لجريدة عمان:
2025-05-31@12:38:00 GMT

القضية الفلسطينية ورؤية الشباب العماني

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

أقام النادي الثقافي مساء الأحد الماضي ندوة بعنوان: النضال الفلسطيني ومتغيرات العالم اليوم، شارك فيها ثلة من الشباب الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، وأدارتها أمل السعيدية، وحضرها جمع كبير أغلبهم من الشباب، كما حضرها السفير الفلسطيني في سلطنة عُمان، والغاية من الجلسة الحوارية الاقتراب من الشباب، وسماع آرائهم حول القضية.

واللافت ذلك الوعي بالقضية ليس على مستوى الجانب العاطفي الملازم طبيعيا للحالة التي تعيشها غزة اليوم من عدوان صارخ، وتقتيل للأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء، بل هناك وعي أكبر لدى الشباب والجيل الجديد، الذي تمثل في المعاناة التأريخية لفلسطين عموما، ولغزة خصوصا، والحالة الاجتماعية السيئة التي تعيشها غزة، من حيث الماء والكهرباء والأدوية والمواد الأساسية، بجانب صعوبة السفر حتى لدراسة أو عمل، والتحكم في المعابر، فغزة واقعا أقرب إلى السجن المؤبد، بل هي أقرب إلى الموت البطيء.

كما أن المستوطنات التي هي سرطان في جسد الأرض الفلسطينية زادت بشكل كبير، في حين أن الفلسطيني لا يستطيع البناء إلا بصعوبة كبيرة جدا، وأحيانا كثيرة يتم هدم ما بناه، في حين يمكن الإسرائيلي من البناء بكل سهولة، وتتم شرعنة الاستيطان، وامتلاك الأراضي بغير حق، وحرمان أصحاب الأرض من الانتفاع بها، ونقل ملكيتها إلى آخرين.

وفي الوقت نفسه استطاعت إسرائيل نقل صورة مغايرة عن الواقع غير الإنساني الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، ومخاطبة الغرب بلغة المظلوم، وإلقاء الظلم والعدوان على أصحاب الأرض، لهذا تحكمت إسرائيل بالإعلام الكلاسيكي من صحافة وإذاعة وتلفزة، ومن يتعاطف من الغربيين مع القضية الفلسطينية يتهم بمعاداة السامية، ويلقى من الإيذاء الوظيفي والاجتماعي، وقد يحرم من حقوقه المشروعة، ومنها حق التعبير عن الرأي، الذي قامت عليه أوروبا بعد الثورة الفرنسية، وضحى لأجل ذلك أجدادهم.

وكما يتم التحكم بالإعلام الكلاسيكي؛ أيضا يتم التحكم بالإعلام الحديث، خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي، فيتم التحكم في مفردات البحث، وإغلاق العديد من الحسابات المناصرة للقضية الفلسطينية، كما يتم نقل الحدث في غير سياقيه التأريخي والظرفي، كما أنه تم استغلال الذكاء الاصطناعي في تشويه الحقيقة، حتى على مستوى الصور والتلاعب بها، لهذا يقوم الإعلام الغربي في نقل هذه القضية على التزييف والتضليل معا.

بيد أننا دائما نكون في موقع ردة الفعل لا في موقع الفعل ذاته، فكثيرا ما يتكرر سيناريو القتل والدمار في فلسطين، سواء كان في الضفة أم في غزة، كما يتكرر مشهد المسجد الأقصى ومحاولة اقتحامه، فيثور العالم الإسلامي والعربي، وبانتهاء الوضع ينتهي الحديث عن القضية الفلسطينية ذاتها، حتى يتكرر الحدث مرة أخرى.

وهذا ذاته يتكرر مع دعوات المقاطعة، فهي لا تحقق جدوى؛ لأنها تظهر وتشتد بظهور الحدث، وتكرار المشاهد غير الإنسانية، ثم لا تلبث أن ترمى في عالم النسيان والإهمال، ويبتعد الناس عن أهدافها، وإيجاد البديل الذي بذاته يخدم القضية الفلسطينية.

