كيف تحمى نفسك من وسوسة الشيطان؟.. آية وذكر ودعاء قرآني
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
كيف تحمى نفسك من وسوسة الشيطان؟ سؤال يكثر البحث عنه وبينه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، لافتا إلى أن هناك أربعة أسباب تعوق سيره إلى ربه سبحانه: أولها: نفسه, والثانى: الشيطان, والثالث: الهوى, والرابع: الدنيا.
كيف تحمى نفسك من وسوسة الشيطان؟وتابع: هذه أعداء لبني آدم، لأنها تحاول أن تصده عن سبيل الله، تحاول أن تجذبه إليها، وتحاول أن تجعله يخرج عن الصراط المستقيم، وعن الطريق القويم، الذي هو أقصر طريق يصل به العابد إلى ربه، فهذه الأمور الأربعة تعكر على الإنسان صفو توجهه إلى الله - سبحانه وتعالى -، وفي الحقيقة إن أشد هذه الأعداء هي "النفس"؛ لأن الدنيا قد تكون وقد لا تكون, والشيطان يذهب ويجيئ, والهوى يأتي ويذهب, ولكن النفس هي التى تصاحب الإنسان من الإدراك إلى الممات, ونحن نستطيع أن نميز سعيها، وحجابها، وشهوتها، عن باقى هذه الأعداء بالعود والتكرار, وهذا معنى قولهم - وهي قاعدة أيضاً -: ( نفسك أعدى أعدائك ).
وحول كيف تميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟، فقالوا: إن وسوسة الشيطان لا تدوم، ولا تعود، ولا تتكرر، ويحاول أن يوسوس في صدور الناس، فإذا لم يستجب الإنسان لهذه الوسوسة، وقاومها، وانشغل عنها فإنه لا يعود إليها مرة ثانية، ويذهب ليوسوس له فى شىء آخر، فإذا وجد الإنسان من نفسه دعوة بالكسل عن الصلاة، أو عن الذكر، أو دعوة تدعوه إلى شيء مكروه أو محرم، ثم لم يجد في نفسه ذلك بعد هذا فإن ذلك من وسواس الشيطان، { مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} فهذه أذية الشيطان، وهو ضعيف، ولا سلطان له علينا، والله - سبحانه وتعالى - أوكله ولكنه أضعفه ، وأبقاه ولكنه خذله.
كيف تحمى نفسك من وسوسة الشيطان؟وتابع علي جمعة: الشيطان نستطيع أن نتقى شره من أقرب طريق وبأبسط وسيلة، فالأذان يُذهب الشيطان، والذكر يُذهب الشيطان، ونقرأ خواتيم سورة البقرة فتُذهب الشيطان وتحصِّن المكان، ونقرأ آية الكرسى فإذ بنا نحتمى بها من الشيطان، ونذكر أذكار الصباح والمساء فإذ بنا نحصِّن أنفسنا من الشيطان، فالشيطان يُرد من أقرب طريق وبأبسط طريقة، وحياة الإنسان مع الذكر، ومع القرآن، ومع العبادة، ومع الطهارة، ومع الأذان، ومع الصلاة، ومع الصيام تجعل الشيطان يفر ويذهب.
واستطرد: لكن المشكلة هي مشكلة النفس، لأن النفس تحتاج إلى تربية, والنفس تعيد على الإنسان دعوته إلى التقصير، ودعوته إلى الحرام, ودعوته إلى المكروه مرة بعد أخرى، فإذا ما قاومتها في أول مرة عادت تلح علىّ في المرة الثانية, هذه هى النفس الأمَّارة, ولذلك استعملوا معها صيغة المبالغة, فهي "أمَّارة" على وزن "فَعَّالة", وصيغة المبالغة فيها تكرار، وعود، ومبالغة، وفعل كثير, فالنفس لا تأمر مرة ثم تسكت، بل إنها تلح مرة بعد مرة.
وإذا ما وجدت إلحاحاً على شىء لفعل القبيح الذى أعرف أنه قبيح، والذي أعرف أن فيه تقصيراً، أو فيه ذنباً، ومعصيةً، فعلىَّ أن أعرف أن ذلك من نفسى, وأنه ينبغى علىّ أن أربيها.
