نبض السودان:
2025-06-26@18:06:33 GMT

سودانيون يعودون من مصر الى السودان

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

سودانيون يعودون من مصر الى السودان

رصد – نبض السودان

صعوبات كثيرة واجهت السودانيين الذين قصدوا مصر حتى لحظة دخولهم، أبرزها تأشيرة الدخول والانتظار نحو ثلاثة أسابيع إلى شهر، وآخرون مكثوا أكثر من شهر ونصف الشهر، وبمجرد الوصول، بدأت رحلة البحث عن سكن بسعر مناسب، ومن بين الفارين هناك الآلاف الذين لم يكونوا مستعدين لمواجهة المتطلبات المعيشية في محافظات مصر المختلفة فاختاروا بعد معاناة شديدة من ضنك العيش واللهث وراء تأمين سكن مناسب يأويهم الرجوع إلى السودان، فما الأسباب الحقيقية التي قادتهم للهجرة العكسية وكيف كانوا يقضون حياتهم منذ نزوحهم لمصر، وكيف يرون المستقبل للاستقرار في بلادهم؟

مع دخول نازحي حرب الخرطوم إلى مصر، شهدت سوق العقارات ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً في المناطق التي يكثر فيها الطلب من قبل السودانيين، حيث شهدت بعض المناطق مثل أحياء فيصل والمهندسين والدقي بمحافظة الجيزة، وحي مدينة نصر في القاهرة ارتفاعاً جنونياً في أسعار الشقق السكينة، ووصل سعر بعضها إلى 100 ألف جنيه مصري (ثلاثة آلاف دولار تقريباً).

وعبر قسم السيد محمد، القادم من السودان عن دهشته من الأسعار قائلاً، “كنت أزور مصر دائماً وأقوم بإيجار شقة في منطقة فيصل حيث كان سعر الشقة في الشهر لا يزيد على خمسة آلاف جنيه مصري (150 دولاراً)، وعندما وصلت مصر قادماً من السودان بعد رحلة شاقة تفاجأت بأن أسعار الشقق في ذات المنطقة تجاوز 20 ألف جنيهاً مصرياً (640 دولاراً)، وهو سعر غير منطقي جعلني أفكر في العودة للسودان في الأقل يمكنني المكوث مع أقاربي حتى انجلاء الأزمة”.

وفي هذا الصدد، ذكر المتخصص في قطاع العقارات حليم محمود، أنه “مع بداية حرب السودان وصلت أسعار العقارات في مصر إلى أرقام لم تحدث في تاريخ البلاد، والسبب يرجع إلى السماسرة الذين استغلوا أوضاع القادمين ورفعوا الأسعار، وأيضاً تمسك السودانيون بمناطق محددة أدى إلى ارتفاع أسعار تلك المناطق ثلاثة أضعاف، وعدم وجود عرض مع كثرة الطلب”.

وعن الوضع الحالي وبعد مرور أشهر على الحرب، أوضح محمود أن، “الارتفاع الجنوني في الأسعار كان في الأشهر الثلاثة الأولى، ولكن بعد ذلك عادت الأسعار إلى طبيعتها بعد الشهر الرابع ومع كثرة العرض وشح الطلب”.

ينطلق مئات السودانيين يومياً إلى منطقة عابدين في وسط البلد بالقاهرة، حازمين أمتعتهم باحثين عن باصات سفرية في رحلة العودة إلى السودان.

وبحسب صاحب مكتب حجوزات تذاكر الباصات أمين عبدالكريم فإن “أعداد السودانيين منذ شهر ونصف الشهر، الذين قرروا العودة إلى السودان في زيادة مستمرة، إذ كنا في بداية الحرب نبيع أقل من 100 تذكرة في اليوم، وحالياً وصل عدد التذاكر لأكثر من 450 من مكتبنا فقط، والمؤشرات جميعها تؤكد خروج عشرات الباصات يومياً إلى السودان، ولكنها تذهب للولايات المختلفة مثل شندي وعطبرة وبورتسودان وحلفا ولا تصل للخرطوم نهائياً لصعوبة الأمر”.

