جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-27@03:25:10 GMT

معرقلو التقدم

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

معرقلو التقدم

 

 

◄ معرقلو التقدم والتنمية ليسوا بالضرورة أن يكونوا من فئة المسؤولين الحكوميين وخاصة متخذي القرارات فقط، لكن يشمل الجميع ويمتد إلى أصغر موظف

 

خلفان الطوقي

 

تحتار أحيانًا في عنونة المقال، فكنت مُخيرًا بأن اختار هذا العنوان الواضح أعلاه، أو اختار عنوانًا إيجابيًا مثل "داعمو التقدم"، واخترت العنوان أعلاه لأن كثيرًا من القراء يميلون إلى العناوين الجذابة والحماسية والحادة، ومن هذا المنطلق تم تحديد العنوان المُختار، ولكن ما تبقى من مساحة المقال سأتطرق فيه إلى معرقلي أو داعمي التقدم والتطور.

فمن هم معرقلو التقدم في أي بلد؟ هم أولئك الذين أتيحت لهم فرصة اتخاذ قرارات مصيرية تمس حياة النَّاس وتطور المجتمع وتقدمه، فلا يقرر أو يتخذ قرارًا خلاف ذلك، أو يؤجل هذا القرار عن قصد أو دون قصد، ولا يعلم انعكاسات ذلك على الفرد والمجتمع والدولة. معرقلو التنمية هم من يبحثون عن مصالحهم الخاصة في كل قرار أو إجراء أو تشريع؛ سواءً كان من مسؤول أو من أصغر موظف، أولئك الذين يعلمون أن هناك ثغرات في القوانين والتشريعات والإجراءات التي يُمكن أن تعدَّل وتُجدَّد ويمكن تطويرها لما يتواكب مع المتغيرات الآنية والمستقبلية، لكنه يبقى صامتًا مُراقبًا ولا يحرك ساكنًا، ويلقي اللوم على غيره، رغم أنَّه يمكن أن يستخدم سلطته أو علاقاته أو قوة تأثيره ليكون داعمًا ومبادرًا وذا قيمة مضافة لبلده.

معرقلو التقدم والتنمية ليسوا بالضرورة أن يكونوا من فئة المسؤولين الحكوميين وخاصة متخذي القرارات فقط، لكن يشمل الجميع ويمتد إلى أصغر موظف إتكالي أو كسول لا يستوعب أهمية إنجاز مصالح الناس بجودة عالية وسرعة فائقة؛ فالمعرقلون درجات، ونسبة العرقلة متباينة حسب الصلاحيات والواجبات وتأثير كل شخص.

فهل نحن كأفراد المجتمع يمكن أن نكون جزءًا من معرقلي التقدم؟

الجواب من وجهة نظري: نعم.. وذلك لإيماني بأنَّ كل فرد منَّا يمكنه من خلال أفكاره ووجهات نظره أو علاقاته أو سلوكياته أو محيط تأثيره أو أي أداة يملكها يمكنه أن يكون قيمة مضافة لبلده، عليه فهناك مسؤولية جماعية تقع على الحكومة بمؤسساتها وأفرادها الذين يعملون بها والمجتمع والمؤسسات المدنية المختلفة، ويبقى التأثير متباينا بين طرف وآخر.

خلاصة القول.. إنَّ وطننا لا يحتاج أبدًا إلى مزيد من معرقلي التقدم أيًّا كانوا؛ بل يحتاج إلى الكثير من "داعمي التقدم" أينما وجدوا، ويكون ذلك من خلال قراراتهم الحكومية الحكمية، وأفكارهم النيرة المبتكرة، وسلوكياتهم اليومية، وتفاعلهم الإيجابي المستمر، وحوارهم البناء، وجهدهم الذي لا ينقطع رغم التحديات أو الإحباطات؛ فالدول- ومنها عماننا- لا تتقدم ما لم تكن الغلبة والأكثرية تتألف من فئة "داعمي التقدم" مقارنة بمعرقليه من الإتكاليين والمتقوقعين والمحبطين ومن يشبههم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حكم التقدم على الإمام بسبب ضيق المكان

التقدم على الإمام.. أوضحت دار الإفتاء المصرية أن مَن تأخر من المصلين حتى امتلأ المسجد ولم يجد مكانًا داخل المسجد يجوز له أن يصلي خارج المسجد بحيث يكون خلف الإمام أو محاذيًا له، ولا يتقدم عليه إلا عند فقد الحيلة في ذلك، وبشرط إمكان متابعة الإمام في أركان الصلاة، وينوي حينئذٍ تقليد المالكية، وصلاته صحيحة.

