هل حرب أوكرانيا تضعف موقف بوتين في ماراثون الرئاسة الروسي ؟
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
مع بداية فصل الخريف هذا العام، تبدأ روسيا تدريجياً في إدارة الحملة الانتخابية الرئاسية التي ستعقد في مارس 2024 ، وعلى الرغم من عدم وجود إعلان رسمي عن أسماء المرشحين لهذه الانتخابات حتى الآن، إلا أن فرص الرئيس الحالي فلاديمير بوتين كمرشح مفضل للروسيين هو أمر محسوم ، وستكون هذه هي خامس انتخابات رئاسية يخوضها .
فقد شغل بوتين منصب رئيس الدولة منذ عام 2000 باستثناء فترة رئاسية واحدة مدتها ٤ سنوات شغلها ديمتري ميدفيديف ، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، وقعت بعض الأحداث التي يمكن نظريا أن تحقق بعض الأماني الغربية في تقويض وإضعاف موقف بوتين السياسي .
ففي فبراير 2022 شنت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا مما أدى إلى فرض عقوبات غربية غير مسبوقة ضدها تفوق تلك المفروضة على كل من كوريا الشمالية وإيران .
ورغم طول أمد الحملة العسكرية، التي كان من المفترض في البداية أن تكون قصيرة المدة في النهاية وتوقعات البعض بأن تؤثر سليا على حكومة بوتين بسبب آثارها الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية إلا أن ماحدث هو العكس تماما حيث أظهر الاقتصاد الروسي بعض النمو هذا العام.
كما تمكنت روسيا من تجنب التعبئة الكاملة لشن الحرب ولا يزال الجيش الروسي يعتمد إلى حد كبير على المتطوعين ، وبالتالي فإن القتال ليس له تأثير قوي على المجتمع ككل.
ولعل هذا يرجح كفة بوتين لتحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستقام في مارس المقبل لينتخب رئيسًا لروسيا مرة أخرى لفترة ولاية جديدة مدتها ست سنوات.
وبشكل عام، بدأت أجواء الحملة الانتخابية في روسيا حيث شهد سبتمبر الماضي إجراء انتخابات المحافظين والبرلمانات الإقليمية والتي أظهرت مستوى عالٍ إلى حد ما من الدعم للحزب الرئاسي الحاكم "روسيا الموحدة"، الذي حصل على أغلبية المقاعد في المجالس التشريعية في جميع المناطق.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في البلاد رغم العقوبات المفروضة، فضلاً عن غياب التأثير المفرط للحرب على المجتمع الروسي، أدى إلى توحيد القوى السياسية – سواء الموالية للحكومة أو المعارضة – حول فلاديمير بوتين والتي وصلت إلى أبعاد غير مسبوقة.
إن كلاً من حزب روسيا الموحدة المؤيد لبوتين، والمعارضة التي يمثلها الحزب الشيوعي، والحزب الديمقراطي الليبرالي، والاشتراكيون، وحزب رجال الأعمال الجديد الذي دخل البرلمان مؤخراً يدعمون سياسات فلاديمير بوتن.
وفي الوقت نفسه، أشارت استطلاعات الرأي الاجتماعية التي أجرتها المراكز الاجتماعية الموالية للحكومة والمعارضة مثل مركز أبحاث الرأي العام الروسي ومركز ليفادا أن عدداً كبيراً من المواطنين الروس معجبون بفكرة وقوف روسيا بمفردها في مواجهة الغرب ، وكذلك حقيقة أن ما يسمى بالجنوب العالمي (دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية) يحافظ بالفعل على الحياد في هذه المواجهة.
ولعل كل ما سبق سيجعل من الصعب زعزعة استقرار المجتمع الروسي ويرجح أن تتم الانتخابات الرئاسية الروسية في مارس المقبل دون أية صعوبات كبيرة ليؤدي المرشح الفائز اليمين الدستورية في مايو 2024 وهو في الاغلب سيكون الرئيس الحالي فلاديمير بوتين الذي يبدو أن منافسته في ظل الظروف الحالية هو أمر مستحيل تماما.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا بوتين أوكرانيا انتخابات رئاسية
إقرأ أيضاً:
بوتين: نمو متسارع للاقتصاد الروسي بنسبة 4.3 % رغم المصاعب
الاقتصاد نيوز - متابعة
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، أن اقتصاد بلاده نما بوتيرة متسارعة خلال العامين الماضيين 4.3 %، رغم الظروف الصعبة.
وخلال اجتماع مع ممثلي دوائر الأعمال الروسية، أوضح بوتين، أنه "خلال العامين الماضيين، وفي ظل ظروف بعيدة كل البعد عن الركود، شهد الاقتصاد الروسي نمواً متسارعاً. كما تعلمون، في العام قبل الماضي كانت النسبة 4.1%، وفي العام الماضي كانت 4.3%".
وأشار بوتين، الذي دخلت بلاده في حرب مع أوكرانيا منذ شباط 2022، إلى أن كثيراً من الشركات الغربية غادرت البلاد جراء الضغوط عليها "وبعضها أقام علاقات مع الشركاء الروس"، في الوقت الذي يواجه فيه "رجال الأعمال الروس تحديات كثيرة، من بينها العراقيل اللوجستية وطرق الإمداد جراء الضغوط الغربية".
وقال الرئيس الروسي "الشركات الروسية لا تحتل مواقع قوية في السوق المحلية فحسب، بل تتوسع أيضاً بنشاط في الخارج".
ويعد النفط والغاز المصدران الرئيسيان لروسيا في تمويل الموازنة العامة، وهو الأمر الذي جعل مجموعة السبع تضع حداً أقصى لسعر النفط الروسي عند 60 دولاراً للبرميل، في الوقت الذي كان يتداول فيه بالقرب من 85 دولاراً للبرميل، في حين يتداول حالياً عند مستويات 60 دولاراً.
وتخلَّت معظم الدول الأوروبية عن النفط الروسي، بينما ما زال بعضها يعتمد على الغاز الروسي، ولكن بدرجات أقل من قبل بداية الحرب، مما ضغط على الموازنة الروسية.
وحول مستقبل المناخ الاقتصادي في البلاد، قال بوتين، إن "رواد الأعمال الروس لم ييأسوا في السنوات الأخيرة، فهم يواجهون التحديات. والأعمال التجارية تساعد روسيا على المضي قدماً".
وذكر أن روسيا تحتل المركز الرابع عالمياً في تعادل القوة الشرائية بفضل قطاع الأعمال المحلي، مؤكداً "من دون السيادة الاقتصادية لروسيا الاتحادية لا يمكن أن تتحقق أي سيادة أخرى للبلاد".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام