محمود جمال - مباشر: وسط تزايد الضغوط التضخمية يتجه راغبي الاستثمار في كل دول العالم ومن ضمنهم بالطبع منطقة الشرق الأوسط لأسواق المال كأحد الأدوات التحوطية لمواجهة تآكل الثروات من خلال ارتفاع الأسعار الذي يتزامن مع تصاعد وتيرة الأحداث الجيوسياسية دوليًا.

وأسواق المال بطيتعها توفر لكل فئة من المستثمرين الأسهم التي تتناسب معاهم على حسب مستوياتهم المادية والثقافة حيث يتناسب مع المتعاملين المبتدئين بالبورصات مثلًا أسهم الشركات الصغيرة والتي تتميز بسهولة حركتها ونشاطها وأسعارها الرخيصة.

وبحسب إحصائيات صادرة من مؤسسات أبحاث، فإن هناك من تلك الأسهم الصغيرة الحجم والسعر ببورصات العالم والشرق الأوسط ما حققت مكاسب تتجاوز 500 بالمائة وأكثر منذ جائحة كورونا إلى الآن وكانت بورصة مصر في مقدمة تلك البورصات مع احتساب فارق التخفيض الذي حدث بالعملة المحلية، مما أنعش تلك الأسهم بشكل قوي وخصوصا بالعام الجاري.

وأشارت الإحصائيات، إلى أن أسهم الشركات الصغيره شهدت عائدًا إجماليًا صافيًا سنويًا بنسبة 9.9 بالمائة خلال فترات "الركود والتعافي" على مدار فترة 40 عامًا تقريبًا والتي تضمنت العديد من فترات الركود، بما في ذلك الانكماش الذي حدث في الأزمة المالية العالمية عام 2008. فيما شهدت الأسهم ذات رأس المال الكبير عوائد متوسطة بلغت 4.9 بالمائة خلال نفس الفترة.

مؤثر حقيقي

 ولكن عالميًا، أوضح رائد الخضر رئيس قسم الأبحاث بالشركة، في تصريحات لـ"معلومات مباشر"، أن الأسهم الصغيرة تتأثر بالأوضاع الاقتصادية بشكل مباشر حيث أنه وللمرة الأولى منذ بداية عام 2023 دخل مؤشر رسل 2000 المتكون من 2000 سهم من أسهم الشركات الأمريكية ذات القيمة السوقية الصغيرة في النطاق السلبي وهو مايؤكد الضعف الاقتصادي المتوقع بالولايات المتحدة الفترة المقبلة. 

كما يذكر ان من أبرز مؤشرات تلك الأسهم مؤشر ستاندرد آند بورز 600 والذي يتضمن حوالي 600 شركة صغيرة والتي تراوح قيمتها السوقية بين 750 مليون دولار و4.6 مليار دولار، وهو ما يمثل حوالي 3 بالمائة من القيمة السوقية لإجمالي سوق الأسهم الأمريكية.

وذكر رائد الخضر، أنه الفترة الماضية عانت أسهم الشركات الصغيره من تراجعات قوية، فمنذ النصف الثاني من عام 2022 والضغوطات تستمر على تلك الشركات، مع تبني البنوك المركزية وعلى رأسهم الفيدرالي الأمريكي سياسة التشديد النقدي القوية. 

وأِشار الخضر، إلى أنه مع بدء تحول اتجاه البنوك المركزية وتأكيد الفيدرالي الأمريكي على نواياه في التخلي عن سياسة رفع الفائدة بقوة الفترة المقبلة، بدأت توقعات تعافي أداء الشركات الصغيرة نسبيًأ لتلوح في الأفق.

جذب المستثمرين 

وعلى مستوى بورصات المنطقة، أوضحت حنان رمسيس، الخبيرة الاقتصادية لدى شركة "الحرية لتداول الأوراق المالية"، أن من مميزات الأسهم الصغيرة انخفاض سعرها مما يسمح للمتعاملين بأسواق المال وخاصة أصحاب الإمكانيات المالية القليلة الاستثمار فيها وهذا هو الغرض من طرحها أن تجتذب تلك الشريحهة حتي يصدق قول ان الاستثمار للجميع وليس الاغنياء فقط.


نشاط سريع 

بدوره، أكد محمد عطا مدير التداول بشركة يونيفرسال، أن العديد من الطروحات في بورصات الخليج والشرق الأوسط عامة علي سبيل المثال لايتعدي ثمن السهم دولارًا أو دولارًا ونصف على الأكثر مقارنة بنحو 5 دولارات قيمة متوسطات أسهم الشركات الصغيرة عالميًا.

