محمد بن راشد: أولوياتنا للمرحلة المقبلة الحفاظ على الزخم التنموي والاقتصادي والتركيز على الشباب وجعل مشاريعنا التنموية أكثر استدامة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، أن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات تعكس فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” الهادف إلى تعزيز منظومة العمل الوطني وإرساء دعائم الرؤية التنموية الرامية إلى تحقيق مصلحة الوطن والمواطن.
وقال سموه: أولوياتنا للمرحلة المقبلة هي الحفاظ على الزخم التنموي والاقتصادي والتركيز على الشباب والتفكير بشكل مختلف في مشاريعنا التنموية لتكون أكثر استدامة، وأن الأوقات التي نمر بها حالياً والظروف المحيطة في المنطقة تتطلب منا مضاعفة العمل والجهود الوطنية .. ومضاعفة جهودنا للحفاظ على زخمنا التنموي والاقتصادي، وأن “كل عام يمر يؤكد أهمية العمل بروح الفريق الواحد والوطن الواحد… العمل من أجل ترسيخ الاتحاد”.
وحدد سموه، الأولويات للمرحلة المقبلة في 3 نقاط: الأولى الحفاظ على الزخم الاقتصادي والتنموي الذي تمر به الدولة وتعزيزه وترسيخه عبر سياسات وتشريعات وتسهيل إجراءات وتطوير خدمات وطرح حزمة جديدة من المحفزات؛ والأولوية الثانية التركيز على الشباب عبر تعزيز قيمهم وارتباطهم بهويتهم وعبر دعم مشاريعهم وعبر إيجاد الفرص الاقتصادية والوظيفية التي توفر لهم الحياة الكريمة؛ والأولوية الثالثة التفكير بشكل مختلف في مشاريعنا التنموية والاقتصادية لتكون أكثر استدامة وحفظاً للموارد وحفاظاً على البيئة للأجيال القادمة بحيث يكون عنصر الاستدامة ضمن سياساتنا وقوانيننا ومشاريعنا التنموية القادمة.
وبدأت أعمال اليوم الأول للاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات بكلمة افتتاحية لمعالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، استعرض خلالها معاليه أجندة الاجتماعات وأبرز المحاور التي تركز عليها الجلسات لترسيخ المكانة الريادية للدولة والانطلاق منها نحو المزيد من النجاحات والإنجازات في القطاعات كافة.
واستعرضت معالي مريم الحمادي، وزيرة دولة أمين عام مجلس الوزراء أبرز التحولات في المنظومة التشريعية لدولة الإمارات خلال العام 2023، خلال جلسة بعنوان “أهم التطورات في المنظومة التشريعية” أشارت خلالها إلى إنجاز نحو 200 قانون تخصصي خلال السنوات الثلاث الماضية، عمل على إنجازها أكثر من 150 جهة اتحادية ومحلية وقطاع خاص، و215 فريق عمل وطني، وأكثر من 2600 موظف وخبير ومختص.
واستعرض معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وسعادة فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، المقومات والإمكانيات الكبيرة التي تتفرد بها دولة الإمارات وتؤهلها لتكون لاعباً رئيسياً في السوق العالمية لنظم الذكاء الاصطناعي، ولتصدير هذه النظم، وذلك في جلسة بعنوان “ما هو طموح دولة الإمارات في تصدير نظم الذكاء الاصطناعي؟”.
وشهد اليوم الأول، إطلاق حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة نموذج التميز الحكومي الإماراتي الجديد ليكون مرجعية حكومية موحدة في مجالات التميز والريادة والجودة الشاملة في حكومة دولة الإمارات، والذي يهدف إلى تقليل الوقت والجهد على الجهات واختصار عدد الخطوات ومتطلبات عملية التقييم، وجاء ذلك خلال جلسة تحدث فيها بشكل رئيسي سعادة مروان الزعابي، مدير برنامج التميز الحكومي.
كما تطرقت جلسات اليوم الأول إلى عدد من الموضوعات ذات الأولوية في قطاعات مختلفة منها قطاع الصحة من خلال جلسة ترأسها معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وتطرقت إلى توفير نظام وطني مستدام للفحوصات الدورية، والمحافظة على صحة المواطنين استباقياً من خلال إطلاق عدد من المشاريع التحولية، وممارسة الفحص المبكر لأمراض القلب والشرايين من قبل جميع الجهات الصحية، والاتفاق على تصميم حزمة من الخدمات الصحية الأساسية لجميع السكان ووضع آلية لتمويلها.
