قال المسؤول المعين حديثًا لمتابعة موقف الأسري للإسرائيليين، جال هيرش، اليوم الإثنين، إن تل أبيب تخلق صورة كاملة للموقف ونعمل بكامل طاقتنا لإنشاء نظام فعال.

ويبدو أن هذا البيان جاء ردًا على شكاوى عديدة مفادها أن الحكومة تخلت عن المفقودين أو الأسري، دون تقديم أي مساعدة أو معلومات.

وحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، قال هيرش، “أمامنا مهام ثقيلة، وأنا معكم في الحملة لإعادة جميع المفقودين والأسري إلى إسرائيل”.

بعد يومين من الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على إسرائيل، وانطلاق عملية طوفان الأقصى، والذي أدى إلى نقل عدد كبير للغاية من أسرى الاحتلال إلى قطاع غزة، فضلا عن مفقودين لم يتم تحديد مكان وجودهم بعد. 

قصف هيستيري وإبادة جماعية.. إسرائيل تشن هجوما غير مسبوق على قطاع غزة|شاهد قصف غاشم.. إسرائيل تدمّر مقر شركة الاتصالات في مدينة غزة

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فقد عين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، العميد الجنرال غال هيرش (احتياط)، مسئولا عن قضية الأسرى والمفقودين في عملية طوفان الأقصى، اليوم الأحد، على أن تخضع كافة الوزارات الحكومية لتعليمات “هيرش” في هذا الشأن، وذلك بعد حديث المسئولين في تل أبيب عن وجود أكثر من 100 أسير.

وقال نتياهو: “العميد (احتياط) هيرش، الذي خدم كقائد لتشكيل الجليل في حرب لبنان الثانية، سيكون مسئولاً عن قضية العديد من المفقودين والمختطفين”.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تل أبيب إسرائيل الأسرى المقاومة الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية بين المناورة والندية والقدر

في مسرح السياسة الدولية، هناك لحظات نادرة تنقلب فيها الطاولة بشكل دراماتيكي، حيث تتحول الخطوة التي صُممت لتكون "الضربة القاضية" إلى "طلقة مرتدة" تصيب صاحبها في مقتل. وما نشهده هذه الأيام، من دراما "صفقة ترامب" وفعاليات تبادل الأسرى، وصولا إلى قمة شرم الشيخ التي تمهد لاتفاق سلام إقليمي؛ ليس مجرد جولة مفاوضات، بل هو التجسيد الحي لثلاثية استراتيجية حكمت الصراع: براعة المناورة، وفرض الندية، وحتمية القدر.

مناورة حماس أفضل مخرج من غرفة الإعدام

عندما وجدت المقاومة نفسها في فخ "صفقة ترامب"، محاطة بنيران الحرب وكارثة إنسانية، كانت الخيارات البديلة أشبه بأبواب تقود إلى أشكال مختلفة من الفناء الاستراتيجي، فإما الرفض العنيد والذي كان سيمثل انتحارا مبدئيا يمنح نتنياهو تفويضا دوليا مفتوحا لسحق غزة تحت شعار "لا يوجد من نتحدث معه"، أو القبول المطلق، والذي كان يعد انتحارا استسلاميا يؤدي إلى "صفقة الخاسر الأكبر"؛ حيث التخلي عن كل أوراق القوة مقابل سراب من الوعود ومحو كل ما تم بناؤه في "حرب الوعي"، أو الصمت والتسويف، وهي استراتيجية سلبية كانت ستغرق فيها المقاومة ببطء قبل أن تنتهي إلى نفس مصير الرفض العنيد.

أمام هذه المسارات الثلاثة نحو الفناء، لم تكن "مناورة القبول التفكيكي" مجرد خيار جيد، بل كانت السبيل الوحيد للبقاء في ساحة الصراع. لقد كانت الحركة الوحيدة التي تتجنب "الموت السريري" للمعركة، وتنقلها إلى أرض جديدة تكون فيها انقسامات الخصم هي السلاح الأقوى.

لقد كان ردا بمثابة رافعة سياسية، حوّلت الضغط الدولي الهائل المسلط على المقاومة إلى قوة مركّزة ومضاعفة، وجهتها بدقة متناهية لتضرب نقطة الضعف القاتلة لدى الخصم: التناقض بين بقاء نتنياهو السياسي ونرجسية حليفه الأمريكي. السؤال الاستراتيجي لم يعد "هل ستقبل المقاومة بالصفقة؟"، بل أصبح: "كيف سينجو الكيان الصهيوني من الصفقة التي صممها بنفسه؟".

وهل النصر إلا ندّا على الطاولة؟

ولعل أحد أعمق الانتصارات التي حققتها هذه المناورة، والذي غالبا ما يغيب عن التحليلات، هو النصر في "حرب الاعتراف". فاليوم، على طاولة المفاوضات، لا تجلس "منظمة إرهابية" كما أراد لها خصومها، بل تجلس "المقاومة الفلسطينية" كطرف أصيل وند ومكافئ، في مواجهة خصم لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل المشروع الغربي بأكمله، من بريطانيا التي منحت الوعد، إلى أمريكا التي توفر الحماية.

