الجزيرة:
2025-05-14@12:28:50 GMT

سلاح الأنفاق.. قصة غزّة التي تحت الأرض

تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT

سلاح الأنفاق.. قصة غزّة التي تحت الأرض

وصفتها حماس بـ "السلاح الإستراتيجي"، وحاول الاحتلال تحويلها إلى مقبرة جماعية لمقاتلي " كتائب القسّام" خلال معركة "سيف القدس" في مايو/أيار 2021، وشكّلت عملية حفرها وتوسيعها داخل القطاع المحاصر والمراقب، نموذجًا أسطوريًا على "صراع الأدمغة" بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

تعود بدايات حفر الأنفاق في قطاع غزة إلى تسعينيات القرن الماضي، إذ اعتمدت بعض العائلات المقيمة على طرفي السياج الفاصل لمدينة رفح في جانبيها الفلسطيني والمصري، على حفر أنفاق بدائية لا تزيد أقطارها عن 50 سنتيمترا، لأغراض تهريب السلاح الخفيف والبضائع.

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، سعت الفصائل الفلسطينية إلى استغلال هذه الأنفاق لتهريب السلاح إلى القطاع، وتطوير ترسانتها المحلية عبر جلب بنادق الكلاشنكوف وقاذفات الـ "آر بي جي" والرشاشات المتوسطة، من خلال طرق التهريب المتشعبة التي تبدأ من رفح وتمتد إلى دول الإقليم من مصر والسودان إلى اليمن وإيران.

ومع دخول انتفاضة الأقصى عامها الثاني، وبتاريخ 26 سبتمبر/أيلول عام 2001، نفذت "كتائب القسام" عملية تفجير موقع "ترميد" العسكري الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة، عبر نفق طوله 150 مترًا، استخدم لزرع عبوات ناسفة أسفل الموقع، مما أوقع 5 قتلى من جنود الاحتلال، وعددًا من الإصابات، ليكون هذا التاريخ، تدشينًا لما سيعرف لاحقًا بـ "سلاح الأنفاق".

نفق على غزة مع مصر تم إغراقه من قبل الجيش المصري (رويترز)

هذا السلاح الذي اعتمدت عليه كتائب القسام في تنفيذ عدد من العمليات النوعية التي استهدفت مواقع الاحتلال العسكرية داخل حدود قطاع غزة، وهي عمليات تفجير موقع "حردون" عام 2003، وموقع "محفوظة العسكري"، و"السهم الثاقب"، وموقع "معبر رفح" عام 2004، والتي أوقعت بمجموعها 23 قتيلًا في صفوف جيش الاحتلال، وكانت من الأسباب التي عجّلت بقرار الاحتلال تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة عام 2005.

وشكل تحرير غزة وانسحاب الاحتلال الكامل منها، نهاية عهد استخدام الأنفاق كسلاح لاستهداف مواقع الاحتلال وتحصيناته داخل القطاع.

ومع اتصال أركان القطاع مع تفكيك المستوطنات، واستناد المقاومة إلى أرض محررة لتطوير قدراتها العسكرية تنظيميًا ولوجستيًا، بدأ عهد "الأنفاق الهجومية" التي شقت أرض القطاع نحو عمق الأرض المحتلة عام 1948، إذ كان الظهور الأول لهذه الأنفاق بتاريخ 25 يونيو/حزيران عام 2006، أي بعد أقل من عام على الانسحاب الإسرائيلي من غزة، حيث نفذت "كتائب القسام" و"ألوية الناصر صلاح الدين" و"جيش الإسلام"، عملية مشتركة خلف خطوط جيش الاحتلال، استهدفت موقع "كرم أبو سالم" العسكري داخل الأرض المحتلة عام 1948.

وتمت العملية عبر التسلل من نفق هجومي، وشن غارة على الموقع انتهت بقتل 2 من جنود الاحتلال، وأسر ثالث يدعى "جلعاد شاليط"، وعادت به إلى قطاع غزة، الذي مكث فيها لمدة 5 سنوات قبل إطلاق سراحه في صفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى.

