صدّق.. يحدث في جامعاتنا الخاصة
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
صراحة نيوز- حسين الرواشدة
أنت أستاذ ،أو محاضر، في إحدى الجامعات الخاصة؟ توقع ،إذاً، أن يصلك في أي لحظة كتاب إنهاء عقد العمل ،أو قرار تخفيض الراتب ، لا يوجد ،بالطبع ، أي مبرر أو سبب ، حتى لو كنت ذا خبرة طويلة ، أو لديك عشرات البحوث المنشورة بأهم المجلات العالمية، أو مخلصا لطلابك ومهنة التعليم ، كل ذلك وغيره لن يشفع لك ، إذا لم يكن لك “ظهر “لدى أصحاب الشركة التجارية ،أقصد الجامعة ،أو حظوة لدى حوزات النفوذ .
لا يوجد جهة يمكن أن تذهب إليها لتشتكي على الجامعة ، أو تطالبها لكي تتدخل ، وزارة التعليم العالي ستقول لك “أعضاء هيئة التدريس والتعيينات ليست من مهمة الوزارة”، ربما تنصحك أن تذهب لهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي ،لكن ستصدمك الإجابة :”مهمتنا التأكد من أن إعداد الأساتذة تتناسب مع إعداد الطلبة، ومع التخصصات الدراسية”، قد يخطر في بالك أنك مصنف بمهنة “عامل” ،فتستغني عن لقب أستاذ ، وتلجأ إلى وزارة العمل ، عندئذ سيقال لك على الفور :”الوزارة لا تراقب على الجامعات الخاصة”.
صدّق أو لا تُصدّق ، رواتب الأساتذة في بعض الجامعات الخاصة أقل من 1\2 رواتب زملائهم في الجامعات الحكومية ، بعض المدرسين لا تتجاوز رواتبهم الحد الأدنى للأجور ، وعلى نظام الساعة ، بعضهم غير خاضع لمؤسسة الضمان الاجتماعي، ولا للتأمين الصحي ،بعضهم ،أيضا ،يُوقّع على عقد إذعان ( آسف لاستخدام الكلمة) بشروط مجحفة، لا يراقبها أحد، وقد يُجدَد كل سنة عند بداية العام الدراسي، وإذا حدث ولم ُيجدد،فلن يجد الاستاذ فرصة عمل لأن الجامعات غالبا ما تكون ملأت شواغرها، تصور أنه في حال انتقال أستاذ من جامعة خاصة لأخرى رسمية ، يتم احتساب سنة واحدة خبرة عن كل عامين، ولا يتم احتساب الرتبة الأكاديمية نفسها.
في بلدنا 18 جامعة خاصة، تضم نحو 3500 عضو هيئة تدريس ، وأكثر من 100,000 طالب ، صحيح بعض هذه الجامعات تستحق الاحترام والتقدير ، وتحظى بمراتب متقدمة على صعيد الأداء الأكاديمي ، والالتزام بمعايير الحوكمة، كما يحظى العاملون فيها بأفضل الامتيازات ، لكن المفارقة أن ثمة جامعات خاصة أخرى تفتقد ،تماما ، لأبسط الضوابط التعليمية والإدارية، وتتعامل مع التعليم بمنطق البزنس ،ومع العاملين فيها بمنطق ” السُخرة”، ثم أنه لا علاقة لها بالمجتمع ، وكأنها ليست جزءا منه، وليس مطلوبا منها أن تنفتح عليه، وتساهم في خدمته.
لا أعرف كم عدد الأساتذة الذين تم إنهاء عقودهم هذا العام في جامعاتنا الخاصة ، ولا عدد الجامعات التي خفضّت رواتب العاملين فيها ( احداها خفضت 25%) ، ما اعرفه أن الظاهرة تتكرر مع بداية كل عام دراسي ، وأن بعضهم يتحول إلى عاطل عن العمل ، أو يضطر لممارسة مهنة أخرى ، أو يشق طريقه للهجرة، و لأن معظم هؤلاء كفاءات علمية ، ولا يوجد نقابة تدافع عن حقوقهم ، فإن فتح ملف المظلومية التي يعانون منها يبدو واجبا على كل من يعنيه الأمر ، ليس فقط انتصارا لحقوقهم ، واحتراما لدورهم وإنجازهم ، وإنما حفاظا على سمعة جامعاتنا و أدائها ، وعلى مستقبل التعليم العالي في بلدنا.
