العاصفة برنارد المدمرة تسبب خسائر فادحة في المغرب.. هل تضرب مصر؟
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
تعرضت المنطقة العربية هذه الأيام لعواصف مدمرة، إذ ضربت منطقة بحر العرب من جه اليمن وعمان العاصفة تيج، بينما تتأثر المغرب في الجزء الشمالي الغربي من أفريقيا بامتداد العاصفة برنارد القوية، والتي أدت إلى اضطراب حركة الطيران وخلفت خسائر مادية في مناطق متفرقة من البلاد، وحوادث سير مروعة على الطريق أسفرت عنها وفاة 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين، لذا نوضح موقف مصر منها لقربها من هذه الدول.
وتقع مصر في المنطقة الوسطى ما بين المناطق المتأثرة بعاصفة تيج والمناطق المتأثرة بالعاصفة برنارد، وهو ما أثار تخوفات المواطنين في مصر من احتمالية تأثر البلاد بهذه العواطف، إلا أنه رغم تلك المخاطر المجاورة فإن الوضع آمن تماما بالنسبة لمصر إذ تتميز بطبيعة جغرافية مختلفة حسبما أوضحت الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية.
وكشفت الدكتورة منار غانم، أنه لا يوجد أي تأثير للعاصفة برنارد على مصر، ولن تصل إلينا رغم قربها من البلاد، وذلك لاختلاف التوزيعات الضغطية المؤثرة، واختلاف الطبيعة الجغرافية ومصادر الكتل الهوائية.
وأوضحت عضو هيئة الأرصاد الجوية، أن مصر بعيدة تماما عن التقلبات الجوية هذا الأسبوع، ولا تتأثر بالعاصفة برنارد ولا بالإعصار تيج، وما نشهده من أحوال الطقس والظواهر الجوية اليوم هو ارتفاع طفيف في قيم درجات الحرارة وشبورة مائية كثيفة تصل إلى حد الضباب وأمطار على بعض المناطق.
سبب حدوث العاصفة برناردوعن سبب تشكل العاصفة برنارد، ذكرت الدكتور منار غانم أنها حدثت نتيجة امتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا وأيضا منخفض جوي متعمق على سطح المحيط الأطلسي، لافتة إلى أن المنخفض الجوي تعمق بشكل كبير نتيجة الطاقة التي اكتسبها من المياه فتحول إلى عاصفة سرعة الرياح تزداد بشكل كبير إذ تجاوزت 100 كيلو متر على الساعة، وتساقط وأمطار غزيرة تؤثر على إسبانيا وجنوب فرنسا وبعض المناطق ومنها المغرب.
وتتعرض منطقة بحر العرب لحالة من الاضطرابات الجوية، بسبب العاصفة تيج، وخاصة عمان واليمن، حيث أثارت حالة من الرعب بين سكان اليمن، إثر هدم المنازل وانقطاع الكهرباء والاتصالات، كما تسببت الأمطار الغزيرة والرياح شديدة التي ضربت محافظة سقطري في غرق سفينتين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العاصفة برنارد العواصف الأعاصير المغرب اليمن الأرصاد الجوية الرياح سرعة الرياح الطقس
إقرأ أيضاً:
لماذا أجل ملك البلاد خطاب النصر؟
خلال الذكرى26 لعيد العرش، تضمن الخطاب الملكي فقرة تبدو صغيرة وفق عدد الكلمات لكنها كبيرة وغنية من حيث الدلالات، وهي تخص الجزائر، شعبيا ورسميا، على المستوى الاول، وخلال هذه المناسبة، أقر الملك بأواصر الأخوة والصداقة التي تربط الشعبين المغربي والجزائري، أما على المستوى الرسمي، وفي يشبه التحية الأخيرة لحكام الجارة الشرقية، بادر عاهل البلاد إلى إعادة سياسة اليد الممدودة في سياق مغاير ومخالف للحقائق وموازين القوى ، سياق عنوانه الابرز العداء والقطيعة بل هو سياق يؤشر على وشك وقوع الحرب في كل لحظة وحين.