هناك الكثير مما طرحه الشباب والشابات في هذه الجلسة الحوارية، وإن غلب في بعض جوانبها الحالة العاطفية والوجدانية والحماسية أكثر من التعقل، فهذا كما أسلفت حالة طبيعية للوضع المأساوي الذي تعيشه غزة اليوم، في حالة غير أخلاقية، وبعيدة جدا عن المبادئ الإنسانية والدينية، ولو كنت في موقفهم لقلتُ مثلهم، فكما قيل لكل حادثة حديث، ولكل مقام مقال.

بيد الذي يهمني هنا أنه من الجيد أن نستمع قليلا للجيل الجديد، ومن الجيد أن نتواضع في الاستماع له ومحاورته، صحيح قد يظهر منهم حماسة الشباب أكثر من حكمة الشيوخ، ويعيشون المخيال أكثر من تجربة الحياة، ولكنهم يحملون وعيا يجاوز من هو أكبر منهم، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه كما قيل قديما.

كما أنني سعيد جدا أن أجد شبابا واعيا في مجتمعنا العماني، يحمل هموم وطنه وأمته، ويحفر في المعرفة ويسعى لها، ويتحدث ويكتب ويرسم ويعزف ويغامر في الحياة ويبدع فيها.

وقد فرحنا هذا الأسبوع بفوز محمد اليحيائي بجائزة كتارا للرواية العربية، فئة الروايات المنشورة عن روايته الحرب، وفي السنوات الخمس الأخيرة مثلا، رأينا العديد من العمانيين ممن حصدوا الجوائز الدولية والعالمية، بل نرى العماني حاضرا في كل محفل ومشهد في مناطق ودول عديدة.

علينا ألا نستنقص من ذاتنا، فعندنا أيضا قدرات إبداعية في مختلف الفنون والمعارف، كما علينا أن ندرك أن الجيل الجديد يحمل من الطاقات الإبداعية، وهو قادر على حمل المسيرة، وتشريف سلطنة عمان في محافل عديدة، ما علينا إلا أن نفتح لهذا الجيل المجال وسعة الحرية ليبدع وينتج، صحيح قد يخطئ، بيد أن الخطأ هو الحالة الطبيعية للإبداع والرقي، والذي لا يخطئ وهو يرقى سلم الإبداع والمعرفة، هو في الحقيقة ساكن في مكانه، والذي يخاف من الخطأ والفشل لن يتقدم في معرفته وإبداعه.

إن القضية الفلسطينية على آلامها وأحزانها، إلا أن الإبداع لا يخرج فقط وقت الرخاء، بل يكثر حين الشدائد أيضا، فكم رأينا من الإبداع الفلسطيني عند أطفالهم وشبابهم ونسائهم ومناضليهم، كذلك هذه القضية وحدت شعوبا أدركت معاناة هذا الشعب، وجميل أن نجد هذه الوحدة أيضا مع الشباب العماني، على اختلاف توجهاتهم وميولاتهم، وتنوع تخصصاتهم ومواهبهم، إلا أن القضية جعلتهم على قلب رجل واحد، ليتعدد إبداعهم في طرحها وتصويرها من تحليل ومقالة وقصة وقصيدة وفن ورسم ومسرح، وتصوير مرئي وسمعي، ففي هذه الشدائد تظهر إبداعات العديد من شبابنا منها لا نفقها نحن أصحاب الجيل السابق.

