سام برس
القى قائد جماعة انصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، كلمة بمناسبة العيد التاسع لثورة الـ 21 من سبتمبر 2023 ، أكد فيها على الانتصار التاريخي والمذهل ، كما تطرق الى اسباب النجاح والفشل والمؤامرات الداخلية والخارجية وعظمة التصنيع العسكري من الابرة مروراً بالمسدس وحتى الصاروخ ، كما هو شاهد عيان في الحفل الاستعراضي الذي أقيم في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء صباح امس الخميس.



حيث وجه القائد عبدالملك الحوثي ، التهاني والتبريك إلى الشعب اليمني العزيز ، وفي المقدِّمة لكل الذين أسهموا، وبذلوا الجهد، وقدَّموا التضحيات، ولكل الذين شاركوا وعملوا لتحقيق ذلك الإنجاز التاريخي العظيم.

وتحدث الحوثي عن أهمِّ الإنجازات قائلاً انها ثورةٌ أنقذت وحررت شعبنا من الوصاية، التي كانت معلنة ومكشوفة، وآنذاك التقت رغبة الطامعين للسيطرة على هذا البلد، وبالدرجة الأولى الأمريكيين، مع التوجه الخاطئ لبعض الأشخاص والأحزاب ، الذين كان كل رهانهم في أن يحققوا آمالهم بالحصول على المناصب ، وأن يحققوا المكاسب الشخصية ، والفئوية ، والحزبية ، بالارتهان للخارج، والاحتماء به، والاعتماد عليه، حتى على حساب استقلال بلدهم، وحرية شعبهم ، فاتجه الأمريكي- لاغتنام ما اعتبره فرصةً كبيرة- لإحكام سيطرته، عبر فرضه سياساتٍ عدائية ، تتجه بالبلد نحو الانهيار التام في كل المجالات :

فعلى المستوى السياسي: استغل الأمريكي التباينات والخلافات لتوسيع الفجوة، وتعميق الانقسام، وتحويل الحالة في الوسط السياسي إلى حالة تنافس في خدمته..

وعلى المستوى الأمني: شهد البلد- آنذاك- انهيارًا أمنيًا تامًا، وتحوَّلت العاصمة صنعاء إلى مسرحٍ مفتوحٍ للمجرمين، وتمكينهم من تنفيذ الاغتيالات للكوادر الأكاديمية، والرموز الوطنية، والشخصيات البارزة، وحتى لمنتسبي الأجهزة الأمنية، وكذلك التفجيرات، بهدف القتل الجماعي، وانتشار الفوضى، وتمكين التكفيريين المجرمين من الانتشار في معظم المحافظات، وحتى في أمانة العاصمة.

وعلى المستوى الاقتصادي : كان الاقتصاد ينهار، والأزمة تشتد، والمعاناة تكبر، بدون حرب ولا حصار! وفي وقتٍ كانت الموارد السيادية من نفط وغاز في كل أرجاء الوطن تحت يد السلطة ، وعائداتها متاحة تحت تصرفها ، وكل الموانئ مفتوحة ، والقروض والمنح متدفِّقة، ومع ذلك تشتد الأزمة الاقتصادية، وتفرض الجرع على شعبنا جرعةً بعد جرعة.

وعلى المستوى الاجتماعي: كانت الروابط تتفكك ، والمشاكل والنزاعات تتفاقم، والولاءات السياسية تفرِّق الشمل، ليس فقط على مستوى القبيلة، بل وحتى على مستوى الأسرة الواحدة، وكانت القيم والأعراف تتلاشى، بل كان هناك حملةٌ إعلاميةٌ وتثقيفيةٌ تسيء إلى القبيلة اليمنية والمجتمع اليمني، وتنشر الكراهية والبغضاء، وتثير الأحقاد والنعرات العنصرية، والمناطقية، والمذهبية بشكلٍ مكثف؛ لتمزيق النسيج الاجتماعي، وتفرِّق شمل أبناء اليمن.

وعلى مستوى التعليم والصحة: كان الانحدار فيهما يتجه بأبناء اليمن إلى اليأس ، والإحباط ، وانعدام الأمل ، فمخرجات التعليم، ووضع المستشفيات، كان تحت الصفر.

