مجزرة مستشفى المعمداني… محرقة أمام ضمير العالم الغائب
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
ضحايا بلا رؤوس وأشلاء ممزقة وأحشاء خارج الأجساد.. أطفال ونساء ورجال بلا ملامح.. هذا ليس مشهداً من فيلم سينمائي، بل مستشفى المعمداني في غزة الذي حوله الاحتلال الإسرائيلي إلى كتلة من النار وبركة دم.. اعتقد الفلسطينيون أنه مكان آمن من قصف طيران العدو.. فلجأ إليه مئات النازحين قسرياً من منازلهم، وتشاركوا الوجع والألم مع الآلاف من جرحى العدوان والمرضى، على أمل النجاة من جحيم صواريخ العدو، لكن الاحتلال لم يترك لهم مكانا آمناً في غزة، بما فيها المستشفيات التي وضعها في بنك أهدافه.
500 شهيد على الأقل وأكثر من 600، جريح ضحايا المجزرة التي ارتكبها الاحتلال مساء أمس، والحصيلة في ارتفاع لحظي مع مواصلة الطواقم الطبية انتشال الأشلاء من موقع الجريمة، حيث تعمد الاحتلال استهداف المستشفى بشكل مباشر، منتهكاً كل القوانين الدولية في جريمة حرب ما كان ليرتكبها لولا الضوء الأخضر الأمريكي والغربي له لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، بينما يكتفي المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن بالصمت وفي أفضل الأحوال يندد ويشجب ويستنكر، دون أن يقوم بأي تحرك فعلي لوقف مجازر الاحتلال، ووضع حد للدول التي منحته رخصة مفتوحة لقتل الفلسطينيين.
مجزرة جديدة يضيفها الاحتلال إلى سجله الحافل بمئات المجازر لكنها من أكثرها وحشية، ولا يفوقها في عدد الضحايا سوى مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الاحتلال في أيلول 1982 واستشهد فيها أكثر من 3000 فلسطيني، فضلاً عن إصابة المئات.
مجزرة مشفى المعمداني جاءت عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي صرح فور وصوله اليوم إلى كيان الاحتلال الغاصب بأنه يشعر بـ “الغضب والحزن العميق” إزاء ما وصفه بـ “الانفجار” في مستشفى المعمداني، نافياً مسؤولية الاحتلال عن المجزرة بالقول: يبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم، أردت الحضور إلى “إسرائيل” حتى يعرف من فيها والعالم بأسره أننا نقف مع “إسرائيل”، ومستمرون بتقديم الدعم لها.
بايدن كان سارع بعد ساعات على وقوع المجزرة للاتصال بشريكه الذي ارتكبها، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولم يتواصل مع الفلسطينيين الذين لم يصفهم يوماً بضحايا الاحتلال، ما يؤكد الشراكة الفعلية للولايات المتحدة في كل مجازر الاحتلال، وأحدثها مجزرة مستشفى المعمداني التي تعيد للأذهان المجزرة التي ارتكبتها واشنطن بقصفها ملجأ العامرية للنازحين في بغداد في شباط 1991 وراح ضحيتها 408 شهداء بينهم 313 طفلاً وامرأة، في تشابه يصل حد التطابق بين الإجرامين الأمريكي والإسرائيلي.
المقاومة الفلسطينية أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي الفاشي الذي هدد مستشفى المعمداني بالقصف مع 22 مستشفى ومركزاً طبياً آخر، بمن فيهم من أطقم طبية ومرضى وجرحى، وقتل أكثر من 25 طبيباً مع عائلاتهم من بين 3 آلاف فلسطيني خلال عدوانه الحالي، هو المسؤول المباشر عن هذه المجزرة المروعة التي نفذها مستخدما قوة نارية أمريكية لا تتوفر إلا لديه، وكل رواياته حول المجزرة منذ الساعة الأولى لوقوعها مجرد أكاذيب وافتراءات.
مجزرة المستشفى المعمداني التي لا يمكن توصيفها إلا بالمحرقة، امتداد لجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ النكبة عام 1948 وما قبلها، والتي لن تتوقف طالما بقي المجتمع الدولي ومجلس الأمن ساكناً فيما يفترض به الاضطلاع بمسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الذي سيبقى عطشاً للدم الفلسطيني، ما دام في مأمن أمريكي غربي من أي عقاب أو محاسبة.
جمعة الجاسم – عاليا عيسى
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: مستشفى المعمدانی
إقرأ أيضاً:
مجزرة بمدينة غزة والمقاومة تنصب كمائن جديدة للاحتلال
أكدت مستشفيات غزة استشهاد 81 فلسطينيا في الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر أمس السبت، في وقت أعلنت فصائل المقاومة عن نصب كمائن استهدفت جنود الاحتلال وأوقعت خسائر جديدة في صفوفهم.
وقد أظهرت صور للجزيرة جانبا من عمليات القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي المتواصل على منطقتي قيزان النجار وقيزان رشوان جنوبي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما تعرضت أيضا منطقة بطن السمين في خان يونس للقصف وسط تحليق كثيف لمقاتلات حربية إسرائيلية على علو منخفض في أجواء المدينة التي تتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية واسعة.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة في حي الصبرة بمدينة غزة، راح ضحيتها 15 شهيدا، إضافة إلى عشرات المصابين والعالقين تحت الأنقاض.
ونعت حركة "المجاهدين" الفلسطينية، أمينها العام أسعد أبو شريعة، الذي اغتالته إسرائيل في غارة استهدفته مع أفراد من عائلته في حي الصبرة.
كتائب القسام: تمكن مجاهدونا أمس الجمعة من تفجير عين نفق مفخخة مسبقًا في قوة صهيونية راجلة قوامها 6 جنود وأوقعوهم بين قتيل وجريح في منطقة مرتجى بالقرب من الجامعة الإسلامية جنوب شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع#الضفة_الغربية #قطاع_غزة #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/fZd9Sg2lBS
— وكالة قدس برس (@qudspressagency) June 7, 2025
إعلان كمائن جديدةميدانيا، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مقاتليها فجروا الجمعة نفقا في قوة إسرائيلية راجلة من ستة 6 جنود تم إيقاعهم قتلى وجرحى في منطقة مرتجى جنوب شرق خان يونس.
وفي شمال القطاع، قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها أوقعوا الجمعة قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزل في كمين محكم، تخلله تفجير عبوات وقذائف جرى هندستها عكسياً في منطقة تل الزعتر شرقي مخيم جباليا.
وأضافت سرايا القدس أنها قصفت بوابل من قذائف الهاون تجمعاً لجنود وآليات الاحتلال المتوغلين في محيط منطقة السطر الشرقي، بمدينة خان يونس.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي، إبادة جماعية بغزة، تقتيلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت حرب الإبادة أكثر من 180 ألف فلسطيني شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال، فضلا عن الدمار الواسع.