تدريبات للمقاومة الفلسطينية في أحد الأنفاق بخان يونس (غيتي إيميجز) السلاح الإستراتيجي

وعقب سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007، وفرض الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع، عادت الأنفاق إلى سيرتها الأولى، كوسيلة لتهريب المؤن والوقود والمواد الغذائية للقطاع المحاصر عبر الحدود مع مصر.

وتحولت مدينة رفح إلى عاصمة لهذه الأنفاق الحدودية، التي وصل عددها للمئات مع عام 2009، والتي ادعى جيش الاحتلال أنها تستخدم لتهريب الوسائل القتالية إلى القطاع المحاصر، وعمد إلى استهدافها بالغارات الجوية المكثفة، وتدميرها بشكل كامل خلال عملية "الرصاص المصبوب" 2008-2009.

إلا أن هذه الأنفاق عادت للعمل مجددًا، وتصاعد عددها، وتوسعت مساحاتها، ومع تولي عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر، أطلق الجيش المصري عملية عسكرية واسعة لإقامة منطقة عازلة على الحدود المصرية مع قطاع غزة، شملت تدمير وإغراق الأنفاق التجارية بشكل شبه كامل.

وتزامنًا مع سنوات "الأنفاق التجارية"، كانت "كتائب القسام" تخوض معركة صامتة تحت الأرض في قطاع غزة، كان عنوانها تدشين "السلاح الإستراتيجي" عبر تشكيل وحدات متخصصة في حفر الأنفاق، وتدشين عشرات الكيلومترات من هذه الأنفاق التي انقسمت إلى 3 أنواع وهي:

الأنفاق الهجومية: وهي مخصصة لاختراق الحدود مع الأرض المحتلة، وشن هجمات خلف خطوط قوات الاحتلال الإسرائيلي، إضافة للأنفاق المخصصة كمرابض لراجمات الصواريخ ومدافع الهاون، التي توفر الحماية لوحدات المدفعية من غارات الطائرات، وتسمح لهم بإطلاق الرشقات الصاروخية من تحت الأرض.

الأنفاق الدفاعية: وتستخدم داخل الأراضي الفلسطينية لنصب الكمائن وتنقل المقاتلين بعيدًا عن أعين الطائرات الإسرائيلية وغاراتها.

الأنفاق اللوجستية: وتستخدم كغرف قيادة وسيطرة لإدارة المعارك وتوجيه المقاتلين، وإقامة القادة الميدانيين، وتخزين الذخائر والعتاد العسكري وتجمع زمر المقاتلين، كما تضم غرف ومقاسم الاتصالات السلكية الداخلية للمقاومة.

ولم تكن أعين الاحتلال بعيدة تمامًا عن المعركة التي يشهدها باطن الأرض، والتي شكلت هاجسًا له، حيث شنت طائرات الاحتلال عام 2011 غارات على غزة، زعمت أنها استهدفت أنفاقًا مخصصة للتسلسل إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

 

الأنفاق كانت الطريق الوحيدة لإدخال البضائع للقطاع في ظل الحصار الخانق (رويترز) مفاجأة

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول 2013، الذي شكّل مفاجأة نوعية في تاريخ "سلاح الأنفاق" في قطاع غزة، مع إعلان الجيش الإسرائيلي اكتشافه نفقًا إستراتيجيًا شرق بلدة عبسان جنوب قطاع غزة، اجتاز حدود القطاع مع الأرض المحتلة لمسافة 800 متر، وشكّل النفق صدمة لجيش الاحتلال ومخابراته نظرًا للمواصفات الفنية العالية التي تضمّنها.

وبلغ عمق النفق 20 مترًا، وامتد لمسافة 2500 متر، واستخدم 800 طن من الإسمنت المسلح لتدعيم سقفه وجوانبه بألواح الخرسانة، وتضمن شبكة اتصالات وكهرباء، قدر الاحتلال تكلفة بنائه بـ "10 ملايين دولار"، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى التوغل داخل قطاع غزة، لمحاولة الوصول لمكان حفر النفق وتدميره، فاندلعت في حينه اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من كتائب القسام، أسفرت عن مقتل ضابط في جيش الاحتلال واستشهاد 3 مقاتلين من الكتائب.