وخلال جلسة حول آليات تنمية التكتل الاقتصادي للغذاء في الدولة؛ أكد معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، ومعالي مريم محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة أن دولة الإمارات تواصل جهودها لتوسيع نطاق التعاون الدولي في مختلف الملفات التنموية والاقتصادية، بما يعزز الجهوزية نحو المستقبل ويتماشى مع المتغيرات العالمية، من خلال انضمامها إلى عدد من التكتلات العالمية التنموية ضمن مختلف القطاعات الاستراتيجية، ومواصلة الجهود لتحقيق مستهدفات الدولة في ملف الأمن الغذائي وآليات تنمية التكتل الاقتصادي للغذاء بما يعزز النمو الاقتصادي ويساهم في زيادة مساهمة الزراعة والغذاء في الناتج المحلي للدولة.
وفي جلسة بعنوان “ما هي أهم الأولويات والفرص الاقتصادية مع القارة الأفريقية؟”؛ استعرض معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، خطط الدولة ومبادراتها لتوسيع الشراكات الاستراتيجية والتعاون الاقتصادي مع دول القارة الأفريقية، حيث أكد معاليه أن دولة الإمارات تمضي بثقة وثبات، بفضل رؤية وتوجيهات قيادتها، في بناء النموذج الاقتصادي الأقوى والأسرع نمواً.
كما شهدت أجندة أعمال اليوم الأول جلسة بعنوان “الإسكان .. كيف يمكن بناء مجمع سكني متكامل بالشراكة مع القطاع الخاص وفي وقت قياسي؟” أكد خلالها معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن التعاون مع القطاع الخاص يستهدف تطوير مجمعات سكنية متكاملة، بتكلفة أقل وسرعة إنجاز أكبر، ضمن الرؤية المستقبلية للحكومة بخصوص قطاع الإسكان، والتي تقوم على تلبية الاحتياجات السكنية واستدامة مصادر التمويل، لافتاً إلى أن الشراكة مع القطاع الخاص ستسهم في توفير حلول تمويلية تدعم إصدار 13,000 قرار لإسكان المواطنين، بتكلفة 11.5 مليار درهم حتى عام 2026.
وفي جلسة بعنوان “ما هو تأثير اتفاقيات التجارة الخارجية على الاقتصاد الوطني؟”، استعرض معالي ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية، تأثير اتفاقيات التجارة الخارجية على الاقتصاد الوطني من خلال عقد شراكات تجارية مهمة ومثمرة، وتوسيع شبكة الشركاء التجاريين للدولة والانفتاح التجاري والاستثماري عالمياً، من خلال برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة بما يعزز سياسة التنويع الاقتصادي ويسهم في مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للدولة، والتي تأتي ترجمة لتوجه دولة الإمارات لمضاعفة تجارتها الخارجية غير النفطية وصولاً إلى 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031.
وخلال جلسة “كيف يمكننا مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2031″، أكد معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد أن دولة الإمارات وضعت مستهدفاً وطنياً بمضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني إلى 3 تريليونات درهم بحلول العقد المقبل، لافتاً معاليه إلى أن وزارة الاقتصاد تعمل مع شركائها لتحقيق هذا المستهدف، ولا سيما في قطاعات الاقتصاد الدائري والتكنولوجيا الزراعية والتكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي والفضاء، وأن الدولة نجحت في مضاعفة حجم اقتصادها بمعدلات نمو تاريخية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تجربة الإمارات لدعم الربط الجوي أمام «اجتماع العشرين» بجنوب أفريقيا
أبوظبي (الاتحاد)
شاركت دولة الإمارات في الاجتماع الثاني لفريق عمل السياحة لمجموعة العشرين، والذي استضافته مدينة دربان بجمهورية جنوب أفريقيا خلال الفترة من 11 إلى 13 مايو 2025، وذلك بوفد رسمي برئاسة بدرية يوسف الميدور، الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة في وزارة الاقتصاد.
وجاءت مشاركة دولة الإمارات استجابةً لدعوة رسمية من جنوب أفريقيا، دولة الرئاسة لمجموعة العشرين لعام 2025، وهي المرة السادسة التي تشارك فيها دولة الإمارات كضيف في اجتماعات الفريق، وتعقد دورة هذا العام تحت شعار «التضامن، المساواة، والاستدامة»، في ظل ما يشهده العالم من تحديات مترابطة في قطاعات الاقتصاد والمناخ والتنمية المستدامة.
