أكثر من 10022 شهيداً و25408 جرحى جراء القصف الصهيوني المستمر على القطاع “حماس” تدعو لتشكيل لجنة دولية لزيارة مستشفيات غزة لكشف كذب العدو الصهيوني “نيويورك تايمز”: مسؤولون أمريكيون يؤكدون صحة أرقام وزارة الصحة في غزة “الأورومتوسطي”: الكيان الصهيوني يرتكب أكبر مجزرة منذ تأسيسه في غزة خلال ساعات معدودة

الثورة / قاسم الشاوش
ما يقوم به العدو الصهيوني المتغطرس ضد الشعب الفلسطيني في غزة من حرب إبادة جماعية في ارتكاب ابشع المجازر ضحاياها جلهم أطفال ونساء عزل هي جرائم فاقت ما ارتكب في الحرب العالمية الأولى والثانية وغيرها من الحروب منذ أن خلق الله الأرض وصنفت بالجرائم الأكثر وحشية تجاوزت الخطوط الحمراء والأعراف والأسلاف إنسانيا وعسكريا، كل تلك المجازر والجرائم تأتي في إطار الدعم الأمريكي والغربي لهذا العدو بهدف القضاء على أبناء فلسطين في غزة وتهجيرهم وذلك وسط صمت وخذلان عربي فاضح إلا أن طوفان الأقصى والمعارك المتواصلة في مواجهة هذا العدو الذي يتلقى اكبر الهزائم في تاريخه من المجاهدين الفلسطينيين والصمود الأسطوري لمجاهدي القسام ومن يساندهم من أبناء الفلسطينيين قلبت موازين المعادلة وحولوا حياة جيش الكيان الصهيوني إلى جحيم وخوف ورعب رغم كل جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.


