نبض السودان:
2025-12-09@07:08:42 GMT

سودانيون يعودون من مصر الى السودان

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

سودانيون يعودون من مصر الى السودان

رصد – نبض السودان

صعوبات كثيرة واجهت السودانيين الذين قصدوا مصر حتى لحظة دخولهم، أبرزها تأشيرة الدخول والانتظار نحو ثلاثة أسابيع إلى شهر، وآخرون مكثوا أكثر من شهر ونصف الشهر، وبمجرد الوصول، بدأت رحلة البحث عن سكن بسعر مناسب، ومن بين الفارين هناك الآلاف الذين لم يكونوا مستعدين لمواجهة المتطلبات المعيشية في محافظات مصر المختلفة فاختاروا بعد معاناة شديدة من ضنك العيش واللهث وراء تأمين سكن مناسب يأويهم الرجوع إلى السودان، فما الأسباب الحقيقية التي قادتهم للهجرة العكسية وكيف كانوا يقضون حياتهم منذ نزوحهم لمصر، وكيف يرون المستقبل للاستقرار في بلادهم؟

مع دخول نازحي حرب الخرطوم إلى مصر، شهدت سوق العقارات ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً في المناطق التي يكثر فيها الطلب من قبل السودانيين، حيث شهدت بعض المناطق مثل أحياء فيصل والمهندسين والدقي بمحافظة الجيزة، وحي مدينة نصر في القاهرة ارتفاعاً جنونياً في أسعار الشقق السكينة، ووصل سعر بعضها إلى 100 ألف جنيه مصري (ثلاثة آلاف دولار تقريباً).

وعبر قسم السيد محمد، القادم من السودان عن دهشته من الأسعار قائلاً، “كنت أزور مصر دائماً وأقوم بإيجار شقة في منطقة فيصل حيث كان سعر الشقة في الشهر لا يزيد على خمسة آلاف جنيه مصري (150 دولاراً)، وعندما وصلت مصر قادماً من السودان بعد رحلة شاقة تفاجأت بأن أسعار الشقق في ذات المنطقة تجاوز 20 ألف جنيهاً مصرياً (640 دولاراً)، وهو سعر غير منطقي جعلني أفكر في العودة للسودان في الأقل يمكنني المكوث مع أقاربي حتى انجلاء الأزمة”.

وفي هذا الصدد، ذكر المتخصص في قطاع العقارات حليم محمود، أنه “مع بداية حرب السودان وصلت أسعار العقارات في مصر إلى أرقام لم تحدث في تاريخ البلاد، والسبب يرجع إلى السماسرة الذين استغلوا أوضاع القادمين ورفعوا الأسعار، وأيضاً تمسك السودانيون بمناطق محددة أدى إلى ارتفاع أسعار تلك المناطق ثلاثة أضعاف، وعدم وجود عرض مع كثرة الطلب”.

وعن الوضع الحالي وبعد مرور أشهر على الحرب، أوضح محمود أن، “الارتفاع الجنوني في الأسعار كان في الأشهر الثلاثة الأولى، ولكن بعد ذلك عادت الأسعار إلى طبيعتها بعد الشهر الرابع ومع كثرة العرض وشح الطلب”.

ينطلق مئات السودانيين يومياً إلى منطقة عابدين في وسط البلد بالقاهرة، حازمين أمتعتهم باحثين عن باصات سفرية في رحلة العودة إلى السودان.

وبحسب صاحب مكتب حجوزات تذاكر الباصات أمين عبدالكريم فإن “أعداد السودانيين منذ شهر ونصف الشهر، الذين قرروا العودة إلى السودان في زيادة مستمرة، إذ كنا في بداية الحرب نبيع أقل من 100 تذكرة في اليوم، وحالياً وصل عدد التذاكر لأكثر من 450 من مكتبنا فقط، والمؤشرات جميعها تؤكد خروج عشرات الباصات يومياً إلى السودان، ولكنها تذهب للولايات المختلفة مثل شندي وعطبرة وبورتسودان وحلفا ولا تصل للخرطوم نهائياً لصعوبة الأمر”.

أزمة العقارات دفعت آلاف السودانيين من ذوي الدخل المحدود إلى شد أمتعتهم والعودة إلى السودان، حيث وجدوا أن المعيشة في مصر باهظة وسوق العمل محدود.