وبين أن النفس الأمارة بالسوء هي أصل النفوس, عموم الناس تأمرهم نفوسهم بالسوء، فإذا ما ارتقينا إلى ما بعدها أي إلى: النفس اللوامة, وجدنا هناك نزاعا بين الإنسان وبين نفسه، مرة تأمره بالمنكر، فيحاول أن لا يستجيب، ومرة يستجيب ثم يتوب ويرجع، ويدخل في منازعة، وفي أخذ ورد معها، إلى أن تستقر على النفس الملهمة، وهى الدرجة الثالثة من درجات النفس.
وبعضهم قال: إن هذا بداية الفناء، وأن النفوس ثلاثة: أمارة، ولوامة، وملهمة, وبعضهم قال: إننا لا نكتفى ببداية الكمال، بل علينا أن نترقى فوق ذلك إلى أن نصل إلى: الراضية، والمرضية، والمطمئنة، والكاملة.
واختتم: على كل حال، فهذه المراحل تبدأ في عموم الناس، مسلمهم وكافرهم، تبدأ بالنفس الأمارة بالسوء, إلا أن هذه النفس الأمارة عندها استعداد لأن تتحول إلى نفس لوامة، وهذه النفس اللوامة لديها استعداد لأن تتحول إلى النفس الملهمة، فالاستعداد موجود، ولكن الشائع هو أن نفس الإنسان من قبيل النفس الأمارة بالسوء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وسوسة الشيطان الدكتور علي جمعة
إقرأ أيضاً:
فرنسا تعتزم إنشاء سجن شديد الحراسة قرب «جزيرة الشيطان» سيئة السمعة
أعلنت السلطات الفرنسية عن خطط لإنشاء سجن جديد عالي التأمين في قلب غابات الأمازون بغويانا الفرنسية، وذلك بالقرب من الموقع التاريخي لمستعمرة العقاب "جزيرة الشيطان" الشهيرة، التي ألهمت رواية وفيلم "بابيون" عام 1973.
وخلال زيارته إلى إقليم غويانا الفرنسي يوم الأحد، صرح وزير العدل جيرالد دارمانان بأن السجن الجديد سيقام في مدينة سان لوران دو ماروني، الواقعة على الحدود مع سورينام، وسيتسع لنحو 500 سجين، من بينهم 60 سيخضعون لنظام الحراسة القصوى.
ووفقًا للوزير، فإن المنشأة ستُخصص لاستيعاب زعماء شبكات تهريب المخدرات والمتطرفين.
وأوضح دارمانان أن المشروع يهدف إلى مواجهة الاكتظاظ في سجون غويانا، إلى جانب التصدي لتصاعد أنشطة التهريب والجريمة المنظمة، مشيرًا إلى أن الإقليم تحول إلى محطة رئيسية لمرور الكوكايين القادم من أمريكا الجنوبية نحو الأسواق الأوروبية.
وأكد الوزير أن "مواطني الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار يجب أن يحظوا بمستوى أمني مساوٍ لما هو موجود في فرنسا القارية"، مشيرًا إلى أن معدلات الجريمة في غويانا بلغت 18.4 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة، مقارنة بـ1.2 فقط في فرنسا الأم، بحسب بيانات قناة BFMTV الفرنسية.
ولفت دارمانان إلى أن كبار المجرمين قادرون على مواصلة إدارة شبكاتهم من داخل السجن، مستغلين الأموال غير المشروعة لشراء ذمم المسئولين، منوها إلى وجود 49 من كبار مهربي المخدرات حاليًا في سجون غويانا والأقاليم الفرنسية الأخرى، في ظروف لا ترقى لمستوى الحماية المطلوبة.
المجمع الجديد، الذي سيضم أيضًا محكمة، ستبلغ كلفته نحو 400 مليون يورو، بحسب ما أعلنه الوزير على صفحته بموقع “فيسبوك”.
وقد أعاد الإعلان عن المشروع إلى الأذهان ذكريات مروعة عن مستعمرة كايين العقابية، المعروفة باسم "جزيرة الشيطان"، والتي استخدمتها فرنسا حتى عام 1953 لسجن المحكومين في ظروف غير إنسانية، ما ألهم أعمالًا سينمائية وأدبية شهيرة، من أبرزها رواية "بابيون" وسلسلة الأفلام التي حملت الاسم نفسه.
ورغم اختلاف السياقات التاريخية، إلا أن المشروع الجديد يثير جدلًا في الأوساط الحقوقية بشأن رمزية الموقع والنهج المتبع في معالجة الجريمة والعدالة الجنائية.