مساعد وزير الخارجية الأسبق: تعزيز الشراكات مع المؤسسات الدولية خطوة إيجابية
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
قال السفير رخا حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، والجمعية المصرية للأمم المتحدة، إن شراكة الوزارات والمؤسسات المصرية مع مؤسسات التمويل والبنوك الدولية لها عظيم الأثر فى تحويل التحديات إلى فرص للبناء والتنمية الشاملة والمستدامة.
وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن الحكومة تسعى إلى إرساء دعائم حياة كريمة للمواطنين، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة إليهم، جنباً إلى جنب مع إتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية المحفزة والجاذبة للقطاع الخاص والشراكات التنموية.
كيف ترى لقاء وزير المالية الأخير مع محافظ مصر لدى البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية؟
- بادرة جيدة، وخلال اللقاء تم التفاهم على أن البنك سيقوم ببعض دراسات الجدوى حيال المشروعات التى سيتم تنفيذها على أرض مصر، وقد تطرق اللقاء إلى النقاط العريضة دون الخوض فى تفاصيل أو أرقام التمويلات المخصصة لتلك المشروعات.
ومن وجهة نظرى سيجرى البنك عدداً من دراسات الجدوى حيال المشروعات المزمع استكمالها بالتعاون مع الوزارة كمشروعات تخص البنية الأساسية، مع استبيان مواعيد تسديد أقساط تلك القروض التى ستحصل عليها مصر من البنوك ومؤسسات التمويل المختلفة، وهذه بداية جيدة للتفاهم بين الحكومة والبنك.
ما مردود التعاون المصرى مع البنك الآسيوى منذ الانضمام إليه؟
- تتحرك الجهود المصرية الخارجية لعقد شراكات قوية ومتينة مع كل الهيئات والمؤسسات الدولية بلا استثناء، كان أهمها تلك المؤسسات الخاصة بشركاء التمويل كالبنك الدولى والبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، ووجدت مصر فى البنك الآسيوى منذ ما يقارب الـ4 سنوات، وجاء ذلك الانضمام بناءً على توصية صادرة من الهند وبتشجيع من الصين وروسيا، وهى بادرة جيدة عملت عليها القيادة السياسية بالتعاون مع الدول الصديقة.
ما توقعك لحجم التمويلات التى قد تحصل عليها مصر جرَّاء المقابلات الأخيرة مع قيادات مؤسسات التمويل الدولية؟
- نأمل أن يجرى التوصل إلى تمويل يسهم فى مشروعات من شأنها مضاعفة معدلات الإنتاج وتطوير البنية الأساسية، لأن هناك تباطؤاً من قبَل الجهات المنفذة فى عدد من المشروعات القومية التى تعمل عليها مصر منذ فترة، ويجب على مؤسسات التمويل الدولية مساندة مصر فى إتمام مثل تلك المشروعات حتى تخرج إلى النور.
وكيف تتوقع محتوى التقرير الخاص بصندوق النقد الدولى عن الاقتصاد؟
- سيصدر التقرير مصحوباً بتقييم تجربة مصر فى الإصلاح الاقتصادى والهيكلى لجسد الاقتصاد المصرى، كون مصر إحدى التجارب الناجحة التى يعتمد عليها الصندوق فى الترويج لأعماله بين دول العالم، بفضل ما حققته مصر من إنجازات أسهمت فى بناء شراكات قوية ووطيدة مع مؤسسات التمويل الدولية، فى حين ينتظر الكثير من الدول الراغبة فى ضخ استثمارات فى مصر إصدار صندوق النقد تقريره حول الاقتصاد المصرى.
وماذا عن مساهمة المشروعات القومية فى تعزيز الدخل الوطنى؟
- مصر تملك الكثير من المشروعات الاستثمارية الجيدة والمربحة والتى ستدر عائداً كبيراً على المستثمرين فيها.
وبماذا أوصى صندوق النقد الدولى فى تقريره الأخير عن الاقتصاد المصرى؟
- أصدر صندوق النقد الدولى بياناً طالب فيه بإجراءات قانونية واقتصادية من شأنها زيادة تمكين القطاع الخاص، وهو ما تعمل عليه الدولة حالياً بتشجيع الاستثمارات الخاصة وجذبها، ضمن خطة التخارج من القطاع العام.
مؤسسات التمويل الدوليةهناك الكثير من الجهود التى يبذلها المسئولون فى مصر مع قيادات المؤسسات التمويلية الدولية بلا استثناء، فى حين تأمل القيادة السياسية فى تحقيق المستهدف بالتوصل إلى نتائج إيجابية تنعكس على ضخ الكثير من الاستثمارات الكبرى فى المشروعات التوسعية التى تقوم بها الدولة فى كل المحافظات، خاصة تلك المشروعات التى جرى البدء فى بنائها ولم تستكمل حتى الآن، كما أن هناك الكثير من المستثمرين الأجانب والممولين من مؤسسات التمويل الدولية بانتظار إصدار صندوق النقد الدولى تقريره ربع السنوى عن الاقتصاد المصرى حتى يقوموا بضخ مزيد من الاستثمارات فى الأسواق المصرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر التنمية الشاملة التنمية المستدامة مؤسسات التمویل الدولیة الاقتصاد المصرى الکثیر من
إقرأ أيضاً:
العبور العظيم
اليوم تمر الذكرى الـ52 على انتصار أكتوبر على العدو الصهيونى وما زلت أتذكر تفاصيل هذا الانتصار العظيم رغم أننى كنت فى المرحلة الابتدائية.