وفي هذا السياق كشفت المعطيات التي أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن شهيداً فلسطينياً يرتقي كل أربع دقائق بقصف العدوان الصهيوأمريكي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، أفادت المعطيات التي نشرتها الوزارة بأنه في كل ساعة يقتل القصف الصهيوأمريكي ستة أطفال وأربع نساء من المواطنين في غزة.
وقال الناطق باسم الوزارة الدكتور أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي، مساء امس الاثنين: إن العدو الصهيوني ارتكب 19 مجزرة خلال الساعات الأخيرة في قطاع غزة، نجم عنها 252 شهيدا، فيما ارتفع عدد المجازر ضد العائلات إلى 1050 عائلة جزء كبير منها أبيد بالكامل.
وأكد القدرة أن عدد الشهداء جراء العدوان الذي دخل شهره الثاني ارتفع إلى 10022 شهيداً منهم 5104 أطفال و2641 سيدة، إضافة إلى 25408 جرحى.
كما أكد استشهاد 192 كادرا صحيا واستهداف 116 مؤسسة وإخراج 16 مستشفى عن العمل.
وقال: إن العدو يشن حربا مسعورة على المستشفيات وسيارات الإسعاف في قطاع غزة.. مشيراً إلى أن الساعات الماضية تركز العدوان بوضوح وشكل سافر على مستشفيات النصر للأطفال والرنتيسي التخصصي والعيون والصحة النفسية.
وأضاف: إن العدو استهدف مباشرة مستشفى الصحة النفسية الوحيد في قطاع غزة.
كما أشار إلى استشهاد أربعة نازحين وإصابة 70 من النازحين والمرضى في مركز الأورام بمستشفى النصر، في حين ارتفع عدد الشهداء بقصف عدة مستشفيات إلى ثمانية شهداء وأكثر من 100 مصاب.
وأوضح أن العدو الصهيوني يواصل الكذب بشأن وجود ممرات آمنة للنازحين والكوادر الطبية.. منبها إلى أن الممرات الآمنة التي يتحدث عنها العدو ما هي إلا ممرات للموت.
وتابع قائلاً: إن المنظومة الصحية باتت عاجزة تماما مع دخول العدوان شهره الثاني.. مطالباً جميع الأطراف بالعمل على توفير ممر إنساني آمن لضمان مرور المساعدات.
ولفت إلى أن الاستهداف المباشر للمخابز أدى إلى أزمة كبيرة في توفير الغذاء للسكان.. مشدداً على أن العدو الصهيوني يتلقى الصمت الدولي كضوء أخضر للاستمرار في مجازره.
يواصل العدوان الصهيوأمريكي ارتكابه للمجازر في قطاع غزة حيث شن فجر امس غارة على منزل في مدينة خان يونس ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين فلسطينيين بينهم طفل .
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن مصادر محلية قولها، إن طائرات العدو قصفت منزلا في شارع المحافظة بمدنية خان يونس، ما أدى لاستشهاد ثلاثة موطنين بينهم طفل وإصابة آخرين، إضافة إلى وجودة عدد من المواطنين تحت الركام.
وتواصل آلة الحرب الصهيونية، غاراتها العنيفة منذ ساعات على غرب غزة تحديدا في مخيم الشاطئ، حيث تم استهداف مربعات سكنية بأكملها، إضافة إلى قصف محيط مستشفى الشفاء.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، أعلنت أمس الأول أن عدد موظفي الأمم المتحدة الذين قتلوا حتى الآن في حرب غزة ارتفع إلى 88 فردا.
جثث لمئات النازحين في شوارع غزة أعلنها العدو الصهيوني »آمنة«
من جانبه أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إنه تلقى بلاغات حول وجود مئات الجثامين بالشوارع بمناطق مختلفة من مدينة غزة، ممن حاولوا التوجه للممر الآمن المزعوم من قبل العدو الصهيوني.
وقال المكتب في بيان صحفي: «تردنا عشرات البلاغات والمناشدات حول وجود مئات الجثامين لشهداء بالشوارع في مناطق مختلفة من مدينة غزة ممن حاولوا التوجّه للممر الآمن المزعوم وممن حاولوا الاحتماء من غارات الليلة قبل الماضية».
وكان رئيس المكتب في غزة، سلامة معروف أعلن في مؤتمر صحفي، إن «أوامر الخروج التي يروّجها العدو عبر المنشورات الجوية والاتصالات والإعلانات المموّلة على شبكات التواصل الاجتماعي هي دليل إدانة للاحتلال وليست لصالحه».
واتهم المسؤول الفلسطيني جيش العدو الصهيوني بأنه «يأمر المواطنين بالتوجّه إلى جنوب القطاع، ويقصفهم في الطرق ويقطع وصول الإسعافات إليهم».
وفي سياق متصل كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، بأنّ تقديراتهم لعدد الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة من جراء العدوان الصهيوأمريكي المتواصل، مشابه للأرقام التي صدرت عن وزارة الصحة في غزة.
وجاءت التصريحات التي نقلتها الصحيفة عن مسؤولين، لم تذكر أسماءهم، بعد أيام من تشكيك الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في أعداد الشهداء الذين تُعلنهم وزارة الصحة في غزة، وقال: “أنا لا أثق في الأرقام التي يعلنها الفلسطينيون”.
