“الأونروا” تصف آلية إدخال المساعدات لقطاع غزة بـ”الفاشلة” وتحذر من نفاد الإمدادات الغذائية
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
الجديد برس:
وصف مدير شؤون الأونروا في قطاع غزة، توماس وايت، نظام القوافل الحالي لإدخال المساعدات إلى القطاع، بـ”الفاشل”، محذراً من نفاد الإمدادات في السوق.
وقال وايت إن “قلة عدد الشاحنات وبطء العمليات وعمليات التفتيش الصارمة والإمدادات التي لا تتوافق مع متطلبات الأونروا ومنظمات الإغاثة الأخرى، وفي الغالب الحظر المستمر على الوقود، كلها وصفة لنظام فاشل”.
وحذر وايت من أن “الإمدادات في السوق تنفد، في حين أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة على متن شاحنات من مصر غير كافية”.
وأضاف أن “احتياجات المجتمعات هائلة، حتى لو كانت فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، في حين أن المساعدات التي نتلقاها هزيلة وغير متسقة”.
وأوضح المسؤول الأممي أنه “حتى الآن، عبرت ما يزيد قليلاً عن 80 شاحنة مساعدات إلى غزة في أسبوع واحد، وفي يوم السبت 28 أكتوبر، لم يكن هناك أي موكب بسبب انقطاع الاتصالات، ولم تتمكن الأونروا من التواصل مع الأطراف المختلفة لتنسيق مرور القافلة”.
وفي سياق متصل، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، إنها تلقت تهديدات شديدة اللهجة من القوات الإسرائيلية بـ”الإخلاء الفوري” لمستشفى القدس في قطاع غزة “كونه سيتم قصفه”.
وأضافت الجمعية، في بيان لها، أنه منذ ساعات الصباح يشهد محيط مستشفى القدس غارات متواصلة أدى إلى تدمير بعض المباني المحيطة به في محيط 50 متراً، وأنه ستحصل “كارثة إذا لم تتدخل المنظمات الدولية لوقف خطط قصف مستشفى القدس”.
وأكد الهلال الأحمر أن هناك 14 ألف نازح في مستشفى القدس، وأنه “من الصعب جداً إخلاء المستشفى لوجود عشرات المصابين فيه”.
وسبق أن قصف الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من أسبوع مستشفى المعمداني وسط قطاع غزة موقعاً مئات الشهداء.
ويأتي هذا فيما تواصل طائرات الاحتلال الحربية غاراتها، بالقرب من المستشفى الذي يكتظ بالمرضى وعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يبحثون عن مأوى.
وبالتزامن، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن هناك 10 آلاف شهيد ومفقود تحت الأنقاض منذ بداية العدوان المتواصل منذ 23 يوماً.
وأعلن الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل، الأحد، أن فرق الإنقاذ انتشلت في الساعة الماضية 30 شخصاً في شمالي غزة من تحت الأنقاض. مشيراً إلى أن عدد المفقودين تحت الأنقاض بلغ 1800 ولا نعلم إن كانوا أحياء أم أمواتاً.
ولفت بصل إلى أن هناك عدد كبير من الشهداء تحت الأنقاض حتى هذه اللحظة لصعوبة الوصول إليهم، قائلاً إن الطواقم تتعامل في الدقيقة الواحدة مع نحو 20 استهدافاً.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أنه تم رصد 50 مجزرة خلال الساعات الماضية ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة.
وطالب باتخاذ إجراءات دولية فورية لإنقاذ المنظومة الصحية في ظل التهديدات الإسرائيلية، مضيفاً أن نسبة الإشغال في مستشفيات قطاع غزة وصلت إلى 170%.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: مستشفى القدس تحت الأنقاض
إقرأ أيضاً:
الأورومتوسطي: آلية الاحتلال وأمريكا لتوزيع المساعدات مصائد للموت في غزة
قال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان": إنّ الجيش الإسرائيلي قتل وأصاب أكثر من 600 فلسطيني من المجوعين قرب ثلاث نقاط توزيع مساعدات أنشأها في مناطق خاضعة لسيطرته المطلقة جنوبي قطاع غزة خلال أسبوع واحد فقط، محذرًا من تحول تلك النقاط إلى مصائد دموية، وسط استمرار الصمت الدولي المطبق وغياب المساءلة.
وفي بيان صحفي، أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أكد المرصد أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف المدنيين الفلسطينيين الذين يُجبرهم الجوع الشديد على التوافد إلى تلك النقاط، مشيرًا إلى أن ما يُعرف بـ"الهيئة الإنسانية" التي أنشأتها إسرائيل وواشنطن لإدارة توزيع المساعدات، تحوّلت فعليًا إلى أداة للاستدراج والإعدام الميداني، تحت غطاء إنساني زائف.
وقال المرصد إن هذه الآلية، التي تديرها منظمة أمريكية مرتبطة بالجيش الإسرائيلي، تفتقر للحد الأدنى من شروط العمل الإنساني، سواء من حيث البنية التحتية أو الحياد أو ضمان سلامة المدنيين. وبدلاً من التخفيف من الكارثة الإنسانية، أصبحت هذه النقاط مسرحًا للقنص المباشر، والطائرات المسيّرة، والرصاص العشوائي، ما أدى إلى سقوط المئات بين قتيل وجريح، بينهم أطفال ونساء.
وأشار إلى أن هذه الممارسات تمثل امتدادًا لسياسة تجويع ممنهجة تُمارسها إسرائيل منذ أكثر من 20 شهرًا، في إطار حرب شاملة تتحول يومًا بعد يوم إلى إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة. فقد وثّق المرصد مقتل 102 فلسطيني وإصابة 500 آخرين قرب مراكز توزيع خلال 8 أيام فقط، بينما لم تُفتح أي تحقيقات مستقلة أو محاسبة أي جهة مسؤولة عن هذه المجازر.
وفي إفادات مروّعة جمعها فريق المرصد، تحدث ناجون عن مشاهد الذعر والرعب أثناء محاولاتهم الحصول على كميات زهيدة من الطعام، في ظل إطلاق نار مباشر من قناصة، ومسيّرات تُطلق الرصاص وتشتم المدنيين، وقذائف تصطاد المجوعين لحظة اقترابهم من "بوابات الفحص والإذلال" التي تقيمها القوات الإسرائيلية.
وأكد المرصد أنّ إدارة إسرائيل لملف المساعدات الإنسانية في غزة تمثل ذروة العبث واللاإنسانية، إذ لا يمكن للجهة المتهمة بتنفيذ الإبادة أن تكون مسؤولة عن الإغاثة. كما شدد على ضرورة إنهاء العمل بهذه الآلية فورًا، والعودة إلى آلية الأمم المتحدة السابقة، لضمان تدفق آمن ومحايد للمساعدات.
وفي سياق أوسع، حذر المرصد من أن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت عن دمار هائل في البنية التحتية، وتدهور شبه كامل للنظام الصحي، بات يُشكّل تهديدًا وجوديًا لأكثر من 2.2 مليون إنسان، مؤكدا أن هذه الكارثة لا يمكن اختزالها في معاناة إنسانية، بل هي نتيجة مباشرة لسياسة عسكرية ممنهجة تدمج القتل بالتجويع والإهمال المتعمد.
واختتم المرصد بيانه بدعوة عاجلة للمجتمع الدولي إلى التحرّك الفوري، وفرض ضغط حقيقي على إسرائيل لوقف جرائمها، وتمكين مؤسسات الأمم المتحدة من إدارة العمل الإنساني وفق المبادئ الدولية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة أكثر من مليوني إنسان يواجهون الموت البطيء في قطاع غزة.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.