لا تتوقف المسألة عند حال الأساتذة والعاملين في الجامعات الخاصة ، وإنما تتجاوزه إلى الطلاب ،أيضا ، هل تذكرون قصة الطالب الذي أحرق نفسه (أيلول 2020 ) بعد أن رفضت رئاسة الجامعة مقابلته، وتأجيل المستحقات المالية المترتبة عليه ؟ ربما شكّلت هذه الواقعة، وغيرها أيضا، صورة رمزية لسطوة رأس المال حين دخل مجالنا التعليمي، ومجالاتنا الأخرى أيضا، إن أخشى ما أخشاه ألاّ يجد هذا الواقع من يواجهه بحلول عميقة، من خلال مؤسسات رسمية تمتلك من الصلاحيات ما يُمكّنها من مراقبته ومتابعته ، أو اقتحام أسوار هذه الجامعات ،بقوة القانون وحزمه، لتجاوزه وتغييره.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة الجامعات الخاصة
إقرأ أيضاً:
التعليم تسمح للمدارس الخاصة بفتح أكاديميات تعليمية ورياضية بعد مواعيد العمل
وافقت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، علي مقترح قيام المدارس الخاصة بفتح أكاديميات ( تعليمية - رياضية ) بعد مواعيد العمل بالمدرسة وبما لا يضر بمصلحة الطلاب التعليمية بالمدرسة وبما لا يؤثر على حسن سير العملية التعليمية بالمدرسة، وذلك بناء علي المقترح المقدم من رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لأصحاب المدارس الخاصة.
و أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه تم عرض الطلب المقدم على اللجنة المركزية للتعليم الخاص والمعتمد محضرها من وزير التربية والتعليم، والتي قررت الموافقة على جواز الترخيص لخدمات اضافية من جانب الادارة العامة للتعليم الخاص والدولى مع مراعاة الاعتماد من السلطة المختصة مقابل سداد مبلغ 100000 جنيها سنويا عن النشاط خلال الواحد مع مراعاة عدم ممارسة تلك الأنشطة خلال اليوم الدراسي.
وعلى جانب آخر ، كان قد أصدر محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني قرارات عاجلة بشأن آليات الحفاظ على أمن وسلامة الطلاب داخل المدارس الخاصة التى تطبق مناهج ذات طبيعة خاصة "دولية"، والتي تتضمن التعليمات الأتية:
إلزام المدارس الخاصة، والتى تطبق مناهج ذات طبيعة خاصة بتحديث أنظمة كاميرات المراقبة، والتأكيد على تغطية كافة المساحات داخل نطاق المدرسة، وفصولها دون استثناء. تكليف أكثر من موظف لمتابعة كاميرات المراقبة حتى إنتهاء اليوم الدراسي، والإبلاغ الفوري لمدير المدرسة عن أية مخالفات من شأنها الإخلال بأمن وسلامة الطلاب. إلزام المدارس الخاصة بالمتابعة الدورية لإجراء تحاليل الكشف عن المخدرات على كافة العاملين بالمدرسة (معلم – إداري – مشرف – سائق –خدمات معاونة.... إلخ)، وعلى أي موظف جديد يلتحق بالعمل فى المدرسة، ولا يجوز الترخيص أو تجديد الترخيص إلا بعد تقديم ما يفيد ذلك.الداخلية تكشف حقيقة تعرض طفل للضرب داخل مدرسة بقنا
أعراض فيروس H1N1 شديدة.. تحذيرات عاجلة للمدارس وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة
وشددت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، على كافة الجهات المعنية، والمدارس الخاصة والدولية بأنه سوف يتم متابعة كافة المدارس من جانب الوزارة بشكل دوري من خلال لجان مشكلة، للتحقق من تنفيذ جميع الآليات الواردة بالكتاب الدوري، ورصد أية مخالفات، من شأنها أن تعرض المدرسة لتوقيع عقوبة إخضاعها للإشراف المالي والإداري للوزارة، مع التأكيد على أنه سيتم تطبيق كافة العقوبات الواردة بأحكام القرارين الوزاريين رقمي (420 – 422) لسنة 2014 تجاه أي مدرسة مخالفة، حالة ثبوت إهمال أو تقصير من قبل إدارة المدرسة.