عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي: يبدو أن حركة “طالبان” عازمةٌ على العودة لجذور تأسيسها المُتشدّد، ولم تلتزم بوعود حكم أكثر اعتدالاً، ووسطيّة، والعُنوان الأبرز لهذا هي المرأة، وعادةً ما تكون النساء هي عناوين الانفتاح، أو عناوين التشدّد، في إظهار الحكومات لسياساتها الاجتماعيّة، ومدى فرضها الحظر على المرأة، والسّماح بظُهورها من عدمه، وصولاً حتى لمظهرها الخارجي، والتحكّم حتى بإظهار شعرها، أو طمس معالمها بالكامل بالأسود المقيت “النقاب” على حد توصيفات علمانيّة.

قرار #طالبان بإغلاق صالونات التجميل في #أفغانستان يثير الجدل ويعزز عزلة الجماعة عن المجتمع الدولي#العربية pic.twitter.com/5OPKFduPU6

— العربية (@AlArabiya) July 6, 2023

وعليه، أمرت سلطات طالبان بإغلاق صالونات التزيين في جميع أنحاء البلاد في غضون شهر، وذلك وفقاً لإعلان صدر عن وزارة الأمر بالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر، المُتحكّمة فيما يبدو بحياة العباد وشكلها. وسبق للحركة الإسلاميّة المُتشدّدة أن منعت النساء من التعليم، وأغلقت المدارس، والجامعات، وها هي اليوم تمنع عليهن حتى الذهاب لصالونات التجميل، وسط تساؤلات من مُعترضين حول الأسباب الدينيّة المانعة لذهاب المرأة لصالونات التزيين، إذا كانت العاملات فيها من النساء، وليس الرجال.

طالبان تغلق جميع صالونات التجميل في افغانستان ..

– هل القرار صائب او تضييق على النساء ..؟ pic.twitter.com/zKv2vXznxu

— كويـتي حُـ ـر ???????? (@Kuwaity__7r) July 5, 2023

ومع منع النساء من مُواصلة العمل في صالونات التجميل، تُغلق طالبان الأبواب على عمل النساء تقريباً، فبعض العائلات تُعيلها نساء، وتصرف عليها من عملها في الصالونات التجميليّة، حيث تحظر طالبان على النساء العمل في غالبيّة الأعمال، تحت عناوين دينيّة يعتبرها البعض مغلوطة، بأن مكان المرأة منزلها.

إذا صحت أخبار اغلاق صالونات التجميل النسائية في أفغانستان.
فهذا قرار صائب مبارك. جزاكم الله خير الجزاء يا قادة أفغانستان الكرام. استمروا على هذا المنهج وسوف تأتيكم بركات الله.
لا عليكم من الضغوطات… هؤلاء كلهم عبيد مفلسون لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.#طالبان

— محمد ???? (شوف المفضلة) (@srdmmnd) July 6, 2023

ورغم أن حركة طالبان لم تشرح أسبابها لإغلاق الصالونات التجميليّة للنساء، قد يكون السبب الأبزر لهذا القرار، هو المُناكفة السياسيّة للأمريكيين، حيث ظهرت تلك الصالونات بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان 20 عاماً، ونهاية ذلك بانسحابهم المُخزي من أفغانستان، واليوم تمنعها طالبان، ودون النظر في تبعات القرار اقتصاديّاً يقول مُنقدون. ومُنذ سيطرتها على السّلطة في آب/أغسطس 2021، حظرت حكومة طالبان النساء والفتيات من ارتياد المدارس الثانويّة والجامعات، ومن الحدائق العامّة ومدن الملاهي والصالات الرياضية، وأمرتهنّ بارتداء الحجاب في الأماكن العامّة، وهذا ما تعدّه الأفغانيّات إقصاءً كاملاً لهنّ من الحياة العامّة كما لو كُنّ غير موجودات أبدًا.

المبعوثة الأمريكية لشؤون المرأة والفتيات وحقوق الإنسان في أفغانستان، رينا أميري: من خلال قرار حركة طالبان حظر صالونات التجميل الخاصة بالسيدات، يتم تجريد النساء من مساحة حيوية أخرى للعمل في وقت يواجهن فيه صعوبات في إعالة أسرهن. ينتج عن ذلك أيضًا اندثار إحدى الملاذات القليلة…

— الخارجية الأمريكية (@USAbilAraby) July 6, 2023

وتفاعل النشطاء مع قرار طالبان إغلاق صالونات التجميل، ورفض كثيرون الخطوة، فيما طالب آخرون ضرورة التفريق بين المُناكفة السياسيّة، وضرورات الحياة، والتضييق على النساء، ولم يحظى قرار طالبان فيما يبدو بالإشادة حتى من قبل حتى نشطاء إسلاميبن. وعلى الصعيد الدولي، أثارت الإجراءات ضجّة دوليّة، ما زاد من عُزلة كابول في وقت ينهار فيه اقتصادها بينما تشهد أزمة إنسانيّة.

