الخليج الجديد:
2025-12-14@10:19:43 GMT

العنصرية تكسر جناح تركيا

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

العنصرية تكسر جناح تركيا

العنصرية تكسر جناح تركيا

لم تعد قضية استهداف أتراك للسياح العرب حالات فردية. كما لا يمكن اعتبارها ممنهجة وبتشجيع رسمي.

استمرار تحشيد الشارع التركي وتعاظم حملات الكراهية بالتزامن مع الانتخابات البلدية التي ستشهدها تركيا في مارس العام المقبل.

لا خطة ممنهجة للإساءة أو ضرب وطرد السياح العرب، لكن الأرجح تنامي حالات العنصرية بالشارع التركي لكل الناطقين بالضاد من دون معرفة من أي بلد.

الآثار المباشرة والاقتصادية فقط: لم يزد عدد السياح إلى تركيا، حتى نهاية الشهر السابع، عن 23 مليوناً، رغم التطلع والخطط هذا العام لاستقطاب 60 مليوناً.

* * *

لم تعد قضية استهداف أتراك للسياح العرب حالات فردية. كما لا يمكن اعتبارها ممنهجة وبتشجيع رسمي.

بل هي على الأرجح ما بينهما، أي حالات تعدت الفردية والأسباب الخاصة المتولدة عن ضيق العيش، ولم تصل إلى المباركة الشعبية، وإن بلغت حد التساهل الرسمي بالتعاطي مع العنصريين، أو بصيغة أدق، عدم الرد بعقاب رادع يمنع انتشار هذه الظاهرة التي تعدت إسطنبول وأنقرة وإزمير.

مؤخرا، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي "الأتراك طبعاً" مقطع فيديو يوثق لحظة اعتداء أتراك على سائح كويتي خلال وجوده مع عائلته في ميدان طرابزون بتركيا.

وطرابزون، كما بقية ولايات البحر الأسود، كانت على مدى سنوات الأكثر جذباً لسياح دول الخليج والأكثر بيعاً للعقارات والمنازل، قبل أن تصاب أخيراً بداء العنصرية والدعوات إلى ضرب السياح العرب وطردهم من البلاد.

والفيديو الذي انتشر، على نحو مغاير لوثائق ضرب السوريين والإساءة لهم، بعد أن اعتاد جلّ الأتراك على مشاهدة الإساءة للسوريين، وثّق لحظات ضرب السائح الكويتي بوحشية من قبل مجموعة من الأشخاص الأتراك، قبل أن يسقط على الأرض فاقداً للوعي وتتجمع أسرته حوله مستغيثة طالبة النجدة.

حقيقة الأمر أن هذا التسجيل المصوّر بحق الإساءة للسياح الخليجيين ليس الأول، وربما لن يكون الأخير، بواقع استمرار تحشيد الشارع التركي وتعاظم حملات الكراهية بالتزامن مع الانتخابات البلدية التي ستشهدها تركيا في مارس/آذار العام المقبل.

وهاكم بعض التسجيلات المصورة التي قد لا تقبل التشكيك أو الانضواء تحت أوهام الاستهداف، فقد انتشر أخيراً مقطع مصور للاعتداء على سياح خليجيين في مطعم بمدينة إسطنبول، يكشف الشجار والإساءة اللفظية بسبب خلاف على قيمة "الفاتورة" بعد احتجاج السياح العرب على ارتفاع المبلغ.

وربما الفيديو للسيدة الخليجية وهي تصرخ في أحد المحال التركية وتقول "أغلقوا السياحة وتحدثوا إلى الرئيس أردوغان وليس لنا"، مضيفة باللغة العربية وبصوت عال: "لا تستقبلوا السياح ما دام غير مرغوب فيهم"، أثار ردود الأفعال أكثر من غيره، إلى الحد الذي دفع فنانين ومنصات وصنّاع محتوى "يوتيوبرية" للدعوات إلى مقاطعة السياحة التركية، والتوجه إلى مصر والمغرب والإمارات وقطر وغيرها من البلدان العربية التي تزخر بالمواقع الأثرية وجمال الطبيعة وبشعب يرحب بإخوته ولا يسيء لهم.

ويستحيل ربما التطرق إلى حالات الإساءة الموثقة لكثرتها وانتشارها أخيراً في معظم الولايات التركية من دون أن تقتصر على السوريين أو حتى الخليجيين، ففيديو الاعتداء بالضرب على شاب يمني أعزل "حاول الدفاع عن شقيقه" انتشر بشدة على وسائل التواصل التركية، بعد أن تحوّل ترحيل شابين مغربيين وسيدة جزائرية كفيفة إلى الشمال السوري إلى قضية رأي عام تدخلت فيها السلطات التركية العليا.

