عين ليبيا:
2025-05-11@06:24:40 GMT

من أسرار الاستخارة

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

كلما استشارتني صديقة في أمر ما، أختم جوابي “وصلي صلاة الاستخارة” وأكثرهن يسألنني وكيف أعلم ما سأختاره، هل سأرى رؤيا هل ستبدو لي علامة؟ هل وهل.. الكثيرون يسألون نفس السؤال وكنت ممن يسألون أيضا ما أمارة الخيار الصحيح؟ والجواب بسيط تجده في طيات ذلك الدعاء المهيب التي اختيرت كلماته بعناية إلهية، ويحمل بين طياته أسرار الغيب المخفية.

لي مع هذه الصلاة تجارب، أحببتها حبا عظيما وأحمد الله أن سنها للمسلمين في كل زمان ومكان نعمة توجب علينا أن نشكر الله عليها بعدد أنفاسنا، فهي طوق النجاة عندما تبتلعني الحيرة ويؤرقني القلق، أراها مفتاحا لكل مشاكلي مهما عظمت، جلاء لكل غمامة حيرة تعتريني، كيف لا؟ وهي سنة من لا ينطق عن الهوى، هي وحي يا سادة، هي حق أجراه الله -جل في علاه- على لسان سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، هي الحق الذي لا يحتاج إلا إلى اليقين كي نراه، فالله يُدعى عن يقين لا عن تجربة.


مفتاح الاستخارة هو اليقين، أن تضع أمرك بين يدي الله ثم ترضى بما ستؤول إليه الأمور، وكيف لا ترضى، وقد فوضت الأمر للعليم القدير للحكيم

لعل من أصعب المواقف التي نمر بها جميعا أن تتعدد الخيارات وخاصة عندما تكون مصيرية، حينئذ يُحْكِم القلق قبضته على نفوسنا وتُسَاورنا الوساوس وتبدأ “ماذا لو” وغيرها من أسئلة تعكس ضعفنا الانساني؛ أتذكر أني بعد أن اجتزت سنتي الخامسة من الطب قررت بدءا ألا أجتاز مباراة “الداخلية” وأن أرتاح قليلا قبل التخصص، ثم بعد انتشار بعض الإشاعات عن احتمال عدم فتح أبواب التخصص وبعد أن نصحتني إحدى صديقاتي قررت أن أستخير الله، فتحول النفور الكبير إلى رغبة عارمة، وبعد أن كنت غير مبالية صرت حريصة وقلقة من عدم القدرة على اجتياز المباراة، ونجحت والحمد لله لتفتح لي التجربة الجديدة بابا معرفة أمور كثيرة، ما كنت لأتعلمها لو أني بقيت على قراري الأول.

كانت تجربة جديرة بأن تُخاض، فقد تعرفت فيها على أرواح طيبة لا زالت إلى الآن لا تبخل علي بالنصح والإرشاد، ثم أُشْرِع أمامي باب اختيار أصعب، أن أختار تخصصي الطبي، لم أكن محتارة بداية الأمر فقد كان مقررا منذ زمن، لكني بعد صلاة الاستخارة بدأت أتردد وأتردد، وبعد صلوات وصلوات اخترت تخصصا مختلفا كنت قد قررت في بداية “فترة الداخلية” ألا أختاره، لحجم الضغط الذي يعيشه أصحابه وظننت أن مسؤولية رعاية مرضاه أكبر من أن أستطيع تحملها، لكن تأتي الاستخارة وتقلب الموازين ويميل القلب إلى القلب، وأكتشف مع الأيام أن ما يختاره الله لنا يبقى أجمل خيار، وأفضل طريق مهما بدا صعبا أحيانا، ومهما صادفْنا فيه من مشاق، يبقى الايمان أن الله أعلى وأعلم، ومع مرور الوقت تتجلى أسرار ذلك الدعاء العجيب فما اختاره الله هو خير لك في دينك ودنياك فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

الاستخارة كنز وُضِع بين أيدينا جميعا، لا يخيب من تعرف أسراره، كيف لا؟ وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن خير الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم -كان يعلم أصحابه -رضي الله عنهم- الاستخارة في أمورهم كلها كما يعلمهم السورة من القرآن، لذا أقول لكل حائر، لكل من وقف أمام بوابة الاختيار استخر يا عزيزي ولا تجزع، لا تحمل هم المستقبل لأن -وكما قلت وسأظل أقول- ما يختاره الله لك هو الأفضل، هو الأجمل.. تأتي الاستخارة بلسما يهون عليك مصاعب اختيارك، مهما صادفت من مشاكل ومهما تعثرت وتألمت ما إن تتذكر أن ما أنت فيه هو اختيار الله لك حتى تنشرح النفس وتطمئن، تطمئن لأن الخيار الذي سلكته خير لها في دينها ومعاشها وعاقبة أمرها فأنى لها أن تحزن أو تندم؟!