حكم التقدم على الإمام:

وقالت الإفتاء إنه لا يجوز تقدم المأموم على الإمام عند جماهير العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة، ولا تصح صلاة المأموم حينئذٍ؛ أخذًا من سنَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة الجماعة ومن اللغة التي يُفهَم منها أن الإمام لا بد من تقدمه على المأموم في المكان؛ قال ابن قاسم الغَزِّي الشافعي في "فتح القريب المجيب شرح متن الغاية والتقريب": [(وأي موضع صلى في المسجد بصلاة الإمام فيه) أي المسجدِ (وهو) أي المأمومُ (عالمٌ بصلاته) أي الإمامِ بمشاهدة المأموم له أو بمشاهدته بعضَ صفٍّ (أجزأه) أي كفاه ذلك في صحة الاقتداء به (ما لم يتقدم عليه)، فإن تقدم عليه بعَقِبه في جِهَته لم تنعقد صلاتُه، ولا تَضُرُّ مساواتُه لإمامه، ويُندَب تخلفُه عن إمامه قليلًا] اهـ.

آراء الفقهاء في التقدم على الإمام بسبب ضيق المكان:

بينما يرى المالكية جوازَ ذلك مع الكراهة، إلا عند الضرورة فيجوز بلا كراهة، ويرون صحةَ صلاةِ المأمومِ إذا أمكنه متابعة الإمام في الأركان؛ أخذًا مِن أنه مسكوت عنه، فهو في حكم العفو ما لم يُخِلَّ بالصلاة إذا كان وقوفه أمام الإمام مانعًا له من المتابعة؛ قال صاحب "مواهب الجليل شرح مختصر خليل" (2/ 228): [(فرع) قال في "المدخل": تَقَدُّمُ المصلي على الإمام والجنازةِ فيه مكروهان؛ أحدهما: تقدمه على الإمام، والثاني: تقدمه على الجنازة. انتهى بالمعنى. فعلى هذا يكون التقدمُ على الجنازة مكروهًا فقط، وتصح الصلاة سواء كان المتقدم إمامًا أو مأمومًا] اهـ.

وقال صاحب "الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني" (1/ 211): [(تنبيهان): الأول: عُلِم مما قررنا أن هذا الترتيب وكذا الوقوف خلف الإمام مستحب، وخلافه مكروه، ومحل كراهة التقدم على الإمام ومحاذاته حيث لا ضرورة] اهـ.
وفي "حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني" (1/ 307): [وإن تَقَدَّمَ المأْمُومُ لعُذرٍ؛ كضِيقِ المَسجِدِ جازَ مِن غيرِ كَراهةٍ] اهـ.

الإمام:

والعبرة في التقدم والتأخر والمحاذاة في القائم إنما هو بالعَقِب، وفي القاعد بالألية، وفي المضطجع بالجَنب. والقاعدة الشرعية أن "مَن ابتُلِيَ بشيء من المختلف فيه فليقلد مَن أجاز".
 

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: أقدِّر مواقف الشرفاء من أحرار العالم الذين اهتزَّت أصواتهم لاستنكار مجـ.ـازر غزة
  • احتجاز موظف من أطباء بلا حدود بالجنينة ونداء لاحترام الحياد الطبي
  • التجارة تكشف عدد العراقيين الذين حُجبت عنهم البطاقة التموينية
  • محلل سياسي “إسرائيلي”: أصبحنا دولة تحت الوصاية يديرنا موظف أمريكي 
  • منح موظف بديوان عام محافظة كفر الشيخ صفة مأمور ضبط قضائي
  • جهاز مكافحة المخدرات في بنغازي يضبط موظفًا بحوزته خمور محلية ومخدرات معدة للبيع
  • عن المهاجرين الذين يريدون طرد المهاجرين!
  • جنرال موتورز تسرح أكثر من 200 موظف في إطار خطة لخفض التكاليف
  • تدريب 30 موظف بسيوة على كيفية التعامل مع قضايا حقوق الإنسان
  • حكم التقدم على الإمام بسبب ضيق المكان