وفنّدت تقارير إعلامية أمريكية ادعاءات بايدن.. مؤكدة صحة الأرقام المصرح بها من قبل السلطات الصحية في غزة، حيث استشهد أكثر من عشرة آلاف فلسطيني خلال شهر من العدوان، أغلبهم من الأطفال والنساء، بينما لا يزال المئات تحت الأنقاض.
وسارعت منظمات حقوقية تنشط في قطاع غزة منذ سنوات إلى رفض ادعاء بايدن، إذ أشارت وكالة “أسوشيتد برس” إلى أنّ أرقام وزارة الصحة في غزة خلال الحروب السابقة تطابق إلى حد كبير الأرقام التي توصلت إليها حكومة العدو والأمم المتحدة.
في الوقت ذاته، ردّت وزارة الصحة في غزة بنشر قائمة بأسماء 6747 شخصاً استُشهدوا حتى 26 أكتوبر الماضي منذ بدء حملة القصف والعدوان، بينهم 2664 طفلاً.
وكانت القائمة تضم أسماء 2665 طفلاً، لكن موقع “إنترسبت” الأمريكي وجد أنّ اسم صبي في الـ14 من عمره تكرر مرتين، وهذا خفض العدد الإجمالي إلى 6746.
فيما أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أمس، بأن الكيان الصهيوني ارتكب أكبر مجزرة منذ تأسيسه عام 1948 خلال ساعات من الهجمات الجوية العنيفة والمكثفة على قطاع غزة الليلة الماضية تحت جنح الظلام وفي ظل قطع خدمات الاتصالات والإنترنت.
وقدر الأورومتوسطي في بيان صادر عنه أمس، أن هجمات الكيان الصهيوني الليلة قبل الماضية والتي تعد غير مسبوقة منذ بدء حربه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، خلفت أكثر من1500 شهيد وجريح وتدمير مئات الوحدات السكنية فوق رؤوس قاطنيها.
وتلقى فريق المرصد شهادات صادمة من سكان مدينة غزة بشأن الهجمات الدموية لاسيما في منطقة (الفوايدة حارة الريس) في غزة والتي تم الإبلاغ عن استشهاد العشرات من سكانها جراء القصف المكثف لعدة ساعات متواصلة.
كما تلقى شهادات مماثلة من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة بتعرضهم لسلسلة من عشرات الغارات الصهيونية أدت إلى تدمير مربعات سكنية بكاملها ودفن العشرات من المدنيين تحت الأنقاض بعد قصف منازلهم.
وقالت الشهادات: إن التقديرات بوجود المئات من الضحايا لا يزالون تحت أنقاض ركام المنازل المدمرة، فيما شوهدت جثث وأشلاء متقطعة في الشوارع مع حلول ساعات صباح أمس.
ويتزامن ذلك مع شلل كامل أصاب عمل فرق طواقم الإنقاذ من سيارات الإسعاف والدفاع المدني الليلة قبل الماضية بفعل انقطاع خدمات الاتصالات والانترنت لأكثر من 15 ساعة متواصلة.
وأعلن جيش العدو الصهيوني أنه استهدف أكثر من 450 هدفا خلال ساعات الليلة قبل الماضية، مواصلا التحريض على المستشفيات بزعم أنها تستخدم لأغراض عسكرية دون أن يقدم دليلا واحدا على ذلك.
وأوضح المرصد أنه بالتزامن مع تكثيف العدو الصهيوني هجماته الجوية والبرية على قطاع غزة، ينعدم وجود أي ممرات آمنة سواء للنازحين ممن دمرت مناطق سكنهم أو لإيصال الإمدادات الإنسانية لاسيما لمدينة غزة وشمالها.
ووثق المرصد الحقوقي عمليات تنكيل يتعرض لها نازحون فلسطينيون لدى محاولتهم التوجه نحو جنوب منطقة وادي غزة من قوات جيش العدو الصهيوني التي تطوق مدينة غزة بالكامل وتقسم القطاع.
وأفادت شهادات نازحين لفريق الأورمتوسطي، بتجريدهم بأوامر من القوات الصهيونية من ملابسهم بالكامل واحتجاز بعضهم كدروع بشرية فضلا عن إجبارهم على عبور منطقة جنوب وادي غزة مشيا على الأقدام تحت دوي الانفجارات والغارات وإطلاق القذائف.
ويتم ذلك وسط تقديرات بوجود أكثر من 1.5 مليون نازح في قطاع غزة نصفهم يقيمون في 149 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وسط اكتظاظ شديد وظروف غير إنسانية وانعدام للاحتياجات المعيشية.
ويبحث آلاف النازحين داخليا عن الأمان من خلال النوم في الشوارع بالقرب من مباني الأمم المتحدة وفي ساحات المستشفيات في وقت ينعدم فيه وجود أي ملجأ آمن وتستمر الغارات على كافة أنحاء قطاع غزة بلا هوادة.
واختتم المرصد الأورومتوسطي بيانه بالقول: إن “إسرائيل” لا تدخر شيئا في هجماتها الوحشية على قطاع غزة باستهداف شامل للبنية التحتية المدنية والمباني السكنية والمساجد والمدارس والمستشفيات في إطار حرب إبادة جماعية في وقت تتجاهل فيه أي دعوات دولية لوقف إطلاق النار وتحمل التزاماتها القانونية بشأن حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: وزارة الصحة فی غزة الکیان الصهیونی العدو الصهیونی على قطاع غزة فی قطاع غزة مدینة غزة أکثر من غزة من إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحاج فيلهلم الثاني.. القيصر الألماني المتهم بإشعال الحرب العالمية الأولى

