قصة نجاح شاب عُماني: من ربح سيارة إلى امتلاك سلسلة محلات لبيع السكاكين
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
أثير- جميلة العبرية
يؤكد أصحاب الأعمال بأن السر في عالم التجارة والاستثمار، يكمن في المغامرة، فريادة الأعمال تتطلب الاستفادة من الفرص المتاحة والجرأة والقرار القوي، وفي عالم أعمالنا المحلية، هناك شاب عماني اسمه عثمان بن خلفان بن يعرب اليعربي، يتميز بروحه الطموحة واستثماره الذكي في مجال السكاكين، حيث تحولت بدايته البسيطة إلى نجاح باهر يُلهم الشباب.
بدأت رحلة اليعربي في سوق الجمعة بنزوى، فكانت جيدة لكنها لم تكن تعطيه الوقت الكافي لعرض بضاعته والحصول على مردود ممتاز؛ فقرر في عام 2017م افتتاح محله الخاص في نزوى بإيجار شهري قدره 85 ريالًا عمانيًا، هذه البداية في الفرع الأول احتاجت إلى إدارة منفردة بسبب قلة رأس المال المستثمر، فقدم مجموعة متنوعة من السكاكين بمعدل 6 منها في كل مجموعة وبأسعار معقولة، وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية وراتبه الضئيل من وظيفته، إلا أنه استمر في بناء حلمه.
تصاعدت نجاحاته مع توسع نطاق عمله عبر الإنترنت واستثمار منصات التواصل الاجتماعي كالانستجرام ليزيد الطلب عندها؛ فبدأ بزيارات إلى مصانع شركات هذا المجال خارج سلطنة عمان، وكانت رحلاته لحضور المعارض وزيارة المصانع تسهم في تعلمه ونموه، وفي عام 2019م قرر افتتاح فرع آخر في ولاية السيب بمحافظة مسقط، واستقطب موظفين عمانيين مخلصين للمساعدة في توسيع نشاطه وفي الوقت نفسه قرر اتخاذ قرار جريء بالاستقالة من وظيفته للتفرغ لمشروعه بسبب النجاح الواعد، ويعزو عثمان نجاحه في تلك الفترة إلى الهبة الإلهية التي تلقاها بالحصول على هدية قيّمة (سيارة فاخرة)؛ فباعها فورًا لتمويل مشروعه.
عثمان لم يتوقف هنا، بل واصل نجاحه مع افتتاح فرعه الثالث في ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة في عام 2020م، وتعيين موظفين إضافيين في نزوى ومسقط، وبالرغم من التحديات التي واجهها أثناء جائحة كورونا، فقد أسس فرعًا رابعًا في ولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية في عام 2021م، لكن الفصل الأبرز في قصة نجاحه كان افتتاح فرعه الخامس في صلالة في عام 2023م؛ فهذا الإنجاز الكبير أضاف 13 موظفًا عمانيًا إلى عائلته المتنامية.
تأتي منتجات اليعربي من مختلف أنحاء العالم، مع اختياره لأفضل السكاكين من تركيا وإيطاليا، بالإضافة إلى السكاكين العمانية المصنوعة من الفضة الخالصة.
ومع تطبيق ضريبة القيمة المضافة، واجه عثمان تحديات جديدة في تحقيق أرباح مماثلة للفترة السابقة؛ لكنه يظل مصممًا على تقديم دعم لرواد الأعمال الشباب، داعيًا الجهات المختصة إلى تسهيل الإجراءات ودعم المشاريع الكبيرة، خصوصًا في المشاريع الحديثة منها.
تلك هي قصة عثمان اليعربي، الشاب العماني الطموح الذي ربح سيارة وباعها مباشرة، ثم استثمر بذكاء في مجال السكاكين ليصبح نموذجًا ملهمًا للشباب في سلطنة عمان وخارجها.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: فی عام
إقرأ أيضاً:
وترٌ على ضفاف عُمان... أمسية موسيقية تكشف ملامح الصوت العُماني المعاصر
شهدت مدرسة عزان بن قيس العالمية بمدينة السلطان قابوس، مساء امس أمسية موسيقية حملت عنوان “وترٌ على ضفاف عُمان”، نظمتها جريدة “الرؤية”، وبمشاركة نخبة من العازفين المحترفين من فرقة “تريو بولشوي”، إحدى أبرز فرق موسيقى الحجرة في العالم.