كنا فى اليوم العاشر من شهر رمضان الكريم عندما فاجأتنا الإذاعة المصرية بالبيان الأول للعبور فى تمام الساعة الرابعة و6 دقائق.
أذكر عقب هذا البيان تغير كل شىء فى الشارع المصرى، فرحة لا يمكن وصفها بعد سنوات من الانكسار عقب نكسة يونيو ١٩٦٧، امتلأت الشوارع بالمواطنين الذين خرجوا تلقائياً يرفعون الأعلام ويهتفون «الله أكبر».
فى المساجد دوت التكبيرات، وفى الإذاعة المصرية انطلقت الأغانى الوطنية، تبادل المصريون الأحضان والدموع، فبعد ست سنوات من مرارة الهزيمة عام ١٩٦٧ جاءت لحظة العبور لتعيد الكرامة والعزة لكل مصرى.
فقد انطلقت مع دقات الثانية ظهراً ساعة الصفر، وبدأت الطائرات المصرية أولى الضربات الجوية المكثفة على مواقع العدو فى عمق سيناء، لتفتح الطريق أمام أعظم عملية عبور فى التاريخ العسكرى الحديث. وفى وقت قياسى، نجح أبطال القوات المسلحة فى اقتحام قناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصين، ذلك الحاجز الذى قيل عنه إنه «لا يقهر».
أما فى البيوت والمقاهى فكانت جموع الشعب المصرى تلتف حول أجهزة الراديو فى انتظار بيانات جديدة عن بطولات الجيش المصرى بعد البيان الأول للعبور، تتابع انتصارات الجيش المصرى بلهفة، وكل خبر عن نجاح الجيش كان يستقبل بالزغاريد.
ورغم حالة الزهو والفرحة المصاحبة للانتصار كانت هناك حالة من الخوف والقلق تسيطر على أغلب الأسر التى لديها مقاتلون على الجبهة، وكنا من بين هذه الأسر، فقد كان لدينا ثلاثة أبطال فى ساحة القتال، أخى محمد مسعد الهلوتى مجند بسلاح المدفعية، وخالى ممدوح محمد رمضان نقيب احتياط بسلاح المشاة وكان من أوائل الذين عبروا قناة السويس وزوج خالتى النقيب مصطفى أبوالهدى بسلاح الحرب الكيماوية.
كنا وقتها ما زلنا فى حى بولاق أبوالعلا الشعبى العريق وكنت أذهب مع والدتى بعد الإفطار، إلى بيت جدى فى السبتية نتلمس أى أخبار عن خالى النقيب ممدوح رمضان، وإلى ورشة القطن للاطمئنان على زوج خالتى النقيب مصطفى أبوالهدى، إلى أن توقف القتال يوم ٢٨ أكتوبر، وعادوا بعد ذلك سالمين منتصرين، مع زملائهم من أبطال الجيش المصرى، وبعد أن سجل التاريخ واحدة من أعظم البطولات العسكرية فى العصر الحديث، وتحطيم أسطورة «الجيش الذى لا يقهر»، واستعادة العزة والكرامة العربية بعد سنوات من الانكسار والهزيمة.
ولم يكن العبور مجرد عملية عسكرية، بل كان معجزة هندسية وبطولة إنسانية، شارك فيها الجنود والمهندسون والمقاتلون فى تلاحم غير مسبوق، ليصنعوا ملحمة أعادت لمصر والأمة العربية ثقتها بنفسها.
ورغم مرور ٥٢ عاماً على هذا الانتصار العظيم ما زلت أتلمس هذه الذكرى العظيمة فى أغانى وأفلام النصر التى خلدت العبور العظيم وبطولات الجيش المصرى، وخاصة أفلام النجم الرائع الراحل محمود ياسين، التى أحرص على متابعتها حتى الآن «الرصاصة لا تزال فى جيبى» و«بدور» و«الوفاء العظيم»، ومعها فيلم «أيام السادات» لرئيس جمهورية التمثيل الرائع أحمد زكى، وما زلت أستمع فى ذلك اليوم إلى أجمل الأغانى التى صاحبت انتصار أكتوبر ومنها «بسم الله الله أكبر»، أول أغنية أذيعت عن حرب أكتوبر عام 1973، وكتب كلماتها عبدالرحيم منصور ولحنها بليغ حمدى فى وقت قياسى مستلهماً الكلمات من هتافات الجنود المصريين. وواجه بليغ حمدى صعوبة فى العثور على مطربين بسبب تشديد الإجراءات الأمنية، فاستعان بمجموعة من عمال وموظفى مبنى الإذاعة والتليفزيون، وأغنية «عبرنا الهزيمة» للعظيمة شادية، و«أم البطل» لشريفة فاضل وأغنية «عاش اللى قال» و«صباح الخير يا سينا» أيضاً لعبدالحليم، وأغنية «على الربابة» لوردة الجزائرية.
وفى الختام فإن حرب أكتوبر ليست مجرد ذكرى للنصر فقط وإنما هى رمز متجدد للعزة والبطولة والتضحية والفداء من أجل مصر.