وأمَّا على المستوى الاستراتيجي : فلم يكن هناك أي توجهٍ من أجل بناء البلد، وتحقيق الاكتفاء الذاتي ، والإنتاج المحلي ، ودعم الزراعة.

وأمَّا الجيش: فقد تحوَّلت مهمَّته- آنذاك- إلى القتال الداخلي ، مع تدمير قدراته العسكرية ، التي لها علاقة بالدفاع والتصدي للعدوان الخارجي، كالدفاع الجوي، وكانت حفلات التدمير تتم بإشرافٍ أمريكيٍ مباشر.

وأمَّا القضاء : فقد تحوَّل واقعه- آنذاك- في روتينه الطويل جدًّا، وما دخله من خللٍ كبيرٍ في أنظمته ، ومن اختراقٍ من قبل الطامعين والمرتشين إلى مقبرةٍ للعدالة... وهكذا في كل المجالات كانت الوجهة هي الانهيار التام.

والمؤسف جدًّا: أنَّ الأمريكي كان يدفع بالقادة والمسؤولين والجهات المعنيّة لتنفِّذَ تلك السياسات التدميرية، ويريد لليمنيين أن يكونوا هم بأنفسهم من يخرِّبون وطنهم، ويهدمون بنيانهم ، ويفسدون حياتهم ، ويخسرون استقلالهم، وعزتهم، وكرامتهم، ومستقبلهم، بأيديهم وإملاءاته، في مهزلةٍ مخزيةٍ ومأساوية.

لكنَّ شعبنا العزيز بهويته الإيمانيَّة، وحريَّته المتجذِّرة، وكرامته الأصيلة، كان لهم بالمرصاد، فثار ثورته المباركة لوضع حدٍ لتلك الكارثة...

ومع الحصار الخانق، والتدمير الشامل، قام التحالف باحتلال أجزاء واسعة من البلد، وواصل سياسته العدائية في تمزيق النسيج الوطني، وتجييش التكفيريين، والحاقدين، والمرتزقة، والخونة، ليشاركوا مع القوات الأجنبية ضد أبناء وطنهم، وضد شعبهم، وقبائلهم، ومجتمعهم، وليمكِّنوا المحتل من الاحتلال، ويتكفَّلوا بحراسته في المعسكرات والمنشآت، التي يجعل منها قواعد لتثبيت احتلاله، وَصَنَعَ منهم أدوات سياسية، بهدف أن يجعل منهم غطاءً يبرر احتلاله، وأبواقًا إعلامية ينفخ فيها دائمًا بالشتم والسب، والافتراء والبهتان ضد أبناء الوطن.

ومع الحرب العسكرية يشن حربًا ناعمةً إعلاميةً وتضليليةً واقتصاديةً وإفسادية؛ لتفكيك الجبهة الداخلية، وصرف الأنظار، وتحويل الاهتمام عن أفعاله الشنيعة، وعن الأولويات الإنسانية والأخلاقية والوطنية الكبرى في التصدي لحربه وحصاره واحتلاله ومؤامراته على بلدنا.

وبعد أن فشل في احتلال كل البلد، استمرت مؤامراته في الحصار، والحرب الدعائية، ومحاولة استهداف الجبهة الداخلية، وقد تصدَّى شعبنا العزيز للعدوان باستبسالٍ وصبرٍ ووعيٍ وثبات، مستعينًا بالله تعالى، ومتوكلًا عليه، وقدَّم التضحيات الكبرى، وتجلَّى في صموده العظيم.

واتَّجه أحرار هذا الوطن، من مجاهديه الأعزاء، وجيشه الوفي، إلى بناء القدرات العسكرية، وتصنيع قوَّة الردع، التي تضرب المنشآت الحسَّاسة في عمق المعتدين، كالقواعد الجويَّة، والمنشآت النفطية، والأهداف العسكرية، فامتلك بلدنا- بتوفيق الله تعالى ومعونته- التقنية الصاروخية، وصنعت القوة الصاروخية في تطوُّرٍ تصاعدي أنواع الصواريخ بالمديات المتنوعة: من قصيرة المدى، ومتوسطة المدى، وبعيدة المدى، وباليستية، ومجنَّحة، وبدقةٍ تامة، وكذلك قسم الطيران المسيَّر، الذي صنع أنواع الطائرات المسيَّرة بمديات ومسافات متنوعة، والقوات البحرية الباسلة التي صنعت أنواعًا مختلفة من سلاح البحرية، وكذلك في القوات الجوية، وسلاح الدفاع الجوي والمدفعية وقذائفها، والقناصات... وغيرها، والخلاصة: من المسدس إلى الصاروخ، وهذا إنجازٌ عظيم.

