قضية اليمن هي قضية عدوان واحتلال لأرضه، وانتهاك لسيادته واستقلاله، ونهب لثرواته، وحصار وتجويع لشعبه.
بلد اجتمعت عليه أكثر من ١٧ دولة بعتادها العسكري وإمكانياتها المالية، تم العدوان عليه دون مبررات سوى منعه من استثمار ثرواته والنهوض بحياته ومستقبل شعبه.
بلد تعرض لعدوان أمام أعين وبصر العالم؛ عدوان واحتلال شرعنته المنظمات العربية ( جامعة الدول العربية ) والدولية ( الأمم المتحدة )، وظلت هذه المنظمات تبرر للعدوان قتل الناس، وتدمير المنشآت المدنية، وتشرعن للمعتدين إجرامهم.
بلد يقف وحيدا أمام جبروت دول العدوان المسلحة بأحدث آلات الدمار العسكري، والنهب الاقتصادي.
أكثر من ثماني سنوات وهذا الشعب الصابر يعاني كل أنواع العدوان والعسف والحصار والتجويع والنهب والقتل.. لم ينتبه اليه أحد.. ولم يقف معه أحد.. قاوم المعتدين بكل ما لديه من قوة ومن إمكانيات وصبر، هزمهم جميعا، حتى أتوا صاغرين،جانحين للسلم إن صدقوا.
قدم اليمنيون الأحرار الذين تصدوا للعدوان تضحيات مهولة؛ قُتل مئات الآلاف بالصواريخ والقنابل المحرمة التي ألقاها طيران العدوان على التجمعات السكانية المدنية، وعلى الطرقات والمزارع، حتى مشاريع المياه والمقابر لم تسلم من التدمير.
وبعد هزيمة العدوان ومرتزقته، واجبار العدو السعودي على التفاوض؛ يحاول هذا العدو التملص من جرائمه الثابتة والواضحة بالقول إنه وسيط بين اليمنيين !!
أي يمنيين يتوسط بينهم ؟!
الذين يدعي لهم التوسط هم مرتزقته، نفذوا أجنداته، لكنهم هُزموا؛ وهو اليوم يحاول أن يوجد لهم موطئ قدم في يمن المستقبل.
في الحقيقة لن يقبل اليمنيون، وفي المقدمة حكومة الإنقاذ- التي تتولى التفاوض مع العدو السعودي- بعودة أي مرتزق إلا بعد محاكمته بتهمة الخيانة والقتل والنهب والتآمر على البلاد مع أعدائها، ومحاسبة كل عميل وخائن ومرتزق على ما فرط في حق الوطن والشعب.
لقد أحسنت حكومة الإنقاذ في صنعاء بعدم التفاوض مع أدوات الارتزاق؛ وجلست جنبا الى جنب مع المعتدي الأول على البلاد وهو المجرم السعودي الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عما أحدثه في اليمن من قتل ودمار وخراب.
لقد سقطت كل مراهنات العدو السعودي على المسألة الطائفية لتفريق اليمنيين، أو على حصارهم وتجويعهم، وانكشفت كل أساليب الأدوات الإقليمية في خداع اليمنيين؛ تحت يافطات استعادة الدولة والتحرير.. وثبت للصغير قبل الكبير أن السعودي والإماراتي ما هم إلا أدوات رخيصة للمستعمر الغربي ( الامريكي والبريطاني والفرنسي ) الذين يكشرون أنيابهم هذه الأيام لاحتلال اليمن، ونهب ثرواته وسرقة موارده واستعمار شعبه، كما فعلوا بشعوب الخليج ونجد والحجاز.
لقد أيقن محمد بن سلمان بعد أكثر من ثماني سنوات أنه لا أمن ولا استقرار لنظام الأسرة اليهودية المستولية على مقدرات شعوب نجد والحجاز إلا بأمن واستقرار اليمن.
اليوم على السعودي أن يخضع لما يقوله ويمليه المفاوض اليمني من شروط لإنهاء العدوان والحرب ورفع الحصار، وتسليم المرتبات من الثروات اليمنية التي تباع ويصب ريعها في بنوك المملكة، و يحتجزها محمد بن سلمان في البنك الأهلي السعودي، وفي الأخير رحيل القوات الأجنبية من اليمن التي استدعاها محمد بن سلمان لاحتلال اليمن وحماية نظام المملكة السعودية.
لا مفر لبني سعود من تنفيذ هذه الشروط، وإلا الفناء لكل شيء داخل المملكة؛ ولن تنفعهم أمريكا ولا دولة الصهاينة، ولا الإمارات، أو غيرها من الدول المتصهينة.. وقد جربوا وذاقوا مر الهزيمة.. والبقية تأتي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تعز تخرج في 42 مسيرة شعبية .. قرار اليمن بالوقوف مع غزة لا رجعة فيه
يمانيون../
في تجلٍّ شعبي واسع للموقف اليمني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، شهدت محافظة تعز، اليوم الجمعة، تنظيم 42 مسيرة جماهيرية حاشدة توزعت على مركز المحافظة وعدد من المديريات، تحت شعار: “ثباتاً مع غزة.. سنصعّد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع”.
وتوزعت المسيرات في مديريات: خدير، التعزية، مقبنة، ماوية، شرعب السلام، شرعب الرونة، حيفان، المواسط، الصلو، صبر الموادم، المسراخ، وجبل حبشي، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واليمنية، مرددين الهتافات الداعمة لغزة والمنددة بجرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة.
وأكد المشاركون تفويضهم الكامل لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ومباركتهم للعمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني، تعبيراً عن الموقف الشعبي اليمني الراسخ والداعم لفلسطين، رغم التحديات والحصار والعدوان.
وأعاد أبناء المحافظة التأكيد على جهوزيتهم العالية واستمرار التعبئة الشعبية والتحشيد العام لمواجهة الكيان الصهيوني، مشددين على أن موقف اليمن تجاه فلسطين ليس موقفاً موسمياً أو عاطفياً، بل التزام ديني وإنساني لا يقبل التراجع أو التحييد.
وأدان المحتشدون جريمة الإبادة الجماعية والحصار الخانق الذي يتعرض له أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على مرأى ومسمع من العالم، متهمين الأنظمة العربية والإسلامية بالصمت والتخاذل، والتنصل من المسؤوليات الأخلاقية والدينية.
وفي بيان ختامي صادر عن المسيرات، عبّر أبناء تعز عن أن التحركات الشعبية والموقف الرسمي الثابت تنبع من وعي ديني وإنساني، وتعبيراً عن إيمان اليمنيين بأن نصرة المظلوم واجب لا يسقط، مشيرين إلى أن التاريخ يسجل مواقف الشعوب، وأنهم اختاروا أن يُسجل لهم موقف العزة والكرامة.
ودعا البيان شعوب الأمة إلى الخروج من صمت العار، والتحرك العملي لكسر الحصار ووقف العدوان على غزة، محذراً من العاقبة الإلهية لكل من تخاذل أو تآمر أو رضي بالظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.
كما عبّر البيان عن الاعتزاز البالغ بالضربات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو، والتي تسببت بخسائر كبيرة له، داعياً إلى مزيد من تطوير القدرات ومواصلة التصعيد حتى ردع العدو ودفعه إلى وقف عدوانه على غزة.
وأشاد البيان بصمود غزة ومقاومتها الباسلة التي أربكت العدو، مؤكداً أن غزة – رغم الجراح والحصار – تمثل منارة للعزة والكرامة، وتتحدى الاحتلال وتفشل أهدافه، ما يجعل أي تبرير للتخاذل أو الصمت ضرباً من العار.