ولد القيصر الألماني فيلهلم الثاني عام 1859 وتوفي عام 1941. تولى حكم مملكة "بروسيا" عام 1888 خلفا لوالده فريدريش الثالث، وظل على العرش حتى نفي إلى هولندا عام 1918 عقب هزيمة بلاده في الحرب العالمية الأولى.

تحالف مع الدولة العثمانية وزار القدس عام 1898، ودخل البلدة القديمة عبر ثغرة أحدثت في سور القدس لمرور موكبه.

عرف بمواقفه وخطاباته المثيرة للجدل، وحُمّل لاحقا المسؤولية عن اندلاع الحرب العالمية الأولى.

المولد والنشأة

ولد القيصر الألماني فيلهلم فريدريش فيكتور ألبرت -المعروف بـ"فيلهلم الثاني"- يوم 27 يناير/كانون الثاني 1859 في برلين. وهو نجل القيصر فريدريش الثالث، وتوج خلفا له بعد وفاته عام 1888.

تولى فيلهلم الثاني حكم مملكة بروسيا الأوروبية، التي كانت نواة تأسيس الدولة الألمانية الحديثة، واستمر في منصبه حتى 1918، وكان بذلك آخر قياصرة الإمبراطورية الألمانية.

وينحدر من عائلة "هوهنتسولرن" الملكية التي بدأ حكمها لبروسيا عام 1701، وكانت والدته الأميرة البريطانية فيكتوريا لويزا، ابنة الملكة فيكتوريا التي حكمت المملكة المتحدة في العهد الفيكتوري.

تزوج القيصر الأميرة أوغستا فكتوريا عام 1881، وأنجبا 7 أبناء، ثم بعد انهيار حكمه ورحيله إلى المنفى في هولندا تزوج هيرمين رويس عام 1922، وذلك عقب وفاة زوجته الأولى بسنة، وأنجبا ابنا واحدا.

وكان على صلة بملك بريطانيا جورج الخامس وقيصر روسيا نيكولاس الثاني، إذ كانوا جميعا من أحفاد الملكة فيكتوريا، مما جعل بينهم روابط أسرية رغم التوترات السياسية والحروب.

تأثرت نشأة فيلهلم الثاني بحالة صحية لازمته منذ ولادته، إذ ولد بضرر في ذراعه اليسرى سبب له صعوبة في الحركة وتنفيذ المهام اليومية، إلا أن ذلك لم يثنه عن تعلم الرماية وركوب الخيل وقيادة الإمبراطورية الألمانية.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى فيلهلم الثاني تعليمه الثانوي في مدينة كاسل الألمانية عام 1877، ثم التحق بجامعة بون حيث درس القانون والعلوم السياسية. كما شارك في أنشطة اجتماعية وثقافية، كان من أبرزها انضمامه لفيلق "بوروسيا بون"، الذي يمثل جمعية طلابية ألمانية تهتم بتعزيز الهوية الوطنية والانتماء القومي بين الشبان.

فيلهلم الثاني درس العلوم السياسية والقانون في جامعة بون (غيتي)مثير للجدل

شهدت الإمبراطورية الألمانية في عهد فيلهلم الثاني ازدهارا كبيرا، إذ احتلت المركز الثاني اقتصاديا وصناعيا بعد بريطانيا.

إعلان

كما وسعت نفوذها خارج أوروبا عن طريق إنشاء علاقة وطيدة مع الدولة العثمانية، دعمت على إثرها مشاريع إستراتيجية في المشرق العربي، كان أبرزها تمويل مشروع سكة الحديد التي هدفت إلى ربط برلين ببغداد مرورا بالأراضي التي حكمتها الدولة العثمانية.

غير أن تصريحات القيصر الارتجالية وسياساته الداخلية والخارجية المتقلبة أثرت سلبا على صورته المحلية والدولية، مما دفع كثيرا من المؤرخين والمعارضين إلى تحميله جزءا كبيرا من المسؤولية عن اندلاع الحرب العالمية الأولى.

فرغم طبيعة مجلس ألمانيا الديمقراطي، عرف فيلهلم بتوجهاته المعارضة للأحزاب السياسية المخالفة له، خصوصا الحزب الاشتراكي. إذ قال في أحد خطاباته إنه "لا يوجد سوى سيد واحد لهذه الإمبراطورية"، واصفا كل ديمقراطي اشتراكي بأنه "عدو للوطن".

كما لم يتسامح مع معارضي توجهاته السياسية التي تركز على توسيع النفوذ الألماني خارج أوروبا، فحد من صلاحيات مستشاره ذي التوجهات "المحافظة" أوتو فون بسمارك -أحد أبرز سياسيي أوروبا في القرن الـ19- حتى اضطره إلى التنحي عن منصبه في مارس/آذار 1890.