كما تمَّ العمل لإعادة بناء الجيش في المناطق العسكرية والمحاور، وبناء قدراته، ورفع مستوى الأداء القتالي، وترسيخ العقيدة القتالية المنبثقة من انتمائه الإيماني.

وفي الجانب الأمني : تكللت الجهود بالنجاح الباهر، في إعادة بناء الأجهزة الأمنية.

وفي المجال الاقتصادي : كانت مؤامرات الأعداء دنيئةً جدًّا، وفي غاية الظلم والقسوة والتوحش، فلم يكتفوا بالحصار الشديد، وتدمير المتاجر، والمزارع، والمصانع، والسيطرة على النفط والغاز، وحرمان الشعب من عائداته كثروةٍ وطنيةٍ| أساسية، وإصابة الوضع الاقتصادي بالشلل؛ من أجل تعطيل الأعمال..

وأمَّا في الجانب الخدمي : فمع التدمير الممنهج من جهة تحالف العدوان للطرق، والجسور، والمنشآت الخدمية، فقد سعت الجهات الرسمية إلى مواصلة تقديم الخدمات، من واقع ظروفٍ صعبة، وإمكاناتٍ محدودة، في ترميم الطرقات، وإعادة بعض الجسور، وإعادة تشغيل الكهرباء في بعض المدن... ومشاريع أخرى.

وتحدث عن وجود بعض المدسوسين في مرافق المؤسسات ، الذين بقيت لهم ارتباطاتهم بالأعداء، ووجود البعض من المسؤولين المقصِّرين ، والبعض من منعدمي الكفاءة؛ كل ذلك كان له تأثيره السلبي في أداء مؤسسات الدولة

كما تحدث الحوثي عن صبر الآلاف من الموظفين على انعدام الراتب ، ومحدوديَّة النفقات التشغيلية ، والتي تعاني أيضًا من تلك الاختلالات والأمراض المزمنة، من: وجود أسلوب الابتزاز المالي من بعض المسؤولين، والروتين الرسمي البطيء جدًّا في إنجاز المعاملات، وسلبية القضاء ، مركداً على ان حجم الاختراق، والظواهر السلبية، والأنظمة الفاشلة الموروثة من الماضي، أثَّرت على أدائه تأثيرًا مؤسفًا.

وقال الحوثي أنَّ حجم العدوان، والحصار، والمؤامرات العدائية، يأخذ حيزًا أكبر في الوضع المزري لبعض مؤسسات الدولة ، ومحدودية الإمكانات ، وهو السبب الرئيسي في توقف الراتب، الذي كان مصدره الأساسي هو عائدات النفط والغاز..

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: على المستوى

إقرأ أيضاً:

بيان تهنئة صادر عن ديوان أبناء الكرك في عمّان بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية

