سودانيون يعودون من مصر الى السودان
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
رصد – نبض السودان
صعوبات كثيرة واجهت السودانيين الذين قصدوا مصر حتى لحظة دخولهم، أبرزها تأشيرة الدخول والانتظار نحو ثلاثة أسابيع إلى شهر، وآخرون مكثوا أكثر من شهر ونصف الشهر، وبمجرد الوصول، بدأت رحلة البحث عن سكن بسعر مناسب، ومن بين الفارين هناك الآلاف الذين لم يكونوا مستعدين لمواجهة المتطلبات المعيشية في محافظات مصر المختلفة فاختاروا بعد معاناة شديدة من ضنك العيش واللهث وراء تأمين سكن مناسب يأويهم الرجوع إلى السودان، فما الأسباب الحقيقية التي قادتهم للهجرة العكسية وكيف كانوا يقضون حياتهم منذ نزوحهم لمصر، وكيف يرون المستقبل للاستقرار في بلادهم؟
مع دخول نازحي حرب الخرطوم إلى مصر، شهدت سوق العقارات ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً في المناطق التي يكثر فيها الطلب من قبل السودانيين، حيث شهدت بعض المناطق مثل أحياء فيصل والمهندسين والدقي بمحافظة الجيزة، وحي مدينة نصر في القاهرة ارتفاعاً جنونياً في أسعار الشقق السكينة، ووصل سعر بعضها إلى 100 ألف جنيه مصري (ثلاثة آلاف دولار تقريباً).
وعبر قسم السيد محمد، القادم من السودان عن دهشته من الأسعار قائلاً، “كنت أزور مصر دائماً وأقوم بإيجار شقة في منطقة فيصل حيث كان سعر الشقة في الشهر لا يزيد على خمسة آلاف جنيه مصري (150 دولاراً)، وعندما وصلت مصر قادماً من السودان بعد رحلة شاقة تفاجأت بأن أسعار الشقق في ذات المنطقة تجاوز 20 ألف جنيهاً مصرياً (640 دولاراً)، وهو سعر غير منطقي جعلني أفكر في العودة للسودان في الأقل يمكنني المكوث مع أقاربي حتى انجلاء الأزمة”.
وفي هذا الصدد، ذكر المتخصص في قطاع العقارات حليم محمود، أنه “مع بداية حرب السودان وصلت أسعار العقارات في مصر إلى أرقام لم تحدث في تاريخ البلاد، والسبب يرجع إلى السماسرة الذين استغلوا أوضاع القادمين ورفعوا الأسعار، وأيضاً تمسك السودانيون بمناطق محددة أدى إلى ارتفاع أسعار تلك المناطق ثلاثة أضعاف، وعدم وجود عرض مع كثرة الطلب”.
وعن الوضع الحالي وبعد مرور أشهر على الحرب، أوضح محمود أن، “الارتفاع الجنوني في الأسعار كان في الأشهر الثلاثة الأولى، ولكن بعد ذلك عادت الأسعار إلى طبيعتها بعد الشهر الرابع ومع كثرة العرض وشح الطلب”.
ينطلق مئات السودانيين يومياً إلى منطقة عابدين في وسط البلد بالقاهرة، حازمين أمتعتهم باحثين عن باصات سفرية في رحلة العودة إلى السودان.
وبحسب صاحب مكتب حجوزات تذاكر الباصات أمين عبدالكريم فإن “أعداد السودانيين منذ شهر ونصف الشهر، الذين قرروا العودة إلى السودان في زيادة مستمرة، إذ كنا في بداية الحرب نبيع أقل من 100 تذكرة في اليوم، وحالياً وصل عدد التذاكر لأكثر من 450 من مكتبنا فقط، والمؤشرات جميعها تؤكد خروج عشرات الباصات يومياً إلى السودان، ولكنها تذهب للولايات المختلفة مثل شندي وعطبرة وبورتسودان وحلفا ولا تصل للخرطوم نهائياً لصعوبة الأمر”.
أزمة العقارات دفعت آلاف السودانيين من ذوي الدخل المحدود إلى شد أمتعتهم والعودة إلى السودان، حيث وجدوا أن المعيشة في مصر باهظة وسوق العمل محدود.
