البابا تواضروس: "حكاية وطن" أظهر ما حققته الدولة من بناء خلال السنوات الماضية
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني، في بداية عظته باجتماع الأربعاء الأسبوعي، الذي أقيم في كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بزهراء المعادي في القاهرة، اليوم، عن مؤتمر "حكاية وطن" الذي أقيم منذ أيام بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وقال قداسة البابا إنه حضر الجلسة الافتتاحية وتابع بعض الجلسات من مؤتمر "حكاية وطن" الذي أقيم في الأيام الماضية بحضور الرئيس ومسؤولي كافة قطاعات الدولة، ولفت قداسته أن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء استعرض بشكل علمي وإحصائي ما تم إنجازه في التسع سنوات الماضية، من إمكانات أضيفت، ومشروعات أقيمت كمًّا ونوعًا، وقال قداسته إن هذا يؤكد ما يشير إليه الرئيس دومًا أننا نسعى إلى بناء دولة، ودلل قداسته على هذا بمَثَل أن أي شخص يريد أن يبني بناية، أو كنيسة يحتاج إلى خمس أو ست سنين، فما بالنا حينما نريد أن نبني دولة، لا شك أن الأمر يستغرق سنوات طويلة، وعملًا وجهدًا وإخلاصًا.
ودعا قداسة البابا إلى مشاهدة العرض الذي قدمه رئيس الوزراء والوزراء عما تم في أرض مصر، مؤكدًا أنه شيء يدعو للفخر والاعتزاز بأن نشارك جميعًا في أيامنا هذه، في بناء دولتنا، وأضاف قداسته أنه يجب أن نتيقن أن مصر ستصبح دولة متقدمة بفضل العمل الجاد.
وأشار قداسة البابا إلى أنه من بين أبرز ما أنجزته الدولة المصرية، المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، مؤكدًا أنها أنقذت وما زالت تنقذ ملايين ممن كانوا يعيشون في العشوائيات، وأن الدولة، من خلال "حياة كريمة"، بَنَت مباني حديثة ليعيش فيها من كانوا يعيشون في العشوائيات، وأضاف أن المبادرة أنقذت ملايين من أتعاب صحية ومخاطر اجتماعية ونفسية على نفوس الأطفال والكبار.
واختتم قداسته حديثه بهذا الصدد بالقول: "نشكر الله على ما تم إنجازه ونصلي لأجل استكمال هذا العمل، ونحن نساهم فيه ونشارك فيه بكل إخلاص".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا تواضروس حكاية وطن السيسي قداسة البابا
إقرأ أيضاً:
تنصيب البابا لاون الرابع عشر.. سر خاتم الصياد الذي لا يعيش بعده
شهدت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان صباح الأحد حدثا استثنائيا تمثل في مراسم تنصيب البابا لاون الرابع عشر، الذي تولى رسميًا قيادة الكنيسة الكاثوليكية.
وتوافد آلاف من مختلف أنحاء العالم إلى قلب الفاتيكان ليشهدوا لحظة إعلان تنصيب البابا الجديد، وسط حضور مكثف من كبار رجال الدين والزعماء العالميين الذين حرصوا على المشاركة في هذا الحدث الروحي الكبير.
بدأت المراسم بأجواء روحانية، حيث تم التركيز على الأبعاد الروحية للقيادة البابوية التي تتخطى حدود الكنيسة لتشمل رسالة سلام ومحبة لجميع البشر.
مراسم التنصيب ورموز السلطة البابوية
وخلال مراسم التنصيب، جرى تسليم البابا الجديد عدة رموز دينية تقليدية تحمل في داخلها معانٍ تاريخية وروحية عميقة، كان من أبرزها "الباليوم" و"خاتم الصياد".
يمثل هذان الرمزان علامة واضحة على تولي البابا لاون الرابع عشر مهامه كرئيس للكنيسة، وخليفة للقديس بطرس، وهو الذي كان يعرف في أيامه كصياد بسيط تحول إلى قائد روحي عظيم.