وأشار، إلى أن الاستثمار بتلك الفئة من الأسهم يتميز أيضا بالنشاط والسرعة في الحركة السعرية لاسيما مع انتشار الأخبار الصحيحة والغير المؤكدة عن توسعاتها، مؤكدا أن الاستثمار الصحيح في تلك الأسهم يجيب أن يعتمد على النشاط الرئيسي لتلك الشركات والإفصاحات الرسمية بشأن التوسعات ونتائج الأعمال والصادرة من المواقع الرسمية لأسواق المال مع استشارة ذوي الخبرة والمعتمدين بالمجال.

الأداء السنوي للأسواق إقليمياً وعالميًا

ويذكر أن أداء بورصات الشرق الأوسط والخليج ككل خلال التسعة أشهر الأولى من العام جاء كالآتي، ارتفع المؤشر العام للسوق السعودية بنسبة 5.5 في المائة، كما ارتفع مؤشرات بورصتي دبي والبحرين بنسب صعود بلغت 24.8 بالمائة، و2.3 بالمائة للثاني، وقفزت بورصة مصر بأكثر من 35 في المائة مع توجه الأجانب لاقتناص الأسهم الكبرى بسبب فرق العملة المحلية والأسعار المغرية.

وكانت بورصات أبوظبي وقطر ومسقط تراجعت بنسب 4.1 في المائة للأول و4.02 بالمائة للثاني و3.7 بالمائة للثالث. 

وعلى المستوى العالمي قلصت مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية مكاسبها حيث تراجعت نسب ارتفاع مؤشر "داو جونز" الصناعي إلى 1.1 في المائة، وتقلصت مكاسب ستاندرد آند بورز 500 إلى نسبة 11.7 بالمائة،  ومؤشر "ناسداك" إلى 26.3 بالمائة.

للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا

المصدر: معلومات مباشر

كلمات دلالية: أسهم الشرکات فی المائة

إقرأ أيضاً:

145.750 ألف إجمالي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنهاية 2024

كشفت هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تقريرها السنوي عن أنها تعتزم ضمن خطتها لعام 2025 تمويل 300 مشروع من مختلف القطاعات مع التركيز على دعم المشاريع المبتكرة وتقديم الاستشارات المالية والإدارية لضمان استدامتها، والعمل على تعزيز البيئة الاستثمارية لتمكين رواد الأعمال من النهوض بمؤسساتهم.

كما تركز الهيئة ضمن خطتها للعام القادم على تطوير قطاع الصناعات الحرفية الإبداعية، ودعم تبني تقنيات حديثة مثل التصنيع الرقمي والتصميم ثلاثي الأبعاد، وإنشاء أسواق حرفية في محافظتي مسندم وظفار، وتوسيع حضورها في الأسواق الإقليمية والدولية من خلال المعارض التخصصية، وتعزيز التجارة الإلكترونية وتعريف المجتمع بأهمية الامتياز التجاري.

وحسب التقرير، بلغ إجمالي عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المسجلة في هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنهاية ديسمبر من العام الماضي 145.750 ألف مؤسسة، منها 125.564 مؤسسة صغرى، و19.73 مؤسسة صغيرة، و1.113 مؤسسة متوسطة، وفق التقرير السنوي للهيئة.

وتتيح بطاقة رواد الأعمال التي تصدرها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للمستفيدين تسهيلات متنوعة تتضمن تخفيضات في الخدمات وإعفاءات من بعض الرسوم، وبلغ عدد المؤسسات التي حصلت على البطاقة لأول مرة 23.954 ألف مؤسسة، وأما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة النشطة والحاصلة على البطاقة فبلغت 26.948 مؤسسة.

ولفت التقرير إلى أن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفرّ أكثر من 68.343 ألف فرصة عمل للمواطنين العمانيين، مما يعكس التزام القطاع بتوفير بيئة عمل داعمة تسهم في تنمية الموارد البشرية العمانية ورفع مهاراتها، بما يتماشى مع أهداف التوطين وتعزيز مشاركة الكفاءات الوطنية في الاقتصاد الوطني.

وتعد حاضنات الأعمال في سلطنة عمان منصة استراتيجية لدعم رواد الأعمال وتحفيز الابتكار، حيث تعنى الحاضنات بتوفير بيئة متكاملة تمكن أصحاب الأفكار المبتكرة من تحويل رؤاهم إلى مشاريع ناجحة، إذ تقدم الحاضنات الدعم التقني والفني، والخدمات الاستشارية المتعددة، ودراسات الجدوى، وخطط العمل، والمتابعة الدورية، والتمويل لرواد الأعمال لضمان نجاح واستدامة مشاريعهم.