فرجائي من الجيل الجديد أن يواصلوا المسير، وألا يجعلوا حواجز تعوق إبداعهم، وأسوارا تحجب خيالهم، وأن يدركوا أن أبداعهم كامن في ذاتهم، لا في تقليد غيرهم تقليدا مطلقا، فلا نريد نسخا مكررة، بقدر ما نريد إبداعات تنطلق من الذات، وتتسع في الأفق، وأن فضاء اليوم أكثر انشراحا، وعالمه أكثر سعة من السابق، ومجالات الإبداع والنتاج اليوم لا تحد بسلطة، ولا تضيق بثقافة معينة، ولا تنحصر في حدود جغرافية، وهذا لا يأتي بالأماني، ولا ينزل من السماء، ولكنه بالصبر والمواصلة والثقة بالذات تتحول الأماني والأحلام إلى حقائق ووقائع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

دعاء دخول الحرم ورؤية الكعبة.. احفظه الآن حتى لا يضيع الثواب

دعاء دخول الحرم ورؤية الكعبة.. النظر إلى الكعبة، أمر يحلم به كل مسلم في أنحاء العالم، ولذلك هناك حرص كبير من الملايين على توفير النفقات التي تجعلهم قادرين على زيارة بيت الله الحرام وأداء الفريضة المقدسة، وعند الذهاب إلى الحرم المكي يجد الإنسان نفسه في حالة روحانية لا توصف ويبدأ في التضرع إلى الله عز وجل راجيا إياه بأن يحقق له أمنياته في الدنيا والآخرة، وفي هذا الصدد ارتفعت معدلات البحث على «جوجل»، عن دعاء دخول الحرم ورؤية الكعبة

الكعبة المشرفة دعاء النظر إلى الكعبة

من جهته، قال مجمع البحوث الإسلامية، إنه إذا وصل المحرمُ بحج أو عمرة إلى حرم مكة زاده اللّه شرفًا استحبَّ له أن يقولَ: اللَّهُمَّ هَذَا حَرَمُكَ وأمْنُكَ، فَحَرِّمنِي علىٰ النارِ، وأمِّنّي مِن عَذَابِكَ يَومَ تَبْعَثُ عِبادَكَ، وَاجْعَلْنِي مِن أولِيائِك وَأهْلِ طَاعَتِكَ، ويدعو بما أحبّ.

وأضاف مجمع البحوث الإسلامية، أنه إذا دخل المحرم مكة ووقع بصرُه علىٰ الكعبة ووصلَ المسجدَ استحبّ له أن يرفع يديه ويدعو، فقد جاء أنه يُستجاب دعاءُ المسلم عند رؤيته الكعبة، ويقول: اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا البَيْتَ تَشْريفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً، وَزِدْ مِن شَرَّفَهُ وكَرمَهُ مِمَّنْ حَجَّه أو اعْتَمَرَه تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا وَتَعْظِيمًا وَبِرًّا، وتابع ويقول: اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، حَيِّنا رَبَّنا بالسَّلامِ»، ثم يدعو بما شاء من خيرات الآخرة والدنيا.

دعاء مستجاب عند رؤية الكعبة دعاء رؤية الكعبة

-«اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا البَيْتَ تَشْريفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً، وَزِدْ مِن شَرَّفَهُ وكَرمَهُ مِمَّنْ حَجَّه أو اعْتَمَرَه تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا وَتَعْظِيمًا وَبِرًّا».

-إذا وصل المحرمُ بحج أو عمرة إلى حرم مكة زاده اللّه شرفًا استحبَّ له أن يقولَ: اللَّهُمَّ هَذَا حَرَمُكَ وأمْنُكَ، فَحَرِّمنِي علىٰ النارِ، وأمِّنّي مِن عَذَابِكَ يَومَ تَبْعَثُ عِبادَكَ، وَاجْعَلْنِي مِن أولِيائِك وَأهْلِ طَاعَتِكَ، ويدعو بما أحبّ.

الكعبة دعاء عند الكعبة

يُستحبّ أن يقول الحاج عند استلام الحجر الأسود أولًا، وعند ابتداء الطواف أيضًا: بِسمِ اللَّهِ، واللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ إيمَانًا بِكَ وَتَصدِيقًا بِكِتابِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ، وَاتِّباعًا لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ ﷺ.