وفي هذا السياق، تقول الباحثة الاجتماعية سهير الطيب، إن “عودة أعداد كبيرة من السودانيين من مصر إلى بلدهم بعد الحرب أمر متوقع لأن هناك الآلاف ذهبوا وبحوزتهم نقود محدودة حيث كان التوقع السائد في الشهر الأول من الحرب أنها لن تمتد كل هذه الفترة، بعد أن دخلنا في شهرنا السادس منذ اندلاعها، ومن الأسباب الأخرى لعودة أعداد كبيرة هي أن الواقع اختلف عن توقعات العائدين الذين توقعوا أن يجدوا وظائف بسهولة وينخرطوا في سوق العمل مباشرة، وهذا ما لم يحدث، مع غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الشقق السكينة بصورة جنونية”.

وأضافت أن “هناك الآلاف أيضاً ذهبوا إلى قضاء شهر رمضان في مصر وحدثت الحرب ووجدوا أنفسهم عالقين هناك، وبعد أن هدأت الأوضاع قليلاً اختاروا الرجوع إلى ولايات السودان المختلفة للانضمام إلى أسرهم”.

لم يكن طريق الرجوع هيناً إطلاقاً فآلاف العائدين لا يملكون تكاليف السفر الكافية، وهنا تقول الناشطة الطوعية ريان طه، “وفرنا عدداً كبيراً من تذاكر السفر للنساء والأطفال والشباب العالقين الذين يرغبون في العودة، مع توفير وجبات كافية وعدد من الحاجات التي تكفيهم حتى وصولهم للأقاليم المختلفة”.

وختمت حديثها بقولها، “حتى الآن شهدنا عودة أعداد كبيرة من العالقين ومن الفارين خصوصاً في الشهرين الماضيين، إذ تنطلق عشرات الباصات السفرية يومياً وجميعهم وصلوا بخير”.

اندبندت عربية

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: السودان الى سودانيون مصر من يعودون إلى السودان

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع تسيطر على حقل هجليج الاستراتيجي.. ما دلالات الخطوة على الحرب في السودان؟

تنتج منطقة هجليج، في الظروف الطبيعية، نحو 600 ألف برميل نفط يومياً، وتشكل مصدراً رئيسياً لإيرادات الخرطوم.

أعلنت قوات الدعم السريع، الإثنين، سيطرتها الكاملة على منطقة هجليج النفطية في ولاية جنوب كردفان السودانية، في خطوة وصفتها بأنها "نقطة محورية" في مسار المواجهات مع الجيش السوداني.

وجاء في بيان صادر عن القوات أن مقاتليها "تمكنوا صباح اليوم من استلام منطقة هجليج الاستراتيجية"، مشيرة إلى الأهمية الاقتصادية الحاسمة للمنطقة التي "ظلت تشكل مورداً مهماً لتمويل الحرب وتوسيع نطاقها وإطالة أمدها".

وأكدت قوات الدعم السريع التزامها بـ"تأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية" في هجليج، مشددة على حرصها على "ضمان مصالح دولة جنوب السودان التي تعتمد بشكل كبير على موارد النفط الذي يتدفق عبر الأراضي السودانية إلى الأسواق العالمية". كما تعهّدت بتوفير "الحماية اللازمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية، بما يوفر بيئة عمل آمنة لهم".

هَجْلِيج: مصدر دخل استراتيجي للسودان وجنوب السودان

تنتج منطقة هجليج، في الظروف الطبيعية، نحو 600 ألف برميل نفط يومياً، وتشكل مصدراً رئيسياً لإيرادات الخرطوم. كما تعد محوراً لوجستياً حيوياً لتصدير النفط الجنوب سوداني، إذ يعتمد جنوب السودان بنسبة كبيرة على خط أنابيب يمر عبر الأراضي السودانية.

وتقع هجليج قرب الحدود مع جنوب السودان، وتشكل معبراً حدودياً مهماً يربط السودان بعدد من جيرانه، بينهم تشاد وليبيا.

وبعد إكمال قوات الدعم السريع سيطرتها على إقليم دارفور في 26 أكتوبر الماضي، تركزت المعارك في كردفان، الذي يشكل مع دارفور نحو نصف مساحة السودان ويضم نحو 30% من سكانه و35% من موارده الاقتصادية.