قصارى القول: مؤكد أنه لا توجد خطة ممنهجة للإساءة أو ضرب وطرد السياح العرب، لكن الأرجح والواضح، وحتى الموّثق، تنامي حالات العنصرية بالشارع التركي لكل الناطقين بالضاد من دون معرفة من أي بلد.

كما الأرجح، وبحسب المعايشة والمشاهدة هنا بتركيا، أن حالات العنصرية كانت فردية وحالات خاصة إلى ما قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في مايو/أيار الماضي، ليكون بعدها ليس كما قبلها، بعد تفشي مقولات دعم العرب والمقيمين بتركيا للرئيس أردوغان وحبهم له، بل والترويج أن أصواتهم بالانتخابات كانت الفارق وسبب نجاحه لفترة رئاسية جديدة.

وربما زاد من حالات التنمّر والعنصرية، في تلك الفترة، ما قاله وزير الداخلية الجديد علي يرلي قايا حول أعداد المهاجرين وضبط غير الشرعيين، لتأتي الاتفاقات الأخيرة مع دول الخليج، بعد زيارة الرئيس والوفد الحكومي والخاص، لتؤجج الحالة لدرجة العداء وتطور أدوات الاعتداء.

طبعاً، من دون إغفال اشتغال الأحزاب المعارضة على الأمر وعزفهم على وتر القومية وإيقاظ الكراهية للعرب، مستخدمين تردي الواقع المعيشي وتهاوي سعر صرف الليرة وارتفاع نسبة التضخم كمحرضات، وزيادة أعداد العرب المقيمين وتشكيل "سورية صغيرة" كما قالت أخيراً زعيمة حزب" الجيد" بعد سلسلة تحريضات علانية من رئيس حزب "الظفر" لنبش العداء وزيادة التحريض ضد العرب.

نهاية القول: إن قفزنا على عقابيل ما ينقل ويشاع عن سلوك أتراك ضد السياح والمقيمين، إن على السمعة العامة لدولة تتطلع لحجز مكانها بين الكبار، أو على الديمقراطية والأمان، وأثار ذلك على الاقتصاد وتقبّل تركيا بين جيرانها في الشرق أو أحلامها بدخول نادي واتحاد الغرب.

لنركز على الآثار المباشرة والاقتصادية فقط، إذ لم يزد عدد السياح إلى تركيا، حتى نهاية الشهر السابع، عن 23 مليوناً، رغم التطلع والخطط هذا العام لاستقطاب 60 مليوناً، ما يعني تراجع السياحة بصرف النظر عن التصريحات الرسمية وما يقال عن زيادة النسب عن العام الماضي.

ومن المعروف، وبشهادة مسؤولين سياحيين، (مسؤول في وكالة غرب البحر الأبيض للتنمية، عثمان أرول ساري دره مثالاً) أن السائح العربي ينفق بتركيا نحو 4 آلاف دولار في حين لا يزيد إنفاق غيره من الأوروبيين والآسيويين عن 800 دولار.

ومعروف أيضاً أن تركيا تنظر إلى عائدات السياحة، إلى جانب التصدير، كجناحي الاقتصاد ومنقذ ومخلص، ليس لتوازن المعروض النقدي الأجنبي بالسوق وبالتالي تحسن سعر صرف الليرة فحسب، بل بزيادة نسبة النمو والناتج الإجمالي، للوصول إلى حلم العشرة الكبار.

بيد أن غير المعروف، أو غير المتفق عليه بتركيا، أن ما تشهده البلاد من سوء معاملة وعنصرية وإساءات للسياح ألغى نحو 60% من حجوزات العرب هذا الموسم، إلى جانب المدهش بتعاطي الحكومة والقوانين مع العنصريين.

فأن تكتفي دائرة الاتصالات برئاسة الجمهورية بالتوصيف والإدانة، وتقتصر الردود على رئيس حزب الظفر أوميت أوزداغ، كأكبر مثال على العنصرية والتحريض، برفع دعاوى ونصح ووعيد، فذلك على الأرجح سيزيد من عزوف العرب عن جمال تركيا. كما يدفع من تورّط بشراء عقار أو أقام منشأة إنتاجية لأن يعيد النظر بواقع التسهيلات والإغراءات التي تقدمها الدول، من شمالي أوروبا إلى أقصى جنوبي أفريقيا.