لماذا اختار الملك محمد السادس هذا التوجه الذي قد يراه البعض » حكيما واخويا ونبيلا » فيما قد يراه البعض بمثابة » محاولة مستحيلة لايقاظ الموتى » سيما وأن سياسات وتوجهات النظام العسكري الجزائري مغرقة في عقيدة العداء للمغرب، وعلى الأرجح بأنها باتت على شاكلة » الزواج الكاتوليكي »، إذ يعتنق قادة الجزائر عقيدة العداء كطقس للخلاص، بالنسبة لهم ، فناء المغرب هو خلاص الجزائر، وهي معادلة باتت تتجاوز المنطق والحسابات الجيوسياسية وصارت أقرب إلى » الحالات النفسية التي عادة ما تلجأ الى « التعاويذ المقدسة » بعد نزول البلاء. لكن، لماذا أجل جلالة الملك خطاب النصر رغم أن كل المؤشرات التي باتت تجعل من النزاع حول الصحراء في حكم الماضي؟؟ ما هي خلفيات اليد الممدودة عبر الزمن لنظام لا ينظر الا بمنظار العداء والحرب والحقد ؟؟ أسئلة ترتبط أساسا بحيزا قد يبدو طارئ أو غير أساسي على مستوى الخطاب الملكي، لكنه يحمل دلالات عمقية ومعبرة، ويمكن تفكيك الاشارة الملكية من خلال ثلاث مستويات وذلك لمحاولة فهم الرسائل والغايات من ذلك:
اولا، السياق الراهن يؤشر على تفكك واندحار اطروحة الانفصال، والإشارة الملكية إلى الروابط التاريخية والدينية واللغوية التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري هي بمثابة رسالة تأكيدية على أن الشعب الجزائري غير معني بهذا الصراع بالنسبة للمغرب، وهو معتقد أو عقيدة يدركها المغاربة حكومة شعبا، بالتالي، فهذه الاشارات المشفرة تعيد التأكيد على متانة وعمق روابط الأخوة بين الشعبين رغم الحملة الدعائية الشرسة التي يحاول من خلالها حكام الجيش الجزائري » شيطنة النظام الملكي المغربي » وتسميم العلاقة وخلق حالة من التوتر والتعصب والفرقة بين الشعبين. هي إشارة واضحة، على التمييز بين « سياسات نظام يعيش على انقاض الماضي السحقيق »و » ميولات شعب يتقاسم مع جاره التاريخ والحاضر والمستقبل.
ثانيا؛ إشارة الملك إلى التمسك بالاتحاد المغاربي، والتأكيد على أنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر مع باقي الدول الشقيقة، تؤشر على رغبة المملكة في إحياء هذا » الكيان الجامد » بفعل مجموعة من الفواعل والخيانات والاصطفافات الهجينة والطارئة، كما تؤكد هذه الدعوة على فشل كل المحاولات الجزائرية التي كانت ترمي إلى تشكيل اتحاد مغاربي بدون المغرب، وفي نفس الوقت، هي إشارة على تجاوز الاشكالات العابرة والمؤقتة والثانوية مع باقي الدول المغاربية مثل تونس.
ثالثا، يتعلق الأمر بالفقرة الأخيرة التي تهم العلاقة المغربية الجزائرية والنزاع حول الصحراء، إذ أكد الملك الحرص على إيجاد حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب يحفظ ماء وجه جميع الأطراف. وهو تأكيد أو إقرار قد يكون منافيا للتحولات والمؤشرات على الارض، إذ شكلت هذه الفقرة من هذا الخطاب » دعوة ضمنية » للحوار مع كل من الجزائر وقيادة البوليساريو، فكيف يستقيم والحالة هاته أن يجالس المنتصر(المغرب) الطرف الاخر المنهزم بدون شروط!! على الارجح، يحاول الملك أن يعطي الفرصة الأخيرة لخصوم وحدته الترابية، يبدو أن الامر وكأنه يتعلق » بخطاب الفرصة الأخيرة » إن جاز التوصيف، بمعنى أن خطاب العرش قد يكون مغاير لخطاب الذكرى » الخمسين » للمسيرة الخضراء المرتقب يوم 6 نونبر من هذه السنة، إذ على الارجح ومن المحتمل أن تكون الثلاثة شهور القادمة فاصلة ومفصلية قد يتغير كل شيء قبلها أو بعدها بحسب التحولات الجيوسياسية والتوازنات الدولية، لكن، يحاول الملك اليوم أن يؤجل لغة الانتشاء والانتصار، وبحكمة ودعوة صادقة يرسل من خلالها رسائل الود والاخوة، بل يرمي بطوق النجاة للطرف الاخر_الذي بات في حكم المنهزم بلغة الواقع » الذي لم يعد في رصيده سوى الشعارات واجترار نفس المفردات و والسرديات. لربما هو « حبل الود الملكي الأصيل » المطوق بمحاذير التاريخ والجغرافيا والمستقبل، هي محاذير الاجداد والاباء المؤسسين لهذه الامبرطورية الممتدة عبر الزمن لقرون، إذا، دون شك، هي دعوة لحفظ ماء الوجه لهؤلاء، ومن المحتمل أن تكون الاشارة الملكية بمثابة رغبة أو خطوة ذكية لرفع الحرج و لجعل أطراف النزاع فاعلة ومساهمة » ظاهريا » _وفي الوقت بدل الضائع_ في صناعة المصير المحتمل الذي لا محيد عنه بعد سلسلة الاعترافات لطي ملف الصحراء تحت السيادة المغربية.