ويشكّل كردفان، المقسم إلى ثلاث ولايات، حلقة وصل استراتيجية بين مناطق سيطرة الجيش في الشمال والشرق والوسط، ومنطقة دارفور حيث تتمركز قوات الدعم السريع.

Related السودان.. المنسّقة الأممية تدق ناقوس الخطر: عشرات الآلاف محاصرون في الفاشر والغذاء لا يكفيالبرهان يرفض ورقة مسعد بولس ويهاجم الإمارات.. كيف يبدو المشهد الميداني في السودان؟الإمارات تتهم قائد الجيش بعرقلة مقترح وقف إطلاق النار في السودان

ويصعب التحقق بشكل مستقل من التطورات الميدانية في كردفان بسبب انقطاع الاتصالات وصعوبة وصول وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية. ومع ذلك، تشير تقارير من مسؤولين محليين وعاملين في المجال الإنساني، إضافة إلى الأمم المتحدة، إلى تكثيف القصف والضربات بالطائرات المُسيرة، وحدوث نزوح واسع للسكان ومخاوف من وقوع فظائع.

وإلى جانب حقوله النفطية، يضم كردفان مناجم ذهب ومنشآت زراعية هامة، إذ يُعد من أكبر منتجي الصمغ العربي في السودان، ويُسهم في إنتاج السمسم والذرة الرفيعة والحبوب الأخرى، إضافة إلى كونه معقلاً رئيسياً للثروة الحيوانية.

وتقع منطقة غرب كردفان عند التقاء خط سكك حديدية رئيسي يربط كوستي في ولاية النيل الأبيض بنيالا، مقراً لحكومة تحالف "تأسيس" التي تم تشكيلها مؤخراً، إضافة إلى مدينة واو في جنوب السودان.

القتال يتركز على مدن رئيسية في كردفان

وتتركز المعارك حالياً حول مدن الأبيض وكادوقلي والدلنج وبابنوسة، وهي مناطق يتمركز فيها الجيش بكثافة. وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، منذ أشهر، وهي تقع على طريق استراتيجي يربط دارفور بالعاصمة الخرطوم، وتحوي مطاراً استُخدم لوجستياً لأغراض عسكرية. فيما أعاد الجيش مؤخراً السيطرة على مدينة بارا، الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمال الأبيض.

أعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي أنها "حررت" مدينة بابنوسة في غرب كردفان، لكن الجيش السوداني نفى ذلك، ما يعكس حالة التناقض المستمرة في الروايات الميدانية بين الطرفين.

ويواجه آلاف المدنيين في مدن كادوقلي والدلنج بجنوب كردفان أوضاعاً إنسانية متردية جراء الحصار المطوّل، الذي يحرمهم من الغذاء والدواء.

وفي جنوب الإقليم، يتعرض معقل الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال في كاودا إلى ضغط متزايد من الجيش، الذي يسعى إلى إضعاف هذا الفصيل المتحالف مع قوات الدعم السريع.

وفي سياق متصل، جددت قوات الدعم السريع "التزامها بالهدنة الإنسانية التي أعلنتها من جانب واحد"، مشددة على "احتفاظها بحق الدفاع عن النفس".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • مفوضية حقوق الإنسان لـ«الاتحاد»: تداعيات كارثية جراء استمرار الحرب في السودان
  • Local ONLY يا له من خطاب كراهية مفزع
  • قوات الدعم السريع تسيطر على حقل هجليج الاستراتيجي.. ما دلالات الخطوة على الحرب في السودان؟
  • محللون لـ «الاتحاد»: «عمالة الإخوان» تُعيق جهود وقف الحرب في السودان
  • الجامعة العربية تدعم السودانيين في المفاوضات الدولية وبناء السلام
  • السودان وليبيا تتفقان على تنسيق العودة الطوعية للاجئين السودانيين في ليبيا
  • أمريكا كانت تعرف، فلماذا سمحت بذبح السودانيين؟
  • العاقل من اتعظ بغيره!
  • اليونيسف تدق ناقوس الخطر: ملايين الأطفال السودانيين مهددون وسط تصاعد الصراع
  • اليابان تتدخل لاعادة إعمار مستشفيات السودان المدمرة بسبب الحرب