وأشاد وفد الدولة، خلال الاجتماع، بجهود جمهورية جنوب أفريقيا في دفع عجلة النمو السياحي وتطوير جدول أعمال التعاون السياحي على مستوى المجموعة، وأعرب الوفد عن شكر وتقدير دولة الإمارات لجنوب أفريقيا على تنظيم الحدث، موضحاً أن محاور الدورة الحالية تمثل قواسم مشتركة مع رؤية واستراتيجية تنمية السياحة في دولة الإمارات، لاسيما تعزيز الابتكار والذكاء الاصطناعي المرتكز على خدمة الإنسان لدعم نمو الشركات الناشئة والمؤسسات السياحية الصغيرة والمتوسطة، وتطوير أدوات التمويل والاستثمار السياحي المستدام.
وسلط الوفد الضوء على جهود الدولة في دعم الربط الجوي وتسهيل إجراءات التنقل الدولي، باعتباره عاملاً محورياً في تعزيز السياحة العالمية، إلى جانب التركيز على تعزيز مرونة القطاع السياحي وقدرته على الصمود في مواجهة الأزمات، وضمان شمولية واستدامة التنمية السياحية.
كما استعرض الوفد، خلال الاجتماع، أبرز مؤشرات الأداء السياحي في دولة الإمارات، موضحاً أن قطاع السياحة في الدولة حقق نتائج إيجابية خلال عام 2024، مما عزز مساهمته في نمو واستدامة الاقتصاد الوطني، حيث ارتفعت إيرادات المنشآت الفندقية في الدولة، لتصل إلى قرابة 45 مليار درهم، محققةً نمواً بنسبة 3% مقارنةً بالعام 2023، وزاد معدل الإشغال الفندقي ليصل إلى 78% خلال العام الماضي، وهو من بين أعلى المعدلات على المستويين الإقليمي والعالمي، لا سيما مع تدشين 16 فندقاً جديداً في الإمارات السبع خلال العام 2024، ليصل إجمالي عدد الفنادق في الدولة إلى 1251 فندقاً بنهاية العام الماضي، كما ارتفع عدد الغرف الفندقية إلى 216.966 غرفة مع نهاية العام 2024، وبنسبة زيادة بلغت 3% مقارنةً بالعام 2023.
كما وصل عدد نزلاء المنشآت الفندقية في الدولة إلى قرابة 30.8 مليون نزيل خلال العام 2024، بنسبة نمو 9.5% مقارنةً مع العام 2023، لتحقق السياحة الإماراتية بذلك ما نسبته 77% من الرقم المستهدف لنزلاء الفنادق الخاص ضمن محددات «الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031»، أي قبل 7 سنوات من الموعد المحدد، مما يوضح الزيادة المستمرة لمعدلات النمو الحالية للقطاع السياحي.
وتعكس هذه النتائج نجاح التوجهات الاستراتيجية السياحية للدولة، والتي وضعت مستهدفات برفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي إلى 450 مليار درهم، واستقطاب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم، فضلاً عن رفع عدد نزلاء الفنادق إلى 40 مليون نزيل سنوياً، بحلول عام 2031.
وجددت دولة الإمارات، خلال مداخلتها، التزامها بتعزيز الابتكار في قطاع السياحة، من خلال دعم ريادة الأعمال الرقمية، خاصة بين فئة الشباب، وتوسيع نطاق استخدام تقنيات التحول الرقمي والحلول الذكية في خدمات الزوار ومراكز المعلومات السياحية.
وفي جانب الربط الجوي، أكدت الدولة استمرارها في الاستثمار في تطوير البنية التحتية للمطارات، إلى جانب التوسع في استخدام التسهيلات الرقمية في إجراءات التأشيرات والهجرة، بما يسهم في تحسين تجربة السفر ورفع معدلات السياحة الدولية.
وفي ختام مشاركته، أكد وفد الدولة أن مشاركة الإمارات ضمن أعمال مجموعة العشرين يعكس التزامها بدعم السياسات السياحية الدولية، وتعزيز التعاون مع الدول الأعضاء والشركاء العالميين نحو تطوير منظومة سياحية شاملة ومستدامة تخدم الاقتصاد العالمي والمجتمعات المحلية على حدٍّ سواء.