بعد كارثة درنة.. السدود القديمة قنبلة موقوتة تهدد العالم
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
بعد الكارثة التي حلت بمدينة درنة شرقي ليبيا، جراء انهيار سدين قديمين، حيث جرفت المياه الغزيرة المتدفقة منهما ربع مباني المدينة بمن فيها، تعالت أصوات كثيرة تقول إن هذه الفاجعة المروعة كان بالإمكان توقعها ومنع حدوثها.
ثمّة تفاصيل لم تكشف بعد بهذا الشأن، لكن المعلومات المتداولة تشير إلى أن انهيار سدي درنة قد نتج عن سوء الصيانة، وضعف مراقبة الخزانات التي غمرتها المياه الغزيرة التي هطلت على المنطقة جراء عاصفة دانيال التي ضربت شرقي ليبيا.
ويشير تقرير نشرته أسوشيتد برس إلى أن جهات مختصة أصدرت تحذيرات العام الماضي بشأن تدهور حالة سدي المدينة، ونصحت بإجراء الصيانة اللازمة لهما لتجنب مثل هذا السيناريو، ولكنهما لم يخضعا للصيانة اللازمة.
وقد بُني سدا درنة في سبعينيات القرن الماضي، خلال حقبة مثّلت ذروة بناء السدود حول العالم، إذ كانت السدود تبنى بمعدل ألف سد سنويا في تلك الفترة.
ويرى الخبراء الآن أن معظم تلك السدود قد وصلت إلى نهاية عمرها المفترض. وهو ما ينذر باحتمال وقوع كوارث أخرى على شاكلة فاجعة درنة في أماكن أخرى من العالم، إذا لم تحظ بالصيانة اللازمة أو يتم التخلص منها تماما.
سدود خطرة
هناك سدود كثيرة حول العالم تشكل خطرا على سكان المناطق القريبة منها، لكن أخطر تلك السدود تقع في الهند والصين والولايات المتحدة.
ففي كل من الصين والهند، حيث أصبحت السدود الضخمة البالغ عددها 28 ألف سد والتي بنيت في منتصف القرن العشرين تقترب الآن من نهاية عمرها المفترض.
وفي الهند، على سبيل المثال، يتجاوز عمر سد "مولابيريار" في ولاية كيرالا 100 عام، وقد لحقت به أضرار جلية جراء القدم، كما يقع في منطقة معرضة للزلازل.
وفي حال انهيار هذا السد العتيق الضخم، فإن ذلك سيشكل خطرا على 3 ملايين ونصف مليون شخص في المنطقة يسكنون في اتجاه مجرى النهر.
وفي الولايات المتحدة، ثاني أكبر دولة من حيث عدد السدود بعد الصين، يبلغ متوسط عمر السدود 65 عاما، وهناك ما يقدر بنحو 2200 سد معرض لخطر الانهيار.
وقد خصصت السلطات الأميركية 3 مليارات دولار لصيانة بعضها، ولكن هذا المبلغ قليل جدا، ويغطي عددا قليلا من تلك السدود التي تقدر التكلفة الاجمالية لصيانتها بنحو 76 مليار دولار.
تغير المناخ
يعدُّ تغير المناخ عاملا آخر ينضاف إلى عامل الزمن ليزيد القلق بشأن مخاطر السدود القديمة، فقد صممت تلك السدود لتتحمل أسوأ الظروف التي تخيلها من بنوها في القرن الماضي، لكنهم لم يضعوا في الحسبان المناخ المتطرف الذي يشهده العالم في يومنا هذا.
فالأحداث المناخية التي كان ينظر إليها على أنها تحدث مرة في كل قرن، أصبحت الآن كثيرة الحدوث، وهو ما يشكل خطرا على السدود القديمة ويضاعف احتمالات انهيارها أو تصدعها في أحسن الأحوال.
لم تكن الكارثة التي حلت بدرنة الليبية جراء انهيار سديها أول حوادث السدود العتيقة، فقد أثّرت الأمطار الغزيرة والعواصف المرتبطة بتغير المناخ سلبا على بعض سدود العالم.
ففي عام 2017، دمرت الأمطار الغزيرة سد "أوروفيل" القديم في ولاية كاليفورنيا الأميركية، مما أدى إلى إجلاء سكان المناطق القريبة.
وفي عام 2021، دمرت قطعة من الجليد في الهيمالايا سدًا في شمال الهند وألحقت أضرارًا بآخر، مما تسبب في مقتل عشرات الأشخاص في المنطقة المنكوبة.
ويرى البعض أن كارثة انهيار السدين في درنة الليبية تمثل صفارة إنذار تحذر من العواقب الوخيمة المترتبة على إهمال السدود القديمة الأخرى في شتى أنحاء العالم، التي ينادي البعض بضرورة التخلص من بعضها والإسراع في صيانة ما يحتاج الصيانة منها.
وتسبب انهيار السدين في درنة الليبية جراء إعصار دانيال في سيول وفيضانات مدمرة خلفت آلاف القتلى والمفقودين، و40 ألف نازح شمال شرقي البلاد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السوبرانو أميرة سليم: أفتخر بانتمائي للحضارة المصرية القديمة.. وأبرز هويتي بجميع أعمالي حول العالم
أكدت السوبرانو المصرية أميرة سليم، على حرصها الدائم على إبراز الهوية المصرية في أعمالها الفنية، ليس فقط من خلال الأغاني التي تقدمها، ولكن أيضًا عبر الأداء المسرحي والأزياء التي تظهر بها في مختلف المناسبات، وذلك خلال حوارها على قناة "القاهرة الإخبارية".
أشارت أميرة سليم إلى أن ظهور ملامح الهوية المصرية في أعمالها أمر طبيعي وغير متكلف، لأنها جزء أصيل من شخصيتها ومن تكوينها الفني والثقافي، مضيفة: “إن تجسيد الهوية المصرية يظهر لدي بأساليب متعددة، قد تكون أحيانًا بسيطة أو واضحة جدًا تبعًا لطبيعة العمل الفني الذي أقدمه”.
وأشارت أميرة إلى أن الأعمال التي تتناول الطابع المصري بشكل مباشر تحتاج إلى دراسة دقيقة وتنفيذ مدروس حتى تصل الرسالة الفنية بوضوح، بينما في الحالات الأخرى يبقى "التاتش المصري" حاضرًا دائمًا كعنصر جمالي يعكس انتماءها للحضارة المصرية العريقة.
وأكدت الفنانة المصرية أنها تفخر بانتمائها للحضارة المصرية القديمة، مشيرة إلى أن هذا الارتباط يمثل مصدر إلهام دائم في مسيرتها الفنية، قائلة: “نحن محظوظون بأننا أبناء حضارة عظيمة، ويجب أن نظهر ذلك في كل ما نقدمه، لأننا بالفعل أحفاد تلك الحضارة المبهرة”.
وأوضحت أميرة سليم حديثها بالتأكيد على أنها تولي اهتمامًا خاصًا لاختيار أزيائها وإكسسواراتها، سواء من خلال التعاون مع مصممين محليين يشاركونها الشغف بالتراث المصري، أو من خلال شراء القطع يدويًا من أماكن تاريخية مثل خان الخليلي، مضيفة أن كل إطلالة بالنسبة لها هي امتداد لهويتها المصرية الأصيلة التي تسعى دائمًا لأن تعكسها أمام جمهورها في الداخل والخارج.