وعقب الكشف عن نفق "خانيونس" الأسطوري، سارع الاحتلال للتراجع عن قرار السماح بإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، فيما أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، مسؤولية الكتائب عن حفر النفق، قائلا إنه حفر بأيدي مقاتليها.

ورغم الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة، ومنع دخول مواد الإنشاءات والخرسانة والحديد، والرقابة المتواصلة على مدار الساعة التي يفرضها الاحتلال عبر طائراته المسيرة تواصلت عمليات حفر الأنفاق وتوسيعها وتطويرها، وشكلت عمليات إخراج نواتج الحفر وتصريفها، لغزًا لم يستطع الاحتلال حلّه حتى الآن، مع وصولها إلى آلاف الأمتار المكعبة من الرمل في كل نفق يتم حفره وتجهيزه.

أحد الأنفاق التي تم إغراقها بالمياه على الحدود المصرية (رويترز) العصف المأكول

"مثلت الأنفاق تحديا كبيرًا لجيشنا، ومنحت الفصائل الفلسطينية الفرصة ليظهر مقاتلوها في مشهد هوليودي من عين النفق، ويتحركوا باتجاه مواقعنا، ويقوموا في أقل من دقيقتين بقتل جنودنا".

كان هذا جزءًا من مقال للخبير الإستراتيجي الإسرائيلي "يوآف شاروني" في صحيفة "هآرتس" عام 2014، عقب انتهاء معركة "العصف المأكول" في قطاع غزة.

وقد شكلت المعركة صدمة لا تنسى للجيش الإسرائيلي، الذي تكبد 72 قتيلًا في صفوفه، علاوة على أسر 2 من ضباطه وجنوده، خلال المعارك العنيفة التي شهدها القطاع طوال 52 يومًا، وشكلت الأنفاق مفاجأتها الكبرى.

وخلال عدوان 2014، استخدمت كتائب القسام سلاحها الإستراتيجي بشكل واسع حيث استهدفت مواقع عسكرية داخل الأرض المحتلة أوقعت عشرات القتلى من جنود الاحتلال في "ناحل عوز" و"صوفا" و"أبو مطيبق" وموقع "16 العسكري".

كما استخدمت الكتائب أنفاقها الدفاعية بشكل واسع في التصدي لأرتال الاحتلال عبر ضرب الآليات ونصب الكمائن، واختطاف الجندي شاؤول آرون من قلب مدرعته في حي التفاح، والضابط هدار غولدن في رفح عقب كمين نوعي قتل فيه 2 من جنود الاحتلال.

واستخدمت الأنفاق طوال المعركة في إطلاق رشقات صاروخية طالت تل أبيب والقدس وحيفا، وأدخلت ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ طوال أيام الحرب.

 

المقاومة الفلسطينية نسفت أسطورة السياج الحديدي الإسرائيلي (رويترز) الجدار الحديدي

وفي عام 2016 أعلنت إسرائيل البدء بتشييد جدار فوق الأرض وتحتها وبطول 65 كيلومترًا، للقضاء نهائيًا على فكرة الأنفاق الهجوميّة، واستمر العمل فيه 3 سنوات ونصف، بتكلفة وصلت إلى 1.1 مليار دولار.

والجدار عبارة عن سياج فولاذي بارتفاع 6 أمتار وجدار من الخرسانة المسلحة مسلح تحت الأرض، مزوّد بأجهزة استشعار للكشف عن الأنفاق، إضافة إلى شبكة من الرادارات وأجهزة المراقبة والاستشعار عن بعد، وأبراج حراسة مزودة برشاشات ثقيلة يتم التحكم بها عن بعد.

ومع اكتمال تشييد الجدار الفاصل والسياج الذكي عام 2019، قال وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه بيني غانتس إن هذا الحاجز "مشروع تكنولوجي من الدرجة الأولى، يحرم حماس من القدرات التي حاولت تطويرها، ويضع جدارا حديديا بينها وبين سكان الجنوب".

