«سي إن إن»: قمة القاهرة للسلام تجسد دور مصر المحوري بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
سلطت الكاتبان ديفيد سينكر وغيث العمري، الضوء على الدور المصري المتصاعد في ظل حرب غزة، وذلك بحسب مقال مشترك لهما نشر عبر موقع شبكة «سي إن إن» الأمريكية، والذي أكدا خلاله أن مصر عادت إلى الظهور من جديد كلاعب محوري في الشرق الأوسط في ظل الحرب بين إسرائيل وغزة، وتجسد نفوذها المتجدد في القمة التي عقدتها القاهرة يوم السبت الماضي لعدد من الزعماء العرب والأوروبيين، في إشارة إلى قمة القاهرة للسلام 2023 التي عقدت بالعاصمة الإدارية.
ويذكر المقال أنه على الرغم من أن قمة القاهرة للسلام لم يصدر عنها بيان موحد من الطرفين العربي والغربي، مما يسلط الضوء على التحديات المتمثلة في إيجاد أرضية مشتركة، إلا أنها كانت الحدث الحاسم في جمع كبار القادة معا، بعد أن رفضت عدة دول عربية الاجتماع مع الرئيس جو بايدن في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأضاف المقال أنه مع ذلك، فإن أهمية مصر لا تقتصر على كونها رائدة بين الدول العربية، لكنها أيضا شريكا حاسما لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في جميع القضايا المتعلقة بغزة بسبب سيطرتها على معبر رفح، وهو حالياً نقطة الدخول الوحيدة إلى قطاع غزة المحاصر منذ أن أغلقت إسرائيل جميع المعابر على حدودها بعد هجوم المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر، على نحو يسمح لمصر بإملاء وتعزيز الشروط التي يمكن من خلالها دخول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية.
الموقف المصري ومعبر رفحوأشار إلى أن مصر جعلت مغادرة الرعايا الأمريكيين من غزة مشروطة بدخول المساعدات إلى القطاع، وأشار كذلك إلى رفض القاهرة فتح حدودها أمام ممر إنساني للسماح بخروج مئات الآلاف من النازحين داخليا من سكان غزة الذين يحاولون اللجوء إلى جنوب القطاع، الذي تقع عليه رفح.
وذكر المقال أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حذر في تصريحات صريحة، الأربعاء الماضي، من أن نقل الفلسطينيين إلى سيناء سيحول شبه الجزيرة إلى نقطة انطلاق لهجمات ضد إسرائيل، ما يثير ردود فعل إسرائيلية انتقامية، ما قد يعني جر مصر إلى الحرب مع إسرائيل.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى التنسيق مع حلفائها العرب بشأن الوضع في قطاع غزة لكن لأسباب تتعلق بالجغرافيا والتاريخ والثقل الدبلوماسي فإن مصر هي المحور الأساسي لهذا التنسيق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قمة القاهرة للسلام قمة السلام مصر وغزة الدور المصري قمة القاهرة للسلام
إقرأ أيضاً:
جائزة نوبل للحرب
كانت جائزة نوبل التي سمع بها الفلسطينيون عام 1993 بمثابة بصيص أمل، حتى أنهم احتفلوا بفوزهم بها من خلال ياسر عرفات، الرئيس المنتخب آنذاك، لكن ما إن حدث ذلك حتى تغير كل شيء.
بدلا من رؤية مستقبل مشرق لدولة فلسطينية ذات سيادة، وسلام في المنطقة، وازدهار واستقرار، أصبحت الحرب جزءا من حياتهم اليومية.
انغمسوا في متاهة من الوعود والضمانات لتحقيق السلام، وإقامة دولتهم، وتحرير أرضهم وفقا للقانون الدولي.
قرر قادة إسرائيل استغلال جائزة نوبل للسلام لتنفيذ مخططاتهم على أرض الواقع، لدرجة أن الفلسطينيين أصبحوا يكرهون كلمة السلام والجائزة المرتبطة بها.