طالبان تغلق صالونات التجميل للنساء. ليس هناك أبشع من نظام ظلامي ضلالي متخلف يحكم ملايين البشر رغما عنهم. الحرب على المرأة والقمع والتنكيل بمن يخالف الملا هو الدين عند هؤلاء. كل يوم أحمد الله أنني أعيش في دولة حرة مدججة بالرؤوس النووية فهي الضمانة الوحيدة لمنع الأنظمة الاستبدادية…

— د. نصير العمري (@dr_naseer) July 5, 2023

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

“الصحة” تطلق مشروع تعزيز التدخل المجتمع في الصحة النفسية

صراحة نيوز ـ أطلقت وزارة الصحة، مشروع تعزيز التدخل على مستوى المجتمع في الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي (MHPSS) للأطفال والمراهقين بمن فيهم اللاجئون، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، وبحضور جهات معنية وأصحاب علاقة ومؤسسات حكومية ومنظمات دولية ومنظمات المجتمع المدني.
وقال بيان للوزارة، إن المشروع ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي التي تهدف إلى تحسين جودة خدمات الصحة والتعليم، كما يسعى إلى دعم الحكومة الأردنية في تنفيذ “خطة العمل الوطنية للصحة النفسية والإدمان 2022–2026″، والتي تتماشى مع خطة العمل الشاملة للصحة النفسية 2013–2030 والإطار الإقليمي لتوسيع نطاق العمل في مجال الصحة النفسية في الشرق الأوسط، مما يعكس التزام الأردن بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وقالت مدير مديرية صحة المرأة والطفل الدكتورة هديل السائح في كلمتها مندوبة عن وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، إن الشراكة مع “جايكا” والوزارة بدأت في مجال الصحة النفسية منذ عام 2020، وتم تنفيذ المسح الوطني للصحة النفسية، وتعزيز مبادرات بناء القدرات، ودعم جهود الحكومة الأردنية في إصلاح قطاع الدعم النفسي الاجتماعي والصحة النفسية.
وأشارت إلى أن الصحة المدرسية تعد ركيزة أساسية في تنمية الطفل الشاملة، إذ تسعى إلى تعزيز صحته الجسدية والنفسية والاجتماعية من خلال برامج توعوية ووقائية وعلاجية تنفذها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مع التركيز على توفير بيئة آمنة وكشف مبكر للمشكلات الصحية.
وبينت أن المشروع يهدف إلى بناء قدرات العاملين في المراكز الصحية، وتطوير وحدة تدريبية متخصصة للتعامل مع الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، ورفع الوعي بصحة الأطفال النفسية في عدد من المدارس المختارة التابعة لوزارة التربية والتعليم، من خلال الاستفادة من الخبرة اليابانية في هذا المجال، وتنظيم زيارات دراسية إلى اليابان، وابتعاث خبراء يابانيين للعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم.
بدوره، قال مدير مديرية الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم الدكتور طلال العليمات، إن الوزارة تلتزم بتهيئة بيئة تعليمية إيجابية في المدارس، وهو ما يتحقق أساسا من خلال إعطاء الأولوية لصحة الأطفال النفسية، مشيرا الى أن الوزارة تعمل مع “جايكا” من خلال تنفيذ مشاريع مختلفة، واستضافة متطوعي هيئة التعاون الياباني الخارجي (JOCV) الذين يعيشون ويعملون مع المجتمعات المحلية.
وقال الممثل الرئيسي لمكتب “جايكا” في الأردن شينغو موريهاتا، إن الحكومة الأردنية واجهت خلال السنوات الماضية تحديات كبيرة، بما في ذلك تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، وجائحة كورونا، وضغوط اقتصادية واجتماعية أخرى، ما شكل عبئا كبيرا على الوزارات الخدمية، خاصة وزارتي الصحة والتربية والتعليم.
وأضاف أن “جايكا” سعت بشكل مستمر إلى دعم الحكومة الأردنية في مواجهة هذه التحديات، ومع إعلان إطلاق المشروع، يعزز جودة خدمات الدعم النفسي الاجتماعي والصحة النفسية.
من جانبها، قالت القائم بالأعمال في سفارة اليابان توموكو واتانابي، إن حكومتي اليابان والأردن تربطهما شراكة قوية وطويلة الأمد، وتدرك الحكومة اليابانية الدور المحوري الذي تؤديه الأردن في المنطقة، والتحديات التي واجهتها، ويظل دعمنا راسخا، ويمثل حفل إطلاق المشروع اليوم علامة بارزة أخرى في مسار تعاوننا المستمر.
من جهته، قدم مدير مديرية الصحة المدرسية في وزارة الصحة ومدير المشروع الدكتور محمد المعايعة نبذة عن الصحة المدرسية والدراسة المسحية الوطنية التي تم اطلاق نتائجها في العام 2023 حول الرعاية الصحية والنفسية للأطفال والمراهقين في الأردن. كما استعرض الخطة التنفيذية للمشروع التي تمتد لثلاث سنوات.
يذكر أن المشروع يعد تعاون فني يمتد على مدى ثلاث سنوات، ومن المقرر الانتهاء منه بحلول عام 2028.

مقالات مشابهة

  • “الأزرق المصري” يعود إلى الحياة.. فك شفرة أقدم صبغة اصطناعية في التاريخ
  • حلويات حبيبة “الأصلية” : ليس لنا علاقة بتخفيضات تسعى للربح “الرخيص” على حساب الجودة
  • الإطار الإيراني:نستخدم كل وسائل “التقية بما فيها نزع ملابسنا من أجل البقاء في السلطة”
  • السكن العشوائي في أفغانستان.. بناء فوق سفوح الجبال وعزلة دولية تفاقم المعاناة
  • رسميا.. روسيا توافق على ترشيح طالبان سفيرا لها لدى موسكو
  • روسيا توافق رسميا على ترشيح طالبان سفيرا لها لدى موسكو
  • “الصحة” تطلق مشروع تعزيز التدخل المجتمع في الصحة النفسية
  • إعلان تجنيد صادر عن القوات المسلحة الأردنية
  • “البياسجي” يُتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه بعد فوز كاسح على إنتر ميلان
  • إعلان قائمة منتخب سوريا للرجال لكرة القدم لمواجهة أفغانستان في تصفيات كأس آسيا 2027