إن رمزية المشهد تتجاوز أي مكسب مادي: فالقوى الإقليمية الكبرى (مصر، تركيا، قطر) هي من تدير الوساطة، والقوة العظمى (أمريكا) هي من ترعى الاتفاق، والدول الأوروبية والإسلامية الكبرى هي التي تبارك الاتفاق وتحضر توقيعه؛ هذا المشهد هو بحد ذاته اعتراف دولي بأن المقاومة، التي كان يُراد سحقها، قد نجحت في فرض نفسها كحقيقة سياسية لا يمكن تجاوزها. لقد تحولت من "مشكلة أمنية" يجب احتواؤها، إلى "فاعل استراتيجي" يجب التفاوض معه. هذا التحول في "الوضع الوجودي" (Existential Status) للمقاومة هو نصر بحد ذاته، لأنه يغير منطق اللعبة بأكملها للمستقبل.

صدام العقائد

وهنا، بينما نقدر عبقرية المناورة وما حققته من ندية، يجب أن نصغي لصوت الحقيقة القاسية؛ الذي يذكرنا بأن هذه الرقعة محكومة بـ"قدر" أعمق، وهو حتمية الصدام العقائدي. فالتحالف الحاكم في الكيان الصهيوني اليوم ليس مجرد تحالف سياسي، بل هو تحالف أيديولوجي تقوده تيارات الصهيونية الدينية والمسيانية التي لا تفكر بمنطق "إدارة الصراع"، بل بمنطق "الحسم التاريخي". هذه التيارات لا ترى في غزة مشكلة أمنية، بل فرصة "إلهية" لإعادة الاستيطان وتوسيع "إسرائيل الكبرى". إنها لا تفهم لغة القانون الدولي، بل لغة القوة المطلقة والعقيدة الدينية.

وفي المقابل، من الخطأ أيضا قراءة دوافع المقاومة بمنطق استراتيجي مادي بحت، فالمقاومة الفلسطينية تستمد قدرتها الهائلة على الصمود والتضحية من عقيدة إسلامية راسخة تعتبر الدفاع عن الأرض والوجود جهادا وواجبا مقدسا. لكن هنا يكمن الفارق الجوهري بين العقيدتين: فبينما تُستخدم "العقيبة الصهيونية" كأداة لتبرير التوسع والاقتلاع، تُستخدم "العقيدة الإسلامية" كدرع للدفاع عن الوجود والبقاء. إذن، نحن لا نشهد مجرد صراع بين "سياسي براغماتي" و"مقاوم براغماتي"، بل نشهد صداما بين عقيدتين غير قابلتين للتسوية، مما يجعل أي اتفاق مجرد هدنة مؤقتة في نظر الطرفين.

استراتيجية تعطيل الاندفاع

إدراكا لهذا القدر الحتمي، لم تُصمم المناورة لحل الصراع، بل لتعطيل آثاره وتغيير شروطه. قبل المناورة، كان نتنياهو وترامب يندفعان بأقصى سرعة في قطار "الحسم العسكري" و"التهجير"، مدعومين بغطاء دولي شبه كامل. لم تكن المناورة تهدف إلى إيقاف هذا القطار بشكل دائم، وهو أمر مستحيل، بل كانت تهدف إلى إلقاء صخرة ضخمة على قضبانه. هذه الصخرة أجبرت القطار على التوقف المفاجئ، وأحدثت ارتباكا هائلا في قاطرته، وكشفت عن تصدعات في هيكله. حتى لو عاد القطار إلى الحركة بعد فترة، فإنه لن يعود بنفس السرعة أو بنفس القوة. لقد فقد جزءا من زخمه، وخسر بعضا من شرعيته، وأصبح سائقوه (نتنياهو وترامب) في حالة من الارتباك والصراع الداخلي. المناورة لم تغير "وجهة" القطار، لكنها غيرت "سرعته" و"حالته الميكانيكية" و"علاقة سائقيه ببعضهم البعض". لقد حولت "الاندفاع الأعمى" إلى "سير متعثر"، وهذا بحد ذاته مكسب استراتيجي ثمين.

كيف سترقص حماس فوق فوهة البركان؟

إن ما قامت به المقاومة هو أشبه بـ"رقصة محسوبة إلى حد ما فوق فوهة بركان نشط". هي ليست رقصة احتفالية، بل رقصة بقاء، حيث كل خطوة يجب أن تُحسب بدقة متناهية لتجنب السقوط في الحمم الملتهبة. فوهة البركان هي الواقع الاستراتيجي القاسي: خصم عقائدي، وقوة عظمى منحازة، وكارثة إنسانية تضغط على الأعصاب. والحمم التي تغلي في الأسفل هي "ثوابت العقيدة" الأيديولوجية للخصم التي لا تهدأ.