قرر قادة إسرائيل استغلال جائزة نوبل للسلام لتنفيذ مخططاتهم على أرض الواقع، لدرجة أن الفلسطينيين أصبحوا يكرهون كلمة السلام والجائزة المرتبطة بها
الجحيم
فور انتشار خبر جائزة نوبل للسلام في العالم، فتح الاحتلال الإسرائيلي أبواب جهنم على الفلسطينيين:
* عزل القدس عن الضفة الغربية بإقامة الحواجز والجدران العسكرية، وباتت غزة معزولة عن القدس والضفة الغربية، مما جعل واقع الفلسطينيين أشبه بحديقة حيوانات.
* شنت الحكومات الإسرائيلية حملات واسعة لدعم الاستيطان في الضفة الغربية، من خلال فتح الطرق لتسهيل التنقل بين المستوطنات وربطها بالقدس وتل أبيب، على حساب الأراضي الفلسطينية.
* كثفت جماعات المستوطنين جهودها للاستيلاء على الأراضي والاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل.
* في عام 1994، اقتحم المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين الحرم الإبراهيمي في الخليل، ونفذ مجزرة بحق المصلين، قتل فيها 29 منهم أثناء صلاة الفجر في شهر رمضان.
* شنت إسرائيل حربا دينية على المقدسات الإسلامية في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وقيدت حركة المصلين بذريعة الحفاظ على الأمن الإسرائيلي. كما منعت الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية من دخول المدينة المقدسة.
* في عام 1996، صعّدت إسرائيل من عدوانها على المقدسات بحفر أنفاق أسفل المسجد الأقصى، مما أدى إلى مواجهات أسفرت عن سقوط مئات الضحايا الفلسطينيين برصاص جنود الاحتلال، مما زاد من تعقيد الوضع.
* في عام 1996، استولت إسرائيل على جبل أبو غنيم قرب بيت لحم وبنت عليه مستوطنة "هار حوما"، في انتهاك صارخ للاتفاقيات.
* طوال هذه الفترة، أنكرت إسرائيل الحقوق الفلسطينية، ورفضت تنفيذ بنود الاتفاق، وأوقفت المفاوضات.
* بينما كانت تسلب الحقوق الفلسطينية، هاجمت إسرائيل دولا مجاورة مثل لبنان، الذي تعرض لجرائم حرب كبرى مثل مجزرة قانا.
* عام 1997، تولى بنيامين نتنياهو رئاسة وزراء إسرائيل، وحاول اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في عمّان، متجاهلا معاهدة السلام مع الأردن.
* واصلت إسرائيل سياستها في تسريع التوسع الاستيطاني ومحو حلم الدولة الفلسطينية بذريعة السلام.
الفلسطينيين يتساءلون اليوم عن جائزة نوبل للحرب لنتنياهو الذي لا يزال يرتكب جرائم الإبادة والتجويع والعطش بحقهم، على الأقل ليُكشف عن وجهه الحقيقي وليتوقف هراء الصمت
* في عام 2000، دنس زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك، أرييل شارون، المسجد الأقصى، مما أثار استفزاز الفلسطينيين وأدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية ضد الاحتلال.
* في عام 2004، اغتالت إسرائيل ياسر عرفات، الحائز على جائزة نوبل للسلام، بتسميمه بعد حصاره في مقره الرئاسي في رام الله.
* تُعزز إسرائيل احتلالها للضفة الغربية، الأرض الموعودة للدولة الفلسطينية.
كل يوم من هذا الصراع هو فصل جديد في حرب السلام، كل خبر عاجل هو قصة أمل محطم، تُذكّر الفلسطينيين بنفاق العالم وازدواجية معاييره حين سمّت إسرائيل حربها عليهم وسلب حقوقهم "عملية سلام". بل إن الفلسطينيين يتساءلون اليوم عن جائزة نوبل للحرب لنتنياهو الذي لا يزال يرتكب جرائم الإبادة والتجويع والعطش بحقهم، على الأقل ليُكشف عن وجهه الحقيقي وليتوقف هراء الصمت.
لقد سئمت الذاكرة الفلسطينية من كلمات كالسلام والأمن والوعود، حتى من عبارة "أشعر بالقلق" التي يرددها الأمناء العامون للأمم المتحدة بعد كل جريمة إسرائيلية مروعة.
السلام كلمة أصبحت مصدر موت وقبح وظلم للفلسطينيين بلا جوائز.