وفي 1907 تورط القيصر في قضية "يولنبيرغ-هاردن"، التي اتهم على إثرها أحد أصدقائه بالشذوذ الجنسي، وهو الأمر الذي أثر سلبا على سمعة القيصر، لا سيما لقربه من شخصيات مثيرة للجدل داخل المجتمع الألماني.

أما خارجيا فقد أثرت حادثة شهيرة على مسار العلاقات البريطانية الألمانية عام 1908، حين أجرى فيلهلم الثاني مقابلة مع صحيفة لندنية حاول توظيفها لتحسين علاقته مع بريطانيا، إلا أنه أساء فيها للبريطانيين بقوله "أنتم الإنجليز مجانين كأرانب مارس"، في إشارة إلى التصرفات العشوائية وغير العقلانية للأرانب في موسم التزاوج.

وتضاف إلى ذلك مواقفه المثيرة للجدل التي أثرت سلبا على علاقات إمبراطوريته مع كل من بلغاريا وروسيا وغيرها من دول أوروبا.

"الحاج محمد فيلهلم"

زار القيصر فيلهلم الثاني الأراضي التي كانت تحت حكم الدولة العثمانية بدعوة من السلطان عبد الحميد الثاني عامي 1889 و1898، وتضمنت رحلاته جولات في مواقع تاريخية ودينية في كل من إسطنبول والقدس ودمشق وبيروت وبعلبك.

جهزت السلطات العثمانية أسطولا بحريا لاستقبال القيصر عند مدخل مضيق الدردنيل الذي يربط بين بحر إيجه وبحر مرمرة، كما وفرت سفنا لنقله إلى حيفا وبيروت، ونظمت احتفالات استعراضية كبيرة وأعادت طلاء المباني وتهيئة أماكن مبيت فاخرة له ولموكبه.

ألقى فيلهلم في جولاته خطابات عدة اعتبرها المؤرخون "أول تقارب أوروبي جدي مع العالم الإسلامي على الصعيد السياسي"، وركزت الخطابات في مجملها على شكر الدولة العثمانية وحاكمها على الاستقبال الحار، والتأكيد على صداقة فيلهلم الثاني مع السلطان العثماني والمسلمين تحت حكمه وولائه لهم، وانتقاد أعدائهم الذين "غزوا فلسطين بالسيف" في إشارة إلى الحروب الصليبية.

وأثارت زيارته وخطاباته المؤيدة للحكم العثماني الإسلامي والمناهضة للحملات الصليبية ردود فعل كبيرة بين الأوروبيين، الذين أطلقوا عليه لقب "الحاج محمد فيلهلم".

وصل فيلهلم الثاني القدس يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 1898 رفقة زوجته، ودخل البلدة القديمة عبر ثغرة أحدثت في الناحية الشمالية الغربية من سور المسجد الأقصى.

إعلان

فقد كان البروتوكول ألا يدخل الإمبراطور الألماني القدس ماشيا لأن ذلك تصغير له، كما أنه لم يكن لائقا عند الدولة العثمانية أن يدخلها راكبا ومن أحد أبوابها القائمة، لأن ذلك لا ينبغي إلا لسلطان فاتح، فعمد السلطان عبد الحميد إلى إحداث ثغرة جانبية يدخل منها فيلهلم الثاني تفاديا للإحراج.

وقد دخل الإمبراطور بعربته مباشرة إلى كنيسة القيامة، وظلت الفتحة قائمة وحملت فيما بعد اسم باب الجديد.

الإمبراطور فيلهلم الثاني (يسار) في هولندا عام 1932 (غيتي)إرثه المعماري بالقدس

أسهم فيلهلم الثاني في فترة حكمه بتمويل منشآت عدة في بيت المقدس، شكلت امتدادا واضحا للحضور الألماني خارج أوروبا. واتسمت هذه المباني بطرازها المعماري ذي الطابع الأوروبي المتمثل بالأبراج العالية والجدران السميكة والأقواس المستديرة. ومن أبرز تلك المنشآت:

كنيسة المخلص اللوثرية

افتتحت كنيسة المخلص اللوثرية عام 1898 في حارة النصارى داخل البلدة القديمة بحضور فيلهلم الثاني وزوجته، وأصبحت بذلك ثاني كنيسة بروتستانتية تبنى في مدينة القدس، ويشار إليها أحيانا باسم "كنيسة الفادي".

