خبير عسكري: بعد معركة الجمعة القاسية المقاومة أثبتت سيطرتها وجاهزيتها
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن توجيه رشقات صاروخية لعدد من مدن ومستوطنات إسرائيل بما في ذلك منطقة ديمونة التي يوجد بها المفاعل النووي، تزامنا مع الهجوم البري على قطاع غزة -مساء الجمعة- يؤكد أن المقاومة ما تزال قادرة على ضبط إيقاع المعركة وتحديد توقيت القصف وأهدافه.
وأضاف الدويري في تحليل على الجزيرة أن فصائل المقاومة من خلال قصفها لإسرائيل في ليلة هي الأقسى من حيث الضربات على القطاع يعني أنها تواصل استغلال ما لديها من إمكانيات حتى لو لم تكن مساوية لإمكانيات الجانب الإسرائيلي، وتقول إنها هي من يختار توقيت الإطلاق وأهدافه.
وعن التصدي لعملية التوغل البري التي بدأتها قوات الاحتلال مساء الجمعة، قال الدويري إنه لا توجد معلومات دقيقة عما وقع بالأمس، لكن المعروف أن المقاومة تعاملت مع دبابة وجرافتين في خان يونس وأوقعت إصابات بهم في الأمتار الـ10 الأولى.
وفي منطقة بيت حانون -يضيف الدويري- دخلت 5 دبابات وجرافتان وتم التعامل معهم أيضا بعد مئتي متر من توغلهم، لكن شدة القتال وطول فترته تعنيان أن إسرائيل دفعت بمجموعة قتال مختلطة من دبابات وجرافات وناقلات جند وقوات إسناد.
وقال الدويري إن المقاربة العسكرية تشير إلى أن هناك مجموعة من 35 آلية قتالية في كل منطقة وهو ما تسبب في المواجهات العنيفة التي دارت أمس بين الجانبين.
ولفت إلى أنه لا أحد يمكنه معرفة حجم الخسائر التي وقعت أمس في أي من الجانبين، لكن السؤال حاليا هو: هل انسحبت القوات الإسرائيلية التي توغلت أم لا؟
وأعرب الخبير العسكري عن قناعته أن هذه القوات قد انسحبت وليست موجودة حاليا كما يقول جيش الاحتلال، لأنها لو بقيت موجودة من الضوء الأول حتى الضوء الأخير لما تركتها فصائل المقاومة دون استهداف واشتباك من مسافة صفر.
وأضاف أن هذه القوات -من وجهة نظره- دخلت في جنح الظلام وخرجت قبل مجيء النهار، مؤكدا أنه لا يتصور أن تسمح عقيدة القتال لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ببقاء هذه الأليات على الأرض دون التعامل معها.
إلى جانب ذلك، فإن العقيدة القتالية لجيش الاحتلال تقضي بأنه لن يغادر منطقة دخل إليها إلا إذا كانت فاتورة البقاء أكبر من فاتورة الانسحاب.
وعن الأسلحة التي استخدمتها المقاومة لصد الهجوم، قال الدويري إنه تم استخدام صواريخ كورنيت المعروفة للجميع، وقذيفة ألياسين، وهي عبارة عن قذيفة "RBG-7”" تم تطويرها بحيث تكون ترادفية أي أن بها حشوتين إحداهما تنفجر لاختراق التصفيح البيني قبل جسم الدبابة ثم تنفجر الثانية لاختراق جسم الدبابة نفسه.
وتعمل قذائف ألياسين عن طريق التوجيه البصري ومداها الأقصى 300 متر قاتلة، ولا يمكن التمييز بين الفاصلين الزمنيين الأول والثاني لأنه يقاس بالميكروثانية.
وبالنسبة لصواريخ الكورنيت، فإن المقاومة -برأي الدويري- تستخدم جيلا يمكنه اختراق أكثر من 60 سنتيمترا في الفولاذ الصلب ويصل مداه إلى 5500 متر، فضلا عن الأجيال الحديثة منه فيصل مداها إلى 10 كيلومترات ويمكنها إسقاط الطائرات العمودية وسبق له بالفعل إسقاط طائرة مروحية.
وقال الدويري إن ما تقوم به إسرائيل في غزة مخالف للعرف العسكري المتعارف عليه لأنها بالأصل معركة ليست تقليدية وغير متناظرة وحرب هجينة، مضيفا بالقول "إنها المرة الأولى التي يتم فيها المزج بين الحرب غير المتناظرة والحرب الهجينة لأنه لم يسبق أن يستخدم جيش قوته السيبرانية كلها ضد مجموعة مسلحة وليس جيشا نظاميا".