مفتاح الاستخارة أيها الطيبون هو اليقين، أن تضع أمرك بين يدي الله ثم ترضى بما ستؤول إليه الأمور، وكيف لا ترضى، وقد فوضت الأمر للعليم القدير للحكيم الخبير الذي أحاط بكل شيء علما، لا تنتظر رؤيا ولا علامة، اركب بحر اليقين ودع أمواجه ورياحه تأخذ مركبك إلى مرافئ الأمان التي اختارها الله لك، استنفذ كل الأسباب، بالغ في الاستشارات ودقق الحسابات أيها الطيب، ثم تَوَكَّل وإياك أن تتوَاكل وانتظر ألطاف الله ولا تقلق! فما ستنتهي إليه الأمور هو: التوفيق لما فيه فلاحك، وما سيعتريك من مشاعر هو: الرضا بما وُفِّقْت إليه.

إلى كل متقدم إلى وظيفة، إلى كل مقبل على زواج، إلى كل طالب متردد في الاختيار، إلى كل حائر أشرعت أمامه أبواب الخيارات وحار في مفترق الطرقات، تَجَرَّدْ من حولك وقوتك، وَضَعْ ملفك بين يدي الله وفوض أمرك كله إليه، تقدم ولا تلتفت، واعلم أن يد الرحمن ترعاك فالله لا يخذل من لجأ إليه، الله لا يرد يدا مدت إليه، قم يا عزيزي فأحسن الوضوء ضع سجادتك واستقبل قبلتك صل ركعتي فقير بين يدي الله ثم قل:

“اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: عاجل أمري وآجله- فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضِّني به” وسَمِّ حاجتك، ثم انفض عن قلبك غبار الوساوس والقلق وابتسم فقد تولى الله أمرك، فهنيئا لك..

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إلى کل

إقرأ أيضاً:

أسرار نجاح سان جيرمان مع لويس إنريكي

كشف لاعبو باريس سان جيرمان عن مفاتيح فلسفة نجاح مدربهم لويس إنريكي التي انتهجها لبناء فريق يتمتع بشخصية قوية ويقترب من تحقيق حلم التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي الفرنسي.

وضرب باريس سان جيرمان موعدا ناريا مع إنتر ميلان في نهائي البطولة الأوروبية العريقة المقرر أواخر الشهر الجاري بملعب أليانز أرينا في ميونخ بعد أن جدّد فوزه على ضيفه أرسنال في إياب نصف النهائي بنتيجة 2-1 علما أنه انتصر في الذهاب بلندن بهدف دون رد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هدافو النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا قبل المباراة النهائيةlist 2 of 2أتشيربي.. من التغلب على السرطان والإدمان إلى أسطورة إنتر ميلانend of list

وبات إنريكي الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ55 أبرز شخصية في سان جيرمان بعد أن وصل بالفريق إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال في أول موسم لرحيل النجم السابق كيليان مبابي.

مدربنا، نتمنى لك يوماً سعيداً… 55 عام اليوم! ????????

عيد ميلاد سعيد! ???????? pic.twitter.com/GrUPhedlaE

— باريس سان جيرمان (@PSG_arab) May 8, 2025

وأكد البرازيلي ماركينيوس قائد باريس سان جيرمان أنه لا مكان في الفريق لأي لاعب لا يبذل أقصى جهد، فيما وصف زميله المغربي أشرف حكيمي إنريكي بأنه عبقري.

وقال ماركينيوس في تصريحات تلفزيونية بعد المباراة "المدرب (إنريكي) يعتمد على فلسفة الركض كثيرا، ويفرض على جميع اللاعبين ممارسة الضغط على المنافسين والالتزام بالواجبات الدفاعية والهجومية".

إعلان

وأضاف "لكل لاعب مسؤوليته داخل أرض الملعب سواء كان شابا في الـ18 أو مخضرما في الـ30 مثلي، لكل واحد منا دور واضح ويجب أن يقدّم أقصى ما لديه من أجل تنفيذ واجبه".