والرقص هو فن المناورة التكتيكية، القدرة على الحركة برشاقة في مساحة ضيقة ومحفوفة بالمخاطر. كل قفزة هي "قبول مبدئي" يمتص الضغط، وكل دورة هي "تحفّظ على التفاصيل" يضع الكرة في ملعب الخصم. الراقص هنا لا يهدف لإطفاء البركان، فهو يعلم أن هذا مستحيل؛ هدفه هو البقاء على الحافة، وشراء الوقت، واستخدام حرارة البركان نفسها لإرباك الخصوم. لقد أدهشت هذه الرقصة العالم بجمالها التكتيكي، لكن يجب ألا ننسى أن الراقص، مهما بلغت براعته، لا يزال فوق فوهة البركان؛ الخطر لم يزل، بل تم "إدارته" بذكاء.

الطريق من إدارة الهزيمة إلى صناعة النصر

وهنا نصل إلى جوهر المفارقة: إن الخيار الذي اتخذته المقاومة كان، بلا شك، هو الأمثل بين كل الخيارات المتاحة. لكن يجب ألا نخلط بين الفوز بـ"معركة" والفوز بـ"الحرب". فكما يذكرنا صوت الحقيقة القاسية، في هذه اللعبة الطويلة، قد تكون المناورات التكتيكية البارعة مجرد فصول مؤقتة في ملحمة كبرى، نهايتها محكومة بثوابت القوة والعقيدة، وهذا لا يقلل من الانتصار الاستراتيجي الذي حققته المقاومة في حرب الوعي ضد الكيان الصهيوني، والذي حطمت فيه سردياته الثلاثة (الوطن الآمن، والجيش الذي لا يقهر، وادعاء التفوق الأخلاقي للشعب المختار).

لقد كانت حركة مذهلة على رقعة الشطرنج، لكنها حركة تهدف إلى "إعادة تدوير الهزيمة المحتملة" وتحويلها إلى "شروط لصناعة النصر المستقبلي"، وتتمثل هذه الشروط عمليا في: كسب الوقت اللازم لإعادة بناء القدرات، وتعميق الشرخ بين الكيان الصهيوني وحلفائه، والاستثمار في التحول الحاصل في الرأي العام العالمي لتحويله إلى ضغط سياسي حقيقي، والأهم من ذلك، السماح لـ"حصاد الوعي" بأن ينضج في جيل جديد، وليس تحقيق النصر النهائي اليوم.

وفي نهاية المطاف، فإن عبقرية المناورة لا تكمن فقط في البقاء، بل في النجاح بتحقيق أهداف استراتيجية واضحة رغم الثمن الباهظ. فبينما ارتكب العدو خطأه القاتل بالخلط بين هدفه الاستراتيجي (القضاء على المقاومة) ومحركاته (التدمير الشامل)، نجحت المقاومة في استخدام محركاتها الدقيقة -من العملية الخاطفة إلى إدارة حرب الاستنزاف- لتحقيق أهدافها العليا: فقد حطمت هيبة الردع، وفرضت نفسها ندّا على طاولة المفاوضات، وأعادت القضية الفلسطينية كعامل لا يمكن تجاوزه في استقرار العالم. لقد أثبتت أن الفشل في التمييز بين الأهداف والمحركات ليس مجرد خطأ أكاديمي، بل هو وصفة مباشرة للفشل الاستراتيجي في ساحة المعركة.

وهذا الفهم متعدد الأبعاد والطبقات، هو وحده الذي يمنحنا رؤية كاملة للمشهد، حيث يجمع بين الإعجاب بعبقرية التكتيك والإقرار بندية المقاومة، والتحسب للتحديات التي ستوجهها، مع الوعي الكامل بقدر الله سبحانه وتعالى وأسباب النصر.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية ترد على إسرائيل بشأن جثة جندي من الأسرى
  • المقاومة الفلسطينية بين المناورة والندية والقدر
  • روسيا تمهد لنشر مليوني جندي احتياط في أوكرانيا
  • مركز دراسات: المقاومة الفلسطينية حررت 87% من أصحاب الأحكام المؤبدة ضمن صفقة “طوفان الأحرار”
  • "إعلام الأسرى": 87% من أسرى المؤبدات حررتهم المقاومة ضمن صفقة طوفان الأحرار
  • فيديو.. غزة تستقبل أسراها بعد سنوات التغييب والتعذيب
  • عاجل. انطلاق أعمال قمة شرم الشيخ.. ترامب: سنوقّع وثيقة شاملة بشأن الاتفاق بين إسرائيل وحماس
  • "حماس": تحرير الأسرى إنجاز وطني ومحطة مضيئة في مسيرة نضالنا
  • عاجل | القسام: في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى قررنا الإفراج عن 20 أسيرا إسرائيليا أحياء
  • إسرائيل تصادق على تعديل عاجل بشأن قائمة الأسرى الفلسطينيين