دير رقاد السيدة العذراء الكاثوليكي

افتتح عام 1901 على جبل صهيون في القدس، ويتميز بتصميمه الدائري على خلاف طراز معظم كنائس المدينة، إلى جانب احتوائه على تمثال يجسد مريم العذراء وهي على فراش الموت.

اعتدت منظمات استيطانية على الدير مرات عدة، فحاولت إحراقه وخطّت شعارات عنصرية على جدرانه.

دار القديس بولس

افتتحت عام 1908 شمال البلدة القديمة مقابل باب العامود بتمويل حازت عليه من فيلهلم الثاني عند زيارته القدس عام 1898، وكانت تهدف لاستقبال الحجاج الألمان الكاثوليك إلى الأراضي المقدسة وخدمتهم.

مستشفى أوغستا فيكتوريا

افتتح عام 1914 على جبل الزيتون، ويشتهر ببرجه ذي الأجراس الذي يبلغ ارتفاعه نحو 50 مترا، وهو يقدم خدمات طبية متخصصة، من أبرزها العلاج الإشعاعي للسرطان.

الإمبراطور فيلهلم الثاني وزوجته الأميرة هيرمين عام 1929 (غيتي إيميجز)الحرب والمنفى

عقب هزيمة إمبراطورية فيلهلم الثاني الألمانية في الحرب العالمية الأولى وحلفائها النمسا والمجر وبلغاريا والدولة العثمانية، اندلعت ثورة شعبية وعسكرية في ألمانيا عام 1918، وسط ظروف اقتصادية وسياسية خانقة.

فقد القيصر الدعم اللازم لبقائه في الحكم، مما أجبره على التنازل عن عرشه في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته والفرار إلى هولندا.

وهكذا سقطت مملكة بروسيا وانتهى النظام الإمبراطوري الملكي، وفتح الباب أمام محاولة تأسيس جمهورية ديمقراطية عرفت باسم "فايمار".

أمضى فيلهلم الثاني سنوات منفاه في الكتابة والبحث، ونشر عام 1922 مذكراته التي نفى فيها مسؤوليته عن اندلاع الحرب العالمية الأولى، وقد ترجمت لاحقا إلى لغات عدة منها العربية.

اعتبرته معاهدة فرساي عام 1919 "مجرم حرب" وحملته مسؤولية إشعال الحرب العالمية الأولى، وطالبت بعض دول الحلفاء وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا بتسليمه للمحاكمة، إلا أن هولندا رفضت ذلك، فظل مقيما فيها حتى وفاته عام 1941.

الوفاة

توفي فيلهلم الثاني في الرابع من يونيو/حزيران 1941 في منفاه بهولندا عن عمر ناهز 82 عاما، بعد إصابته بانسداد رئوي حاد.

وشهد في سنواته الأخيرة صعود الزعيم النازي أدولف هتلر إلى السلطة في ألمانيا عام 1933، واندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939.

مقالات مشابهة

  • ناشط مغربي: اتفاق غزة ثمرة صمود المقاومة والجبهة اليمنية التي أربكت العدو الصهيوني
  • الحاج فيلهلم الثاني.. القيصر الألماني المتهم بإشعال الحرب العالمية الأولى
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: وقف الحرب بداية جيدة.. ونوجّه الشكر لمصر التي أنقذت الدم الفلسطيني
  • المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط يعلن اكتمال المرحلة الأولى من الانسحاب الإسرائيلي
  • العدو الصهيوني يعتقل خمسة فلسطينيين خلال اقتحامات في الضفة
  • “حماس”: المجازر التي يرتكبها العدو تؤكد إصراره على مواصلة الإبادة حتى اللحظة الأخيرة
  • الأنظمة العربية التي استخدمها العدو الصهيوني كأدوات لتنفيذ جرائمه في غزة وهذا ما كشفه السيد القائد
  • الصحة العالمية: مستعدون لتلبية احتياجات المرضى في غزة
  • بداري: قطاع التعليم العالي يلتزم بالاصلاحات التي بادر بها الرئيس تبون
  • الجزائر الأولى مغاربيا والثانية عربيا في التصنيف العالمي للجامعات “THE”