تقيم نقابة الصحفيين المصرية، مساء اليوم، عزاء وتأبين لشهداء الصحافة الفلسطينية وعائلاتهم، وذلك لإحياء بطولة الزملاء في فلسطين الذين يصرّون على مواصلة العمل، وأداء واجبهم المهني والوطني في نقل الحقيقة تحت إرهاب صواريخ العدوان الصهيوني، وفي ظروف شديدة القسوة، بينما تستهدفهم هم وعائلاتهم ومنازلهم آلة حرب وحشية في واحدة من أبشع جرائم الحرب بحق الصحفيين.

حفل تأبين شهداء الصحافة الفلسطينية

وأعلنت نقابة الصحفيين المصريين، أنَّها سوف تقيم تأبين للشهداء الصحفيين الفلسطينيين، وعائلاتهم بعد استشهاد أكثر من 24 صحفيًا وعشرات من عائلات الصحفيين بينهم 3 من عائلة الزميل وائل الدحدوح، وذلك في تمام الساعة السادسة مساء اليوم في قاعة محمد حسنين هيكل بالدور الرابع.

وفي سياق متصل، أدانت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ما حدث من قطع لكل سبب التواصل معكم ومع أهل غزة الأبية، بهدف منع تغطية أكبر حرب إبادة جماعية في القرن الحالي، يخطط لها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غرة، وتريد تنفيذها بعيدًا عن وسائل الإعلام.

إيقاف المجازر ضد الصحفيين 

وأعربت عن تتضامن لجنة الحريات مع نظيرتها في فلسطين بدعوة كل المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة لأخذ خطورة التبرير المسبق لجيش الاحتلال للمجازر ضد الصحفيين بأقصى درجات الجدية، وألا ينتظروا كي يرسلوا لنا التعازي بفقدان شهود الحقيقة، بل أن يتحركوا فورًا ودون أي مواربة، ونقول لهم كفى للمواقف الخجولة التي تكيل بمكيالين وتساوي بين الضحية والجلاد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نقابة الصحفيين لجنة الحريات غزة مصر فلسطين

إقرأ أيضاً:

"يوم الصحفي المصري".. حينما ثار الصحفيون ضد "قانون اغتيال الصحافة"

هي شابة مشاغبة، ظلّت دائمًا قوية، تدافع عن حقوق أبنائها، وتحلُم كل يومٍ بغدٍ أفضل، وتبحث بين الدروب، عن مزيدٍ من المغامرات، وتنطلق بحرية في أعلى السماء، وكأنها طائر العنقاء كبير الأجنحة، وقوي البِنية، تُبعث من رمادها، ولا تموت أبدًا.

هذه هي نقابة الصحفيين المصريين، التي دائمًا ما كانت حالمةً بالحرية، ومدافعةً عن حقوق أبنائها، وأيضًا حقوق المواطنين، والتي سجّل التاريخ بين طيّات صفحاتها، انتفاضاتها الواسعة، دفاعًا عن حقوقها المشروعة، وحقوق أبنائها في الحرية.

انتفضت نقابة الصحفيين المصريين في 10 يونيو عام 1995، ضد محاولاتٍ لتكبيل أيديها، وكم فمها عن ممارسة حقها الطبيعي في الصحافة والإعلام، وواجهت وحدها طوفانًا من محاولات الاغتيال المختلفة على كافة المستويات، النقابية، والتشريعية، وغيرها.

بداية القصة

في 20 مايو 1995، اقترحت الحكومة على مجلس الشعب، القانون رقم 93 لعام 1995 لتنظيم الصحافة، وأقرّه مجلس الشعب في جلسة مسائية عقدها في الثامنة من مساء 27 مايو 1995، وهي الجلسة التي استغرقت 5 ساعات، وكانت مقررتها الدكتورة فوزية عبدالستار رئيس اللجنة التشريعية حينها، ولم يحضرها عدد كبير من نواب الحزب الوطني، لكن الحضور كان كافيًا لتمرير القانون.

حاولت الحكومة المصرية في ظل حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أن تفرض مزيدًا من القيود على حرية الصحافة، باعتبار أن القوانين كانت تُعطي مساحات واسعة من حرية النشر والتعبير؛ حيث وافق "مبارك" على القانون في الليلة نفسها، ونُشر في الجريدة الرسمية في صباح اليوم التالي، وبررت الحكومة حينها سرعة إصداره، بدعوى “وجود تهديد للديمقراطية من تمتع حرية الرأي والتعبير بآفاق لم تبلغها من قبل، وضعف العقوبات الواردة في قانون العقوبات، وحماية الحياة الخاصة وعدم المساس بحرمتها، وعدم دستورية تمييز أفراد هذه الفئة من الصحفيين والكُتّاب عن غيرهم من المواطنين الذين يعبّرون عن آرائهم بغير طريق الصحافة، بينما مراكزهم القانونية واحدة”.