أزمة العقارات دفعت آلاف السودانيين من ذوي الدخل المحدود إلى شد أمتعتهم والعودة إلى السودان، حيث وجدوا أن المعيشة في مصر باهظة وسوق العمل محدود.

وفي هذا السياق، تقول الباحثة الاجتماعية سهير الطيب، إن “عودة أعداد كبيرة من السودانيين من مصر إلى بلدهم بعد الحرب أمر متوقع لأن هناك الآلاف ذهبوا وبحوزتهم نقود محدودة حيث كان التوقع السائد في الشهر الأول من الحرب أنها لن تمتد كل هذه الفترة، بعد أن دخلنا في شهرنا السادس منذ اندلاعها، ومن الأسباب الأخرى لعودة أعداد كبيرة هي أن الواقع اختلف عن توقعات العائدين الذين توقعوا أن يجدوا وظائف بسهولة وينخرطوا في سوق العمل مباشرة، وهذا ما لم يحدث، مع غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الشقق السكينة بصورة جنونية”.

وأضافت أن “هناك الآلاف أيضاً ذهبوا إلى قضاء شهر رمضان في مصر وحدثت الحرب ووجدوا أنفسهم عالقين هناك، وبعد أن هدأت الأوضاع قليلاً اختاروا الرجوع إلى ولايات السودان المختلفة للانضمام إلى أسرهم”.

لم يكن طريق الرجوع هيناً إطلاقاً فآلاف العائدين لا يملكون تكاليف السفر الكافية، وهنا تقول الناشطة الطوعية ريان طه، “وفرنا عدداً كبيراً من تذاكر السفر للنساء والأطفال والشباب العالقين الذين يرغبون في العودة، مع توفير وجبات كافية وعدد من الحاجات التي تكفيهم حتى وصولهم للأقاليم المختلفة”.

وختمت حديثها بقولها، “حتى الآن شهدنا عودة أعداد كبيرة من العالقين ومن الفارين خصوصاً في الشهرين الماضيين، إذ تنطلق عشرات الباصات السفرية يومياً وجميعهم وصلوا بخير”.

اندبندت عربية

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: السودان الى سودانيون مصر من يعودون إلى السودان

إقرأ أيضاً:

تفاصيل موافقة تشاد على إجراء امتحانات شهادة الثانوية للاجئين السودانيين بأراضيها

الفاشر- أعلنت الحكومة التشادية، أمس الأول، موافقتها الرسمية على استضافة امتحانات الشهادة الثانوية السودانية المؤجلة للعام 2024 داخل أراضيها، على أن تبدأ في 29 يونيو/حزيران الجاري وتستمر حتى 10 يوليو/تموز المقبل، وفقا لما نقله موقع "رفيق إنفو" التشادي ومصادر دبلوماسية سودانية مطلعة.

وأكد وزير الخارجية التشادي، عبد الله صابر فضل، في لقاء رسمي جمعه بالقائم بالأعمال السوداني في نجامينا، أن بلاده "توافق على إجراء الامتحانات"، داعيا إلى تنسيق مباشر بوزارة التعليم العالي التشادية ومنظمات الأمم المتحدة المختصة، لتنفيذ القرار في الآجال المناسبة وبما يراعي الظروف الإنسانية التي يمر بها الطلاب اللاجئون.

وكانت نجامينا قد رفضت في، ديسمبر/كانون الأول الماضي، إقامة امتحانات الشهادة للطلاب السودانيين داخل معسكرات اللجوء، الأمر الذي فجّر موجة استياء واسعة وسط الطلاب وأولياء الأمور، في ظل غياب أي بدائل تعليمية متاحة.