وخلص إلى أن ما جرى بالأمس هو تمهيد لإنجاح عملية التفاوض بشأن الأسرى وأيضا لإنجاح العملية البرية إذا ما قررت إسرائيل المضي فيها قدما.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري إسرائيلي: أفضل خبراء التجميل لا يمكنهم إخفاء صفعات ترامب المتتالية لنتنياهو
قال خبير عسكري إسرائيلي، إن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بات يتلقى الصفعات تباعا من واشنطن، بشكل لم يعد أحد قادرا على إخفائه، من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما يعود سلبا على دولة الاحتلال برمتها.
ألون بن ديفيد الخبير العسكري للقناة 13، ذكر أنه "رغم أن اليهود صمدوا حتى بعد زوال مملكة الحشمونائيم، آخر دولة يهودية، لكن الشعور السائد أن دولة الاحتلال الحالية دخلت سنوات الانهيار، حيث يقودها القائم بأعمال رئيس الوزراء، بتسلئيل سموتريتش، لتحقيق رؤيته للحرب الدائمة، ونجح بالفعل في إجبار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على تجاوز الخط الأحمر، الذي شحب وجهه مؤخرا، وبات مثل وجه قارعة الطريق، يتلقى ضربة تلو الأخرى من واشنطن، وحتى خبراء التجميل الموهوبون لديه يفشلون بإخفاء آثارها".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "دولة الاحتلال اليوم أكثر عزلة من أي وقت مضى، وبات نتنياهو عاجزا حتى عن إيجاد مسار لعطلة مفتعلة في أذربيجان، وبات يوصف بالفاشل، فيما يقود دونالد ترامب سياسة أمريكية مستقلة في الشرق الأوسط، ودولة الاحتلال ليس لها مكان على طاولة صنع القرار فحسب، بل غير محدثة".
وأكد أن "نتنياهو يطلع على السياسة الأمريكية من التلفاز، لقد تخلى ترامب عنها في مواجهة الحوثيين، ويجري مفاوضات مستقلة مع إيران في طريقها لاتفاق نووي لا نعرف ما يتضمنه، أو ما إذا كان مفيدا للاحتلال، وسيعلن قريبا عن صفقة أسلحة مع السعودية، لا نعرف تفاصيلها حتى".
وأشار أنه "في قضية غزة أيضا، سيقرر ترامب ما إذا كان سيبرم صفقة أم سيواصل الحرب، لكن إذا كان هناك من يستطيع إنقاذ الدولة من الاستثمار في حرب لا نهاية لها وعقيمة في غزة، فهو ترامب تحديدا، صحيح أنه سطحي، يفتقر لأي رؤية استراتيجية، ويمكن تلخيص الخطوط العريضة لسياسته خلال الأشهر الأربعة التي قضاها في منصبه بعبارة: سأقول شيئا، وأرى ما سيحدث، لكن في هذه الأثناء، لم يحدث له أي خير، كل الوعود والإعلانات والتهديدات تحولت لكلام فارغ".
وأوضح أن "الظروف أصبحت مواتية لاتفاق نووي محسن، حيث انهار موقعها الإقليمي مع محورها، واقتصادها مدمر، وسلسلة انفجارات تعاني منها تفاقم شعور عدم الاستقرار، وكان الإيرانيون مستعدين لرئيس صارم، لكنهم يدركون اليوم أن ترامب يركز اهتمامه على التصريحات أكثر من مضمونها، حيث يجري مبعوثه ويتكوف المفاوضات معهم، ويبدو أنها تجرى على مستوى عال، دون اهتمام بالتفاصيل، ولذلك، فإن جوهر الاتفاق سيرتكز على التفاصيل، في كل غرام من المواد الانشطارية، وكل جهاز طرد مركزي، وسرعة دورانه".
وأشار أن "نتنياهو يدرك أنه قد يجد نفسه أمام أمر واقع يتمثل باتفاق نووي سيئ كاتفاق سلفه، أو حتى أسوأ، وفي هذه الحالة، سيكون من الصعب عليه معارضة ترامب علنا، وهو رئيس لا يملك أي ضوابط، بل يتلذذ بإذلال القادة الذين لا يناسبونه، وفي سنه المتقدمة، سيحتاج نتنياهو لكل ما تبقى لديه من مهارات التهريج ليشرح لماذا لن يعارض الاتفاق هذه المرة".
وأوضح أن "نتنياهو سيواجه تصويت ثقة حاسما من المجتمع عقب تراجع نسبة جنود الاحتياط الذين سيلتحقون بالجيش بزعم توسيع الحرب للمرة الثانية، وأكثر من أي استطلاع، تظهر مدى ثقة المجتمع بالحكومة التي أنتجت موسم الحرب الجديد له، وكما يعلم الجيش فهذا ليس استطلاعا، لأن نسبة المشاركين ستعكس النتائج الحقيقية لاختياره، لذلك، يمضي الجيش قدما بخطوات مترددة للغاية نحو توسيع نطاق القتال، وتعكس الخطط الموافقة عليها بالفعل تقدما بطيئا ومدروسا في القطاع، في محاولة لتقليل عدد الخسائر قدر الإمكان".