فورًا انتفضت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين مثل موج البحر الغاضب، ودعت لقعد عمومية طارئة، يوم 10 يونيو لمواجهة تمرير المشروع، وسبق ذلك مجموعة من الفعّاليات، سواءً الحلقات النقاشية، أو الاحتجاجات المختلفة، ونشر الصحفيون آنذاك قائمة سوداء بأسماء النواب الذين تزعّموا تمرير القانون، وأقاموا جنازة رمزية، شيّعوا فيها حرية الصحافة، وتوالت مبادرات الغضب، واحتجبت الصحف المختلفة، واعتصمت بكامل محرريها بحديقة النقابة.

أسباب رفض القانون

فرض القانون مزيدًا من القيود على العمل الصحفي في مصر وقتها؛ حيث تضمّن تغليظ العقوبات في جرائم النشر، وإلغاء ضمانة عدم الحبس الاحتياطي للصحفيين في هذه الجرائم، بالإضافة إلى أنه لم يُعرض على نقابة الصحفيين، أو المجلس الأعلى للصحافة، أو حتى مجلس الشورى.

مشروع القانون الذي تم رفضه كان يحظر تقريبًا كل أنواع النشر والتغطية الصحفية التي تتعارض مع المصالح الحكومية، ويعاقب الصحفيين بالسجن، والغرامات الباهظة، في حالة انتهاكهم لمواده.

الجمعية العمومية

كانت العمومية تهدف إلى التعبير عن استياء الصحفيين من التدخّلات الحكومية في حرية الصحافة، وتقييد حرية التعبير، وخلال الفعّاليات المختلفة، تجمّع الصحفيون من مختلف وسائل الإعلام والصحف المصرية، للتعبير عن رفضهم للقانون المُقترح، وللتأكيد على أهمية حرية الصحافة في بناء مجتمع ديمقراطي، تم اتخاذ قرار برفض القانون، والعمل على تعزيز حرية الصحافة، وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات.

تلقّت هذه العمومية دعمًا كبيرًا من قِبل الصحفيين، والمُثقفين، والنشطاء، في مصر وخارجها، وكان لها تأثير قوي في إبراز قضية حرية الصحاف، وتعزيز الضغط على الحكومة لإصلاح التشريعات ذات الصِلة بالإعلام.

على المدى الطويل، ساهمت هذه العمومية في دفع النقاش العام حول حرية الصحافة وتوعية المجتمع بأهميتها، وعلى الرغم من أن التحديات ما زالت موجودة، إلا أنها ساهمت في تعزيز الوعي بضرورة حماية حرية الصحافة ودورها الحيوي في تعزيز التنمية والتنوير المجتمعي.

انتصار

ظلّت الجمعية العمومية للصحفيين في حالة انعقاد دائم، برئاسة النقيب إبراهيم نافع، واستمرّت احتجاجاتها لمدة عامٍ كامل، حتى انتصرت الجماعة الصحفية، بعد نقاش واسع النطاق، بإصدار قانون جديد للصحافة، وهو القانون رقم 96 لعام 1996.

وتُعد معركة القانون 93 لسنة 1995، من أشهر المعارك التي خاضتها الجماعة الصحفية دفاعًا عن حرية الصحافة واستقلالها.

مقالات مشابهة

  • "الصحفيين" توقّع بروتوكول مع نظيرتها الفلسطينية لتقديم الدعم للزملاء القادمين من غزة
  • "الصحفيين" تنظّم دورة تدريبية حول “الصحافة الاستقصائية”
  • عصام السيد: المثقفون وقفوا ضد «أخونة» الثقافة في عهد الإخوان
  • اليوم.. الكاتب الأمريكي الكبير كريس هيدجز يزور نقابة الصحفيين
  • في الذكرى 29 لـ «يوم الصحفي».. هذا ما يطلبه الصحفيون
  • في يوم الصحفي.. "المرصد المصري للصحافة والإعلام": لا بد من إنهاء ملف الزملاء المحبوسين نهائيًا
  • "يوم الصحفي المصري".. حينما ثار الصحفيون ضد "قانون اغتيال الصحافة"
  • "البلشي" يوجّه التحية للجمعية العمومية في يوم الصحفي المصري
  • "الصحفيين" تهنئ الجماعة الصحفية بـ"يوم الصحفى" وتؤكد: سيظل عيدًا سنويًا لحرية الصحافة
  • "الصحفيين" تهنئ الجماعة الصحفية بـ "يوم الصحفي".. وتؤكد: سيظل عيدًا سنويًا لحرية الصحافة