"مترو أنفاق" حماس.. فخ يقلق الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
تعترض طريق الغزو البري الإسرائيلي لغزة عوائق كثيرة، تؤجل قرار البدء بالهجوم الواسع إلى أجل غير معروف حتى الآن، أبرزها "مترو الأنفاق"، المدفون تحت أعماق القطاع المحاصر.
منذ سنوات طويلة، وحركة حماس، تؤسس لمدينة أخرى في رمال مدينة غزة الشاطئية، تخفف بها حدة الحصار المفروض عليها منذ 17 عاماً، وتعزز من خلالها ترسانتها العسكرية عبر عمليات تهريب معقدة، حتى بات عدد تلك الأنفاق غير معروف، بحسب تقرير لـ"سي إن إن".
وتعرف الشبكة تلك الأنفاق الممتدة على مساحات واسعة من غزة، على أنها متاهة كبيرة يبلغ طولها عدة كيلومترات تحت الأرض، وتستخدم لنقل الأشخاص والبضائع، وتخزين الصواريخ والذخيرة، وتضم في أقبيتها مراكز القيادة والسيطرة التابعة لحركة حماس، وكلها بعيدة عن أعين وطائرات الجيش الإسرائيلي.
"نصف طول أنفاق مترو نيويورك"في 2021 قالت حماس، إنها قامت ببناء أنفاق بطول 500 كيلومتر تحت غزة، لكن تلك الأنباء غير مؤكدة إلى الآن، وإذا كان هذا صحيحاً، فإن طول أنفاق حماس تحت الأرض أقل بقليل من نصف طول مترو الأنفاق الخاص بمدينة نيويورك الأمريكية.
الأستاذة في جامعة رايخمان الإسرائيلية والخبيرة في الحروب دافني ريتشموند باراك تصف تلك الأنفاق، "بأنها شبكة معقدة وكبيرة للغاية في باطن قطعة صغيرة من الأرض".
أما بالنسبة لتكلفة تشغيل تلك الأنفاق، فالأرقام غير واضحة، لكن من المرجح أن تكون مرتفعة، لما تتطلبه إدارتها من قوى عاملة كثيرة، ورأس مال كبير، يمكّن حماس من صيانتها، وتطويرها، أو بناء مزيد منها.
والمحيّر في الأمر، أن حماس استطاعت رغم الحصار الطويل وشح المواد اللازمة والآلات الحديثة بناء تلك الشبكة المعقدة من الأنفاق. ويقول الخبراء، إن الحفارين استطاعوا بناء تلك الأنفاق بأدوات بسيطة وأساسية، وغذوها بالتيار الكهربائي اللازم لإضاءتها وتهويتها، إضافة لتعزيز جدرانها بالخرسانة، حتى تصمد تحت ضغط 2.5 مليون فلسطيني يعيشون فوقها.
"تحت منطقة حضرية"منذ العصور الوسطى والأنفاق تستخدم في الحروب، حتى باتت أداة حربية جذابة توفر للجماعات المسلحة كحماس ميزة في الحروب غير المتكافئة، مما يجعل بعض المزايا التكنولوجية المتطورة في أيدي الجيوش الحديثة، مثل الجيش الإسرائيلي، عاجزة عن الوصول إليها أو تدميرها بسهولة.
إن ما يجعل أنفاق حماس مختلفة عن أنفاق تنظيم القاعدة الإرهابي في جبال أفغانستان أو حركة "فيت كونغ" التحررية في فيتنام، أنها بنيت تحت الأرض، وأسفل واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية على هذا الكوكب، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص في مساحة تزيد قليلاً عن 360 كليومتراً مربعاً التي تشكل مدينة غزة.
الزميل البارز في معهد الحرب الحديثة في "ويست بوينت" ريتشموند باراك يوضح بدوره، "من الصعب دائماً التعامل مع الأنفاق، في أي سياق، حتى عندما تكون في منطقة جبلية، ولكن عندما تكون في منطقة حضرية، يصبح كل شيء أكثر تعقيداً".
وأجبر القصف الإسرائيلي العنيف والمستمر على غزة منذ 11 يوماً قرابة مليون فلسطيني على النزوح إلى مناطق في الجنوب بحثاً عن مأوى آمن، بعد أن سويت مناطق في شمال القطاع بالأرض.
وقال باراك، إن "تهجير المدنيين من غزة من شأنه أن يساعد في جعل عملية إزالة أنفاق حماس أكثر أماناً، لكن هذه العمليات خطيرة".
حلول مؤقتةويمكن للجيش الإسرائيلي، إما أن يجعل الأنفاق غير صالحة للاستخدام مؤقتا، أو أن يدمرها. ووفقاً لريتشموند، فإن تدمير الأنفاق هو الأكثر فعالية للقضاء عليها، لكن مثل هذه الضربات تؤثر على المدنيين. ويضيف، "أن التكنولوجيا وحدها لن تكون كافية لوقف التهديد".
أنفقت إسرائيل مليارات الدولارات في محاولة لتأمين حدودها بنظام ذكي يتميز بأجهزة استشعار متقدمة وجدران تحت الأرض، ومع ذلك ظلت حماس قادرة على شن هجومها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) عن طريق البر والجو والبحر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يرجح اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
قال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إنه على الأرجح نجح في اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل.
وأفاد الجيش -في منشور عبر تطبيق تلغرام إن صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق داخل إسرائيل عقب إطلاق الصاروخ. وفقاً لوكالة «رويترز».
وكانت إسرائيل قد هددت حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران بحصار بحري وجوي إذا استمرت هجماتها عليها.
وتقول الجماعة اليمنية إن هجماتها تأتي تضماناً مع الفلسطينيين في غزة.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، يطلق «الحوثيون»، الذين يسيطرون على أنحاء كثيرة من اليمن، الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، ويستهدفون حركة الملاحة في البحر الأحمر، مما أحدث اضطرابات في التجارة العالمية.