وزير الخارجية التشادي عبد الله صابر فضل (يمين) يلتقي القائم بالأعمال السوداني في تشاد (وزارة الخارجية التشادية) تحرك واسع

ومع تأزم الأوضاع الأمنية وتوقف العملية التعليمية في معظم مناطق السودان، باتت قضية طلاب هذه الشهادة محل مناشدة وتحرك شعبي واسع، مما دفع بالجهات السودانية، وعلى رأسها وزارة التعليم والبحث العلمي، إلى إطلاق جهود تنسيقية استمرت أشهرا، حتى حصلت على الضوء الأخضر من السلطات التشادية مطلع يونيو/حزيران الجاري.

ووفقا لمسؤولين بوزارة التربية والتعليم بحكومة إقليم دارفور، فإن أكثر من 8000 طالب وطالبة من اللاجئين السودانيين على أتم الاستعداد لخوض الامتحانات في مدينتي أبشي ونجامينا.

وتقول وزيرة التربية بالإقليم توحيدة عبد الرحمن يوسف، للجزيرة نت، إن "ما تحقق ليس مجرد مكسب تعليمي، بل هو تجسيد لوحدة وطنية شاركت فيها جهات تنفيذية وسياسية ودولية، بدءا من المجلس السيادي ووزارة الخارجية وحتى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والسلطات التشادية".

إعلان

وأضافت أن هذه الموافقة تمنح الطلاب بارقة أمل، كانت مفقودة منذ عامين، وتؤسس لتجربة نضال أكاديمي نادرة في محيط الأزمات والنزاعات. وأكدت أن ترتيبات التجهيز بدأت فعليا، وسط التزام حكومي كامل بتأمين عملية الامتحانات وتجاوز العقبات.

في السياق ذاته، قال محمد يحيى مرسال، منسق غرفة طوارئ منطقة الطينة الحدودية مع تشاد، للجزيرة نت، إن السلطات التشادية شرعت فعليا في تحديد مواقع مراكز الامتحانات الخاصة باللاجئين، وذلك في مدارس الصداقة السودانية بكل من مدن أبشي ونجامينا.

وأوضح أن الطلاب يعيشون ظروفا قاسية، "بعضهم يراجع تحت خيام بلا إنارة أو كراسٍ، لكن عزيمتهم فاقت الصعاب، والأمل الذي بعثته هذه الامتحانات فيهم أكبر من أن تصفه الكلمات".

طلاب السودان اللاجئون في تشاد يدرسون تحت الأشجار وفي الخيام (الجزيرة) تعقيدات لوجستية

وكشف المسؤول مرسال، أن السلطات السودانية والتشادية تعملان على ترتيب نقل الطلاب من المعسكرات المختلفة إلى مراكز الامتحان، مشيرا إلى أن العملية ستتم بإشراف تربوي مشترك، مع اتخاذ إجراءات أمنية دقيقة لتأمين أوراق الامتحان وضمان نزاهة العملية بالكامل.

ورغم الترحيب الواسع الذي قوبلت به الموافقة التشادية على استضافة امتحانات الشهادة الثانوية السودانية، إلا أن تربويين ومهتمين بالعملية التعليمية حذّروا من تعقيدات لوجستية قد تواجه تنفيذ الاختبارات ميدانيا، لا سيما في ظل ضعف البنية التحتية في مناطق اللجوء.

وفي رأي الأستاذ محمد آدم إسحاق، المعلم بالتعليم الثانوي في ولاية شمال دارفور، فإن الجميع أمام مهمة وطنية وإنسانية تتطلب تنسيقا عاليا بين كافة الجهات، مع ضرورة استنفار المعلمين السودانيين الموجودين في معسكرات اللجوء في تشاد من أجل الإشراف على إعداد المراكز وتجهيزها.

وأضاف للجزيرة نت، أن بيئة الامتحانات في اللجوء تتطلب مهارات فنية دقيقة وخبرة ميدانية كبيرة، ولا يمكن تجاوز هذه المرحلة دون دعم حقيقي. وتابع "ينبغي تهيئة الظروف النفسية والتربوية للطلاب قبل التفكير في الجوانب الإدارية، فغالبيتهم يعانون من آثار الحرب، وفقدان ذويهم، والتشرد القاسي الذي ترك بصماته على استقرارهم النفسي".