مشاهد من القداس الاحتفالي لتنصيب البابا ليو الـ14 في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
وتسلم البابا "ليو" رموز السلطة البابوية والتي تشمل "خاتم الصياد" الذي يرمز إلى الخلافة الروحية والوشاح من صوف الحمل الذي يعد رمزا للسلطة الكنسية. pic.twitter.com/ycCIWTIgUJ — AlJeebal - الجبال (@AlJeebalNews) May 18, 2025
خاتم الصياد: رمز السلطة والشرعية البابوية
من بين هذه الرموز، يبرز "خاتم الصياد" كقطعة لا يمكن فصلها عن مراسم التنصيب، فهو يحمل إرثًا تاريخيًا يتجاوز حدوده الزمنية ليصل إلى جذور الكنيسة نفسها.
يعود استخدام خاتم الصياد إلى القرون الأولى للكنيسة الكاثوليكية، حيث كان يُنظر إليه كرمز رسمي لسلطة البابا، باعتباره ممثلاً للقديس بطرس على الأرض.
ويشمل تصميم الخاتم عادة على نقش يصور القديس بطرس وهو يرمي شبكته في البحر، في إشارة إلى مهنته الأولى كصياد، قبل أن يكرّس حياته للخدمة في الكنسية، أما اسم البابا الحالي فينقش على الخاتم ليمنحه طابعًا شخصيًا فريدًا، ما يجعل كل خاتم مرتبطًا بالفترة الزمنية التي حكم فيها البابا.
الأبعاد الروحية والقانونية لخاتم الصياد
يُنظر إلى خاتم الصياد على أنه رمز السلطة الروحية التي يحملها البابا، التي يُعتقد أن المسيح منحه للقديس بطرس، وليست مجرد رمزية بل تعبّر عن الدور القيادي للبابا في توجيه الكنيسة، كما أنها تمثل مسؤولية كبيرة تقع على عاتقه كرجل دين وقائد روحي.
وعلى الرغم من أن خاتم الصياد قطعة مجوهرات، إلا أنه يحمل أبعادًا روحية وقانونية مهمة، حيث يُستخدم لتوقيع الوثائق الرسمية الخاصة بالكنيسة، ما يعزز من مكانة البابا وشرعيته.
"تكسر الخاتم": نهاية عهد وبداية جديدة
ويعتبر تدمير خاتم الصياد من الطقوس المهمة أيضًا، إذ تتم هذه العملية فور وفاة البابا، وهي لحظة ذات رمزية بالغة تعبر عن نهاية عهد البابا المتوفى.
يقوم رجال الكنيسة بكسر الخاتم باستخدام مطرقة خاصة، في إجراء يهدف إلى منع استخدامه مرة أخرى لتوقيع الوثائق الرسمية، ويعلن رسميًا انتهاء فترة حكم البابا.
ويفتح هذا الحدث الباب لفترة انتقالية تعرف بـ "Sede Vacante" أو "المقعد الشاغر"، والتي تستمر حتى انتخاب البابا الجديد من قبل المجمع الكرادلة، ويعد كسر الخاتم أيضًا رسالة رمزية مفادها أن عهد البابا قد انتهى وأن الكنيسة على أعتاب عهد جديد.
الخاتم رمز استمرارية وإرث روحي
خلال مراسم تنصيب البابا لاون الرابع عشر، أكد تسليم خاتم الصياد على الاستمرارية التي تجمع بين الأجيال المتعاقبة للبابوات، وأن القيادة البابوية ليست مجرد منصب وإنما رسالة إيمانية تحمل على عاتقها عبء توحيد الكنيسة والعالم.
في الوقت ذاته، يُذكر بتفاني البابا الجديد في خدمة الكنيسة والعالم، مسلحًا برموز تعكس إرث الكنيسة العميق وتاريخها الممتد، ويستخدم في مراسم التنصيب وكذلك في يُستخدم في الطقوس القانونية، حيث يوقع البابا به على وثائق الكنيسة ورسائل البابوية.
في النهاية، يمكن القول إن خاتم الصياد يتجاوز كونه مجرد خاتم عادي أو قطعة فنية، فهو يمثل أحد أقدم الرموز الدينية ذات الأثر العميق في المسيحية الكاثوليكية، وهو شاهد حي على تاريخ الكنيسة وعلى الدور المحوري الذي يلعبه البابا كراعي روحي وممثل سلطة روحية على مستوى العالم.