⚡️ Marquinhos

????️ "Para correr mucho y defender y atacar todos, poco importa si tienes 18 años o 30. Cada uno tiene su papel claro y el que no da el máximo no juega: esa es la filosofía de Luis Enrique" pic.twitter.com/7BpU26Ub9M

— BeSoccer (@besoccer_ES) May 7, 2025

وأتم ماركينيوس "من لا يبذل أقصى ما لديه لا يلعب، هذه هي الفلسفة التي يعتمدها المدرب لويس إنريكي وهي التي أوصلتنا إلى هذا المستوى".

وبحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية فإن أقوال ماركينيوس تتوافق مع تصريحات أدلى بها إنريكي بداية الموسم الحالي قال فيها "لم أقل يوما أنني لا أريد النجوم، لكنني أريد فريقا مليئا باللاعبين الجيدين".

وتابع "لا نريد لاعبين يأتون فقط لمجرد إسداء معروف لنا بل نريد لاعبين جائعين لتحقيق النجاح ويريدون كتابة أسمائهم في سجلات تاريخ النادي".

أما حكيمي الذي سجّل الهدف الثاني لسان جيرمان في مرمى أرسنال وفاز بجائزة رجل المباراة فقد كال عبارات المديح والاطراء لمدربه إنريكي.

أشرف حكيمي بتسديدة محكمة يضاعف النتيجة لباريس سان جيرمان#دوري_أبطال_أوروبا | #باريس_سان_جيرمان_ارسنال #UCL pic.twitter.com/RN02wHDqP9

— beIN SPORTS (@beINSPORTS) May 7, 2025

وقال الدولي المغربي "الوصول إلى نهائي دوري الأبطال فخر كبير. لقد عملنا كثيرا من أجل هذه اللحظة ونستحق ذلك، كثيرون لم يؤمنوا بنا لكننا لم نستسلم".

وأضاف "إنريكي قام بعمل مذهل. منذ وصوله إلى باريس سان جيرمان وفي غضون عام واحد صنع فريقا عظيما. عمل كثيرا لتحقيق كل هذا، إنه عبقري".

من جهته يرى إنريكي أن سان جيرمان هو الفريق الذي يستحق التتويج بلقب النسخة الحالية من دوري الأبطال، بالنظر إلى الجهد المبذول طوال هذا الموسم.

إعلان

وقال إنريكي بعد الفوز على أرسنال "أعتقد أن فريقي يستحق الفوز بدوري الأبطال نظرا لكل ما بذله من جهد، كما أن الجماهير تستحق هذا اللقب منذ زمن طويل. سنحاول هذا العام وفي الأعوام القادمة أيضا".

وختم "أشعر بارتياح كبير لأن لدّي القدرة بالتعاون مع المدير الرياضي (لويس كامبوس) والرئيس (ناصر الخليفي) على بناء فريق يُرضي الجماهير".

وبات باريس سان جيرمان بقيادة إنريكي هو الفريق الوحيد في القارة العجوز المرشح للفوز بالثلاثية التاريخية هذا الموسم، فبعد تتويجه رسميا بالدوري الفرنسي سيلعب ضد ريمس يوم 24 مايو/أيار الجاري في نهائي كأس فرنسا وبعدها بأسبوع سيصطدم بإنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا.

مقالات مشابهة

  • رونالدو يقترب من إنجاز عالمي بقميص النصر.. تعرّف إليه
  • صلاة الاستخارة.. تعرف على حكمها وكيفية أدائها والدعاء المخصص لها
  • نشر صورتين مختلفتين للجوهرة الزرقاء.. ناشط سوداني يوثق للحال الذي وصل إليه إستاد الهلال بعد الحرب
  • الدولار يتهاوى.. أسرار الهبوط المفاجئ في سعر الصرف
  • العلامة فضل الله: نجدّد دعوة الدولة إلى تفعيل دورها الذي أخذته على عاتقها على الصّعيد الديبلوماسي
  • سلاح مخيف تلجأ إليه الهند أثار مخاوف الجانب الباكستاني.. تعرف عليه
  • هذا هو البابا الجديد الذي يحتاج إليه العالم اليوم... يخلف أهم ثلاثة بابوات
  • الأمر لم ينتهِ.. أنهض .. الفشل جزء من النجاح
  • لمياء شرف تكتب: الأمر لم ينتهِ.. انهض.. الفشل جزء من النجاح
  • أسرار نجاح سان جيرمان مع لويس إنريكي