صراحة نيوز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي وهب هذه الأرض الطيبة منبتاً للأنبياء، ومرتكزاً للحق، وواحة للأمن، وسياجاً للكرامة، والصلاة والسلام على نبي الأمة محمدٍ المصطفى، العربي الهاشمي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
في التاسع والسبعين من عمر الاستقلال، ومع كل إشراقة لفجر 25 أيار، يتجدد في نفوس الأردنيين المعنى العميق للحرية والسيادة، ويزداد رسوخ العهد الذي قطعته هذه الأرض على نفسها بأن تبقى حرّةً أبيّة، عصيّةً على الانكسار، شامخةً بقيادتها الهاشمية المظفرة، ووفيةً لتضحيات رجالها ونسائها في كل ميدان.
وإننا في ديوان أبناء الكرك في عمّان، إذ نتقدم بأحرّ مشاعر التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وإلى سمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وإلى الأسرة الهاشمية الكريمة، وإلى أبناء وبنات شعبنا الأردني الأصيل في كل شبر من تراب الوطن، فإننا نستحضر هذه المناسبة الخالدة بكل اعتزاز وفخر، مؤمنين أن الاستقلال لم يكن لحظة زمنية عابرة، بل هو مسيرة تراكميّة من البناء والتحديث والعطاء، حملها الأردنيون جيلاً بعد جيل، وحمَوا رايتها بالوعي والوفاء والصبر واليقظة.
لقد كان الاستقلال، وما زال، ثمرة صبر طويل وتضحيات جسام، خاضها الأردنيون في ظل قيادة هاشمية عرفت كيف توازن بين الثوابت والمصالح، وبين الحزم والانفتاح، وبين الأصالة والتجديد. فمنذ فجر الدولة وحتى اليوم، والأردن يثبت في كل مفصل تاريخي أنه وطن صغير بحجمه، عظيم بدوره، راسخ بثقافة أبنائه، وعميق بجذوره، لا يتزعزع أمام العواصف، ولا ينكفئ أمام التحديات.
وها هو الأردن، بعد تسعة وسبعين عاماً من الاستقلال، يمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل، مستنداً إلى إرثٍ من الحكمة الهاشمية، وإلى شعبٍ صلبٍ في وحدته، مؤمنٍ بقدره، ومتيقنٍ من رسالته. هذا الوطن الذي ظل واحة أمنٍ واستقرار وسط محيط إقليمي مضطرب، يشهد التحولات والصراعات، ينهار فيه ما تبقى من أنظمة، وتتمزق فيه خرائط الولاء والانتماء، فيما بقي الأردن نموذجاً للتماسك، وقلعةً صلبة في الدفاع عن قضاياه الوطنية والقومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
إن ما أنجزه الأردن عبر العقود ليس مجرد تنمية عمرانية أو إصلاحات سياسية أو مؤشرات اقتصادية، بل هو بناء متكامل للإنسان والهوية والدولة. ويحق لنا، نحن الأردنيين، أن نفخر بهذه المنجزات، وأن نعتز بما حققه وطننا من موقع متقدم بين الأمم في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والإدارة، والأمن، والدبلوماسية، والنهج الديمقراطي التدريجي.
كما أن أبناء الكرك – كما كانوا دائماً – جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن، يرفدونه بالكفاءات، ويذودون عنه بالدم والكلمة والفكرة. من سهول مؤاب إلى شوارع عمّان، ومن قلاع الجنوب إلى صروح الشمال، ظلّت الكرك وأبناؤها عنواناً للوفاء، وعهداً على البذل والتضحية، وحاضنة للقيم التي قامت عليها الدولة الأردنية الحديثة.
وفي هذه المناسبة العزيزة، نعاهد جلالة الملك بأن نظل كما كنا، الجند الأوفياء، والصفّ المنيع في وجه كل تهديد، والسند لكل مشروع إصلاحي أو تنموي، نؤمن بالأردن وطناً، وبالهاشميين قيادةً، وبالاستقلال مسيرة لا تتوقف.
كل عام والأردن بخير، كل عام وقائد الوطن بخير، كل عام وشعبنا الأبي في وحدة ومنعة وازدهار

مقالات مشابهة

  • تهنئة بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين
  • الشاعر الغنائي عمرو المصري يتحدث عن بدايته الفنية وأعماله الأخيرة
  • بيان تهنئة صادر عن ديوان أبناء الكرك في عمّان بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية
  • جامعة البترا تهنئ بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين
  • تهنئة من حزب الاتحاد الوطني الأردني بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين
  • ترامب يلقي كلمة في حفل تخرج الأكاديمية العسكرية الأميركية
  • ما كانت تفعله لساتك قحط وشلة المؤتمر السوداني غير المجيدة بالسودان وإنسانه
  • بمناسبة عيد الاستقلال الأردني التاسع والسبعين
  • الاحتلال يقتل يقين.. الطفلة التي كانت تصوّر وجع غزة
  • الصين تهنئ اليمنيين بمناسبة العيد الوطني للجمهورية اليمنية