لكن في الساعات الأولى من صباح السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قضى مقاتلو القسّام عند اجتيازهم السياج على أسطورة "الجدار الحديدي" الذي شيّده الاحتلال على طول الحدود مع قطاع غزّة، والذي صوّره لسنوات على أنه "الحل النهائي" لمعضلة الأنفاق وتهديدها لمستوطنات "غلاف غزّة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من جنود الاحتلال الأرض المحتلة کتائب القسام جیش الاحتلال فی قطاع غزة الاحتلال ا تحت الأرض ة التی

إقرأ أيضاً:

المجاعة في غزة.. عقود من سلاح منع الغذاء

يواجه قطاع غزة منذ عقود أزمة غذائية متفاقمة نتيجة سياسة إسرائيلية ممنهجة تستخدم الحصار والتجويع من أجل الضغط السياسي، وتعمقت الكارثة بشكل غير مسبوق بالتزامن مع حرب عام 2023، حينها دمرت إسرائيل البنية التحتية الزراعية بالكامل، وشلت أنشطة الإنتاج الحيواني والصيد، في ظل حصار خانق منع دخول الغذاء والدواء.

تاريخ الأزمات الغذائية في قطاع غزة

منذ أوائل تسعينيات القرن الـ20 استخدمت إسرائيل سياسة التجويع أداة للضغط الممنهج على الفلسطينيين في قطاع غزة.

وبدأت ملامح هذه السياسة عام 1991 عندما فرض الاحتلال نظام تصاريح العمل، مهددا مصدر رزق 40% من سكان غزة الذين كانوا يعتمدون على العمل داخل إسرائيل، واستخدم "حق العمل" ورقة مساومة سياسية.

ومع تصاعد الانتفاضات الفلسطينية فرضت إسرائيل قيودا متزايدة على الحركة والإمدادات، وبلغ عدد أيام الإغلاق أكثر من 70 يوما في السنة، وهو ما أدى إلى ارتفاع البطالة إلى 70% وانعدام الأمن الغذائي، ودفع برنامج الأغذية العالمي إلى إطلاق أول عملية طارئة عام 1996.

ومع بداية الألفية الثالثة تفاقمت الأزمة من جديد بسبب الإغلاقات والعنف المتصاعد، مما دفع مليون فلسطيني إلى دائرة انعدام الأمن الغذائي.

وبعد فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية عام 2006 وفرض الحصار الشامل على غزة في 2007 دخل القطاع في أزمة غذائية مزمنة.

واتبعت إسرائيل سياسة "الحمية القسرية" عبر إدخال كميات محدودة من الغذاء بهدف إحداث معاناة دون الوصول إلى حد المجاعة الكاملة، وفق ما صرح به دوف فايسغلاس مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك.

إعلان

وبحلول عام 2010 بلغت معدلات الفقر 79%، ووصل "الفقر المدقع" إلى 66%، وفي عام 2020 كشفت الأمم المتحدة أن أكثر من 75% من الأسر تعاني من القلق بشأن توفر الغذاء، في حين اضطر أكثر من نصف السكان إلى الاستدانة أو تقليص النفقات الأساسية للحصول على الطعام.

ما بعد طوفان الأقصى

أطلقت المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملية طوفان الأقصى، فردّ الاحتلال الإسرائيلي بعدوان شامل على غزة تخلله حصار خانق ومجازر وعمليات تدمير ممنهج للبنية التحتية، بما في ذلك مصادر الغذاء والزراعة والصيد.

ومنذ الأيام الأولى منع الاحتلال دخول المساعدات، مما أدى إلى تصاعد أزمة الغذاء، وصنفت منظمة الصحة العالمية نصف سكان غزة في حالة انعدام أمن غذائي "طارئة"، وربعهم في حالة "كارثية".

وفي فبراير/شباط 2024 أعلنت "اليونيسيف" أن واحدا من كل 6 أطفال دون سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد، بينهم 3% في حالة "هزال شديد" مهددة للحياة.

ومع استئناف العدوان في مارس/آذار 2025 شدد الاحتلال الحصار ومنع دخول المساعدات، مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من "اختناق كامل" في عملية الإغاثة، واعتبرت استخدام المساعدات باعتبارها "سلاحا" لإجبار الناس على التحرك بأنه انتهاك خطير للقانون الدولي.

