سوء الأحوال الجوية.. مؤسسة محمد الخامس للتضامن تتخذ مجموعة من التدابير لفائدة ساكنة إقليم تارودانت المتضررة من زلزال الحوز
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
عبأت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، على مستوى إقليم تارودانت، فرقها لتقديم المساعدة للساكنة المتضررة من زلزال 8 شتنبر الماضي، خصوصا خلال هذه الفترة المطبوعة بسوء الأحوال الجوية.
وفي هذا السياق، قالت مديرة التواصل بالمؤسسة، سناء درديش، إنه وفي الإطار مواجهة إنخفاض درجات الحرارة وكذا سوء الأحوال الجوية التي شهدتها هذه المنطقة مؤخرا، جرى خلال الفترة الممتدة ما بين 19 و21 أكتوبر الجاري، توزيع مجموعة من المواد الغذائية لفائدة 2624 أسرة.
وأضافت أن 2816 أسرة استفادت كذلك من عملية نصب خيم مقاومة للأمطار، مبرزة أن هذه العملية الإنسانية همت كل من جماعات سيدي عبد الله أوسعيد، أوناين، أهل تفنوت، توبقال، إكيدي، إمولاس، أسكوان، تايولات، تيزي نتاست، سيدي واعزيز، وإميل مايس.
وأوضحت أنه على مستوى جماعتي سيدي عبد الله أوسعيد وسيدي واعزيز، استفاد 719 شخص من خدمات طبية قدمتها فرق طبية من الطب العام والاختصاصي، وكذا فرق تابعة للقوات المسلحة الملكية.
جدير ذكره، أن هذه المبادرة الإنسانية والتضامنية والتي تشمل المناطق الأخرى المتضررة من الزلزال، تأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الهادفة إلى تقديم يد العون إلى الساكنة التي لحقها الضرر جراء هذه الكارثة الطبيعية.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
الإنسانية في خطر
سعيد بن حميد الهطالي
saidalhatali75@gmail.com
في صباحٍ عادي خرجت من بيتي متوجهًا في الطريق إلى عملي ككل يوم، لم أكن أعلم أن شيئًا صغيرًا سيعلّق قلبي طوال اليوم.
طائرٌ صغير، ربما كان في رحلة بحثٍ عن رزقه، أو عائدًا لعشه، اصطدم بزجاج سيارتي فجأة، فارتجف قلبي قبل أن ألتفت إليه، لم أره بعد تلك اللحظة، لا أدري أين مضى، وهل أكمل طيرانه مثقلًا بالألم، أم هوى إلى حيث لا يُرى؟
لكن الذي أعلمه أن صورته لم تغادرني، كأن الله أرسل لي بهذا الطائر رسالة، مذ تلك اللحظة وأنا أدعو له بصدق: "اللهم سلّمه، اللهم الطف به، اللهم لا تجعلني سبب أذية لأحدٍ من خلقك وسوّيته برحمتك."
أيقنت أن الرحمة لا تحتاج أسبابًا، وأن دعاءً صادقًا لكائنٍ ضعيف قد يكون أحب إلى الله من آلاف الكلمات التي لا خير يناله الإنسان منها.
ما عاد الأمر مجرد حادث عابر، بل ومضة استيقظت فيها روحي، وكأن الطائر جاء ليوقظ في عقلي شيئًا من الإنسانية التي ماتت في قلوب بعض البشر!
وهنا فقط، يتفجر السؤال الموجع: إذا كانت هذه الرحمة تولد في قلب إنسانٍ تجاه طائر، فبأي قلب يُباد الأبرياء في غزة؟! وبأي ضمير يُقطع عنهم الماء والغذاء؟! بأي منطق يُقتّل الأطفال وهم نيام؟ وتُدفن العائلات تحت الركام؟!
لقد صار الإنسان – في أزمنة الخذلان – وحشًا لا يرحم، ولا يتردد في أن يُسكت صوت البراءة بالقنابل، وأن يُجفف أنهار الحياة بالحصار!
تحوّل الكائن الذي كرّمه الله إلى أداة قتل تتغذى على مشاهد الدمار، وتتعطّش للمزيد من الدماء، غير عابئٍ بمن يسقط، ولا مكترثٍ بمن يستغيث!
في غزة، لا تنكسر الجدران فقط؛ بل تنفطر القلوب أيضًا، هناك حيث تصرخ الإنسانية، وتبكي العصافير، وتُذبح الطفولة تحت أعين عالمٍ صامت، أصم، بلا قلب!
ننظر إلى الصور، ونسمع الأخبار، فنغرق في الدهشة: كيف تموت الرحمة في بعض البشر؟ كيف يتلذذون بالمجازر كأنهم يحتفلون بمشاهد الخراب؟!
أهذه هي الحضارة التي بلغناها؟ حضارة تغطي عريها الأخلاقي بأزياء التقنية الحديثة، وتجمّل وجهها الدموي بشعارات حقوق الإنسان التي لا تسري إلا على بعض البشر دون غيرهم؟
في غزة، كُتب على الإنسان أن يُذبح بلا محاكمة، وأن يُحاصر بلا ذنب، وأن يُهمل بلا خجل!
وفي غزة، يُمتحن صدق الإيمان، وحرارة الدم، وصدق المشاعر؛ فإما أن نبكي وننتفض ونقف مع الحق، أو نصمت فيسقط ما تبقى من ضميرٍ فينا!
أكتب هذا وأنا لا زلت أفكر في ذلك الطائر، لكنني الآن أفكر أكثر في البشر الذين ماتت فيهم الرحمة، فصاروا أشد فتكًا من الوحوش!
وأسأل الله أن يُحيي ما تبقى من إنسانية، قبل أن تغرق الأرض كلها في طوفانٍ من الوحشية والخذلان!