وأكد المعلم إسحاق أن الطلاب أظهروا عزيمة لافتة وإصرارا غير عادي، وقال "نراهم يذاكرون تحت الأشجار، وفي خيام بلا مقاعد أو إنارة، لكن الحلم بالنجاح هو ما يحفزهم كل صباح".

مراقبون يؤكدون أن طلاب السودان اللاجئين يفتقرون إلى الحد الأدنى من مقومات التعليم (الجزيرة) تحديات

في الميدان، لا يزال التحدي قائما. فالطلاب الذين يستعدون لخوض امتحانات الشهادة الثانوية في معسكرات اللجوء شرق تشاد يفتقرون إلى الحد الأدنى من مقومات التعليم. لا توجد فصول دراسية ملائمة، ولا أدوات تعليمية كافية، وأحيانا تغيب الكوادر المؤهلة.

تقول المعلمة سعاد إبراهيم، التي تعمل في مدرسة مؤقتة بمخيم "أردمي"، للجزيرة نت: "الطلاب يذاكرون في ظروف بالغة الصعوبة، بلا كهرباء أو تجهيزات، وبعضهم يعمل في السوق نهارا لمساعدة أسرته، ويأتي مساءً لحضور الحصص". وأضافت "نبذل ما بوسعنا، لكننا بحاجة ماسة إلى دعم إضافي من الشركاء لتوفير بيئة تحترم نضال هؤلاء الشباب في سبيل مستقبلهم".

اللاجئون السودانيون في تشاد يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة (الجزيرة)

 

من جانبه، فرّ الطالب اللاجئ محمد عيسى (20 عاما) من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بعد تدمير مدرسته، ويقول للجزيرة نت، "كنت أحلم أن أصبح مهندسا. الحرب محَت كل شيء، لكن خبر إقامة الامتحانات أعاد الأمل. أراجع دروسي على دفاتر قديمة، وأعتمد على ملخصات بخط يدي".

وتقول زميلته صفية عبد الله، التي فقدت والدها في الحرب: "أنا المعيلة الوحيدة لأسرتي في هذا المخيم، ومع ذلك أتمسك بحلمي. لا أريد أن أكون لاجئة فقط، أريد أن أكمل دراستي وأن أكون شيئا يوما ما".

وفي جانب آخر لا يقل أهمية، يحذر عاملون في المجال الإنساني من غياب شبه تام للدعم النفسي داخل مراكز التعليم بالمخيمات، رغم أن الظروف المحيطة بالطلاب تجعل الحاجة إليه ملحّة.

إعلان

يقول مصطفى برة، وهو موظف بمنظمة إغاثة محلية، للجزيرة نت، إن غالبية الطلاب يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، وهذا يظهر في تفاعلهم وفي مزاجهم العام داخل المخيم. وأضاف "لم تُقدم لهم أي برامج مهنية للدعم النفسي، في وقت تتزايد فيه أعداد الوافدين الجدد من مناطق مثل الفاشر، ما يضاعف الضغط على الطلاب وعلى قدرة المعسكرات في الاستجابة".

مقالات مشابهة

  • مثقفون سودانيون في مواجهة الأزمة السودانية
  • تفاصيل موافقة تشاد على إجراء امتحانات شهادة الثانوية للاجئين السودانيين بأراضيها
  • ???? حمدوك يثني على الامارات ولكنه قال أن السعودية طردت السودانيين والكويت أيضا !
  • السودان.. منظمات أجنبية ضالعة في الحرب
  • الما عندو حمدوك يشتريلو حمدوك!
  • إيران تقيم جنازات لكبار القادة والعلماء الذين قتلوا في الحرب مع إسرائيل
  • من يحاول خطف نصر الجيش في السودان؟
  • هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟
  • من الحرب إلى العقوبات: السودان في طريق مسدود اقتصاديًا
  • رؤى حول الإصلاح العدلي في السودان إثر الحرب