمة عن الأنشطة البشرية بنسبة 1.22 درجة، وخصوصا إزالة الغابات وحرق الوقود الأحفوري.
كما ذكر الباحثون، أن معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض بين عامي 2012 و2024 تضاعف مقارنة بالسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، مما أدى إلى تسارع ذوبان الجليد، وارتفاع مستوى سطح البحر، وازدياد حرارة المحيطات.
كما حذروا من أن هذا الارتفاع السريع في منسوب مياه البحار يعرض المناطق الساحلية لمخاطر متزايدة من العواصف والتآكل، حسب موقع المستقبل الأخضر
وقالت إيمي سلانغن من المعهد الملكي الهولندي لأبحاث البحار إن ما يثير القلق هو أننا نعلم أن ارتفاع مستوى سطح البحر استجابة لتغير المناخ يحدث ببطء نسبيا، ما يعني أنه ستكون هناك زيادات جديدة خلال السنوات والعقود القادمة.