وفي هذا السياق، تقول الباحثة الاجتماعية سهير الطيب، إن “عودة أعداد كبيرة من السودانيين من مصر إلى بلدهم بعد الحرب أمر متوقع لأن هناك الآلاف ذهبوا وبحوزتهم نقود محدودة حيث كان التوقع السائد في الشهر الأول من الحرب أنها لن تمتد كل هذه الفترة، بعد أن دخلنا في شهرنا السادس منذ اندلاعها، ومن الأسباب الأخرى لعودة أعداد كبيرة هي أن الواقع اختلف عن توقعات العائدين الذين توقعوا أن يجدوا وظائف بسهولة وينخرطوا في سوق العمل مباشرة، وهذا ما لم يحدث، مع غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الشقق السكينة بصورة جنونية”.
وأضافت أن “هناك الآلاف أيضاً ذهبوا إلى قضاء شهر رمضان في مصر وحدثت الحرب ووجدوا أنفسهم عالقين هناك، وبعد أن هدأت الأوضاع قليلاً اختاروا الرجوع إلى ولايات السودان المختلفة للانضمام إلى أسرهم”.
لم يكن طريق الرجوع هيناً إطلاقاً فآلاف العائدين لا يملكون تكاليف السفر الكافية، وهنا تقول الناشطة الطوعية ريان طه، “وفرنا عدداً كبيراً من تذاكر السفر للنساء والأطفال والشباب العالقين الذين يرغبون في العودة، مع توفير وجبات كافية وعدد من الحاجات التي تكفيهم حتى وصولهم للأقاليم المختلفة”.
وختمت حديثها بقولها، “حتى الآن شهدنا عودة أعداد كبيرة من العالقين ومن الفارين خصوصاً في الشهرين الماضيين، إذ تنطلق عشرات الباصات السفرية يومياً وجميعهم وصلوا بخير”.
اندبندت عربية
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: السودان الى سودانيون مصر من يعودون إلى السودان
إقرأ أيضاً:
الوضع الإنساني في السودان بلغ مرحلة حرجة
الوضع الإنساني في السودان بلغ مرحلة حرجة
هل تسهم القمة الأمريكية- السعودية في تحريك منبر وإعلان جدة؟
الوضع الانساني في كل أنحاء السودان بلغ مرحلة حرجة خصوصاً بعد احداث مدينة بورتسودان مقر الكثير من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية والميناء الرئيسي لادخال المساعدات الانسانية.
ان الحرب تهدد حياة ملايين النازحين وستجبرهم على البحث عن فضاء جغرافي خارج السودان كلاجئين ان لم تعالج الكارثة الإنسانية داخل السودان، كما ان النظام الصحي على وشك الانهيار ان لم يكن قد انهار فعلاً، والأطباء والعاملين في الحقل الصحي لا حماية لهم مثلهم مثل كافة المدنيين.
زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للملكة العربية السعودية ولقاءات القمة التي ستجمعه مع الملك وولي العهد ستكون فرصة نادرة تجمع اعلى مستوى في مبادرة ومنبر جدة، وتتيح ممارسة اقصى قدر من الضغوط لمصلحة الضحايا وحماية المدنيين ووقف الحرب، والوصول لاتفاق إنساني قابل للتطبيق يفتح المسارات الإنسانية في كافة الاراضي السودانية، آخذاً في الاعتبار إعلان جدة حتى يصل الطعام لكافة المحتاجين قبل هطول امطار الخريف وان يتم ذلك دون شروط ووفق القانون الإنساني الدولي، وان تم ذلك سيكون انجازاً تاريخياً وغير مسبوق في معالجة أكبر كارثة انسانية يشهدها العالم اليوم.
على قيادة الجيش ان تقبل التفاوض لمخاطبة الكارثة الإنسانية فالوضع الإنساني لا يحتمل رفض التفاوض ونحن مقبلين على موسم الأمطار الذي سيصعب الوصول لاجزاء واسعة من بلادنا ويعرض المدنيين لمزيد من الخطر وجرائم الحرب.
ان ما حدث في بورتسودان امر مروع والحل الحقيقي يكمن في وقف الحرب والحفاظ على البنية التحتية والالتزام الشجاع من اطراف الحرب بمعالجة الكارثة الانسانية، ومعالجتها حق للمواطنين والمدنيين وليست منحة.
اننا نثق في ان وسطاء منبر جدة سيجرون اتصالات بدول الجوار السوداني والبلدان الأفريقية والعربية وأطراف المجتمع الدولي لانجاح وقف اطلاق نار انساني يحتاجه الشعب السوداني في كل أنحاء السودان اشد الاحتياج.
“إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" صدق الله العظيم.
٧ مايو ٢٠٢٥