وفي مايو/أيار 2025 أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى غزة "منطقة مجاعة"، ودعا إلى تدخل دولي عاجل.

بالمقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بارتكاب "جريمة حرب مزدوجة" عبر التجويع، وانتقدت تقاعس الدول العربية والإسلامية عن مواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه منذ مطلع عام 2025 أُبلغ عن إصابة ما يقارب 10 آلاف طفل في غزة بسوء التغذية الحاد الشامل، من بينهم أكثر من ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وأدخلوا لتلقي العلاج في العيادات الخارجية والداخلية.

إعلان الانهيار الاقتصادي وتأثيره على الأمن الغذائي

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 2023 اعتمد الاحتلال سياسة تدمير ممنهجة استهدفت البنية التحتية الزراعية، مما وجّه ضربة قاسية للأمن الغذائي لأكثر من مليوني فلسطيني، فقد جُرفت أكثر من 90% من الأراضي الزراعية، وحوّلت مساحات واسعة إلى مناطق عازلة، مما أدى إلى شلل شبه كامل في القطاع الزراعي.

ووفق بيانات وزارة الزراعة الفلسطينية دمرت إسرائيل نحو 167 ألف دونم من الأراضي المزروعة، مما أسفر عن خسارة نحو 459 ألف طن من الإنتاج النباتي بقيمة تتجاوز 325 مليون دولار، إضافة إلى خسائر تصديرية بلغت 67 مليون دولار.

كما أخرج الجيش الإسرائيلي قطاع الإنتاج الحيواني بالكامل من الخدمة بعد تدمير 2500 مزرعة دجاج ونفوق أكثر من 36 مليون دجاجة و850 ألف دجاجة منتجة للبيض، مما أدى إلى توقف إنتاج البيض والحليب واللحوم.

وترافق ذلك مع تدمير 33% من البيوت البلاستيكية و46% من الآبار، إلى جانب تدمير ميناء غزة وقوارب الصيد، مما أدى إلى انهيار شامل في منظومة الغذاء بالقطاع.

الوضع الصحي المصاحب للمجاعة

منذ إعادة إغلاق إسرائيل المعابر في الثاني من مارس/آذار 2025 وتزامنا مع استئناف العدوان الإسرائيلي يعيش سكان قطاع غزة تحت وطأة أزمة إنسانية خانقة، مع تفاقم المجاعة وحرمان أكثر من مليوني إنسان من الغذاء والدواء والمساعدات الأساسية.

ووفق تقارير حكومية، ارتفع عدد وفيات الجوع إلى أكثر من 57 شخصا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، أغلبيتهم من الأطفال وكبار السن والمرضى، في حين وصفت منظمة الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الوضع بأنه "موجة موت صامت" تتسارع يوما بعد يوم.

وفي السياق ذاته، أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 9 آلاف طفل تم إدخالهم إلى المستشفيات للعلاج من سوء التغذية الحاد منذ بداية عام 2025، في وقت يعاني فيه القطاع الصحي من انهيار شبه كامل.

مقالات مشابهة

  • 16 شهيدًا.. ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على مستشفى غزة الأوروبي
  • حاسوب عملاق يكشف الموعد الدقيق لنهاية العالم التي حذر منها ماسك
  • ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52908 شهيدًا و119721 مصابا
  • أول صور للجندي الإسرائيلي الأمريكي «عيدان ألكسندر» أثناء تسليمه للصليب الأحمر
  • غياب مفاجئ لكل طائرات سلاح الجو الإسرائيلي عن سماء قطاع غزة.. عقب قرار لحماس
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: العدوان الإسرائيلي دمر 98% من الأراضي الزراعية بغزة
  • دورا مدينة التلال الكنعانية التي لا تنحني.. حكاية الأرض والمقاومة والتجذر الفلسطيني
  • المجاعة في غزة.. عقود من سلاح منع الغذاء
  • بينهم 5 أطفال.. استشهاد 14 فلسطينيًا في قصف همجي من الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
  • عاجل- ارتفاع حصيلة شهداء ومصابي عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 172 ألفًا