*عدنان عبد الرزاق كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تركيا العنصرية طرابزون السياحة التركية السیاح العرب من دون

إقرأ أيضاً:

السلطات الأمريكية تطلب من السياح كلمات سر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي

تخطط الإدارة الأمريكية لفرض إجراء جديد يلزم جميع السائحين الأجانب بتقديم سجلات حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الخمس الماضية عند دخول الولايات المتحدة.

ووفق إشعار نشر يوم الثلاثاء في السجل الفيدرالي الصادر عن هيئة الجمارك وحماية الحدود إلى أن تقديم هذه البيانات سيكون إلزاميا للداخلين الجدد إلى الولايات المتحدة، بغض النظر عما إذا كانوا قادمين من دول تتطلب الحصول على تأشيرات مسبقة.

وتعد المملكة المتحدة وألمانيا من بين الدول التي لا يشترط مواطنوها الحصول على تأشيرة، وهو ما يعني إضافة إجراءات جديدة قد تشكل عبئا إضافيا على المسافرين من هذه الدول.

ويستعيض هؤلاء حاليا عن التأشيرة بإكمال نموذج نظام التفويض الإلكتروني للسفر.

وقد رفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب مستوى القيود المفروضة على دخول الأجانب، بينما ركز الرئيس خلال حملته الانتخابية على تشديد سياسات الحدود والهجرة. وتضيف هيئة الجمارك وحماية الحدود، إلى جانب سجلات وسائل التواصل الاجتماعي، حقول بيانات جديدة تشمل عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف التي استخدمها المسافر خلال السنوات الخمس الماضية، إضافة إلى عناوين وأسماء أفراد عائلته.

ولم تصدر وزارة الأمن الداخلي تعليقا فوريا على هذا المقترح، بينما يتيح السجل الفيدرالي للجمهور مهلة قدرها ستين يوماً لتقديم الملاحظات.

وتستعد الولايات المتحدة لاستضافة فعاليات كأس العالم لكرة القدم العام المقبل، وهو حدث يجذب جماهير من مختلف دول العالم، بما في ذلك من المملكة المتحدة ودول أخرى لا تفرض الولايات المتحدة على مواطنيها الحصول على تأشيرة دخول.

وفي يونيو الماضي، أعلنت وزارة الخارجية أنها ستلزم المتقدمين للحصول على أنواع محددة من التأشيرات بجعل حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي متاحة للعامة.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخارجية أيضا توسيع نطاق ما يسمى بمراجعة الوجود الإلكتروني ليشمل المتقدمين للحصول على تأشيرة H-1B.

المصدر: NBC news

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/11 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة مجلس الأمن يبحث تعزيز دور الشباب في السلم والأمن مع لجنة بناء السلام2025/12/11 وفد من منظمة الصحة العالمية يزور الإمدادات الطبية للوقوف على نظام توزيع الإمداد الدوائي2025/12/11 ولاية أمريكية تصنف “الإخوان المسلمين” ومجلس “كير” منظمتين إرهابيتين2025/12/10 طرد معلم بريطاني بعد قوله لتلميذ مسلم إن بريطانيا ما زالت دولة مسيحية2025/12/10 ترامب يهدد المكسيك2025/12/10 إيران تعلن الاتحاد مع مصر ضد المثليين في المونديال2025/12/09شاهد أيضاً إغلاق عالمية الخارجية الروسية: محاولات الاستيلاء على الأصول المجمدة في الغرب تشكل خطرا على كافة الدول 2025/12/08

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • حشود السياح تؤدي إلى فرض رسوم دخول على مزار رومانسي شهير في إيطاليا
  • بالذكاء الاصطناعي.. «جوجل» تكسر حاجز اللغة بترجمة فورية عَبْر السماعات
  • خبير سياحي: أعداد السياح في مصر تجاوزت التوقعات.. وهذه توقعات 2026
  • قصة البحيرة الزرقاء.. لماذا لا يدخلها السياح إلا بعد مسح أحذيتهم؟
  • النيابة العامة تكسر صمت الانفجار وتفتح أخطر ملفات مدينة العمال بإمبابة
  • "ساعة قبل الفجر".. نضال الشافعي في حكاية تكسر باب الصمت الزمني المخيف
  • قتلوك ليه؟.. والدة يوسف ضحية حمام السباحة تكسر صمتها لأول مرة (تفاصيل)
  • السلطات الأمريكية تطلب من السياح كلمات سر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي
  • ميزة أندرويد الجديدة تثير الجدل.. التقنية التي ستنقذك في لحظات الطوارئ
  • شكرا للفريقين علي المتعة التي قدماها المستكاوي يشيد بمباراة المغرب وسوريا