جاءت الأمسية التي رعاها سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة احتفاءً بتقديم أربعة أعمال موسيقية جديدة لمؤلفها الدكتور ناصر بن حمد الطائي، تُعرض لأول مرة في سلطنة عُمان وتهدف هذه المبادرة إلى ترسيخ حضور الفنون الرفيعة، وتعزيز الحراك الإبداعي الوطني، والانفتاح على التجارب العالمية من خلال الموسيقى بوصفها لغة إنسانية سامية، تُجسّد التواصل الحضاري بين الشعوب وتتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية.
وتميّز الحفل بتقديم أعمال موسيقى الحجرة، من خلال توظيف آلتي التشيلو والبيانو ضمن قالب السوناتا الكلاسيكي، الذي يُعدّ من أرفع أشكال التأليف الموسيقي، وقد عبّرت هذه الأعمال عن نقلة نوعية في أسلوب الدكتور ناصر الطائي الفني، بعد مشواره الحافل بالأعمال الأوركسترالية ذات الطابع الدرامي الملحمي التي نُفّذت في محافل دولية عدة، منها بولندا، ومصر، ولبنان. ومن أبرز هذه الأعمال: سيمفونية “الأمل”، التي وثّقت الانتقال السلمي للسلطة في سلطنة عُمان عام 2020، وسيمفونية “أحمد بن ماجد”، التي تحتفي بالملاحة العربية في القرن الخامس عشر، إلى جانب سيمفونية “الشرقية” التي تغوص في أعماق الهوية الشرقية عبر توليفة فنية تمزج بين الحداثة والأصالة، فضلًا عن ثلاثية “غزة” التي وثّقت مآسي ومعاناة وصمود الشعب الفلسطيني.
وفي هذه الأمسية، قدّم "الطائي" لونًا جديدًا من التعبير الموسيقي، أكثر تجريدًا وتأملًا، يتوجه إلى الداخل الإنساني والمشاعر العميقة، مستفيدًا من الحميمية التي تتيحها بنية السوناتا وثنائية البيانو والتشيلو، ليدخل المستمع في تجربة حسّية متكاملة تُعيد تعريف العلاقة بين المؤلف والجمهور.
وعبّر الدكتور ناصر الطائي في كلمة القاها في الحفل عن أن هذه الأمسية ليست مجرد عرض موسيقي، بل لحظة تحول تأسيسية لولادة صوت عُماني جديد، يستقي من إرث عمان الثقافي ويخاطب العالم بلغة موسيقية معاصرة، تمسّ الوجدان وتضع الموسيقى العُمانية في قلب الخريطة العالمية.
وأضاف "الطائي" أن التحول من الدراما الكبرى إلى التعبير الحميمي لا يُنقص من شأن القضايا العامة، بل يمنحها أبعادًا جديدة من خلال المقاربة الشعورية الدقيقة.
وقد افتتح الحفل بثلاث مقطوعات بيانو قصيرة متباينة في الإيقاع والأسلوب، جسّدت مشاهد داخلية نابضة بالعاطفة والرمزية، وكانت المقطوعة الثالثة، بعنوان “أكفان”، الأكثر تعبيرًا عن الألم والمعاناة من خلال موسيقى محمّلة بالتصوير الحسي العميق.
بعدها، قدّمت “سوناتا التشيلو الأولى” في أربع حركات تقليدية، جسّدت حوارا حيويا بين آلتي البيانو والتشيلو، اتسم بالتناوب بين الرقة والدراما، وبين الحلم والتأمل، مما عكس رقيًا في الأسلوب وثراءً في التعبير الموسيقي.
أما الجزء الثاني من الأمسية، فبدأ بعزف منفرد للكمان بعنوان “كابريتشيو الكمان”، وهو عمل صمم ليُظهر الإمكانات التقنية العالية للعازف، دون أن يُغفل البعد الشعري والتأملي للصوت، مقدّمًا آلة الكمان في دورها كوسيط إنساني درامي.
واختتمت الأمسية بـ”سوناتا التشيلو الثانية”، التي جاءت أكثر نضجًا وعمقًا، وشهدت تصاعدًا في الانفعالات الموسيقية بين البيانو والتشيلو، وتجلّت فيها الكتابة الموسيقية بكثافة شعورية أعلى، وبلغة فنية مفعمة بالانسجام والدهشة.
وبذلك، شكلت أمسية “وترٌ على ضفاف عُمان” محطة مهمة في تاريخ الموسيقى العُمانية المعاصرة، حيث التقت الروح العُمانية مع الحسّ العالمي في توليفة موسيقية تنبض بالجمال، وتعلن عن صوت جديد واعد للموسيقى العُمانية على الصعيدين المحلي والدولي.