ووفقًا للتقرير، بلغ إجمالي عدد الحاضنات العامة والتخصصية العام الماضي 26 حاضنة، تضم 129 مؤسسة محتضنة، وبلغ إجمالي القوى العاملة الوطنية داخل المؤسسات المحتضنة 243 موظفًا، وحققت المؤسسات المحتضنة إيرادات بقيمة 2.291.60 مليون ريال عماني، مما يعكس نجاح المشاريع في تحقيق عوائد ملموسة تدعم التنمية الاقتصادية المستدامة.

وفيما يتعلق بتطوير مهارات رواد الأعمال لمواكبة المتغيرات المتسارعة في منظومة ريادة الأعمال، يمثل برنامج "جاهزية ريادة الأعمال" أحد المبادرات الرائدة التي تعنى بتعزيز المهارات الريادية والفنية، إذ يساعد البرنامج رواد الأعمال في التأسيس الناجح للمشاريع، وتطويرها، والتعامل مع الأزمات التي تواجهها، وبلغ عدد المتدربين في البرنامج بنهاية ديسمبر 2024 ما يقارب 2.485 ألف متدرب، وسجل الإجمالي التراكمي للمتدربين منذ انطلاق البرنامج 5.222 ألف متدرب.

وتوفر الهيئة مجموعة من الخدمات الاستشارية المتخصصة التي تغطي مختلف الجوانب التجارية والإدارية والتسويقية والفنية والقانونية، حيث بلغ عدد المستفيدين من الاستشارات العامة 3.203 ألف مستفيد، في حين استفاد 4.653 ألف من حلقات العمل المتعلقة بدراسة الجدوى الاقتصادية.

وركزت الهيئة العام الماضي على تطوير وتنمية 16 نشاطًا حرفيًا رئيسيًا يشمل أبرز الحرف التقليدية، وبلغ عدد البرامج التدريبية في القطاع الحرفي 14 برنامجًا، استفاد منها 281 حرفيًا.

وأشار التقرير إلى أن هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نظمت العام الماضي 186 فعالية ومعرضًا على المستويين المحلي والدولي لتعزيز حضور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الأسواق المحلية والدولية، إذ بلغ عدد المؤسسات المستفيدة من هذه الفعاليات وبرامج التسويق 10.463 ألف مؤسسة، واستفادت 608 مؤسسات من برامج التسويق الإلكتروني التي أُطلقت لدعم الحضور الرقمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز وصولها إلى عدد أكبر من المستفيدين.

وأوضح التقرير أن الهيئة أطلقت العام الماضي 10 برامج تمويلية متنوعة تهدف إلى تلبية احتياجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبلغ إجمالي الموافقات على القروض 400 قرض، بإجمالي تمويل تجاوز 37.690.085 مليون ريال عماني.

كما أطلقت الهيئة برنامج "الشركات الناشئة العمانية الواعدة" بشراكة استراتيجية مع عدد من الجهات الحكومية، والذي يهدف إلى نشر ثقافة الشركات الناشئة داخل المؤسسات التعليمية، وتعزيز وعي المجتمع بأهميتها في دعم الاقتصاد الوطني، كما يركز البرنامج على تمكين أصحاب الأفكار المبتكرة، ودعم تأسيس شركات ناشئة قائمة على الابتكار والتكنولوجيا، وربطها بفرص الأعمال والاستثمار والتمويل، وأثمر البرنامج عن تأسيس 146 شركة ناشئة مبتكرة، وتدريب 62 رائد أعمال في مجال الاستعداد للاستثمار والتمويل، واستفاد أكثر من 12624 مشاركًا من برامج نشر ثقافة ريادة الأعمال وآليات التمويل البديل.

مقالات مشابهة

  • بتداولات 3.3 مليارات ريال.. مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا
  • بتداولات بلغت 3.3 مليار ريال.. مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا 17.52 نقطة
  • هيئة الاستثمار: التأسيس الإلكتروني لشركة الشخص الواحد يستغرق ساعتين فقط
  • 145.750 ألف إجمالي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنهاية 2024
  • خبير: قرارات الإسكان تخفف الأعباء على الشركات العقارية وتعزز الاستثمار
  • لأول مرة.. المناطق الحرة العامة تستضيف الشركات الناشئة المُصدرة للخدمات
  • حلقة عمل حول تقييم ومراجعة قانون استثمار رأس المال الأجنبي بسلطنة عُمان
  • الدستورية: إلزام الشركات السياحية بزيادة رأس المال وسداد التأمين لا يتضمن أثرًا رجعيًا
  • علاء نصر الدين: تراخيص الشركات إلكترونيا يخدم بيئة الاستثمار
  • الأسواق العالمية تواصل الارتفاع بدعم من آمال التسويات التجارية وتفاؤل المستثمرين