خطر جديد يهددها.. كشف سبب النفوق المفاجئ لمئات الأفيال
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
كشف العلماء عن السبب وراء نفوق عشرات الأفيال في أفريقيا كانت مهددة بالانقراض، مما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي تتعرض لها هذه الحيوانات والبيئة الأفريقية.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إنه في عام 2020، تم العثور على نحو 350 فيلا نافقا بظروف غامضة في بوتسوانا، و35 آخر في ظروف مماثلة في زيمبابوي.
وأظهرت الفحوص التي أجريت على الأفيال التي نفقت في زيمبابوي أن السبب بكتيريا غير معروفة تسمى «باستوريلا بيسغارد تاكسون 45»، أدت إلى حدوث تسمم في دم الأفيال ونفوقها.
وقال الدكتور أرنود فان فليت، من جامعة سري البريطانية، إن العدوى «تضاف إلى القائمة المتزايدة من التهديدات المرتبطة بالأمراض التي تهدد الحفاظ على الأفيال».
وجاء في ورقة بحثية نشرت على مجلة «نيتشر كوميونيكيشن»: «يمثل هذا مصدر قلق مهما للحفاظ على الأفيال في أكبر مجموعة متبقية من هذه الأنواع المهددة بالانقراض».
ويتناقص عدد أفيال السافانا الأفريقية بنسبة 8 في المئة سنويا، وذلك بشكل أساسي نتيجة الصيد الجائر. ويقترح البحث الجديد إضافة الأمراض المعدية إلى قائمة الضغوط التي تواجهها.
وقال العلماء إن من المحتمل أن تكون هذه الأفيال تعرضعت لضغوط بسبب ظروف الجفاف في ذلك الوقت، مما جعل تفشي هذه العدوى أكثر احتمالا.
وسبق أن تسببت بكتيريا الباستوريلا بالموت المفاجئ لنحو 200 ألف من ظباء السايغا في كازاخستان، ويعتقد العلماء أن بكتيريا الباستوريلا تعيش بشكل عام دون التسبب في أضرار في اللوزتين لدى الظباء. ومع ذلك، فإن ارتفاع درجة الحرارة إلى 37 درجة مئوية تسبب في انتقال البكتيريا إلى مجرى الدم، وحدثت حالات تسمم.
وتم رصد هذه البكتريا أيضا في نمور وأسود وسناجب، وفقا للورقة البحثية.
وكانت مسؤولة كينية حذرت، في 2022، من أن الجفاف في بلادها تسبب في نفوق 205 أفيال والعشرات من الحيوانات البرية الأخرى في الفترة من فبراير إلى أكتوبر، أثناء موجة جفاف لم تشهدها البلاد خلال 40 عاما.
وبالإضافة إلى الأفيال، نفق 512 من حيوانات الظبي الأفريقي و381 حمارا وحشيا نتيجة للجفاف في الفترة نفسها، بعضها في المتنزهات الوطنية التي تعد نقطة جذب سياحي رئيسية في البلاد.
وقالت دراسة علمية إن العالم الطبيعي بحيواناته البرية يتلاشى، مع استمرار نمو عدد سكان البشرية، البالغ 8 مليارات فرد تقريبا.
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
ظهور نادر لسمكة الشمس Mola mola في مياه الغردقة يثير دهشة الغواصين
لم يكن الغواصون الذين خرجوا في رحلة استكشافية قبالة سواحل الغردقة يتوقعون أن يتحول يومهم العادي إلى لحظة استثنائية. وبينما كانوا يستمتعون بمشهد الشعاب المرجانية المعتاد، فوجئوا بسمكة عملاقة ذات شكل غريب تسبح على عمق قريب من السطح. لم تكن تلك مجرد سمكة عابرة، بل كانت "Mola mola"، المعروفة باسم سمكة الشمس، إحدى أندر الكائنات البحرية في العالم.
هذه المشاهد النادرة، التي تُسجَّل لأول مرة في الغردقة وللمرة الخامسة فقط على مستوى البحر الأحمر، أثارت حالة من الدهشة بين الغواصين والخبراء. فسمكة الشمس لا تظهر في هذه المنطقة عادة، إذ تعيش في أعماق المحيطات المفتوحة، ولا تزور السواحل إلا نادرًا تحت ظروف بحرية معينة.
دكتور حسين نصر، أستاذ علوم البحار، يرى أن ظهورها في البحر الأحمر يمثل مؤشرًا بيئيًا هامًا يستحق الدراسة. فهي تتغذى على قناديل البحر والأسماك الصغيرة، ما يجعلها حلقة مهمة في توازن السلسلة الغذائية البحرية. كما أوضح أن التيارات القادمة من المحيط الهندي قد تكون وراء وصولها المفاجئ إلى هذه المياه.
ويُصنِّف الخبراء هذه السمكة ضمن الكائنات المهددة بالانقراض، ما يضفي أهمية إضافية على الحدث. وقد دفعت هذه الواقعة جمعيات الحفاظ على البيئة إلى إصدار تحذيرات عاجلة للصيادين، تطالبهم بتجنب الاقتراب من السمكة أو مطاردتها، مشيرين إلى أن إيذاءها قد يخل بتوازن النظام البيئي البحري، فضلًا عن التعرض للمساءلة القانونية.
سمكة الشمس ليست مجرد كائن ضخم يبلغ طوله أكثر من مترين ووزنه قد يتجاوز الألف كيلوغرام، بل تُعد "مرآة بيئية" تعكس جودة ونقاء المياه التي تعيش فيها. ظهورها بهذا الشكل المفاجئ يدعو إلى التأمل والتساؤل: هل بدأ البحر الأحمر يستعيد بعضًا من توازنه؟ أم أن تغيّرات في التيارات والحرارة تجلب كائنات لم نعتد على رؤيتها؟
مهما كانت الإجابة، فإن الحدث يستحق أن يُوثَّق علميًا، وأن يُستثمر لرفع الوعي بأهمية حماية البيئة البحرية في مصر، خاصة في مناطق حساسة مثل البحر الأحمر، الذي يُعد من أغنى مناطق العالم بالتنوع البيولوجي البحري.