ويُستحبّ أن يكرِّر الحاج هذا الذكر عند محاذاة الحجر الأسود في كل طوفة، ويقول في رمله في الأشواط الثلاثة اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا («حجًّا مبرورًا»: أي سليمًا من مُصاحبة الإِثم، من البرِّ، وهو الإِحسان أو الطاعة)، وذنْبًا مَغْفُورًا، وَسَعْيًا مَشْكُورًا»، ويقول في الأربعة الباقية: «اللَّهُمَّ اغْفِر وَارْحَمْ، وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمْ، وَأنْتَ الأعَزُّ الأكْرَم، اللَّهُمَّ رَبَّنا آتنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرة حَسَنةً، وَقِنا عَذَابَ النَّارِ».

أحبُّ ما يُقال في الطواف:

-اللَّهُمَّ رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً إلىٰ آخره، قال: وأُحِبُّ أن يُقال في كله، ويُستحبّ أن يدعوَ فيما بين طوافه بما أحبّ من دين ودنيا، ولو دعا واحد وأمَّن جماعةٌ فحسن.

الكعبة المشرفة دعاء الطواف حول الكعبة

ينصح العلماء أن يأتي المعتمر إلى باب الملتزم بالكعبة المشرفة ويقع ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة، ويضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه عليه، ثم يقول: «اللَّهُمَّ البَيْتُ بَيْتُك، وَالعَبْدُ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبدِكَ وابْنُ أمَتِكَ، حَمَلْتَنِي علىٰ ما سَخَّرْتَ لي مِنْ خَلْقِكَ، حتَّىٰ سَيَّرْتَني فِي بِلادِكَ، وَبَلَّغْتَنِي بِنِعْمَتِكَ حتَّىٰ أعَنْتَنِي علىٰ قَضَاءِ مَناسِكِكَ، فإنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فازْدَدْ عني رِضًا، وَإِلاَّ فَمِنَ الآنَ قَبْلَ أنْ يَنأىٰ عَنْ بَيْتِكَ دَارِي، هَذَا أوَانُ انْصِرَافي، إنْ أذِنْتَ لي غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلا بِبَيْتِكَ، وَلا رَاغِبٍ عَنْكَ وَلا عَنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ فأصْحِبْنِي العافِيَةَ في بَدَنِي، وَالعِصْمَةَ في دِينِي، وأحْسِنْ مُنْقَلَبِي، وَارْزُقْنِي طاعَتَكَ ما أبْقَيْتَنِي، واجْمَعْ لي خَيْرَي الآخِرةِ والدُّنْيا، إنَّكَ علىٰ كُلّ شَيْءٍ قدِيرٌ» قال ابن علاّن: أخرجه البيهقي بسنده إلىٰ الشافعي.

الكعبة المشرفة آية الطواف حول الكعبة

«وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» [البقرة: 125].

الكعبة المشرفة

اقرأ أيضاً«دعاء مستجاب».. ماذا تقول عند رؤية الكعبة لأول مرة؟

أغرب دعاء من أمام الكعبة.. معتمر يدعو على صاحبه إذ لم يرد له الدين

مقالات مشابهة

  • دعاء دخول الحرم ورؤية الكعبة.. احفظه الآن حتى لا يضيع الثواب
  • القبيلة اليمنية في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: حضورٌ راسخٌ ودورٌ مساند لقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
  • بنعبد الله يحضى باستقبال حار في كوبا ويناقش تطورات القضية الفلسطينية والحصار الأمريكي على هافانا
  • وزير الأشغال العامة الفلسطيني: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية ودورها في منع التهجير
  • الأحرار الفلسطينية: العدو الصهيوني دمر أكثر من 80 % من قطاع غزة في 600 يوم
  • برلماني: مصر نجحت فى انتزاع دعم أوروبا لرؤيتها بشأن القضية الفلسطينية
  • فلسطين في ثلاثة كتب باللغة البرتغالية.. نافذة للقارئ البرازيلي على القضية الفلسطينية
  • دبلوماسي: الموقف الأوروبي أصبح أكثر تماشيا مع الرؤية المصرية في القضية الفلسطينية
  • إيران وعُمان تتفقان على تعزيز الشراكة الشاملة ودعم القضية الفلسطينية
  • إيران وعُمان تتفقان على دعم القضية الفلسطينية